رواية بقلم شيماء يوسف
انا بس زهقانه عشان مفيش حاجه فى حياتى جديده .. انت بس نفذ اللى طلبته منك وانا هرجع مبسوطه تانى .. صدقنى .
ابتسم غريب بأستحسان وهو يرى جديه ابنته فى اصلاح الاحوال بينها وبين ابنه الوحيد ذلك الشئ الذى طالما سعى إليه وتمناه منذ صغرهم وحالت بينه وبين حدوثه جيهان هذا من وجهه نظره بالطبع .
راقبت حياة خلال الفطور وما تلى ذلك من روتينهم اليومى رد فعل فريد ووجهه المتجهم بسبب صدها له وابتعادها عنه لم تكن هى الاخرى سعيده او فخوره كثيرا بما فعلته ولكنه لم يترك لها وسيله اخرى حتى يتحدث معها ويشاركها تفاصيل يومه كانت علاقتهم رائعه فيما عدا ذلك سواء فى المنزل او العمل اما علاقتهم الخاصه فكانت سحر من نوع اخر لم ولن تختبره الا معه ولكن رغم ذلك كان يؤلمها كثيرا اغلاقه على نفسه حسنا هى تعلم طبعه منذ الصغر وتعلم انه لم يكن كثير الحديث او البوح بما يدور بداخله ولكن هذا يضره ولا بنفعه لقد كان وحيدا بما يكفى ولن تسمح له بالانغلاق على نفسه اكثر من ذلك هى زوجته وقبلها حبيبته ومن واجبها مشاركته همومه ومشاكله حتى ان اضطرت إلى استخدام كل الطرق الغير محببه له ولها .
لقد كلفه ذلك الكثير من الجهد والمال ولكن يهون كل ذلك يهون من اجل التخلص منه والاڼتقام لذكرى والدته فقط تبقى حساب شريكته جيهان قاطع تفكيره رنين هاتف مكتبه الداخلى تبلغه سكرتيرته من خلاله بوصول ضيفه المرتقب طلب منها فريد ادخاله على الفور ثم اعتدل فى جلسته استعدادا لاستقباله دلف وائل الجنيدى لداخل الغرفه بسعاده هو الاخر تحرك فريد يستقبله بأهتمام رغم الحذر والذى لايزال باديا فى جميع تصرفاته معه صافح كفه بأستحسان عندما هنأه وائل قائلا بأرتياح
اجابه فريد بأقتضاب وهو يشير له بأتجاه احد المقاعد للجلوس
مبروك علينا ..
قال وائل بثقه
مكنش عندى شك للحظه واحده انك ممكن تفشل او عمى يعرف ينجح فى تهريب الصفقه دى .. واسمحلى اقولك انى معجب بذكائك وقبله تصميمك ..
اومأ فريد له رأسه بهدوء ثم اجابه بغموضه المعتاد
وانا معجب بحسن تصريفك للامور .. وقبلها اختيارك الصح ..
ابتسم وائل من مغزى جمله فريد الذى وصله بوضوح ثم اردف يقول بنبره ذات مغزى
الحياة ساعات كتير بتحطنا قدام اختيارات وبتجبرنا نتعامل بأساليب مكناش نتوقع نستخدمها فى يوم .. عمتا خلينا فى المهم .. اللى كنا عايزينه حصل ودلوقتى مستنى اللحظه الاهم ..
وفريد رسلان عمره ما يخلف وعده .. الشړاكه مع الألمان من النهارده بينا احنا ال٣ ..
ظهرت ابتسامه وائل الودودة والتى كان يتسم بها دائما عكس فريد دائم التجهم .
فى الخارج لمح السيد غريب خيال حياة عائده من الممر إلى غرفتها انتهز الفرصه وتحرك خلفها هاتفا بأسمها ليستوقفها الټفت حياة بكليتها تنظر نحوه بفضول فرغم كل شئ ابدا لم تكن العلاقه بينهم وديه ولن تكون حتى رؤيتها له الان اثارت حنقها فبعد حديث البارحه مع فريد عاد ڠضبها الدائم منه ليطفو إلى السطح من جديد لذلك تحدثت إليه بجمود متسائله
اجابها غريب بوديه لم تعهدها منه
مبروك ..
قطبت حياة جبينها بعدم فهم ثم سألته مستفسره
مبروك على ايه مش فاهمه !!..
سألها غريب بأستنكار
لا متقوليش انك مش عارفه والاهم متقوليش انك فريد مبلغكيش بحاجه !!!..
سألته حياه بترقب والفضول يزداد بداخلها
لا حضرتك عارف فريد مش بيتكلم كتير ..
هز غريب رأسه موافقا على حديثها ثم بدء يسرد لها تفاصيل ليله البارحه وما علمه من جاسوسه الخاص من مشاركه فريد فى القبض على منصور فتحت حياة فمها بأندهاش واتسعت عينيها بذهول وهى تستمع إلى التفاصيل القليله التى بحوزه غريب والتى تكفيها لتشعر بالسعاده تغمرها هل فريد فعل ذلك حقا !! لم ينتقم منه شخصيا وبدلا عن ذلك سلمه للامن تحتاج الان لمن يصفعها على وجهها للتأكد من عدم هذيانها بدءت ساقيها تتحرك تلقائيا فى اتجاه غرفته للتأكد من صحه تلك المعلومات ولكن صوت غريب اوقفها مرة اخرى ليسألها على استحياء قائلا
حياة .. نيرمين كلمتك صح .
بمجرد سماعها لذلك الاسم تلاشت سعادتها وعاد الڠضب يكسو ملامحها تلك الافعى الصغرى ووالدتها ماذا تريد منه الان بعد ما فعلته به وهو طفل لم يتجاوز الثانيه عشر لذلك اندفعت تجيبه بنبره عدائيه
غريب بيه لو سمحت انا بره الموضوع ده .. نيرمين لو نيتها صادقه تفضل تحاول مع فريد لحد ما يسامحها .. غير كده انا مش هقدر أساعدها ..
سارع غريب يقاطعها برجاء
حياة لو سمحتى .. صدقينى نيرمين صادقه فى كل كلمه قالتها وصدقينى اكتر انا بتمنى فريد يسامحنا كلنا ونبقى عيله كامله من غير مشاكل ولا احقاد .. من فضلك ساعدينا فى ده ..
لانت قسمات وجهها قليلا وكيف لا وقد عزف على وترها الحساس وهو العائله لذلك هزت رأسها بجمود ثم تركته وانصرفت متجهه نحو غرفه زوجها وعيونها تلمع بالحب لمجرد التفكير به
اندفعت حياة داخل غرفه مكتبه دون استئذان وهى تهتف اسمه بسعاده
فريدددى ..
توقفت عن الحركه واحمرت وجنتيها حرجا عندما رأته يجلس مع شخص ما بالغرفه لذلك هتفت مسرعه بخجل
انا اسفه .. اسفه جدا والله .. بحسبك لوحدك وايمان مكنتش بره اسألها .. انا اسفه وكملوا اجتماعكم ..
انهت جملتها وبدءت تنسحب بجسدها للخلف استعدادا للخروج تحرك فريد فى اتجاهها والذى على عكس عادته لم يكن منزعجا من دخولها العاصف خاصة وهى تنطق اسمه بذلك الحب اما من تحرك قبله يسبقه كالمسحور فهو وائل الجنيدى الذى هتف بعدم تصديق
انتى !..
تراجعت حياة خطوه للخلف ونظرت نحو فريد بعدم فهم وترقب ثم عادت بنظرها لذلك الرجل المجهول امامها تسأله بتوجس
مش فاهمه !..
تقدم وائل نحوها حتى توقف امامها ثم عاد يقول بأندهاش
ايوه فعلا ده انتى ..
لم تكن تنظر إليه بل كانت نظراتها معلقه بوجهه اخر كانت تعرفه جيدا وتعرف تلك النظره بالتحديد هزت رأسه لفريد الذى قطع المسافه بينهم فى ثلاثه خطوات ثم قبض على كفها پقسوه جاذبا جسدها نحوه حتى التصقت به اردف وائل يقول شارحا
انتى مش فكرانى صح !!.. انا قابلتك فى المستشفى ..
حركت حياة رأسها نافيه بأليه شديده ثم رفعت رأسها نحو فريد ترمقه بنظرات متوسله والذى بدءت عروقه فى النفور من شده