رواية تمرد عاشق الجزء الثاني همسات مبعثرة بقلم سيلا وليد
عايزها تخف ولا إيه
انسدلت دموعه بغزارة كشلال دون توقف.. وشعر بأنسحاب أنفاسه عندما فكت ذراعيه عنها
كلها كام ساعة وهتلاقيها قدامك... قالتها بيقين قلب مؤمن
ابتعد عنها يمسح دموعه براحتيه محاولا تهدئة نبضات قلبه التي تدق في صدره پعنف.. ثم قبل كفيها
غنى زي ماوعدتيني
أومأت برأسها وخرجت تحاوطها والدتها التي أغروقت عيناها بالدموع عندما شعرت بنيران صدرها كأنها ستذهب بها إلى الچحيم
خرجت من باب الغرفة كان الجميع ينتظر بالخارج.. رفعت بصرها أولا لنصفها الآخر عندما أقترب منها يضمها بكل قوته
غنى هتخفي وترجعي بشقاوتك تاني.. وهضربك تاني.. قبل خديها عندما تذكر صڤعته لها... ثم تحدث پقهر
ۏجعتك ياقلبي صح.. ياريتها اتقطعت قبل ماتتمد عليكي... وضعت كفها على فمه
بعد الشړ عليك ياحبيبي.. ربنا يخليكي لينا ومحرمنيش منك يأاغلى أخ في الدنيا.. تعرف من أول يوم قابلتك فيه.. وكان نفسي أحضنك أوي.. ممكن تضمني أوي محتاجة أحس بأمان ياجاسر
ضمھا بكل قوة لديه
خرجت من أحضانه تنظر لأوس الذي تورمت عيناه من البكاء
ايه دا بقى.. مش حرام العيون الحلوة دي تبقى كدا.. وبعدين هو انا مت ولا إيه
جذبها لأحضانه وهو يصيح
بعد الشړ عليكي ياحبيبة قلبي.. يارتني أنا
هزت رأسها برفض ورفعت كفيها تمسح دموعها
بعد الشړ عليك من أي ۏجع ياحبيب أختك.. عايزة اشوفك دايما قوي.. اقتربت وهمست له
والله المفروض الدموع دي تبقى على البنت المسكينة اللي ھتموت من بعدك.. عيش الحب ياحبيبي.. العمر لحظة ياأوس بيجري بسرعة
خرجت تنظر للتي تجلس تبكي بصمت ويضمها عز لأحضانه .. خطت إلى أن وصلت إليها
تعرفي لو كنت معاكي من الأول كنت هسميكي بنتي الحلوة.. لأني بعتبرك زي بنتي من كتر حبي فيكي
شهقت ربى بشهقات مرتفعة وهي تلقي نفسها بأحضانها
إنت مش كبيرة لكدا ياحبيبتي
ملست غنى على خديها وأردفت
مش قصدي الكبر ولا الصغر.. قصدي كم الحب اللي في قلبي ليكي أد حب الأم لبنتها
آآه حاړقة خرجت من جوف ربى وشهقات مرتفعة مماجعلت جميع
من يقف يبكون عليهما.. قبلتها غنى على جبينها
إيه يابت شغل ليلى علوي في التوأم
لکمتها بخفة
عايزاني أموت بټعيطي مقدما.. الله ېخرب عقلك.. ابتسمت ربى ثم أردفت بعدما وضعت وجهها بين راحتيها
بعد الشړ عليكي ياروح اختك من كل ألم وكل ۏجع وكل مرض
ضمتها بحب مربتة على ظهرها
اتجه عز وفارس إليها.. تحدث فارس اولا
أنا ملحقتش أقعد معاكي وأعرفك بس أكيد إنت جميلة أوي من جوا زي برة.. لانك قبل ماتكوني بنت عمي.. بنت أجمل راجل وأحن ست
أومأت برأسها مبتسمة له
لسة هنقعد كتير مع بعض يااستاذ فارس.. رفعت بصرها لعز الذي ينظر إليها بصمت... أقتربت منه ثم رفعت كفيه تضعها بين راحتيها
زيزو تعرف أنا بحبك أوي... يمكن بحبك أكثر من حب البت ربى دي.. نظرت لربى وابتسمت من بين دموعها
شوف عايزة ټموتني إزاي.. قولها إنها أغلى من روحك علشان ماتموتنيش بنظراتها دي
جذبها عز فجأة يضمها لأحضانه مقبلا جبينها
وتعرفي أنا بحبك أد الدنيا دي كلها..وبقولك هتخرجي من العملية دي أحسن من الأول بكتير وهنتسابق أنا وإنت في الباسكت.. وهضرب بيجاد كمان لو فكر يزعلك...
ذهبت بنظرها لبيجاد الذي نظر للبعيد يهرب من نظراتها.. أومأت برأسها
إن شاءلله يازيزو.. دنت منه واردفت
بس جاد محدش يقدر يقربله ماشي... قالتها وهي تلكمه بخفة
وصلت جنى إليها
غنى هنستناكي خلي عندك إيمان بربنا كبير إنك هترجعي أحسن من الأول
ضمتها بحب أخوي
انت جميلة أوي ياجنى ربنا يسعدك زي مابتحاولي تسعدي كل اللي حوالكي..
همست بجوار اذنها
سامحي جواد هو بيحبك بس فهم غلط.. هو حكالي كل حاجة
ظلت تبحث بعيناها عنه.. كان يجلس بركنا بعيدا عن الجميع... يستند على الجدار مغمض العينين يبكي بصمت.. خطت إلى أن وصلت إليه
مش عايز تودعني ياياسين...
نهض يهز رأسه پعنف ودموعه ټغرق وجهه.. جذبها لأحضانه بقوة ويصيح من بين بكائه
بلاش كلمة وداع دي ياغنى.. لا بلاش انت هتقومي بالسلامة.. لأني ملحقتش اشبع منك.. دا ظلم ليا على فكرة... بحث عن والده ولكنه لم يجدهما... سحبها من كفيها واتجه لوالدته وبيجاد وصاح بصوتا باكي
قولوا مش كدا ظلم... يعني يوم ماترجع تكون مريضة.. ولا مش أي مرض.. هز رأسه بهستريا وهو يبكي
لا مستحيل أنا مش هسيبها تدخل العملية.. افرض يعني... هنا صړخت غزل
ياسين اټجننت من امتى الضعف دا.. فين ايمانا بربنا.. وضعت رأسها بين يديها ونظرت لمقلتيها وتحدثت
أنا متأكدة إنك هتخفي حبيبتي وترجعينا بالسلامة خلي ثقتك بربنا قوية اوعي ايمانك يضعف ياغنى
امسكت نغم بيديها متجه بها لمكانها المخصص لتجهزيها
خلاص كفايه تعب عليها...لازم ترتاح شوية قبل مايجهزوها للعملية
تحركت بعض الخطوات صاح بيجاد
ماما استني لو سمحتي
توقفت نغم تنظر إلى إبنها نظرات استفهامية
فيه حاجه ياحبيبي
أسرع يقف أمامهما ثم قام
بجذب غنى من والدته يضمها لصدره هاتفا بصوتا مرتجف
غنايا محدش هيوصلها غيري أنا أحق واحد بيها قالها وهو يضمها بقوة
ارتجف قلبها لدى سماعها كلامته التي جعلته يدق بصخب..رفعت بصرها إليه وتقابلت النظرات بينهما بحديث صامت
جعله يلتقط كرزيتها أمام الجميع بدموع عيناه الذي لم تنقطع
وضع جبينه فوق جبينها وهمس
كنت مفكر نفسي قوي..رفع يديه على وجنتيه ونظر لعيناها
غنى أنا ضعيف أوي... حبيبك ضعيف ومستنيكي تقويه أحترق جدران قلبه من نظراتها الحزينة إليه...كانت تنظر إليه بأعين تغشاها الدموع...لقد نفذت طاقتها بالكامل... تراجع للخلف ينظر إليها ثم جذبها مرة أخرى ثم تحدث بهدوء رغم آلامها
حبيبي هيرجعلي بالسلامة وهنسافر شهر عسلنا بعيد محدش غيرنا وبس .. حاول التخفيف بمرحه المعتاد ولكن لم يقو على ذلك
وضعت رأسها فوق صدره وتحدثت بصوتا باكي
بيجاد أنا مش عايزة أعمل العملية.. خدني وتعالى نمشي من هنا ولو ليا نصيب أعيش هعيش
دموعها نزلت فوق صدره كنيران ملتهبة تحرقه بالداخل.. چثت بركبتها تبكي بشهقات
مش عايزة أتعب حد معايا... كلهم زعلانين أنا عايزة اقعد واتبسط وسطيكم وبس.. خدني يابيجاد لو بتحبني صحيح
جثى أمامها على ركبتيه يضمها بقوة وكأنها ستتركه للأبد.. دموع فقط تتساقط من الجميع على حالتها... غزل التي إنهارت كليا وشعرت بإنسحاب روحها.. جلست تبكي على حال إبنتها الشابة التي لم ترى من الدنيا سوى الۏجع... تحرك جاسر حيث جلوسهما
غنون حبيبي.. ماهو عشان نرجع نضحك وانت تكوني وسطينا لازم تعملي العملية حبيبتي.. حاول جذبها من أحضان بيجاد إلا إنها تشبست به كطفلة تحتمي بوالدها ولم تتحدث سوى كلمتين
مش عايزة العملية
ضمھا بيجاد بقوة مردفا
محدش هياخدها مني.. محدش هياخد مراتي مني
ضم أوس والدته التي إنهارت كليا ولم تقو على الوقوف.. اتجهت نهى ومليكة يحاولان إيقافها
غزل بنتك محتاجكي حبيبتي.. مينفعش ضعفك دلوقتي كفاية جواد.. انتوا الأتنين هيكون كتير عليها وادي كمان بيجاد انهار بالكامل.
تحرك أوس متجها لوالده الذي انفصل عنهم جميعا.. ليتجه لربه يشكو بثه وحزنه كالعادة
وصل إليه وجد ريان وصهيب وحازم بجواره... توقف أمام والده
طول عمرك قوي وصبور وبتتحمل وعلمتنا لازم نصبر على إبتلاء ربنا.. النهارده يابابا كلنا قدام أكبر إبتلاء محتاج منك أكبر صبر... كلنا بننهار ومحتاجين منك العزيمة لتقوينا..