رواية تمرد عاشق الجزء الثاني همسات مبعثرة بقلم سيلا وليد
متسمعش كلام غنى...البنت شكلها اټجننت حبيبي..إنسى.. إنسى
صړخت من أعمق نقطة تهز بقلبها.. وهي تضمه بقوة عندما وجدت خط من الدموع بمقلتيه
جلست أمامه على ركبتيها وامسكت بوجهه
والله هي ماتقصد اللي بتقوله... سامعني هي زعلانه على تهاني وبتقول اي كلام
أسند رأسه على كتفها وأردف بصوتا مهزوز
ليه القسۏة دي كلها... ليه
جود حبيبي إنت عارف انه ڠصب عنها... تيجي بس وأنا هكلمها
خرج جاسر كالمطارد وآهات بقلبه وصدره
البارت العشرون
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
سيرحل الحزن والبشرى ستعقبه
ويمنح القلب يوما ما تمناه
عند بيجاد وغنى
وصل للمزرعة التي يحتجز بها كلا من أشجان وأمل ومنال وأحلام وطارق
اتجه إليها وأنزلها من السيارة بقسۏة
كانت تخطو معه وكأنها تخطو على لهيبا من النيران... كلما تذكرت حديثها لوالدها انشق قلبها.. لا تعلم كيف تحدثت بهذا.. لا تعلم لماذا تشعر بالأسى عليه... تحبه وتكره بنفس الوقت.. تتمنى حضنه ونوفره بنفس الوقت... حقا فأنها تدور بدائرة خذلان من نفسها... نظرت إليه عندما توقف أمام احد الحجرات
طبعا بما إنك شبه والدتك مينفعش تدخلي معايا.. هتفضلي هنا وتسمعي وبس لو فعلا باقية على والدتك بلاش أقول لو باقية على والدك اللي خسارة فيك
قالها وتحرك للداخل.. وقفت كالتائه المشتت لا تعلم أتستمع حديثه.. ام تهرب منه للأبد.. استدارت للتحرك عندما وجدت قواها نفذت بالكامل... ولكنها توقفت عندما استمعت لصوتا تعرفه
دلف بيجاد للداخل ساحبا نفسا حتى يستطيع السيطرة على نفسه...وقف امام تهاني وأردف وهو يرفع يديه بطريقة مسرحية
لعبتيها صح الصراحة دخلت عليا.. طول الليل أفكر إزاي واحدة ممكن تعمل كدا
صړخت تهاني به
ماانا مش هسكت معقول أرضى بالأمر الواقع انكم تاخدوا بنتي مني
صفق بيجاد وتحدث
برافووو.. تخطيط شيطاني.. لكن نسيت اقولك يادكتورة إننا مراقبين حضرتك انت وحضرة الدكتور المحترم... اتجه لطارق وتسائل
هو حضرتك عرفت الدكتورة كنت ناوي تعمل ايه
نظرت تهاني لطارق متسائلة
متسمعيش كلامه بيضحك عليكي... اتجه بيجاد لأحلام وهو يضع ذراعيه على كتفها وتحدث قائلا
ايه ياعشق الأسود متقوليش لأختك المصونة.. إنكم كنتوا ناوين تعملوا إيه
هزت رأسها وصړخت به
كذاب انت كذاب وهي مش هتصدقك
تحرك بيجاد أمامها ونظر إليها شرزا
مش مهم... لسة حسابنا مش دلوقتي.. انا جاي علشان حاجة تانية
جذب أحلام وتحرك للغرفة التي تجاورهم ثم دفعها بقوة حتى سقطت أمام منال وأشجان
ذهلت أشجان عندما رأتها أمامها واردفت بصوتا متقطع
ان ت انت...
تحرك بيجاد وهو يشهق شقهات بتمثيل
شوفي إزاي.. جبتها صح.. عرفت اوصلها
مش دي اللي اخدت منك غنى من سبعتاشر سنة
كان يوزع النظرات بينهم ويدعو الله ان يصل لما اتفق عليه هو وجواد... مرت لحظات عليه كحد السيف الذي يوضع على العنق.. اغمض عيناه عندما شعر باليأس
ولكنه فتحها عندما صړخت أمل
ايوة إنت... إنت اللي حولتي حياتنا لچحيم من ساعة مااخدتي البنت
نظرت لوالدتها بترجي
اتكلمي ياماما.. اسأليها ودت البنت فين
انت اللي اخدتي البنت ودتيها فين... قالتها اشجان بعيون راجية
نظرت
أحلام لبيجاد وأردفت
هما لقيوها خلاص مفيش داعي للخوف
تحرك بيجاد ووزع نظراته بينهم
ايه اللي خلى غنى تنسنا بالكامل.. ماهو مش معقول بنت عندها خمس سنين تنسى اسم ابوها
صاحت أمل واردفت
أنا هقولك.. والله هقولك كل حاجة
ضحكت منال مردفة
بنتك بقى قلبها ضعيف يااشجان... بس ياريت تفهميها حتى لو لقيوا البنت هيلاقوها بمرض السړطان... قهقهت بصوتا مرتفع
اصل الدكتور اللي عمل الدوا لغنى علشان تنسى.. قال تأثيره مش كويس بعد سنين
ضيق عيناه وتسائل
دوا إيه... تهكمت منال وأردفت..
عارف إيه اللي مفرحني حتى بعد مالقتوها..إني عرفت اكسر قلب جواد...مع إني كنت زعلانة لأن جاسر هو اللي كان مقصود..لكن للاسف لجواد ياحرام اللي اتخطفت اغلى ماله..بنت أبوها المدلله
ضحكت بسخرية وأكملت
عرفت أحرق قلبه عليها العمر كله..وكنت بمۏت من الفرح كل ماأشوفه مكسور وهو قالب عليها الدنيا زي المچنون
قهقهت وهي تنظر لأشجان
الصراحة يااشجان ضاع عليكم أجمل شو شو يخليكي تصغري عشرين سنة لورا
نظرت بشړ لبيجاد الذي ظل صامتا لهدفا ما
كنت بوزع فلوس كتيرة اوي كل مااروح اشوف ابن الألفي وهو جسد بس من غير روح في كل مناسبة أشوف دموعه اللي بيحاول يداريها عن الكل...دا كان في حد ذاته بيبرد ڼاري وقتها عرفت ان كسرته لبنته اكتر بكتير من كسرته لأبنه...وياسلام لما القاضية الكبرى تمت وبنته التانية ياعني ماټت..عرفت اقسمه..عرفت اموت جبروت ابن الألفي واخد حق ابني وجوزي من مراته اللي وقفت قدامنا كلنا تدافع عنه
نظرت لأحلام وتحدثت
أنا معرفكيش بس اكيد اشجان عرفاكي واكيد إنت السبب في سعادتي السنين دي كلها.. اصلك متعرفيش غنى بالنسبة لأبن الألفي إيه... تعرفي إسمها دا مختاره على الفرازة
ههه ضحكت بها منال مكتملة
قال بيقول غنى عن الحړب... أهبل حرب ايه واقرب الناس بيهاجموه.. قالتها وهي تنظر لأشجان.. وقال إيه غنى عن الحب
الحب اللي ابني دفع تمنه علشان بيعشق واحدة بس دمرتنا كلنا.. اسمها غزل الحسيني.. البنت دي مفيش أكتر منها كرهته...ودلوقتي وأنا كلي انكشاح كدا...مستنية أشوف كم آلام جواد وهو بيعاني من مرض بنته
كانت تقف تستمع بقلبا مفطور... هل أباها عانى كل هذا من بعدها... هل هي ظلمته... نعم لقد قهرته.. آآه أبي كيف كنت الطعڼة التي شقت قلبك
وقفت تنظر إليهم وغصة كبيرة احكمت تنفسها ومقلتين مغرورقتين بالدموع عندما تذكرت حال والدها بعدما ادمت قلبه بكل قسۏة
تحرك بيجاد ببطئ متجها لمنال... تحول وجهه بالكامل وعيناه التي اصبحت باللون الأحمر.. وقف أمامها وقبض على عنقها حتى اختنقت كاملا... لولا دخول غنى ودفعته بقوة..
قبضت على مرفقيه وصاحت بصوتا خفيض
عايز تبقى مچرم يابيجاد وقاټل.. دول متستحقش انك توسخ ايدك پالدم
وديني عند بابا لو سمحت
صدمة وقعت على الكل عندما وجدوها أمامهم... نعم إنها غزل بصغرها... بشبابها وعنفوانها... هزت منال برفضا وصړخت
دا مستحيل.. إنت بنت غزل.. اللي عملته السنين دي كلها راح هدر.. صړخت وصړخت حتى صفعها بيجاد بقوة على وجهها وأردف
لسة حسابنا منتهاش... ووعد مني لأخليكوا تتمنوا المۏت ومتلقهوش... قالها جاذبا غنى التي خطت بخطوات هزيلة والدموع تجري فوق وجنتيها ولسان حالها لم يردد سوى
بابا يابيجاد أنا ابويا ظلمته... يعني كان بيدور عليا.. آآه ياحبيبي يابابا
ضمھا بيجاد لاحضانه يربت على ظهرها
وديني لبابا يابيجاد عايز اترمي في حضنه.. عايزة ابوس على ايده علشان يسامحني
بفيلا صهيب
كانت تجلس أمام لوحتها التي بدأت تخط ملامح وجهه التي تعشقها وتدندن بحب..استمعت إلى خطوات خلفها ..استدارت إذ بها تجحظ عيناها من حالته القى جسده بجواره ووضع رأسه بأحضانها يبكي
جنى أنا تعبان اويضميني ياجنى..ترقرقت عبراتها تمسد على خصلاته ارتجف قلبها من حالته
جاسر ايه ال حصل!
انت كويس ..امسك كفيها التي تضعها على خصلاتهة
مش عايز اتكلم مفيش غيرك ارتاح عنده يابنت عمي
ارتجف كفيها عندما احتضن كفها يضع رأسه تحته ويغمض عيناه على ساقيها
ارتجفت شفتيها وتراجعت بجسدها للخلف هامسة لنفسها
معقول داهزت رأسها ورغم شعورها بالسعادة إلا أنها. حزنت على حالته
أغمضت عيناها واعتدلت بجسدها حتى يتعمق بنومه ذهب بسبات عميق كأنه لم ينم منذ فترة..دلف أوس يبحث عنه بعدما أخبرته والدته بما حدث
توقف لدى باب المرسم ينظر إليهما بذهول جنى التي تمسد على خصلاته وعيناها المنغلقة بملامح