رواية بقلم شيماء يوسف
تلك الابتسامه فأخفض رأسه يهمس داخل اذنيها وهو يجرها لتقف خلفه
متضحكيش والواد الملزق ده هنا ..
ابتسم برضا بعد إنهاء أمره خاصة وهو يراها تهز رأسها لها موافقه بخضوع تام انها حمقاء من المؤكد انها حمقاء فبمجرد شعورها بأنفاسه الحاره تلفح وجهها تلاشى كل ڠضبها منه هذا ما فكرت به مؤنبه نفسها على استسلامها التام له وهو يحرك كفه ليتلمس كفها ويحتضنه فى تملك شعور غريب بالدفء تملك منها بمجرد تشابك أصابعها مع أصابعه كأن كل إصبع قد اشتاق لصاحبه لذلك وجدت نفسها دون وعى منها تميل برأسها لتستند على كتفه بهدوء تام غير عابئه بوجود احد غيره بالغرفه حتى ان حديثهم الدائر بينهم لم يلتقط عقلها منه شئ قاوم فريد اڠراء شديد بطرد هذان المتطفلان من امامه وجذب كامل جسدها داخل احضانه وليس فقط كفها ورأسها ولكنه عاد لتعقله فهو يعلم جيدا ان فى اللحظه التى ستخرج نجوى من تلك الغرفه سيضطر للابتعاد عنها لذلك حاول قدر الامكان أطاله ذلك الحديث الملل موجها حديثه لنجوى ومتسائلا بجمود
ابتعلت نجوى تلك الاهانه القويه منه كأنها لم تسمعها واردفت تقول مفسره
اصل سفيان كان هنا وطلب منى يشكرك بنفسه على قبولك تدريبه معانا فقلت انتهز الفرصه ويشكرك دلوقتى وانت موجود عشان تتأكد من التزامه ..
صدقا وحقا ان إسناد رأسها فوق كتفه والدفء الذى يتسلل له من خلال كفها المتشبث به بقوه دون وعى منها هو الشئ الوحيد الذى يمنعه من الاندفاع ولكم ذلك الكائن اللزج فوق فمه لمحو تلك الابتسامه التى يوجهها لحياته زفر فريد بنفاذ صبر عند سماعه صوته المزعج موجها حديثه له بعدما قامت نجوى بلكزه فى مرفقه لتحثه على الحديث
قاطع فريد حديثه قائلا بنبره قاطعه
طول مانت هنا اسمى فريد بيه .. اما كلام نجوى ده تبله وتشرب مايته مراتى مبتدربش حد وخصوصا انت .. ودلوقتى تقدر تروح تسأل على استاذ داود موظف فى الحسابات وهو هيقولك تعمل ايه .. اخر حاجه بقى اقسم بالله لو شفتك بتدلع ولا بتستهبل مع حد هنا ولا هنا وانت فاهم قصدى لهتشوف حاجه مش هتعجبك لا انت ولا هيا ودلوقتى هاوينى عشان عندى شغل ..
نظر سفيان نحوه شرزا دون القدره على الاعتراض اما نجوى فقد ضړبت الارض بقدميها غيطا وهى تتحرك نحو الخارج فتلك هى المره الثانيه التى يطردها فيها فى اقل من ساعه
بنى ادم مغرور ولا يطاق .. انا مش عارف عاجبك فيه ايه ده !..
قاطعته نجوى مسرعه وهى تتلفت حولها للتأكد من عدم استماع احد لجملته
شششش .. ايه وطى صوتك هتفضحنا .. وبعدين بدل مانت مركز معاه ركز مع بت الشغاله دى ده المهم عندى ..
حك سفيان فروه رأسه بكف يده ناظرا إلى الفراغ ببلاهه ثم استطرد يقول مفكرا
لا بس البت تستاهل اييييه يا نوجه .. حته ماكينه ولا عليها جوز عيون ليه حق يرميكى عشانها ..
صړخت نجوى به بغيظ وهى تلكمه بقوه فوق ذراعه وساقه مغمغه بحنق
هتف سفيان بنزق منهيا ټهديدها
خلااااص هشتغل اهو بس مش عشان شويه الملاليم اللى عطتهوملى دول لا .. عشان احړق قلب البيه بتاعك بس قولى يارب هى تلين معايا ..
إلى متى سيستمر ذلك الچحيم !!! هذا ما تسائلت به حياة وهى تعود لتجلس على مقعد مكتبها بعدما عادت من غرفه مكتبه لأيصال احد الملفات كعادتها فى الاسبوعين المنصرمين لقد ظنت بعد انتهاء مقابلته مع ذلك المدعو سفيان ابن عم الحرباء وانفجارها قبله ان تجاهله لها سينتهى ولكن خاب ظنها لقد عاد لقوقعته من جديد زفرت بقله حيله وهى تعود وترتمى بجسدها فوق ظهر مقعدها بأحباط حسنا لقد اخطأت كثيرا عندما وصفت ما حدث بينهم بالخطأ وقد اعترفت بذلك بالفعل وارادت الاعتذار منه ولم يعطها حتى الفرصه لذلك هل يعلم ذلك العنيد إلى اى درجه اشتاقت إليه اشتاقت إلى صوته ونظرته ولمسته حتى غضبه قد اشتاقت إليه اشتاقت إليه لدرجه جعلتها تغفل عن اعترافه بوجوده مع امرأه اخرى ان تتناسى انه قال بكل صراحة انها لم تعد تعنيه كأنثى هل من المعقول ان يظل الحال بينهم هكذا للأبد ! هل تأخرت فى اكتشاف حبه بداخلها ! تنهدت بحزن وهى تستند بمرفقها فوق سطح المكتب لقد انتظرها مطولا وعندما ارادت هى الاخرى قربه كان قد سأم منها . ايوجد أشقى منها حظا كما ان تصرفات ذلك المدعو سفيان بدءت تقلقها ففى اليومين السابقين كان ينتهز كل فرصه تقابله للحديث معها والاقتراب منها بطريقه غير مريحه على الاطلاق حتى انها فكرت فى اخبار فريد فقد بدء الامر يزعجها كثيرا ويبدو انه كان محقا فى ابعادها عنه لو انه فقط يتحدث إليها لكانت باحت له بما يقلقها .
فى اليوم التالى وأثناء سير حياة فى الممر المؤدى لمكتب ايمان والتى باتت تقضى استراحتها معا يوميا وخاصة ان مكتب فريد اصبح محذورا عليها الا اذا أرسل فى طلبها هو فوجئت بذلك المدعو سفيان يخرج امامها من العدم شهقت حياة بفزع وارتدت للوراء عده خطوات لترك مسافه مناسبه بينهم الا انه اختصرها فى خطوتين وعاد يلتصق بها مرة اخرى زفرت بضيق شديد وهى تحاول دفعه بيدها قائله من بين أسنانها
على فكره ده رابع تحذير ليك فى يومين .. لو متحترمتش المسافه اللى بينى وبينك بعد كده مش هيحصل كويس .. ماشى !..
قهقهه سفيان بأستهزاء استفزها ثم رد على حديثها بنبره لا مباليه قائلا وهو يحنى رأسه فى اتجاهها
ما تسيبك من الجو ده بقى قديم اوى وتفكيها شويه وكده كده مفيش حد شايفنا ..
أردف يقول بتلميح ماجن وهو يحاول الصاق جسده بجسدها
ثم انى احب اوى اعرف الجميل ده ممكن يعمل معايا ايه ..
دفعته حياة بكل ما أوتيت من قوه وهى ترمقه بنظرات احتقار جليه ثم ركضت فى اتجاه غرفه فريد وقد عزمت النيه على اخباره بمضايقات ذلك الفاسق وليحدث ما يحدث له وصلت إلى باب غرفته وهى لازالت ترتجف ولحسن حظها لم تجد ايمان خلف مقعدها فتحركت تجلس على احد المقاعد الوثيره الموضوعه كأستقبال لضيوف فريد تلتقط انفاسها وتهدء من روعها قبل الدخول إليه وفعلا بعد عده دقائق كانت استعادت هدوئها وتوقف ارتجاف جسدها فتحركت تطرق باب غرفته منتظره سماع اذنه بالدخول
دلفت بتردد شديد لا تعلم رد فعله ولكن ما هى واثقه منه ان فريدها سيحميها مهما