رواية بقلم شيماء يوسف
وبدءت الدموع تغزو مقلتيها وهى تفكر بحزن ايعقل ان يفعل بها فريد ذلك خاصه بعد ما حدث بينهم !! نفضت رأسها من تلك الافكار وهى تستأنف طريقها نحو الخارج فهى تثق بزوجها ولن تسمح لتلك الحرباء بأفساد صفو حياتها ..
ظلت حياة شارده خلال ما تبقى من يومها فكلما نفضت تلك الافكار المسمۏمة من داخل رأسها تعود إليها مرة اخرى
وبعد طول تفكير منها قررت مواجهه فريد والاستفسار منه نعم بمجرد وصولهم للمنزل ستسأله واذا تطلب الامر ستطلب الذهاب معه بدلا من جلوسها هنا بداخل مكتبها يتأكلها التفكير والقلق
انتهى اليوم وكعاده فريد اليوميه توجهه حيث غرفه حياة لاصطحابها من داخلها والتحرك معا يدا بيد نحو الخارج بالطبع كانت تلك الفرصه التى تعول عليها نجوى لتنفيذ اخر خطوه من مكيدتها فظلت واقفه قرب غرفه حياة منتظره وصول فريد اليومى فى نفس الميعاد تقريبا وبالفعل انزوت بعيدا بمجرد رؤيته يتحرك داخل الممر وبمجرد وصوله امام غرفه حياة سارعت نجوى توقفه بيدها وتقول له بصوت مسموع حتى تتأكد من استماع حياة لها
عقد فريد حاجبيه معا بعدم فهم قبل ان يفتح فمه ليستفسر منها ولكن نجوى قاطعته قائله بخبث
ان شاء الله تبقى رحله سعيده وننبسط بيها ..
انهت جملتها وهرولت نحو الخارج لتقطع عليه اى طريق للاستفسار او التصحيح تاركه فريد ينظر فى اثرها بعدم فهم قبل دخوله لغرفه حياة والتى بالطبع استمعت لما تفوهت به نجوى واصبح وجهها شاحبا يحاكى الأموات .
متى تخضعين لقلبى
بقلم شيماء يوسف
الفصل الثالث والعشرون
لاحظ فريد منذ دخوله لمكتبها وحتى وصولهم للمنزل جمودها التام ولكنه اعاد ذلك لمسأله سفره المفاجأه حسنا انه يعلم انها احبطت ولكن ليس لذلك الحد فوجهها شاحب للغايه وعيونها تلمع بالدموع طوال الطريق رغم محاولتها المستميتة لتنجب التقاء عيونهما معا الا انه لاحظهم لو انه يستطيع اصطحابها معه لما توانى فى تنفيذ ذلك ولكن تلك السفره خصيصا يحتاج إلى خوضها بمفرده فهو لا يضمن حتى سلامته فكيف بها زفر بضيق وهو يقفز من مقعده بداخل السياره عندما توقفت امام الباب الداخلى للمنزل مد كفه يحتضن يدها فلم تعارضه ولم تبادله عناقه أيضا سألها مستفسرا وعينيه تتفحص ملامحها بأهتمام
اجابته كاذبه بنبره جافه بعدما اجبرت نفسها على رسم ابتسامه مقتضبه فوق شفتيها
اه كويسه الحمدلله ..
بخير !! انها الان ابعد ما تكون على ان تكون بخير فالڼار التى بداخلها تزداد اشتعالا مع مرور الوقت هذا ما فكرت به بحزن وهى تخطو بداخل المنزل ذلك المنزل الذى اصبح فجاه ودون سابق انذار احب الأشياء إلى قلبها لمجرد انه يجمعهما سويا شعرت بوخز الدموع يعود بقوه لمقلتيها فرفرت بجفنيها عده مرات محاوله صرف تلك الدمعات من داخل عينيها فهى لا تنتوى البكاء امامه مهما حدث توجهت مباشرة نحو غرفتهما ومنه إلى الحمام حيث آثرت الاغتسال لتهدئه اعصابها تاركه العنان لدموعها المختلطة مع رذاذ الماء الدافئ المنهمر فوقها .
فريد انت مقلتليش مسافر فين !..
اجابها وهو يتوجهه نحوها ليشاركها مجلسها
لندن ..
مد ذراعه ليدنيها منه ولكنها انتفضت على الفور من مجلسها بعدما دفعت يديه پحده متجنبه لمسته تفاجئ فريد من رد فعلها الغير مبرر وبدء الضيق يظهر جليا على نظراته هو الاخر ظل يتفرسها مطولا وهى تقطع الغرفه امامه ذهابا وايابا بعصبيه شديده ثم اندفعت تقول بنبره شبهه محتده وهى تراه يستقيم فى جلسته استعدادا للنهوض
ضيق فريد نظراته فوقها يحاول استشفاف اى شئ من ملامحها الغير مفسره قبل ان يسألها بنبره خاليه
والسبب !..
اجابته كاذبه
من غير اسباب !..
اعاد فريد نطق طلبها بنبره مفكره قائلا بأستنكار
انتى مش عايزانى اسافر ! ومن غير اسباب !!. والمفروض منى اعمل ايه !..
اجابته حياة بثقه شديده
المفروض تنفذ اللى طلبته عادى يعنى ..
رمقها فريد نظرات حانقه قائلا بنبره شبهه غاضبه
ده على اساس انى عيل وانتى بتقوليلى اعمل ايه ومعملش ايه !!..
اندفعت حياة مصححه بيأس شديد
لا مش عيل طبعا بس انا مش عايزاك تسافر ومضايقه فعشان خاطرى حقق رغبتى دى ..
لانت ملامح فريد والتى كانت بدءت فى الاحتقان من تعنتها الواضح فتحرك نحوها جاذبا جسدها نحوه ومحكما حصاره بذراعيه وتلك المره لم توقفه فقد كانت تأمل بشده ان يحقق لها رغبتها فى عدم إكمال تلك السفره تحدث فريد بهدوء قائلا بلين
حياة مش هينفع السفريه دى مهمه وانا لازم أطلعها ..
ردت حياة على جملته بنزق وقد عاد التجهم لملامحها
خلاص سافر بس على الاقل خدنى معاك ..
اعاد فريد رأسه للخلف وزفر بقله حيلة من اصرارها الطفولى ثم اجابها فى محاوله اخيره منه لمهاودتها
السفريه دى بالذات مش هينفع ..
هتفت حياة پحده معترضه
ممكن اعرف السبب !..
اجابها فريد بنفاذ صبر من تقلبات مزاجها العجيب
برضه من غير اسباب ..
قاطعت جملته قائله پغضب شديد
وانا مش موافقه ..
بدء فريد حقا يفقد القدره على التحكم بأعصابه من جدالها المستمر فهتف قائلا بحسم
مش مهتم وهسافر ..
نظرت حياة نحوه بأحباط ثم سألته بعدم تصديق
للدرجه دى السفريه دى مهمه بالنسبالك !..
كانت تأمل بأن يحتويها يطمئنها ينفى شكوكها التى تعصف بداخل عقلها وتدمى قلبها ولكنه نظر نحوها بجمود دون تعقيب هزت رأسها بحسره وهى تجاهد لكبح لجام دموعها من الانفجار امامه هل تلك الحرباء اصبحت مهمه له كل ذلك القدر عضت على شفتيها فى محاوله جاده لصرف دموعها ثم تحركت من امامه منسحبه من الغرفه بأكملها لحق بها فريد بخطوات واسعه قبل خروجها من الغرفه ممسكا ذراعها ومعيدها مره اخرى إلى احضانه شاحت بوجهها بعيدا عنه عندما اقتربت انفاسه من شفتيها وحاولت الافلات منه غمغم هو بصوت ناعم كالحرير ونبره شبهه متوسله
حياة هما يومين فلو سمحتى بلاش تعملى مشكله ..
كانت مشغوله بالسيطره على دموعها التى لازالت تهدد بالاعلان عن نفسها فى لحظه إلى جانب محاولتها فى مقاومه رغبه قلبها فى الارتماء داخل احضانه ظن فريد انها سكنت بين يديه فأردف يقول هامسا بحب وهو يلامس بفمه شفتيها تمهيدا لتقبيلها
وحشتينى ..
اغمضت عينيها بقوه بحثا عن ارداتها المسلوبه للبعد عنه وبمجرد اغلاقها جفونها ظهر امام عينيها صورته الحميمية ولكن مع نجوى بدء فريد يقبلها بنهم فهتفت پحده وهى تدفعه بكل قوتها للابتعاد عنها
لا ..
رفع فريد رأسه ينظر نحوها