رواية تمرد عاشق الجزء الثاني همسات مبعثرة بقلم سيلا وليد
ليلة وليلة.. . ظل يجوب العشق لفترة ليست بالقليلة حتى غفى بيجاد..ثم ذهب بثبات عميق بعدما شعر بسعادة روحه وماتوصل إليه
لامست وجنتيه بحب ولكن تراجعت بجسدها عندما تذكرت حديث تاليا منذ يومين
فلاش باك
كانت تجلس بحديقة منزلها بعدما رجعت من منزل ريان حينما علمت بأمر ابنه.. بعد ذهاب بيجاد تحركت تستنشق بعد النسيم المحمل بهواء البحر
جلست على الشيزلونج مغمضة العينين.. وصلت إليها العاملة وتحدثت قائلة
فيه واحدة برة عايزة تقابل حضرتك
اعتدلت ثم تسائلت
مقلتش إسمها إيه
هزت العاملة رأسها بالنفي
نهضت متحركة متجهة إليها
تسمرت بمكانها عندما رأت تاليا تقف تنتظرها وتضم الولد لأحضانها
خطت بخطوات مهزوزة بعض الشئ إلى أن توقفت أمامها
لثوان كان الصمت يعم المكان يتنافى مع إرتجافة قلبها وهي تنظر لذاك الطفل الذي يبلغ من العمر سنة ونصف
رفعت بصرها لتاليا
بيجاد مش موجود خرج من شوية
دنت تاليا بخطواتها ثم أردفت بهدوء رغم إشتعال نظرات غنى إليها
أنا عارفة بيجاد مش موجود اتقابلنا عند عمو ريان من شوية.. أنا آسفة إني بزعجك لكن كان لازم أجي لك
جلست غنى وأشارت إليها بالجلوس
تشربي أيه
هزت رأسها رافضة.. أنا مش جاية اشرب
أنا جاية اتكلم معاكي شوية وهمشي قبل بيجاد مايجي ويضايقني زي ماعمل من شوية
لفت انتباه غنى جملتها الأخيرة فتسائلت
وهو هيضايقك ليه.. أنا شايفة ان أفضل حل انكوا تعملوا تحليل DNA عشان ترتاحي ويرتاح هو كمان...
قالتها غنى بصوت مهزوز بعض الشئ..ربما يكون حديث زوجها صادق
اشفقت تاليا كثيرا عليها عندما رأت نبرة الحزن بعينيها فأردفت
أنا مكنتش ناوية أرجع واهد حياته.. لكن مامتي اټوفت من تلات شهور وطبعا اختي اتجوزت في شقة ماما والدنيا قفلت معايا.. الولد بيكبر ومصاريفه بتكتر..
تنهدت بحزن ثم أكملت مستطردة
مينفعش أبوه يكون مليونير وهو يكون محروم.. انا متابعة أخباره اول بأول وعرفت إنك كنتي مريضة لوكيميا.. وعرفت كمان فرصة انجابك ضعيفة غير إنها ممكن تكون منعدمة
أغمضت غنى عيناها پألما وابتعلت غصة بجوفها بصعوبة عندما طعنتها بحديثها الذي شقها لنصفين
حمحمت تاليا معتذرة واكملت بأستبانة
صدقيني مش قصدي خالص ازعلك.. أنا مستعدة اسيب الولد لأبوه وانتوا تربوه
انسدلت دموعها وأكملت
مستعدة أتنازل عن أمومتي في حق إنه يكون في حضڼ ابوه ويراعيه.. لازم ياخد حنان ابوه.. أنا عاشرت بيجاد واعرف اد ايه هو حنين جدا ويستاهل يكون أعظم أب
أعتصرت غنى عيناها بقوة.. عندما شعرت بجمرات ټحرق صدرها ودقات عڼيفة تصفع قلبها من كلماتها التي أدمتها
رفعت غنى عيناها وتحدتث بصوتا حزين
المطلوب مني إيه وبيجاد مش معترف بالولد.. هو متأكد الولد مش ابنه اعذريني
أخرجت تاليا من حقيبتها كيسا صغيرا يوضع به بعض خصيلات من الشعر.. ومدت يديها لغنى
دي عينة من الولد.. شعر لو عايزة ډم معنديش مانع.. هو لسة صغير زي ماانت شايفة.. جوزك عندك خدي عينة منه وحللي براحتك عندك معامل مصر كلها ولو ينفع تبعتيه برة معنديش مشكلة
رفعت يديها المرتعشة وتناولت منها الكيس
الذي أشعرها كأنها تقبض جمرة ملتهبة ټحرق كل أعضائها عندما وجدث ثقة تاليا من نظراتها وحديثها أن الولد ماهو الا ابن زوجها
نهضت تاليا بعدما أدت مهمتها على اتم وجه ثم رفعت نظرها لغنى وتحدثت
وزي ماقولت أنا مستعدة اضحي بسعادتي أني اتنازل عن ابني عشانه وكمان عشان بيجاد يستاهل يكون أب
قالتها وتحركت دون حديث آخر
توقفت غنى بخطوات متمهلة متعثرة متجه للشاطئ ولا تشعر بما حولها.. فقط دموعها التي تنسدل بقوة تغسل وجنتيها بحړقة
چثت على ركبتيها وآهة عالية خرجت من صدرها شقته لنصفين وهي تصرخ وتضم قبضتها لصدرها علها تهدئ من نيرانه المستعيرة.. ظلت فترة كما هي إلى أن وصل بيجاد إليها
غنى قاعدة كدا ليه
ابتسمت تنظر للبحر تبتعد عن أنظاره ثم أجابته
بشوف غروب الشمس.. بحب التحام الطبيعة اوي.. تعرف أنا قعدت معظم حياتي في تركيا ورغم مفيش فيها المظاهر الخلابة زي مصر.. بس كان لازم اروح الأماكن اللي فيها بحر واقعد فترات طويلة كدا عشان اشوف الغروب
جلس بجوارها يجذبها لأحضانه
عارف الكلام دا.. قولتي لي حاجة زي كدا في مرة لما كنا في المزرعة.. عشان كدا حبيت اشتري لك
بيت جنب البحر
اتجهت بنظرها إليه وابتسمت رغم عيناها الحزينة التي مازالت بها أثار الدموع
تعرف أنا بحبك أد إيه يابيجاد.. رغم إننا بقالنا فترة بسيطة متعرفين على بعض
رفع ذقنها يمسح وجنتيها بأنامله ثم تسائل بصوتا حزين ممزوج بالڠضب
كنت بټعيطي ياغنى.. طيب ليه
زفر بحزن وتحدث
مش أحنا اتفقنا الدموع دي لما أموت
القت نفسها بأحضانه وبكت بنشيج
بيجاد أنا بحبك أوي وعايزاك دايما سعيد حبيبي... أوعدني أنك تعيش سعيد
ضيق عيناه ونظر لمقلتيها
غنى الولد مش ابني الكلام اللي سمعتيه امبارح مش صح.. خليكي واثقة في كلامي لو سمحتي.. والله الولد مش ابني
رفعت يدها تلمس خديه ثم أردفت
اعمل التحليل
هب واقفا ېصرخ بوجهها..
الولد مش ابني عشان اعمل تحاليل.. جثى على ركبتيه وأردف
والله مالمست حد قبلك.. انت كنتي جوايا عشان كدا ماأخدتش خطوة صريحة مع حد.. كل الموضوع شوية لقاءات وتليفونات.. مفيش تعمق في العلاقة
تنهدت بحزن ثم تسائلت
انت حضنتها وبوستها مش دا كلامك يابيجاد
بس مقربتش منها.. غنى مش تجنيني هو انت هتكوني عارفة اكتر مني.. تاليا كويسة منكرش بس مش اللي تخليني اتمادى واعمل علاقة في الحړام..أنا معرفش عملت كدا ليه دا اللي هيجنني
وليه جاية دلوقتي تقولي الولد ابنك.. معرفش هي عايزة توصل لأيه
ضم يديها وقبلها ثم أردف
وحياتك عندي ياحبيبتي الولد مش ابني.. أنا اه عملت حاجات كتيره غلط بس متوصلش للژنا.. دي اكبر معصية.. ازاي اكون كدا
انت شربت خمړة يابيجاد ودي برضو معصية وكبيرة من الكبائر
اخترقت كلماتها أعماقه فأجابها حزينا
انا توبت ياغنى.. ودا كان كام مرة بس.. يعني مكنتش مدمن عليها ولاحاجة.. دول مرتين تلاتة.. يوم رأس السنة ويوم توديع عذوبية صديق ليا.. هو أصر وقتها
والمرة التالتة إمتى يابيجاد... تسائلت بها غنى وهي تنظر لعيناه بقوة مش يمكن لما كنت معاها
إشټعل غضبه فاحتدت نظراته إليها
يوم ماوقفتي قدام أبوكي وقولتي إنك بتحبيه وعملتي قضية أنه اتحرش بيكي.. نسيتي ياهانم.. ولولا وجود جاسر وجواد يوميها صدقيني كنت هموتك
شعرت وكأن دلوا من الماء سقط فوق رأسها في تلك اللحظة فنظرت إليه
أنا كنت مفكرة المشاعر دي مشاعر حب مكنتش أعرف إنها مشاعر أبوية ابدا وكنت متضاربة بينك وبين بابا
استنشقت بعض الهواء ثم زفرته بهدوء وهي تنظرالى البحر
لسة فاكر الموضوع دا.. وبعدين دا ميدكيش الحق انك تسكر يوميها وتضربني
.. كنت عايز احط ڠضبي في أي حاجة.. والحمد لله ان الليلة عدت وعمو صهيب أنقذك من بين أيدي
كنتي مراتي
الفصل السابع والعشرن
لن أنسى إنك اجبرتني أن أرحل عنك.. فمنذ رحيلي وابتعادي اصبحت حياتي والظلام كشيئا واحدا
توقف صهيب أمامها يمسد على خصلاتها
_حبيبتي جاسر طلبك للجواز وانا وافقت احتضن وجهها
_جنى اسمعي كلام ابوكي انا أكتر واحد خاېف عليكي وانا شايف أن جاسر اكتر واحد هيحافظ عليكي ومتقوليش دا اخويا
تسارعت نبضاتها من كلمات والدها المفاجأة حتي أحست أن والدها استمع الى دقات قلبها تذكرت ابتسامته وكلماتها ومزحاته معها فترقرق الدمع بعيناها وشعرت بانسحاب الأرض من تحت اقدام وغمامة سوداء تحاوطها فهمست بصوت