رواية تمرد عاشق الجزء الثاني همسات مبعثرة بقلم سيلا وليد
لعبة قدام جواد وهو عارف ومتأكد من حبك له
بلعت ريقها بصعوبة وصاعقة قوية أصابت قلبها فبعثرته إلى أشلاء حين علمت بملعوب والدها..فهمست
_ليه بابا عايز يعمل ايه في جواد!
رفع نظره إليها ورأى عيناها المتلألئة بالدموع ورعبها والذي ارجعها إلى حزنها على جواد فتحدث
_جنى عايز اعرف ايه ال حصل وصل عمو صهيب لكدا ماهو مش معقول مجرد شك يطلب مني اخطبك قدام العيلة
شعرت بدوران الغرفة بها وكأن قلبها موشوم بالوجه الذي امتص روحها وحولها إلى خرقة بالية عندما علمت بانها سوى لعبة فقط
رفعت بصرها تتعمق برماديته وأردفت بصوت هزيل
_بابا طلب منك تخطبني قدام العيلة..اومأ برأسه قبضة اعتصرت قلبه من حزنها العميق الذي ظهر على وجهها الذي ارجعه إلى صډمتها
جذبها من أكتافها واردف بهدوء
_حبيبتي باباكي شاكك ودا حقه فتحنا عايزين نتأكد من حب جواد بس ايه ال وصله بشكه دا وازاي جواد هيتصرف بعد كدا
رجعت بذكرياتها ليوم زفاف عز عند عودتها للمنزل
صاح صهيب بجنى
هبطت جنى وهي مذهولة من صړاخ والدها
_ أيوة يابابا.. فيه حاجه ياحبيبي
كأن كل خلية في جسده تعانده لعدم أخبارها بما يخطط له وخطبتها لجاسر ورغم ذلك زفر پغضب ونظر إليها
اقترب صهيب وأردف بتأكيد
_ انا مش هوافق على جواد مهما حصل.. فبلاش تتعبي نفسك وتتعبيني معاكي
نظرت لوالدها وكأن صاعقة أطاحت بها ولا تعلم بماذا ستواجه قدرها المظلم.. فأسبلت أهدابها متحاشية النظر لوالدها
اشفق عليها كثيرا فاردف بتوتر
_مش عايزك تقابلي جواد مهما حصل واياكي اشوفك بتكلميه تاني
وصلت نهى على حديث صهيب فحاولت التخفيف بحديث صهيب على قلب ابنتها
جنى اكيد هتسمع كلمات باباها
مش كدا ياجنجون والصراحة ياجنى بابا شايف جاسر أفضل من جواد وعمك جواد لمح بكدا..هنا تذكرت حديث جاسر عن فيروز وحبه لها
فهزت رأسها رافضة حديثهما وتحدثت بصوتا مكتوما من البكاء
_ جاسر حد جميل وراجل وكل حاجة.. لكن بعتبره زي عز.. يعني عمري ماشفته غير اخ وصديق ليا.. وكمان هو بيعتبرني كدا.. إزاي تفكر أننا نرتبط
قاطعها صهيب بصوتا مرتجف رغم الغصة الذي شعر بها فأردف بتقطع
_ أنا وافقت وخلاص ياجنى لو عايزة تصغري ابوكي قدام عمك معنديش مانع
خرجت من شرودها وهزت أكتافها
_مش عارفة ياجاسر صمتت للحظات ثم أردفت
_جاسر انا تعبانة ممكن تسبني ارتاح
شوية
ربت على كفيها وخرج من الغرفة واتجه إلى منزله وعقله يكاد ينفجر من تغيرها المفاجئ
وصل إلى غرفته. وتناول هاتفه فإذا به ينصدم من رسالتها التي أرسلت إليه منذ وقت.. حاول تجاهلها ولكن قلبه كان يؤنبه.. هو يعلم باسم عندما يغضب لا يشفق على أحدا ابدا
ظل فترة وهناك صراع بين قلبه وعقله وكالعادة انتصر القلب على العقل وتناول هاتفه وقام الأتصال بها
كانت تجلس أمام الطبيب بالمشفى الخاصة بعائلة الألفي.. تستمع للطبيب بإهتمام
_ للأسف فيه ڼزيف لمدام حياة بنحاول نسيطر عليه.. هنشوف خلال ساعات هنقدر ننقذ الطفل ولا لا.. قاطع حديث الطبيب رنين هاتفها.. نظرت إليه وابتسمت بحب تستأذن الطبيب
_ جاسر أردفت بها بصوتها الناعم الذي جعل دقات قلبه ترتفع بشدة.. مما جعله يغمض عيناه بصوتها
استجمع شتات نفسه وحمحم متحدثا
_ انتوا ايه اللي وداكم عند باسم
زفرت بإختناق إثر يأسها منه فردت
_ حياة قالت لازم ترجعله.. قاطع حديثهما عندما أردف الطبيب
_ للأسف المدام فقدت الطفل وهي دلوقتي هتدخل عمليات
فقدت قدرتها على الحركة او الكلام.. فارتبكت بوقفتها تهز رأسها بحزن عندما علمت كيف سيكون الخبر صاډم على قلب حياة
صاح جاسر على الطرف الآخر بعدما اعتدل بجلسته يحادثها بلسانا ثقيل
_ مين اللي فقدت الطفل يافيروز.. اوعي يكون قصدك حياة.. هي حياة ماكنتش فقدته يوم الحاډثة.. وهو انتوا فين أصلا
جلست أرضا خالية من أي مشاعر تبكي فقط على ماصار لصديقتها
ارتجفت شفتيها وأجابته
_ حياة كانت لسة حامل ياجاسر.. معرفش إيه اللي حصل بينها وبين باسم خلاها ټنهار بالشكل دا وتفقد الجنين
عند غنى
كانت تغفو على فراشها ولكن يطاردها بأحلامها
_غنى امسكي ايدي حبيبتي انا بغرق حبيبتي حبيبك بيغرق غنى الحقي بيجاد ھيموت وتعبان
هبت مستيقظة من حلمها الذي جعل قلبها يأن ۏجع أكثر من اللازم..
وضعت يديها على صدرها بعدما ارتشفت قليلا من المياه ومسحت عرقها الذي يغزو جبينها
أسرعت إليها يمنى صديقتها عندما استمعت لصړاخها
جلست يمنى بجوارها تمسد على خصلاتها وتمسح عرقها تقبل رأسها
_ ايه بس ياغنى.. برضو كوابيس
بكت بنشيج وكل مايؤرق روحها أكثر هو اشتياقها الجارف لمتيم قلبها.. فقلبها يأن وېحترق شوقا لرؤيته
_ وحشني أوي يايمنى نفسي أشم ريحته.. أخرجت كنزته الخاصة به تستنشقها بعنفوان وتبكي بنشيج
_ شوفته في الحلم انه تعبان وپيصرخ .. تفتكري انه هيفضل يتألم الوقت دا كله ولا هيعيش وينساني مع الوقت
مسدت يمنى على خصلاتها وتحدثت بإبانة
_ قولت لك حبيبتي.. الموضوع هيكون صعب عليكو انتوا الأتنين.. أنا كنت بشوف نظراته ليكي تحتها عشق دفين.. ابتسمت وهي تجلس تعقد ذراعيها وتبتسم بشقاوة
_ فاكرة قولت لك إيه.. ان الولد دا دايب فيك ياجميل
ابتسمت غنى بإنتشاء وسعادة عندما تذكرت عشقه الجارف الذي لم يخمد ابدا وهي بجواره.. اغمضت جفنيها تتمنى أن تراه للحظات معدودة.. أمسكت هاتفها بيد مرتعشة وقامت الأتصال بوالدها
بالقاهرة
وصل بيجاد فيلا الألفي... دلف يسأل عن جواد.. اتجهت العاملة به حيث جلوسه مع والده
وزع نظراته بينهما وتحدث
_ خير إن شاء الله.. يارب أكون قدرت أعرفك ياعمو جواد إني ممكن أعمل إيه
توقف جواد يصيح پغضب به
_ إنت مچنون يلا رايح تقدم فيا بلاغ ياأهبل.. إنت ناسي اني لوا ياحمار
ابتسم بسخرية وتحدث
_ لوا على نفسك.. دلوقتي الكاميرا صورت حضرتك انك اخدت مراتي من بيتي.. إيه بقى السبب ماليش فيه
رفع بصره لوالده وأكمل
_ ولا إيه يابشمهندس.. حاولت افهمك ان الولد دا مش ابني.. لكن حضرتك مصر إنه ابني معرفش ليه
تنهد ريان وتحدث بهدوء
_ بيجاد انا اتكلمت مع جواد وقلت إحنا كدا ممكن نخسر بعض.. فأحسن حل للكل يابني انك تطلق غنى.. وهي كدا كدا مش عايزة تكمل معاك.. لو هي حبت ترجع
هب كالملسوع يصيح پغضب يحاول أن ېحطم كل مايقابله وصړخ بقوة
_ انتوا الاتنين بتحلمو.. ويوم ماغنى تفصل اسمها عني هيكون في حالتين بس ياوالدي العزيز
_ ياإما انا أموت ياهي ټموت.. ضړب على المكتب بكفيه وأكمل
_ وبقولك ياعمو جواد انا هوصلها وصدقني مش هرحمها على ۏجع قلبي دا
ابتسم بثبات انفعالي رغم الحمم البركانية التي تصيب صدره ونطق بصوتا ممزوج بالحب والڠضب معا
_ غنى بيجاد خليكوا فاكرين دا كويس
قاطعهم رنين هاتف جواد.. الذي امسك هاتفه ورفع بصره سريعا لبيجاد.. محاولا الهدوء.. ولكن كيف يهدأ المارد الثائر
جذب الهاتف من أيدي جواد.. وضع الهاتف على إذنيه في حين صړخ جواد به
هات التليفون يلآ
بشفتين مرتعشتين أردفت قائلة
_ بابا حبيبي وحشتني أوي.. أنا كلمت ماما وعرفت إن بيجاد جالكم وحضرتك قسيت عليه يابابا.. دا اتفاقنا
كانت أنفاسه المرتفعة فقط هي التي تصل إليها.. اغمضت جفنيها واكملت
_ بابا أنا حلمت حلم مش كويس.. طمني على بيجاد هو عامل إيه
اطرق رأسه للاسفل يقاوم رغبة قوية في البكاء من صوتها الحزين وصوتها الباكي
يود لو يراها حينها يضمها لصدره ولا يتركها حتى يشبع روحه... ورغم ألم قلبه من فراقها إلا أنه استمتع بصوتها