رواية تمرد عاشق الجزء الثاني همسات مبعثرة بقلم سيلا وليد
لنغم ودموعها تنسدل بقوة على وجنتيها
قوليلي ياانطي نغم... هو أنا وحشة يخليه يحب واحدة تانية ويتجوزها من وراكم.. ثم دققت النظر إليهما... واتجهت لعمر الذي يتهرب من نظرات الجميع
كنت تعرف صح ياعمر... كنت تعرف إن بيجاد متجوز صح... اتجهت لريان... ودققت نظرها إليه
كنت تعرف ياخالو... مخبي عليا
صړخت وصاحت بهم
ماهو اكيد بيجاد ميعملش حاجة زي دي من غير ماحضرتك تعرف
اتجه إليها ريان ويتمنى مافهمه يكون خاطئا... يؤكد لعقله مستحيل ان بيجاد يفعل شيئا مهينا له كهذا
جذبها لأحضانه وتحدث بهدوء رغم حزنه الداخلي من ولده
إيه اللي حصل حبيب خالو وبيجاد عمل إيه
خرجت تبكي پقهر وأردفت
ابنك راح اتجوز البت الحقېرة اللي بقاله شهور بيجري وراها... ومقعدها في مزرعة القاهرة... وعامل عليها كردون امني... زي الملكة... خاېف حد يقرب منها
صاعقة ضړبته بقوة.. مما جعله يسقط جالسا على المقعد كمن تلقى ضړبة موجعة قصمت ظهره... هز رأسه رافضا حديثها
وتحدث مردفا
مستحيل.. بيجاد ميعملش حاجة زي دي بدون علمي... رفعت نظرها لعمر وتحدثت
مايمكن الباشمهندس عمر عنده الحقيقة ياخالو
اتجه ريان بنظره لعمر وناظره بإستفهام
إيه الكلام اللي بسمعه دا
نزل عمره بنظره للأسفل
الموضوع مش زي ماحضرتك فاهم يابابا
نهض يسير بخطى بطيئة كأنه يسير على جمرات
متجوزها صحيح ولا لا... تحدث بها ريان بهدوء رغم نيرانه المستعيرة
اسمعني يابابا مش الجواز اللي في بالك
صاح ببعض القوة
سؤالي واضح ياباشمهندس متجوزها ولا لأ... جاوب
هز رأسه وتحدث
متجوزها يابابا بس... صڤعة قوية سقطت على وجهه
لحد كدا وتخرص... أنا اللي غلطان إني ادتلكم ثقة زيادة عن اللزوم... وثقت فيك ياكبير... وثقت إنك مستحيل تعمل حاجه دون علمي... وهو وثقت وادتله الحرية المطلقة
اتجهت ماسة إلى عمر وأردفت بغل
خليته يتجوز واحدة حقېرة... واحدة كل يوم ماواحد شكل ياعمر
اخرصي ياماسة... هذا مااردف بها بيجاد عندما دلف... ثم اكمل وهو ينظر إليها بمقت وڠضب
كنت عارف أنك مستحيل تكوني بني أدمة جيتي هنا على طول تبخي سمك... مفكرة كدا إني ممكن افكر فيكي واتجوزك...
جذبه ريان من ثيابه ونظر إليه پغضب
براحة علينا ياكابتن... استنى كدا وتعالى قولي إحنا بالنسبالك إيه... ياترى الأوتيل اللي بتلجأله كل فترة... ولا دا مكان لزهق
بابا لو سمحت ممكن تسمعني
رمقه بنظرة تفحصية وتسائل
اتجوزتها يابيجاد... روحت اتجوزت من ورا ابوك
بابا ممكن تسمعني... كان لازم
رفع ريان يديه ونظر لنغم التي تتساقط عبراتها وحزن الدنيا سيطر عليها... لأنها تعلم زوجها لم يسامح أبنها
شوفتي ولادنا عملوا فينا إيه... بعد ماربناهم...دا أنا كنت صاحبهم مش ابوهم
تحرك كأنه رجلا عجوزا محمولا بهموم العالم فوق اكتافه
بابا لو سمحت لازم نتكلم
أشار بيديه وتحرك صاعدا للأعلى
نغم هاتيلي قهوتي فوق...وانت ياكابتن بيتي معدش يسعنا إحنا الأثنين
بعد ثلاثة أيام بفيلا جواد الألفي
استيقظ مبكرا يتجهز لذهابه لإحضار ماسيغير ويقلب حياته رأسا على عقب
استمع لرنين هاتقه
أيوة ياريان... أيوة عملتها ورايح أجبها حالا... ضيق عيناه وتسائل
انت في القاهرة من إمتى
خلاص استناني في مكتب الشركة
بفيلا طارق عزيز
ماسألتش يعني ياطارق على غنى
رفع نظره من هاتفه
وتحدث
الخدامة قالتلي عند صاحبتها بقالها خمس ايام.. استدار ينظر إليها
الحرية المتمادية مع البنت دي غلط ياتهاني... وبعدين معرفش مالك بقالك كام يوم تعبانة ودايما سرحانة... شوفي وشك بقى إزاي... ثم تذكر شيئا
إحنا مكنش المفروض ناخد غنى ونروح للدكتور غزل الألفي ولا إيه...
قاطعته سريعا
لا هاخدها ونروح ألمانيا.. الدكاترة برة احسن
ببيت المزرعة
دلفت إليه الغرفة التي كان يجلس بها كلما عاد من عمله دون الحديث إليه... فبعدما رجع من الاسكندريه منذ ذاك اليوم وهو بغرفته لا يخرج إلا للطعام فقط معها
بيجاد أنا زهقت وعايزة ارجع بيتنا... متبقاش مستفز... والقضية خلاص صرفت نظر عنها
رفع نظره من جهازه وتحدث
كان نفسي تعملي القضية علشان اخليكي طول سنينك بالسجن... ماهو انت هتكوني متعددة الازواج ياحبي... رفع هاتفها
خدي تليفونك وبلاش شغل الأطفال
اتت للتحدث قاطعهم رنين هاتفه
بيجاد أنا جبت تحاليل DNA ورايح للمكتب
ابتسم وتحرك بعيدا عنها
بنتك إن شاء الله... نهض سريعا يلملم اشيائه الخاصة متجها إلي جواد
بفيلا جواد الألفي
امسكت هاتفها ثم قامت بالحديث مع احدهما
الصورة اللي بعتها دي عايزة عنوانها فين دلوقتي
لم يمر سوى عشر دقائق واعاد هاتفها بالرنين
أيوة... تمام.. فين... مزرعة ريان المنشاوي
دلف جواد إلى مكتبه كان يجلس
صهيب وحازم الذي علم بالامر مؤخرا وجواد حازم وريان وبيجاد الذي وصل مع دلوف بيجاد
رفع نظره الى صهيب يحبس أنفاسه داخل صدره ضاغطا على كل خلاياه وتحدث بشفتين مرتعشتين
جبت التحليل... لسة مفتحتوش... حقيقي خاېف أول مرة احس إني ضعيف اوي كدا
جذب بيجاد الظرف من يديه وقام بفتحه ينظر للجميع
بفيلا ريان
دلفت نغم لغرفة إبنتها جحظت عيناها مما رأت ولم تشعر بنفسها إلا وهي تصرخ بأسم ابنها عمر
بمنزل جواد الألفي
كان تتحدث بهاتفها لأحدى صديقاتها
تمام حبيبي بعد الجامعة... انا خارجة اهو قدامي سكشن ساعتين وهقابلك
توقفت عن السير عندما اصطدمت بحائط بشړي... نفخت وجنتيها پغضب وتحدثت
وبعدين معاك...انت مكنتش مسافر
ربى لازم نتكلم
عقدت ذراعيها
مفيش بينا كلام... اقتربت منه ونظرت داخل مقلتيه وتحدثت بقوة
ايوة الكلام اللي وصلك صح... فيه ناس جاين يتقدمولي النهارده
كز على أسنانه من تهورها وأردف غاضبا
ان شاء الله هتشوفي صورتين النهارده في الأخبار القاټل والمقتول
وصلت غزل إلى بيت المزرعة... كانت غنى تتحدث بهاتفها مع صديقتها يمنى
دا اټجنن جايبلي حوائط بشړية وكل اللي عليه يبقى بس اعملي حاجة... يخربيته على اليوم اللي قابلته فيه... صمتت لبرهة ثم زفرت وتحدثت بحزن
يمنى جواد وحشني أوي نفسي أشوفه والبغل دا مش مديني فرصة اخرج
بنفس المزرعة وصلت للبوابة الرئيسية وتوقفت امام الأمن
أنا غزل الألفي.. عايزة أقابل غنى طارق.. عرف الباشمهندس ريان إني موجودة علشان أقابلها
البارت 13
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
مؤلمة تلك الدمعة التي تسقط وأنت صامت تسقط من شدة القهر والألم والاحتياج
دلف بساقين تكاد تحملناه... وجلس فوق الأريكة وخلاياه الداخليه تهتز بالكامل... يود أن يفتحه سريعا ليعرف مصيره ...
الخۏف يلتهم قلبه كما تلتهم الڼار سنابل القمح... بهدوء منافي للموقف الذي وضع به... جلس لم يكن نظره يتجه سوى لذاك الظرف الذي فتحه بيجاد بشق الأنفس وصهيب الذي جذب الورقة سريعا ينظر إليها بتفحص وتمعن لعدة مرات... مرة وراء مرة.. كررها للمرة التي لا يحسب عددها
هز رأسه نافيا ماقرأه وتحدث بعيون ذاهلة
مستحيل.. اللي مكتوب دا مستحيل
هنا فقط أطبق جفنيه وتزلزل جسده بالكامل وهو يضع رأسه بين يديه.. وشعور بضعف الكون يتملك منه... انسدلت دموعه بغزاره على وجنتيه.. لم يتحكم بضعفه أمامهم...
اليأس وماادراك ماليأس... عدو يطاردك عندما تفقد الأمل حتى لو هناك بزوغ في الأمل... ولكن كيف يواجه الأنسان وهو ضعيف كورقة خريف هاوية للتساقط
زفرة نابعة من قلبه على حالة أخيه الذي وصل لتلك الرحلة الطويلة من الآلم والعڈاب... أحقا كفى ماصار له
تحرك بخطى بطيئة ونظر إليه وتحدث معقبا على ماقرأه
جواد أنا مش مصدق اللي قراته... دا مستحيل
صاح بيجاد ونظر إلى والده
التحليل دا مزور... مستحيل ثم توجه بنظره الى جواد الذي لم يشعر سوى بتيه كأنه ذهب لعالم آخر... رجعت ذكرياته المأسوية لتلك الليلة
عمو جواد غنى بنتك... والله بنتك محدش يقدر