رواية تمرد عاشق الجزء الثاني همسات مبعثرة بقلم سيلا وليد
بالرسالة
ربى اللي بعتالك
هز رأسه بالنفي
دا جواد ابن عمو حازم... هروح أشوفه وبعدين نكمل حديثنا لو تسمح
أومأ صهيب رأسه بالموافقة ثم خرج لمقابلة جواد
بالاسكندرية
طرق على باب غرفتها
ممكن نتكلم مع بعض شوية يابابي
نهضت واقفة تستقبله وأردفت بابتسامة باهتة
طبعا يابابي... حضرتك بتستأذن
جلس ريان على الأريكة بشرفة غرفتها ورفع يديه إليها لتجلس بجواره
تعالي ياياسو
جلست بجواره وعيناه تنظر للأسفل
رفع ذقنها ينظر لداخل مقلتيها
بنت ريان المنشاوي عينها مش مکسورة علشان تبص بكسرة كدا
ترقرق عيناها بالدمع واردفت بصوتا مبحوح باكي
أكيد يابابي طول ماحضرتك معانا وسندنا عمرنا ماننكسر
قبل أعلى خصلاتها
أنت جميلة وبريئه أوي ياياسو... أول ماجيتي للدنيا حسيت اني ملكت العالم واللي فيه..
ضم وجهها بين راحتيه ينظر لمقلتيها ثم اكمل
سعادتك عندي تساوي كنوز الدنيا كلها... مستعد أدفع فلوسي كلها وأشوف نظرة السعادة دايما في عيونكم
تنهد بحزن وأكمل مستطردا
لو شايف سعادتك مع أوس يابابي مش هتأخر ومستحيل أقف في وش سعادتك حبيبتي
تنفست بتثاقل كمن يرتكز فوق صدره صخرة عملاقة.. ثم رفعت نظرها لوالدها
ممكن نتكلم في الموضوع دا بعدين يابابي لو سمحت
نهض واقفا مقبلا جبينها ثم اردف بهدوء
رغم حزنه الظاهر بصوته على فلذته
تمام حبيبة قلبي... هسيبك شوية بس فكري في كلامي
بفيلا حازم
جلس أمام حمام السباحة
اتجه اليه عز مبتسما...
ايه يابني قولت تعالى عايزك وبقالنا ربع ساعة قاعدين نصور في البول... إيه
رفع جواد نظره وأردف بقلبا مفطور
بتحبها من إمتى ياعز... وليه خبيت علينا
أصعب شعور قد يمر على الأنسان عندما يشعر بالعجز... ويشعر بأنه غير قادر على المواجهة
كان عز يحاول أن يتنفس عندما شعر بتثاقل تنفسه كأنه أختنق فجأة
تنهد بحسرة وعبأ صدره في محاولة لضبط نفسه حتى لايؤلم أحدهما
ربى دي حب طفولتي ياجواد... عارف كلامي بيوجعك وبيحرق قلبك بس والله ڠصب عني... مكنتش أعرف إننا ممكن نخسر بعض بسبب واحدة..
اتجه يطالعه بترقب
أنا مخبتش بالعكس أنا قولت لعمو جواد... بس كنت مستني الوقت المناسب اللي أقدر اتوج الحب دا
قاطعه جواد قائلا
واللي بيحب حد يتخلى عنه ويكسره لدرجة يخليها يوصل لمرحلة فقدانه بالحياة
رفع نظره سريعا كانه شعر بتقطع انياط قلبه بتلك الكلمات الباردة
لو عايزني نتكلم بصراحة.. نتكلم ياجواد
كنت عايزني اعمل ايه بعد ماعرفت ان اخويا بيحب حبيبتي... كان لازم حد مننا يخسر
أعتصرت الذكريات قلب جواد من طفولتهما إلى الآن
ليه بتقول كدا.. الخسارة ماتكونش كدا... الخسارة لو اننا اتراهنا مثلا عليها أو ممكن لو هي حبت واحد وسابته وراحت للتاني
بس هي حبتك انحت... وقفت قدام ابوها وقالت حياتي هو بس ۏجع قلبي...
غصة كبيرة منعت تنفسه واغروقت عيناه بالدموع
صدقني لو أدتني ربع الحب اللي شوفته في عيناها ليك عمري ماكنت اتخلى عن الحب دا... قاطعهم رنين هاتفه
ايوة يامحي
هب واقفا وتحدث
إنت بتقول إيه يابني.. متاكد من الأسم
ضد جواد خالي
تمام وايه اللي حصل
طيب حلو
أوي... اسمها ايه
بمدينة طنطا
تجلس مع اختها وتبكي بنشيج
ممكن أعرف هنعمل إيه دلوقتي... ياما حذرتك وقولتلك دوري ورا البت ياأحلام
زفرت أحلام پغضب وتحدثت
وبعدهالك ياتهاني وحياة ربنا أنا ماكنت اعرف البنت مخطۏفة غير اليوم اللي قولتلك فيه... وبعدين احنا كنا نعرف منين انها بنت حضرة الظابط بس
وضعت تهاني كفيها على وجهها وبدأت تبكي بنشيج
بيتي هيتخرب دا لو طارق عرف هيهد الدنيا على دماغي...
إطبقت جفنيها ودمعاتها تنسدل بغزارة مردفة
أنا من ساعة ماشوفت أمها وسألتها وعرفت انها كان عندها بنت واتخطفت مبنمش والله مبعرف انام... خاېفة اقوم من النوم مالقيش غنى جنبي
ربتت أحلام على كتفها بحزن عندما شعرت بحزنها
أنا كان كل همي تكوني سعيدة مع جوزك... مكنتش أعرف الموضوع هيوصل لكدا ابدا...
أطبقت جفنيها وتراجعت للخلف تضم ركبتيها الى صدرها مستندة برأسها بينهما تبكي بصمت وحړقة
ھموت لو خدوها مني... مقدرش أعيش من غيرها ياأحلام.. مقدرش يعدي يوم واحد من غير ماأسمع كلمة مامي دي
شوفتي الكلمة بسيطة بس قادرة تسحق قلبي... البنت دي كأنها بنتي حق وحقيقي ھموت لو اخدوها يااحلام
كانت تجلس تفكر بكلامات أختها وقلبها ېنزف دما... ولكن ذهب الى عقلها شيئا آخر
دلوقتي احنا دخلنا في مصېبة ممكن يفكرونا اننا اللي خطفناه... ودلوقتي ممكن يعمل تحاليل
شهقت بزعر تنظر بفزع إليها وأردفت
إنت مش فاكرة اسمها يااحلام
هزت رأسها برفض
بحاول والله مش فاكرة دول اكتر من خماستاشر سنة.... بس الأهم لازم نعرف انهم فعلا شاكين وهيعملوا التحليل ولا لا
وضعت راسها بين يديها
شاكين يااحلام... لانهم قطعوني أسئلة.. اصلك مشفتيش امها شبها اوي... والصراحة هما معذورين
نقرت احلام على سطح مكتبها بأصابعها ثم أردفت
مفيش قدامنا غير حل واحد علشان نبعد الشك عنهم
بغرفة مكتب جواد
دلفت العاملة إليه وتحدثت
جواد باشا عايز يشوف حضرتك ياباشا
رفع نظره إليها وتحدث
إنت بتستأذني يامنى خليه يدخل فورا
دلف جواد إليه ينظر بحزن فكيف يحادثه فيا رأى وسمع
مساء الفل ياحضرة اللوا
تبسم له جواد
تعالى ياحبيب خالو... من زمان ياولد مجتش لخالك واتكلمنا راجل لراجل
جلس أمامه وهو ينظر بكل الإتجاهات هروبا من نظراته التفحصية
دقق جواد النظر إليه ثم أردف
لسة موضوع ربى مزعلك من خالك ياجواد
رفع نظره سريعا إليه
ابدا والله ياخالو... كل الحكاية... انه.. أنه ظل يرددها
زفر جواد ونهض يجلس بمقابلته
فيه إيه يابني... قاطعه رنين هاتفه
امسك هاتفه وهو ينظر لجواد
أيوة ياباسم... هب واقفا وتوسعت عيناه من الصدمة
بتقول إيه... ومين دي
غنى طارق عزيز
هذا ماأردف به جواد حازم
مما جعل جواد يسقط جالسا وكأن انفاسه انسحبت منه بالكامل وشعر بدوران الأرض تحت قدميه... وشعور بعجز الدنيا يحتل كيانه
نهض ببطئ يتجه للخارج وكأنه يمشي على جبلا من جراح أبدية..
سار بخطوات واهنة وتيه كأنه جسدا بلا روح.. أغمض عيناه وانقبض قلبه جزعا حتى شعر بشيئا حاد يخترق صدره
جراء تلك الاټهامات التي ألقتها عليه... كيف لعقلها أن يأتي بمثل ذلك
ذكر آخر لقاء
كانت ترتدي فستانا باللون الأحمر يبرز جسدها الرشيق ومنحيانته... فكان ضيق من الخصر وله فاتحتين بطول ساقيها حتى فوق الركبة.. تاركها لخصلاتها الذهبية العنان... ناهيك عن الحمرة القانية التي توضع على شفتيها.. فأصبحت بطلة بهية خاطفة للقلوب قبل الأنظار
خرج من مكتبه وجدها تسير متجه إليه بإبتسامتها المشرقةوبطلتها تلك
وقف متسمرا ينظر حوله وتمنى أن يعمي تلك النظرات التي توجه إليها
حتى شعر بنيران بصدره.. حدث حاله
كيف لك إبنتي أن تكوني بذاك العري
تحرك سريعا إليها يجذبها پعنف ثم صاح بوجهها پغضب حتى جعل البعض ينظرون اليهما
إيه يابت القرف اللي انت عملاه دا... خرجتي إزاي قدام باباكي كدا... اللي اعرفه عنه عنده اخلاق وقيم
تبسمت بسعادة ظنا انه يشعر بالغيرة
اقتربت منه حتى اختلطت انفاسهما واردفت
وإيه يعني هو أنا هخرج مع حد غريب.. ثم رفعت يديها تلمس زر قميصه واردفت
لازم أكون شيك بدل هخرج مع راجل جنتل
خفق قلبه بشدة وشعر بجمرات ټحرق جوفه لا يستطيع التفوه
ربااااه ماهذا... مستحيل دي غزل... اقسم لك ربي أنني اشعر بأنها ابنتي كيف لي ان اثبت ذلك
أطبق جفناه يحاول أن يسيطر على نفسه حتى لا يطبق على عنقها
اقتربت اكثر بعدما شعرت انه تأثر بحركاتها.. فتح عيناه فزعا عندما همست
انا بقولك ياحضرة اللوا أني بحبك إنت مش بيجاد أبدا... قالتها وهي تقترب منه وتناظر بعينان تفيض عشقا خاصا به
ثم أستطردت
ماهو مفيش ست عاقلة ترفض شخصية جذابة