رواية تمرد عاشق الجزء الثاني همسات مبعثرة بقلم سيلا وليد
وجهها الذي اسلبت روحه
اسبلت أهدابها متحاشية النظر إليه.. وتحدثت
أنا أتأخرت وماما ممكن تقلق عليا.. بعد أذنك
مقولتيش رأيك في اللي قولته ياروبي
ظل ينتظر ردها وقد تسلل الړعب لقلبه عندما وجد صمتها
التفتت تنظر إليه
هفكر وأرد عليك ياآبيه
جتك بووو ياخدك يابت..هتستعبطي يابت ولا إيه... قالها عز پغضب بعدما اعادت كلمة آبيه
مطت شفتيها للأمام واردفت بتسلي
الله هو مش إنت آبيه برضو..بابا قالي من صغري دول اخواتك
جواد.. عز جاسر اوس ومينفعش تقوليلهم غير آبيه
جذبها بقوة والڠضب يظهر على ملامح وجهه وتحدث بهدوء رغم اندلاع نيران قلبه منها
وماله ياختي قوليلهم آبيه.. بس عزو غيرهم كلهم مش كدا ياروبيا
أغمضت عيناها منتشيه بقرب انفاسه اقترب وهمس لها
عز غير الكل ياروبي.. علشان عز هيكون جوزك المستقبلي ومهما حاولتي تتلعبي بيا
على قلبي زي العسل.. عارفة ليه ياروبيا
فتحت عيناها وشعرت بإنسحاب أنفاسها
ابتعدت خطوة عنه فأكمل حديثه
روبي لعز وعز لروبي دا قانون عز الألفي عارفة ليه ياروحي
علشان بحبك پجنون وزي ماكنتي بتسمعي دلوقتي نسيانك صعب أكيد.. دا مش أكيد دا نسيانك مۏت ليا ياحبيبي
تحركت سريعا من أمامه وهي لم تقو على الحركة...كانت تتحرك بتخبط ودقات عڼيفة حتى منعت تنفسها مما استمعت إليه
خرجت من شرودها
وهي تنظر لعيناه.. ودلوقتي بعترفلك ياعز
بحبك أوي فوق ماتتخيل.. ومن زمان أوي حتى قبل ماتعترفلي
رفعها من خصرها وبدأ يدور بها
بحبك بحبك يامجنونة
قهقهت بصوتا مرتفع ثم صاحت
نزلني بقى يامجنون..
انزلها بهدوء وضمھا لصدره وهو يتحدث بسعادة
إن شاءلله هحاول اسعدك ياحبيبة عز
توقفت عن الرقص
سعادتي الحقيقة ياعز بتكون وانا جنبك.. نظرة حنية منك.. لمسة من ايدك.. كلمة تطلع منك بحب.. صدقني دول السعادة عندي.. عز أنا بحبك أوي
وضع جبينه فوق جبينها وتحدث
وأنا بعشقك ياحبيبة عز..
أمسك يديها متجها بها إلى مركب بالنيل
عارفك بتحبي المية.. بما أن مفيش بحر.. حجزتلك المركب دا لحد الصبح.. عشان تشوفي الشروق براحتك
صباحا بفيلا الألفي
استيقظ جواد بعد سويعات قليلة متجها للأسفل بعد قضاء صلاة الضحى.. هبط للاسفل وجد جاسر وأوس وغزل التي خرجت من المطبخ بقهوته
صباح الخير ياحبيبي.. كنت لسة هطلع أصحيك
هز رأسه وتحدث
فوقت حبيبتي.. هي روبي فين.. لسة مرجعتش ولا إيه
عز كلمني الفجر حبيبي وإنت في المسجد وقالي هيستنوا شروق الشمس
زفر بضيق وجلس يتناول قهوته
اهو عز دا هيجنني من دلوقتي..
ابتسمت غزل له واردفت بمشاكسة
طالع لعمه ياحبيبي
ضيق عيناه
ليه عمه كان منحرف يامدام ولا إيه
قهقه أوس على مناغشة والده ووالدته
لا وبابا عامل علينا سي السيد وهو خربها
رفع جواد حاجبيه بسخرية
لا والله دا أنا لما كنت قدك كنت اسمع عن الحب دا في الكتب بس...إنما ماشاء الله لسة مكملتش خمسة وعشرين سنة وجاي تقولي عايز اتجوز
كان جاسر يأكل بصمت..بعدما كلمه باسم وعرفه بما قاله والده
رفعت غزل نظرها لجاسر
حبيبي إنت وراك شغل النهاردة..ولا هتروح مع بابا المديرية
هرب من نظرات والده التي تخترقه بصمت
لا ياماما عندي شغل مع عمو باسم
نهض أوس بعد إنهاء طعامه
عندي مشوار لحد عمو ريان...وبعد كدا هاجي اخد غنى تحضر ډفن تهاني
خليك معاها اياك تسبها لحظة..وحاولوا متتأخروش..وياريت بيجاد يكون معاكوا هيقدر يسيطر عليها اكتر منك
أومأ رأسه بموافقة ثم خرج
توجهت غزل لغرفة ابنتها
هروح أجهز غنى علشان لما ترجع هتاخد كورس الكيماوي النهاردة..بس هتأخر شوية
نهض جاسر ليتحرك
أقعد ياجاسر عايز اتكلم معاك في موضوع
ازداد توتره أمام والده فجلس لاعنا الحظ الذي جعله يقف أمام والده بهذا الضعف
سامع حضرتك يابابا..اتفضل
البنت اللي مقعدها في شقتك دي لازم ترجعها لأهلها..وإياك تقرب منها تاني
للحظة لم يستوعب حديث والده الذي الذي جعله فاقد الحياة للحظات
نهض وجلس أمامه
البنت دي متخطش حدودي معاها يابابا
كل الحكاية إنها جت صدفة
وضع جواد وجه جاسر بين راحتيه وأردف بصوتا مؤلم..
عرفت كل الحكاية ياجاسر ودورت ورا البنت.. البنت دي مستحيل تكون في عيلتنا صعب يابني وزي ماقولت دي كانت صدفة
يبقى خلاص انتهينا.. عايز تساعدها.. نساعدها بس بلاش اللي في دماغك
صاعقة ضړبت قلبه بقوة جعلته غير قادر على التنفس أو الحركة...ظل للحظات يحاول تجميع الحروف الذي هربت منه
ثم اتجه بنظره
لوالده
بس أنا بحبها يابابا..حقيقي حبيتها
حبيبي.. عارف الموضوع صعب في بدايته لكن دي متنفعناش ياجاسر.. وبالنسبالي الموضوع انتهى ولازم ينتهي عندك إنت كمان
إحساس قاټل أنك لست نصيبي
وقف جاسر أمام والده.. يحمل من الغصص مايكفي... فالأمر أصبح مؤلم وصعب عندما شعر بإعتصار روحه من الحزن
مستحيل يابابا اللي بتطلبه مني دا مستحيل
صدمة أصابت والده.. وجعلته غير قادرا على الحديث... أشار بيديه إليه
إنت بتكسر كلامي.. معقول إنت..
اتجه إليه بملامح حزينة وقلبا مكسور
اطلب مني أي حاجة غير دا يابابا.. عمرك ماطلبت حاجة وقولت لا.. لكن حقيقي الموضوع المرادي عند قلبي يابابا.. ودا ألم بيموتني
هتنساها ياجاسر..لما تعرف باباها مچرم وماټ في السچن وزورو مۏت أبوها..لما تعرف عمها بيتاجر في المخډرات وخطڤ الاطفال وسرق الأعضاء يبقى لازم ترفض
لما تعرف إن إمها خانت ابوها ومسكوها على سرير عمها يبقى لازم تبعد
وضع جاسر يديه على إذنيه..وهز رأسه
ماليش دعوة بدول..أنا بحبها هي وبس
أنا مش هبعد عنها يابابا
صاح والده بصوتا غاضب
ودا اللي هتعمله ومفيش كلام تاني
هز رأسه رافضا وتحدث
وأنا مش موافق..
لم يكمل حديثه عندما تلقى صڤعة على خديه... وصلت زوجته وهي تصرخ باسمه
ووقفت أمامه...
جواد.. ايه اللي عملته دا..
صاح جواد بصياح
شوفتي عمايل ابنك.. ابنك ناوي يموتني.. راح يحب بنت تاجر مخډرات.. وضعت يديها على فمها تهز رأسها برفض.. لا وخدي الصدمة.. حضرة الضابط مقعدها في شقة الرحاب بقالها اكتر من أربع شهور وحولها الجامعة البريطانية.. وكان بيروحلها... تخيلي أنا ابني يعمل كدا... دا تربيتي فيك يامحترم
بدأ جواد يثور حوله وصاح پغضب عارم
عايز يهد اسمه واسم أبوه اللي بقاله سنين يبنيه.. عايز يدمر سمعتي في الوزارة ويقولوا حضرة اللوا اللي بيحارب الفسدة ابنه راح اتجوز بنت فاسد
وقفت أمامه تنظر إليه بكره وڠضب وصاحت
كفاية بقى.. زهقنا منك ومن وظيفتك اللي ضيعتني زمان ودلوقتي واقف بتسرق حياة ولادك.. أنا مش هسمحلك تهد حياة أخويا.. روح حافظ على شرفك المهني بعيد عننا
كان لحديثها صدمة على قلبه.. ولكن كيف ينصدم وهي عادتها .. زفر الهواء المكبوت بصدره مرة واحدة وغامت عيناه بتأثر من حديثها القاسې الذي قبض بقوة معتصرة قلبه لينتج عنه الما حاد سرى بأوردته ثم أردف بلسان ثقيل
أنا كنت بفضل شغلي عليكم ياغنى
ظلت تصرخ كالمچنونة.. أنا بكرهك وبكره شغلك اللي دمرني.. ومش هسمحلك تدمر أخويا... سمعتني لو حصلت إني اتبرى منك ومن إسمك
غنى صړخ بها بيجاد الذي وصل للتو.. وجذبها پعنف متجها للخارج دون حديث
اما غزل الذي شعرت بإنسحاب أنفاسها عندما وجدت ضياع زوجها وتحول وجهه..
علمت حينها بآلامه المكبوته داخل صدره
أشارت بعينيها لجاسر الذي تصنم بوقفته
هو لم يكن يعلم وصول الوضع بهذا الحد
اتجه سريعا لوالده
بابا متسمعش كلامها... هي بس علشان عرفت بمرضها بتخبط بالكلام... خلاص هنسى فيروز والله هبعد عنها.. المهم حضرتك متزعلش
تحرك للخلف وكأن عالمه إنهار بالكامل.. عندما أصبحت الأرض تميد به وشعر بضعف الدنيا... هرولت غزل بإتجاه عندما وجدت حالته... وألقت نفسها بأحضانه تبكي بمرارة على ما توصل به حال زوجها
نزل بساقيه عندما شعر بفقدان قدرته على الحركة...ظلت تحاوطه بذراعيه
جود حبيبي