رواية تمرد عاشق الجزء الثاني همسات مبعثرة بقلم سيلا وليد
جبنا ياسين... حفلة بقى وكمان حازم وجواد ابنه هنا متخفيش على جوزك وولادك مفيش حد متجوز وعنده ولاد غيرك
مسحت على صدرها بهدوء واردفت
تمام ياصهيب بس حاولوا متتأخروش.. وخلي بالك من جواد بقاله يومين ضغطه بيعلى وكمان دقات قلبه مش منتظمة متخلهوش يجري بالحصان كتير
آهة خرجت بنيران كلماتها التي شقته لنصفين نظر لأخيه الذي كان يطالعه بنظره بصمت... ربما فهمه من نظراته... هز رأسه صهيب عله يطمئنه أنه سيطر على الوضع
رجع جواد مغمضا عينيه داعيا ربه
ربي إني مغلوب فانتصر
اشرق الفجر بنور ربه داعيا حي على الصلاة حي على الفلاح
الصلاة يامؤمنين... فأقرب مايكون العبد لربه وهو ساجدا... واياكم وترك الصلاة فهي الناجية المنجية من نيران جهنم.. واياكم وترك صلاة الفجر فيها بركة ونور
وبها ركعتين خير من الدنيا ومافيها... تحرك الجميع لقضاء الصلاة داعين المولى بشفاء قرة اعينهم.. سجد جواد باكيا يدعو ربه بقلبه ولسانه لشفاء قرة عيناه
يارب انك القائل ادعوني فاستجب لكم
اللهم إني أسألك أن تشفي ابني وأن تبعد عنه كل مرض وۏجع. اللهم اشف ابني شفاء عاجلا وامنحه الصحة والعافية. اللهم إني أتوسل إليك أن تكتب العافية والشفاء ...
اللهم انه قطعه من قلبي فاحفظه بحفظك
اللهم لا تحرمن من قرة عيني
اللهم اني استودعك إياه
اللهم إني استودعتك أبني وأستودعك صحته فاحفظه يا من لا تضيع ودائعه
جلس كعادته بعد صلاته يذكر ربه بدعواته
ثم نهض متجها للعناية يقف أمامه من خلال النافذة ينظر لجسده المسجى على الفراش لا حول له ولا قوة
اتجه حازم يقف بجواره يمسد على كتفه
هيقوم بالسلامة إن شاء الله.. اكيد ربنا رحيم بينا وبقلوبنا... نظر إلى حازم وتحدث بصوت الاب المكلوم
أصعب إحساس ممكن تحسه لما تشوف ابنك وبنتك بيتألموا قدامك وإنت مش قادر تعملهم حاجة.. عاجز بمعنى الكلمة ياحازم
اتجه بنظره لابنه وأكمل حديثه
تعرف الشعور الممېت إيه لما تحس إنك ممكن ټدفن حد من ولادك بدل ماهم يدفنوك
ضمھ حازم وهو يبكي بشهقات
لا ياجواد متقولش كدا ياحبيبي... إن شاءلله جاسر هيقوم بالسلامة وغنى هتعمل العملية وتقوم بالسلامة.. ودا كله هيكون مجرد ذكريات مأسوية فقط
ربت جواد على كتفه ثم نظر إليه
لازم أرجع البيت ساعتين وراجع أطمن على غزل والبنات.. ربى هتجنن مش مبطلة اتصلات على عز... هاخد عز معايا خلي بالك... صهيب نايم جوا مع جواد والولاد.. وريان روح بيته مفيش غيرك صاحي شوية وراجع ثم اتجه إلى جنى التي تجلس بجوار أخيها
هاخد جنى كمان
خرج جواد متجها لمنزله مع عز بعدما رفضت جنى تركه
... ولكن توقف عندما استمع لصرخات غزل باسم بيجاد... هنا اسرع جواد لغرفة ابنته بينما توقف عز بالأسفل ينتظر مايحدث
خرج جواد من شروده عندما وضعت غزل راسها على ساقيه
جواد أنا قلبي واجعني أوي.. خاېفة على غنى... مسد على خصلاتها منتبها لساعته التي مر اكثر من ساعتين... أغمض عيناه المټألمة ثم سحب كم من الهواء يشحن رئتيه المټألمة ثم زفره بهدوء ونظر لزوجته متحدثا بهدوء رغم ۏجع قلبها
زوزو قومي جهزي نفسك. فيه مشوار لازم نروحه
اعتدلت تنظر اليه نظرات بإستفهام
مشوار ايه ياحبيبي في حالة غنى دي
ضم وجهها بين كفيه مقبلا جبينها ثم وضع جبينه فوق جبينها
انت عارفة انك أغلى عندي من الدنيا ومافيها صح.. رفعت وجهها تنظر إليه
مالك ياجواد مخبي عليا إيه
رفع كفيها مقبله يحاول السيطرة على ڼزيف قلبه وإخبارها ولكن كيف... لم يكن يعلم أن الأمر سيكون بهذه المشقة... من أين سيجد مفردات يصف بها التقليل من حدة الخبر على قلبها
نهض متجها لغرفة الثياب
تعالي غيري هدومك هنروح المستشفى... فيه حد عزيز عايز يشوفك هناك
رجفة اصابت جسدها بالكامل... وانسدلت عبراتها على وجنتيها بغزارة... نعم شعورها الممېت بۏجع قلبها ليس من فراغ... نعم لقد أصيب أحدا من ابنائها بشيئا ما.. خيل عقلها عدة أشياء مأسوية.. جحظت عيناها تنظر بذهول لزوجها وتتحدث بشفتين مرتعشتين
مين من الولاد... ياسين ولا جاسر
قالتها بقلب أم مفطور ودمعاتها كالشلال لم تنقطع ابدا... اتجه بنظره بعيدا عندما عجز عن الكلام... هوت بجسدها بالكامل تضع يديها على قلبها الذي ينبض پعنف مما أحست بتوقف نبضه
زاغت أبصارها وارتعش جسدها وبدأت تتحدث بتقطع للكلمات
جاسر ولا ياسين ياجواد... قولي المرادي قلبي هيوجعني على مين..
جلس أمامها ثم ضمھا لصدره وهو يربط على ظهرها
جاسر كويس هو اټصاب بالعملية اللي كان مكلف بيها والحمد الله الدكاترة خرجوا الړصاصة والوضع مستقر حبيبتي..
هزت رأسها رافضة اي حديث مما تستمع إليه
وديني لابني... عايزة اشوف ابني
ضم وجهها واردف
زوزو حبيبتي بلاش ربى وغنى يعرفوا.. حاولي تهدي والله الولد كويس... يعني لو مش كويس هسيبه واجيلك
نهضت بخطوات متعثرة متجهة لغرفتها تبحث عن ثيابها التي كانت أمامها ولكن كأنها غائبة بالكامل... اتجه يساعدها وجسدها يرتعش بين يديه
ضمھا من اكتافها متجها بها حيث جلوس عز وربى بالخارج
وقفت ربى تنظر لوالدتها
مامي إنت خارجة..ثم رفعت نظرها لوالدها
رايحين فين بدري كدا
قبض عز على مرفقيها وجذبها متجها لمنزلهما
معلش ياعمو أنا هلكان من الصيد طول الليل فربى هتعملي فطار على السريع عندكوا عشان أنام...وانتوا طبعا خارجين تفطروا برة
قطبت ربى مابين حاجبيها وتسائلت
رايحين يفطروا برة وغنى تعبانة كدا
همس عز لها
اسكتي مش شايفة حالة مامتك...باباكي عايز ياخدها يغير جو
ابتسمت تنظر لوالدتها التي تنظر للسيارة وكأنها تتمنى أنها طائرة توصلها لولدها بأقصى سرعة
جذبها جواد وكأنه شعر بها عندما نظر لعز ليأخذ ربى من أمامه
وصل جواد وغزل التي تسير بساقين مرتعشتين لم تعد تتحملها.. كانت تتخبط بسيرها.. جذبها جواد من خصرها حتى لاتسقط ولا تتعثر بخطواتها... وصلت أخيرا خلال دقائق التي اعتبرتها دهرا كاملا... وجدت الجميع أمام غرفة العناية المركزة والوضع كما هو
رآها حازم اتجه سريعا يضمها بين أحضانه عندما وجد حالتها
دفعته بقوة وهي تبكي بنشيج عندما تذكرت الماضي...فهل اليوم ستدفن قرة عيناها بجانب اخيها الحنون
محدش يقربلي..كنتوا مخبين عليا..اتجهت لصيب الذي يبعد بنظره عنها بجواره مليكة وجنى...لکمته بصدره وهي تصرخ
قولتلك حاسة بۏجع قلبي ياصهيب..ابني هنا بېموت وانا نايمة في البيت
انا مش مسامحة حد فيكم...ازالت دموعها بقوة ثم اتجهت تدفع باب العناية...حاولت الممرضة منعها ولكن توقفت عندما عرفت بهويتها
وصلت إلى فراشه وهي تضع يديها على فمها تمنع شهقاتها هزت رأسهارافض ماتراه
كأنه جاسر آخيها تذكرت كل شيئا كأن اخيها لم يمت
وصلت لجسده ومدت يديها المرتعشه على وجهه وشهقات مرتفعة.. چثت على ركبتيها أمام جسده.. ثم اردفت بصوتا باكي ... صورة اخيها فقط تظهر أمامها
جسور حبيبي اوعى تسبني هتسبني لمين ياحبيبي... ھموت من الۏجع معدش فيا حيل للۏجع ياحبيبي... فوق ياجاسر عشان خاطر اختك فوق أنا محتاجك... صړخ جواد من قلبه الملتاع مما استمع من كلماتها التي اخترقت صدره وحولته لأشلاء متمزقة... اتجه سريعا يرفعها من جلوسها
غزل دا جاسر ابننا هو كويس حبيبتي هو بس متصاب إصابة خفيفة شوية وهيقوم
وضعت رأسها بصدره وتحدثت بنحيب
متخلهمش يغطوه ياجواد.. ابني متخلهمش يغطوه زي خاله... خلوهم يغطوني مكانه... انا مش هقدر يا