رواية بقلم شيماء يوسف
الفراش تبكى بصمت فيبدو ان بوجود نجوى او فى عدم وجودها هى لم ترضيه كأمراة .
تحركت تبدل ملابسها بعدما أعطت لعفاف امر من خلف الباب المغلق بعدم رغبتها فى تناول الطعام ثم ارتمت فوق الفراش بحزن شديد مستمره فى نحيبها ولم تدرى كم مر من الوقت وهى على تلك الحاله حتى شعرت بحركه ما امام باب غرفتهم مسحت دموعها بسرعه شديده ثم اغمضت عينيها متظاهره بالنوم دلف فريد للداخل بهدوء شديد وقام بالاغتسال مره اخرى فقد كان يتصبب عرقا من فرط ممارسته للرياضه بدل ملابسه على ضوء مصباح الطاوله الخاڤت ورغم علمه التام بأستيقاظها الا انها اثر التعامل كما لو انه صدق ادعائها الساذج للنوم تمدد بظهره على الفراش بجوارها وهو يشعر بالإرهاق فى كل خليه من خلايا جسده آملا ان يزوره النوم سريعا بعد كل ذلك المجهود البدنى والعضلى الذى قام به القى نظره متفحصه فوق ظهرها الذى كان قبالته ورغم عدم رؤيته لملامح وجهها الا انه احس بتشنج ملامحها وجسدها حبست حياة انفاسها وهى تدعو الله فى صمت ان يمد ذراعه ويأخذها بين احضانه ولكن طال انتظارها حتى سقطت فى نوم حقيقى دون تحقيق أمنيتها .
فى منتصف اليوم قررت حياة التحدث إليه وعليه تحركت نحو غرفته طالبه من ايمان اخذ الإذن منه للدخول دلفت داخل المكتب آمله ان يكون مزاجه قد تحسن قليلا عن البارحه والصباح اغمضت عينيها مستجمعه شجاعتها وهى تقف امامه وتراه خافضا رأسه نحو الملفات ولم يكلف نفسه عناء النظر نحوها هل سيظل يتجاهلها للأبد ! هذا ما فكرت به بحزن وهى تفتح فمها لجذب انتباهه
رفع رأسه ببطء شديد ثم رمقها بنظره جامده وهو يسألها مستفسرا بنبرته العمليه
الحاجه دى بخصوص الشغل !..
هزت رأسه نافيه دون حديث اردفت يقول لها بأقتضاب شديد
مادام مش بخصوص الشغل يبقى متعطليش وقتى ووقتك .. واى حاجه تانيه تقدرى تقوليها فى البيت ..
صمت قليلا يتأمل أهدابها التى انسدلت فوق عيونها محاوله اخفاء الدموع المترقره بداخلها ثم اضاف بنبره خاليه
دلوقتى تقدرى تتفضلى على مكتبك لانك كده معطلانى ..
انسحبت من امامه على الفور بخطوات واسعه تخشى الانفجار فى البكاء امامه فهى لم تعد تحتمل ذلك الجفاء وخاصة منه هو .
حمدلله على السلامه ..
رد فريد على تحييته قائلا بنزق
حمدلله ع السلامه دى وراها حاجه ولا لله وللوطن !..
زفر غريب بحنق شديد وأغمض عينيه لبرهه محاولا الاحتفاظ بتعليقه اللاذع بداخل عقله قبل اجابه وريثه الوحيد قائلا بنفاذ صبر
مادام انت عارف ان وراها حاجه يبقى قولى بأختصار .. سافرت ليه !..
نظر فريد نحوه مطولا حتى شعر غريب انه لن يحصل على اجابه لسؤاله ثم اجاب ببرود وهو يتحرك من مقعده
انت عارف انى مش مجبر أجاوبك ..
هز غريب رأسه على مضض موافقا وهو يبتسم بفخر لم يدرى فريد سببه ثم بدء يقول بهدوء
متقولش .. بس انت عارف انى هدور لحد ماعرف .. اصل اللى بيجرى فى دمك ودماغك ده مش من بره ..
زفر فريد وهو يحرك مقلتيه فى كل اتجاه من اثر الملل فأردف غريب قائلا بجديه
بما ان السفريه دى ملهاش علاقه بشغلنا .. أقدر اقول ان ليها علاقه مثلا بمنصور !..
اتسعت ابتسامه فريد بتهكم ثم اجابه بتحدى
بقولك ايه ما تخلى جاسوسك يقولك ويريحك عشان انا معنديش النيه ..
تبدلت ملاح غريب للجديه قبل ان يجيب فريد بحزم
شيل منصور من دماغك وسبنى انا أعاقبه بطريقتى ..
حرك فريد رأسه رافضا بحسم شديد ثم اجابه بأبتسامه شرسه قائلا بغموض
ومين قال انى هاجى جنبه .. منصور لف حبل المشنقه حوالين رقبته .. انا بس هزق الكرسى اللى تحت رجله .
فى المساء ظلت حياة تذرع غرفه نومهم ذيابا وايابا بعصبيه فهى لا تستطع الجلوس لأكثر من ذلك وتكتم كل ذلك بداخلها لذلك تحركت مسرعه نحو الاسفل ومنه إلى غرفه الرياضه حيث تعلم جيدا انها بداخلها اندفعت ټقتحم الغرفه دون استئذان لتجده يلكم كيس الرمل المعلق امامه بقوه كبيره عاريا الصدر هرولت تقف امامه متحاشيه كيس الرمل الذى أوشك على صدمها متسائله پحده شديده
انت بتعمل ايه بالظبط !!!.
كان بالفعل قد توقف عن اللكم بمجرد اقتحامها الغرفه انحنى بجزعه للامام كى يلتقط انفاسه ثم سألها بحنق وهو يعاود الاستقامه فى وقفته
انتى بتعملى ايه هنا !..
اجابته مؤنبه بعدما قامت بوضع يدها فوق خصرها بتأهب
انت اللى بتعمل ايه !! وازاى تقلع هدومك كده انت مش حاسس بالبرد !!.. والاهم انك مينفعش تلعب حاجه بالقوه دى وانت من اسبوعين كنت متصاب !!! ..
رمقها بنظرات غير مباليه وهو يتحرك نحو احد الأركان ليلتقط منشفه صغيره يجفف بها عرقه سارت حياه وراءه پغضب شديد وهى تعاود الحديث بعصبيه قائله
انا بكلمك على فكره !!..
نظر لها من فوق كتفه ببرود شديد ثم اجابها بأستفزاز قائلا
وانتى بقى الوصيه عليا !! اولا انا قلت مش عايز حد يزعجنى يعنى كلام يتفهم ويتنفذ .. ثانيا كلامك مش مقبول حاجه منه .. ثالثا انا حر .. رابعا اطلعى عشان اكمل ..
عقدت كلنا ذراعيها امام قفصها الصدرى وهى ترمقه بنظرات غاضبه دون الرد على حديثه تجاهل هو وجودها وتحرك يلتقط احد الأوزان بين كفيه ثم تحرك بها حيث المقعد وبدء