رواية تمرد عاشق الجزء الثاني همسات مبعثرة بقلم سيلا وليد
أغمض عيناه وسحب نفسا قبل ان يستدير للتي خطفت قلبه من صوتها الذي يشبه صوت والدتها
بفيلا صهيب
وقف پغضب أمام إبنه الاصغر فارس
كنت فين لحد دلوقتى
نظر للأسفل وتحدث بخجل
آسف يابابا سهرت مع صحابي ونسيت نفسي
اقترب منه بعدما اشتم رائحة سجائره
انت بتشرب سجاير
هز رأسه بلا وبدأ يتلعثم بالكلمات
انا انا لا ابدا دا هو بس
رفع صهيب يديه وصفعه بقوة
اطلع اوضتك وبعدين نتحاسب
نظر لنهى وتسائل
الولد دا ممنوع من الخروج فهمتي... كفاية اللي غايب بقاله كام يوم معرفش عنه حاجة... يخربيت الحب وسنينه
أنا رايح لحازم المقموص دا كمان
بفيلا ريان
تجلس أمام التلفاز تشاهد بعض البرامج الأخبارية... دلف ريان إليها وهو ينظر بخبث
حبيبي اللي قاعد وبيسمع تطورات البلد
رفعت حاجبها بسخريه
لا والله لسة فاكر.. أنسى يابن المنشاوي مهما تقول مش هصالحك
قهقه عليها وإقترب يلامس ثغرها مقبلا إياه
يهون عليكي استاذك تزعليه.
استدارت للجانب الأخر
متحاولش ياريان مهما تعمل
وحياة نغمتي ماأقدر ازعلها يارب أموت لو زعلتها
وضعت يديها على فمه
إسكت بتقول ايه...ربنا مايحرمني منك . اقترب مقبلا خديها
ولا يحرمني منك حبيبي
لا مست كلماته اوتار قلبها وعشقها الذي ألهب جميع حواسها بهيئته الجذابة لقلبها المسكين ثم تذكرت مافعله وتحدثت
زعلانة برضو
رجع بجسده للخلف وهو يحاوطها بنظرته
طيب اللي زعلان من حبيبه يلبس اللون اللي حبيبه بيحبه ويقعد يستناه
هبت واقفة وتحدثت پغضب مصتنع
اولا انا مش مستنياك ثانيا بقى انا بحب اللون دا وعن اذنك
جذبها بقوة
اللي زعلان من حبيبه هو هيصالحه ايه رأيك... بس حبيبه يذاكر كويس علشان تعبت من كتر النظري ياحبيبي
لا والله نظري اومال لو عملي هتعمل إيه.. دا إحنا عندنا فريق كورة
ضحك بصوت مرتفع
لسة الكوتش والجماهير ياقلبي بس دول عايزين عملي ونظري يعني فيزيا مع فلسفة
وضعت يديها على وجهها
ريان اټجننت إنت مش عايز تعقل دا انت عندك خمسة وخمسين سنة
حملها متجها للفراش بعدما صړخ بوجهها
نعم يا ختي بتقولي كام... طيب هعرفك الخمسة والخمسين دول ايه
في فيلا عمر المصري
يعني إيه يامرام مش فاهم
ربتت على يديه
لو سمحت ياعمر ممكن تهدى علشان نعرف نتكلم
مسح على وجهه پعنف
اهدى... ودي حاجة ممكن أهدى فيها.. ثم تحرك مغادر... وتسائل هي فين
ياعمر استنى لازم نفكر الموضوع دا لازم نفكر علشان مانخصرش البنت
توجه إليها سريعا وطالعها پغضب
مش عايز أقولك معرفتيش تربي بناتك يامرام... ماسة خلاص عيارها فلت ولازم تتربى... مسمعتيش بيجاد بيقول إيه
بفيلا الألفي
تجلس بغرفتها تطالع ألبوم صورها هي وأبنائها.. تبتسم بذكرياتها الجميلة بطفولتهما... ثم فجأة توقفت وبدأت دموعها تتساقط بغزارة عندما وقعت عيناها على تلك الصورة التي سقطت أمامها صدفة بعدما جمع جواد
كل الصور المتعلقة بها واخفاها
قاطعها رنين هاتفها
دكتورة غزل فيه حالة متعثرة جدا وطالبين حضرتك بالعيادة...
تمام يانورة أنا جاية حالا
عودة إلى المستشفى الخيري
دلفت إلى المكتب بخطوات متمهلة بعدما أشار والدها لجواد
غنى تعالي اعرفك على صديق بابا من عشرين سنه
استدار ينظر لها ولكن وقف ينظر إليها كأنه يرى غزل أمامه بصغرها
أشار عليها وتحدث بصوتا مهزوز بعض الشئ
دي بنتك... أقتربت منه تبسط يديها أمامه
ايوة بنته... أسمي غنى
رجفة بجسده بالكامل وبدأ يردد بعجز لسانه ولكن روحه ماذا
مستحيل أيعقل أن يكون الشبه بتلك الصورة... أم أصابني الجنون
رجع خصلاته للخلف بهدوء على عكس حالته التي يشعر بها
بسط يديه لأول مرة يشعر بهذا الشوق الذي يغمره.. هل هذا شوق الأبوة
ام ماذا يصير بي!!
ياالله ازل ألم قلبي
ظلت تنظر له بهدوء... على عكس شخصيتها المچنونة... ثم أردفت بصوتها
بابي مين صاحبك دا أول مرة أشوفه
قالتها وهي ترمقه بنظرات أعجاب
أدى إلى توسع مقلتيه وهو يهز رأسه ويردف كالمچنون
لا مستحيل... مش معقول
نفس الصوت
ابتسمت ظنا من إنبهاره بها
أنا ياسيدي إسمي غنى بس حضرتك ماقولتش إسمك إيه
قهقه طارق عليها
شوف ياجواد.. زي ماقولتلك مچنونة... أهي دي ياسيدي بنتي المچنونة غنى
رباي ماهذا الشعور الذي انقض على قلبي حتى شعرني بالحنين إلى إبنتي الغائبة
إسمك جواد.... حلو الإسم اوي ياعمو..اوي...أول مرة اسمع الاسم الحلو دا
مطت شفتيها عندما تذكرت بيجاد ولا تعلم لماذا تذكرته هنا
جلست أمامه وأشارت إليه أن يجلس
ولكن حالته تائه... مشتت... غائب عن الحضور إلا سواها وحدها
تعرف يابابي
دون شعور منه أجابها
نعم ياروحي
جحظت عيناها من رده السريع... فيما قطب طارق عيناه متسائلا
اه صحيح ياجواد ماقولتليش عندك كام ولد
استدار بصعوبة ينظر لطارق.. لم يستطع رفع نظره من عليها
عندي جاسر وأوس وياسين وربى... ثم توجه بنظره لها وكان عندي... هنا قاطع حديثه هاتفه الذي قام بالرنين
انسدلت دمعة وبدأت يديه ترتعش.. في تلك اللحظة دلفت الممرضة سريعا
دكتور طارق.. المړيضة في غرفة عشرين حالتها خطړة ودخلت في تشنجات
هب واقفا يعتذر من جواد
آسف ياجواد شوية وراجعلك... ثم قبل رأس غنى وأردف
حبيبة بابي شوية وراجع
أومأت برأسها وهي تطالع ذاك المتخبط
تعرف أسمك فكرني بواحد برضو إسمه حلو
يناظرها ولا يستمع إليها... يحفر ملامحها بذاكرته
طرقت بأصابعها لعيناه
رفع نظره لعيناها... نعم إنها غزل
بقول لحضرتك فيه واحد كمان إسمه حلو عجبني بالقاهرة... إسمه بيجاد
يعني جواد وبيجاد... أسماء رائعة
حاوطها بنظراته الصقرية
شفتاها... عيناها... ملامح وجهها البريئة... كان في غياب عن حديثها سوى من ملامحها فقط أمامه
أعاد الرنين مرة أخرى
مازال جسده يرتعش ولا يستطع السيطرة على نفسه حاول أن يمسك هاتفه... سقط من يديه
هبت واقفة سريعا واتجهت إليه أمسكت هاتفه وجلست على ذراع مقعده واضعة الهاتف على أذنه
رد أنا همسلك الفون شكلك تعبان...لم يشعر إلا بقربها ورائحتها التي عبأت رئتيه
على الجهة الاخرى تحدث ريان
جواد فينك إحنا في القاهرة عايزك ضروري
تمام ياريان قالها باهتزاز
لم ينهي حديثه حتى اتصلت غزل
فتح الخط سريعا
أيوة حبيبي... أنا جاي ياغزل حالا
أجابته
جود مالك حبيبي صوتك ماله
كويس... استنيني هعدي عليكي في العيادة... غزل
أردف بها ومازال يطالع التي تجلس بجواره ولم يفصلها عنه سوى أنفاسهما
غزل وحشتيني أوي أوي
قالها مغمضا عيناه عندما شعر بانسحاب الهواء من حوله...
رفع يديه حتى يأخذ هاتفه... لامست يديها الناعمة كنعومة الأطفال
رفع نظره وتقابلت النظرات... هو بإشتياق ابوي أما هي شعور مختلف يغزوها لا تعرف ماهيته ولكن فسرته لشيئا آخر
ابتسمت بعيونها الجميلة وتسائلت عندما وجدت تخبطه ظنا لعقلها الصغير الذي صور إعجابه بها... حاولت الحديث معه
مراتك إسمها غزل
وقف ولم يجبها كفى ماصار له ومايشعر به
أمام الجامعة
خرج من كليته ينتظرها أمام الجامعة
أسرعت إليه
واقف من زمان...
هز رأسه برفض
لسة واصل... عاملة إيه وأخبار السكشن
كويس
قطب حاجبه بدهشة
إيه هو اللي كويس... يابنتي الهندسة دي متعة
أسبلت أهدابها متحاشية النظر إليه كي لا تتقابل بعينيه التي تقع صريعة له
ياسمينا الأرض فيها كم حبة رمل
رفعت نظرها للأعلى قاطبة جبينها ثم تسائلت
مش فاهمة... تقصد أيه
رفع حاجبه للأعلى وأشار بعينيه للأرض
هتفضلي تبصي على الأرض كدا
ابتسمت بخجل...
تنهد بعشق لها.. ثم أشار لسيارته
طيب يالة زمانهم مستنينا... باباكي كلمني خمسين مرة... قولتله إحنا جاين اهو... وطبعا حضرة البشمهندس ريان بيحسسني إني خاطڤك
تهدجت نبرتها وخرج صوتها متقطع
ماهو إنت خطفتني يابشمهندس... عندك شك في كدا
بسط يديه إليها.. عندما شعر بأن قلبه على وشك الخروج من مكانه من كلماتها البسيطة الذي اخترقته
بمكتبه بقسم الشرطة طرقت طرقات خفيفة على باب المكتب بعد معرفة العسكري بشخصها دخلت رأسها مردفة
عندك قهوة حضرة الضابط ولا ارجع بيتنا..رفع نظره إليها ومنع ابتسامة كادت تشق ثغره
دنت وتوقفت أمامه
جسورة أنا