رواية تمرد عاشق الجزء الثاني همسات مبعثرة بقلم سيلا وليد
الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
البارت العاشر
تمر على الإنسان أوقات تكون فيها أعظم أمنياته هي ألا يشعر
فتح عيناه وجدها بالقرب من للحد غير المسموح بينهما.. أعتدل على فراشه وهو يضم وجهها بين راحتيه
حبيبي أنت هنا
هزت رأسها ونظرت بإشتياق إليه وأردفت
هنا بين ايدك..
صباحا بفرنسا
استمعت لطرقات على باب المنزل
قامت بفتح الباب
ذهلت بمن يقف أمامها بطوله الفارغ وهو يطالعها بدهاء.. إمتقع لونها بشدة وانسحبت الډماء من أوردتها
أردفت بشفتين مرتعشتين
جواد!!
كان يستند بجسده على الجدار وهو يعقد ذراعيه.. مط شفتيه... وأقترب وهو يصافحها بإبتسامة ساخرة
عاملة إيه يابنت عمتي...
واخيرا بعد الهروب من مكان لمكان يامولي
قالها يراقب حالتها بأعين ثاقبة... ياااه بقلنا اد إيه يامولي مشفناش بعض
آجابته وهي تفرك يديها...
أنا الحمدلله وإيه هروب دي..على فكرة ... وحشتني
لم تكد تكمل حديثها إذ خرجت والدتها وأردفت متسائلة
مين ياأمل
ظهر جواد من خلفها بجواره بيجاد الذي يقف يضع يديه ببنطاله
رفعت أمل نظرها لبيجاد وأردفت
إنت!!
ابتسم بسخرية وأردف
أهلا إستاذة أمل...شوفتي الدنيا ضيقة إزاي وتقابلنا تاني... بس ماكنتيش تعرفيني أنك قريبة حضرة اللوا ياشيخة وإننا بلديات
انكمشت ملامحها بإمتعاض ولمعت عيناها ببريق الخۏف تلك المرة التي لم تكن بالحسبان عندما علمت بتلك اللعبة التي أرجعتها بلعبة حقېرة وتذكرت ذاك الرجل الذي يدعى بجاك
هذا المسؤل بأعمالي بالقاهرة.. لقد نسيت أن اعلمك بأن المشروع سيقام بالقاهرة
ضيقت عيناه وتسائلت
ليه القاهرة... ليه مش فرنسا
سيدتي النجاح الحقيقي سيكون بالقاهرة عن تجربة.. فقد بدأت كل أعمالي بها وكبرت هنا.. لا تقلقي
نظرت لذاك الرجل الذي يرتدي نظارة شمسية وتعمقت بالنظر إليه ثم أردفت متسائلة
وهو مصري ولا متعدد الچنسية
نظر يوسف الذي يدعى بجاك وابتسم لبيجاد وأردف
هذا مصري واسمه جاد المصري
مط بيجاد شفتيه ناظرا للأسفل حتى لا ينكشف أمره ولا يعلم لماذا أتى إلى هنا ليكمل تلك المهمة المملة كما إدعى
نظرت إليه أمل وتسائلت
منين ياجاد
أجابها سريعا وهو يناظرها بترقب
إسكندرية
اومأت إيماءة بسيطة وأكملت حديثها
أنا مينفعش أنزل القاهرة حاليا... عندي مشاغل كتيرة هنا متجيش تطلب مني أسافر بعد كدا
إتسعت إبتسامته وأخذ نفسا من سيجارته وهو ينظر إليها بعيون صقرية
لا تقلقي... ليس مطلوب منك شيئا كهذا
رفع بعض الورق أمامها ووضعه على المكتب
لقد إنتهينا من جميع البنود وحان الوقت للتوقيع... ليس لدي وقت... قالها يوسف وهو ينظر بساعته
تناولت القلم وقامت بالأمضاء سريعا دون النظر مرة آخرى للأوراق مرة أخرى
عودة للحاضر
شهقت أشجان عندما وجدت جواد يخطو بخطواته الثابتة إليها
وقفت وهي تضع يديها على فمها من الصدمة من ظهور جواد المفاجئ بعد تلك السنين... وتحول وجهها ليوازي شحوب الأموات
إقترب جواد وهو يحاوطها بنظراته ويناظرها بنظرات قاتمة وتحدث
عاملة إيه ياعمتو
دلف بهدوء جالسا على الأريكة التي توجد ببهو الشقة
دنت منه بعدما أصيبت بتصلب جسدها وجف حلقها ثم.. تبسمت له بإصطناع
حبيبي عامل إيه
وأخبار والدك... وحشني أوي حتى كنت لسة من يومين كنت بتكلم مع أمل علشان ننزل القاهرة علشان وحشتونا
جز على فكيه وأردف بسخرية
والدي!! بتسألي بجد ولا دي حنية من بتوعك اللي مغرقانة فيها
اتسعت ابتسامتها رغم إرتعاش جسدها من معاملة جواد القاسېة
ايه اللي بتقوله دا.. هو فيه أغلى عندي من حسين وولاده... معلش ظروف السفر اللي بعدتنا عنكم غير طبعا المشاكل و..
ظل جالس لم يهتم بحديثها ينظر بمختلف الأتجاهات لفت نظره تلك الصورة التي توضع بأحد الأركان.. فكانت صورته مع والده وصهيب معهما
نهض ببطئ وأمسك تلك الصورة ينظر إليها
ترقرق الدمع بعينيه وتحدث بصوتا مكتوم
ياااه ياعمتو تعرفي الصورة دي الوحيدة اللي مفقودة مننا...
ضيقت عيناها وتسائلت بصوتا مهزوز بعض الشئ
إزاي ياجواد.. لا عندكم زيها أنا شوفتها عند والدك في مكتبه
إستدار بجسده ومازال بمكانه
قصدك الغلاف ياعمتو دا اللي تقصديه
فجاة ألقى الصورة على الأرض حتى تهشمت متناثرة بالأركان...
حل الصمت بالمكان كضيفا وأستغل نظرات الخۏف التي لمعت بعيني أمل فاقترب ينظر لعمته
وصل ووقف أمامها ينظر لمقلتيها
قصدي الروح العائلي اللي كان فيها شوفي كدا ينفع
تلميها تاني وترجعيها .. دا اللي حاولتي بكل الطرق تعمليه
ثم أكمل إسترسال
الصورة دي من اربعين سنة يعني تقدري تقولي كان عندي وقتها خمستاشر سنة
كبرناو الحب بيكبر جوانا والحنان والعطف من إخواتي... بابا الله يرحمه علمنا يعني إيه حب وجمع شمل العيلة... حبتي تسافري وتتجوزي واحد مش من توبنا ووقفتي قدامنا ورفضتي كلام بابا وعملتي اللي في دماغك وروحتي وخوضتي تجربة ورا تجربة وكل ماتخرجي من فشل تدخلي في فشل أكبر...
وضعت يديها على شفتيه وأردفت بحزن متصنع
أبوك ماټ ياجواد... ياحبيبي ياحسين
بساقه ركل المنضدة التي بجواره وأشار بيديه
شغل التلات ورقات دا مش مع جواد الألفي... ماشي... خليني اكمل مسيرتك العملاقة علشان نستفاد كلنا من خبراتك العظيمة...
تحركت أمل إليه وعزمت أمرها على أن تفر من شظايا غموضه الذي بدأ يصل معناه لعقلها بعد ربطها باللعبة التي احكمت بذكاء
جواد حبيبي ممكن تقعد ونتكلم أحنا منعرفش إنت بتتكلم عن إيه
صاح بصوت غاضب وظل يقاوم نيران قلبه الملتهبة عندما تذكر فلذة كبده واڼهيار زوجته في تلك الليلة ومۏت والده بسبب تلك الشمطاء.. رفع اصبعه وصړخ بوجهها يدفعها كأنها عدوى تصيبه
اخرصي يابت... حبك بورص ياختي مين دا اللي حبيبك... دا حتى الكلمة حسيتها بالمړض الخبيث مجرد مااسمعتها من بوقك...
دفعها بقوة حتى سقطت على المقعد بجوار والدتها واردف مشيرا بسبابته
اسمع صوتك قبل ماأخلص كلامي ورب الكعبة اډفنك مكانك... وياريت تعمليها
علشان المۏت رحمة من اللي هتشوفيه
إستدار ينظر بمقت وڠضب كان يوزع بينهما نظرات ڼارية كنيران جهنم ثم
زفر بحزن واكمل حديثه
ياريت توقفي على كدا ياعمتي الحلوة.. عملتي من بنتك نسخة مصغرة منك.. ونفس التجارب الخايبة والفاشلة... مع إن أي واحد عاقل يكون إتعلم من كم الفشل والإنحلال.. لكن عند أشجان الألفي العنتظة والبجاحة بتجري في ډمها وبدأتي تعملي مزاد على بنتك واللي يدفع أكتر يشيل
توقفت أمامه وتحدثت أنا مش فاهمة ياجواد كلامك
أشار بسببته ان تصمت...
أنا قولت إيه.. مش عايز مقاطعة... إحنا لسة بنحكي في البداية يااشجان هانم دا مجرد كلام بس
سحب نفسا طويلا يعبأ رئتيه وأكمل استرسالا
قعدتي عشر سنين في لبنان وخسړتي كل اللي وراكي واللي قدامك.. عارفة ليه
نظر لمقلتيها شرزا وتحدث
علشان أخدتي حق مش حقك... واوعي تفكري إني نسيت محاولتك الفاشلة والرخيصة مع عمو ماجد بعد مۏت طنط حنان...
دنى وهمس لها
جواد مابينساش حاجة... وإحمدي ربنا إن بابا مكنش موجود وإن عمو ماجد راجل محترم حافظ على شرفه... رجع بجسده ورفع صوته پغضب
ماهو انت متلزميش حد... كل اللي عمله علشان أبويا وبس..
حدق بها بعينين تبدو كلهيب جهنم
ثم نظر إليها بمقت وإحتقار
حاولنا نوقف معاكي ونصحح من أخطائك وأبويا يقول معلش يابني دي أختي اللي فضلالي مقدرش أرميها ومهما تعمل هفضل أحاميلها مش علشانها ابدا... دا علشان جدك وجدتك
جلس محاولا السيطرة على هدوئه
فكانت نظراته تتناقض كليا في تلك الأثناء مع هدوئه الذي يحاول السيطرة على نفسه...
وقف مستندا بظهره على الجدار خلفه وهو يعقد ذراعيه ويوزع نظراته بينهما
وعدت الأيام والسنين وحسين الألفي لازم يكون الصدر الحنين لأشجان هانم كل ماتعمل مصېبة يطبطب عليها...
هز رأسه بايماءة
عارف أيوة الغلط في دي