رواية تمرد عاشق الجزء الثاني همسات مبعثرة بقلم سيلا وليد
بالسماء غفت على كتفه بوقت قياسي ابتسم على طفولتها
رجع بها على الصوفيه الموضوعة بالحديقة وجذب من جواره غطاء خفيف وضعه فوقها..مرت قرابة الربع ساعة حتى وصل جاسر يطلق صفارته
اوبس عزو باشا قاعد يعد النجوم من غير..جلس بجوار جنى الغافية على كتفه
أشار بعينيه عليها
البنت دي نايمة كدا ليه
قام بتعديل حجابها الذي كانت تضعه على عنقها وأجابه
زعلانة مني وجاية تعاتبني
كان ضوء القمر يسطع على وجهها ابتسم جاسر عليها
طفلة اختك طفلة يلا
ضغط عز بأحضانه
اغلى ماعندي ياجاسر ممكن اتخلى عن عمري عشانها
رفع جاسر أنامله يضع خصلة شاردة داخل حجابها مردفا
النهاردة وانا بتكلم مع غنى حسيت اني غبي ومستهلش يكون ليا اخ
ربت عز على ظهره
متقولش كدا ياجاسر انت احسن اخ في الدنيا شوفت دا مع
ربى وجنى يعتمد عليك من صغرك وانت پتخاف عليهم اكتر من نفسك
استمع الى رنين هاتفه
ايوة ياروبي ..قالها جاسر
تمام حبيبتي الصبح هجيبه غنى عاملة ايه
كويسة..نظر الى نظرات عز المتلهفة إليها
روبي عز عايز يكلمك .اعتدل عز وأمسك الهاتف سريعا حتى لا تغلق...اعتدلت جنى بعدما تحرك عز ..نظرت حولها وجدته جالسا يطالعها بسخرية
الطفلة ال نايمة في حضن امها ..وضعت رأسها على كتفه عندما فقدت السيطرة على اتزانها بسبب نومها
جيت امتى !
رفع ذراعيه يحاوطها حتى لا تسقط
من شوية..عاملة ايه
تعبانة اوي ياجاسر اوي حاسة اني تائهة أو في بحر وبغرق وبحلول أخرج منه
قالتها وذهبت بنومها مرة أخرى
ظل يطالعها للحظات ثم ذهب بخياله لتلك الفيروز فشق ثغره ابتسامة
بعد شهر من خروج غنى من المشفى وجلوسها بمنزل جواد الذي كان يحاول أن يراضيها
كانت تجلس بغرفتها المجاورة لغرفة ربى
دلفت ربى تبتسم بحب إليها
صباح الجمال على أختي الجميلة.. تعرفي ياغنون.. أنا غيرانة منك أوي علشان اكتر واحدة تشبهي ماما فينا
كانت تنظر إليها بصمت ثم قطعت صمتها عندما تسائلت
هو حضرة اللوا مجاش برضو إمبارح
جلست ربى بجوارها حزينة
معرفش بابا ماله.. من زمان اوي معملش كدا.. رجع يغيب بالأيام عن البيت
تذكرت حديثها معه في ذاك اليوم
لو عايزني اروح بيتك مش عايزة اشوفك هناك.. عايزة احسسك بۏجع قلبي وانت محروم مني... أنا هرجع بس علشان الست اللي هناك دي... علشان اللي واقف يبص عليا وكل شوية يضمني كأنه بيتنفس مني جاسر واخواتي وبس ياحضرة اللوا تمام
وقف ينظر إليها پصدمة وقلب مفطور ملئ بالۏجع وآهات صاړخة تنخر ببطين قلبه
شعر بضعف الدنيا يتملك منه ويحتل كيانه
ورغم ذاك نظر لفرحة غزل التي توزعت على وجهها.. أطرق رأسه يقاوم رغبته بصرخات عاتية وآهات مؤلمة
لماذا تضعه الحياة دائما في الاختبارت الصعبة.. هل سينجو تلك المرة وتفهم كم كان ېموت آلاف المرات
أومأ براسه وتحدث
تمام المهم تكوني وسط اهلك وعيلتك
خرجت من شرودها
بيجاد تحت وعايز يقابلك
أومات برأسها ونهضت تهبط للأسفل فاليوم كان شاقا عليها بعد أخذها جرعة الكيماوي.. اوقفتها بيديها
خليكي هو هيطلعلك بلاش تتعبي نفسك... هو كان طالع بس وقف مع عز معرفش ليه
اتجهت لباب الغرفة ولكنها توقفت عندما أردفت غنى
انت و عز بتحبوا بعض
أستدارت لها وأجابتها بعيون سعيدة
أنا وعز روحين بينتموا لروح واحدة... تقدري تقولي لا أقدر أعيش من دونه ولا هو يقدر يعيش من غيري
هزت غنى رأسها بهدوء
باين أوي... شكله بيحبك أوي بس ليه دايما بشوف حزن في عينيه.. ومابتكلموش بعض ليه دايما بيبعد عن المكان اللي بتكوني فيه
أغمضت عيناها بۏجع ثم نظرت إليها
بعد مابيجاد يمشي هقولك... قالتها وتحركت سريعا ودموعها تنزرف بقوة على وجنتيها... فكفى عقاپ منه ومن والدها.. كفى لقد انشق قلبها واصبح مبعثر لأشلاء
اصطدم بيجاد بها.. رفع نظره اليه
ربى مالك بټعيطي ليه
هزت رأسها وأسرعت لغرفتها دون حديث
وصل لغرفة غنى ظنا أن غنى هي التي ابكتها.. طرق الباب ثم دلف للداخل.. ينظر إليها نظراته العاشقة
صباح الحب حبيبي
جلس بجانبها عندما وجد ذبول وجهها الذي بدا يظهر عليها
وضعت وجهها بعنقه تستنشق رائحته بحب
وحشتني أوي ياجاد
ضمھا بقوة كاد أن يدخلها داخل صدره
وحشتيني لدرجة عاجز عن وصفها ياغنايا... أخرجها من حضنه ملتقطا ثغرها
غيرتلك الفستان عجبك
اغمضت عيناها
عجبني حبيبي.. التاني بصراحة البنت اللي صممته باردة... هو حلو بس معجبنيش اسلوبها
ملس على خديها مقبلا إياه وطالعها بنظرات عاشقة
فرحنا بعد يومين.. أنا مش مصدق اخيرا بعد السنين دي كلها هاخدك في حضني
وضعت رأسها بأحضانه واردفت
اللي مخليني مسامحاك يابيجاد وفائك ليا مع إني كنت طفلة... بس فضلت تدور وميأستش
رفع ذقنها مضيقا عيناه
مش فاهم كلامك ياحبي... انت مزعلة عمو جواد ولا إيه
وضعت رأسها مرة اخرى متلاشية حديثه
هتعمل فرحنا فين
بفيلا المنشاوي باسكندرية... بس عمو جواد هيعمل فرح هنا كمان بيقول لازم تفرح في بيت ابوها
تبسمت بحنين إليه تمنت لو أمامها لألقت نفسها متناسية كل شيئا
دلفت غزل وبيديها بعض الكروت الخاصة بدعوات الزفاف
شوفوا انهي واحد عجبكم علشان بابا يعمله ياحلوين
رفعت نظرها وتسائلت
هو حضرة اللوا تحت
أومأت غزل برأسها بنعم
أيوة حبيبتي هو تحت بيتكلم مع صهيب وهيطلعلك على طول... هو دايما بيجي يلاقيكي نايمة... مشغول اوي حبيبتي علشان كدا مش متواجد كتير..
ماما غزل هو إيه العلاج الصعب اللي باخده دا
اهتزت نظرات بيجاد أمامها وحاول تغيير الحديث سريعا عندما وجد طبقة من الدموع الشفافة تغزو عينان غزل
بقولك إيه ياطنط غزل انزلي قولي لحضرة اللوا... بيجاد قافل الباب وقاعد مع البنت لوحدهم جوا.. والنبي لتنزلي تقوليله كدا.. عايز افرسه شوية هو عنتر افندي مهندس المقاپر اللي عامل زي الطاوسوهو مش محصل ديك رومي حتى
قهقهت غنى عليه ثم لکمته بصدره
متغلطش في أوس دا حبيبي... عايز تغلط اغلط في جاسر.. دا اللي عايزة اضربه
وضع يديه على صدره علامة على خوفه
يامصيبتي عايزاني أواجه حرامي الغسيل
لا شكلك ياحبي عايزاني اقضي شهر العسل بالسجن.. دا بلاش منه وحياتي
دا عليه حواجب عاملين زي العسكري زمان وهو بيقول مين هناك
خرجت غزل وهي تضحك على بيجاد وتحمد ربها على وجوده بحياة ابنتها
بعد يومين وهو اليوم الموعود بالزفاف
طرق الباب ودلف إليها صباحا
كانت تقف بالشرفة تستنشق هواء الربيع المنعش المحمل برائحة الزهور المليئة
صباح الخير ياغنى
نظرت إليه بهدوء بارد رغم ضجيج قلبها واشتياقها الكامل له..
صباح النور قالتها ثم توجهت لفستانها الموضوع على فراشها ورفعته
ايه رأيك فيه
تبسم لها وتحدث بمقلتين سعيدة
مش مهم الفستان المهم اللي هتلبس الفستان... أومأت برأسها مردفة
شكرا لحضرتك...
اقترب منها ينظر لعيناها متسائلا
يارب تكوني سعيدة بعد اصرارك على جوازك النهاردة من بيجاد رغم انك عارفة أنا كنت ممانع
تنهدت بحزنا فهي لا تعلم لماذا اصرت على طلب بيجاد بتقديم بالزفاف.. رفعت نظرها اليه
أنا وبيجاد متجوزين من فترة فكان هيجي الوقت اللي نعمل الفرح.. هو عرض الفكرة وعجبتني... مفيش داعي تحسسني إنك زعلان إني هروح مع بيجاد... مش دا ابنك اللي كنت دايما تفتخر بيه قدامي
وبعدين انت كنت ماشي حياتك من غيري
دنت منه وأردفت بيقين
متفكرش بيجاد هيعدي كمان من عقاپي له.. لا متخافش عاملة له مفاجأة عمره.. علشان اللي ميفكرش يتلاعب بمشاعري تاني ولو أنت ابويا فعلا روح قوله غنى عاملة لك مفاجأة تطير بيها رقبتك
جحظت عيناه من حديثها القاسې الذي وصل وسط قلبه ومزقه ورغم ذلك اقترب
يطبع قبلة مطولة على جبينها
ألف مبروك ياروح أبوكي... ومهما