أباطرة الغرام لأية محمد رفعت

موقع أيام نيوز


مكتفيا بطلبه أن يترك له مساحة خاصة فغادر آسر على مضض وهو يعتصر رأسه عما قد أصابه فابتسم بمكر وهو يتوجه إلى غرفة ياسمين فدفع الباب بقوة أخافتها وهتف مناديا لها 
_بت يا ياسمين.
قفزت عن الفراش برهبة وقالت من بين أنفاسها اللاهثة
_في حد يدخل على حد كده !
_مش أنا دخلت يبقى في! 
أجابها بفخر وهو يتقدم نحوها لتسأله پغضب 

_ عايز ايه يا زفت 
_بتقولي لمين زفت
سألها بحدة لتجيبه مقلدة حديثه السابق 
_ مش أنا بكلمك يبقى أنت.
اقترب منها مهددا إياها 
_ أنا زفت إما ربيتك.
_والله لو جيت جنبي هصرخ والمرادي خالد بجد. 
هتفت محذرة وهي تتراجع بخطواتها تحاول الفرار منه ليهتف الآخر مستمتعا بخطته التي توشك على النجاح 
_طب وريني سي خالد بتاعك ده هيعمل ايه!!
ركض آسر خلفها وهي تركض بسرعة تجاه باب غرفة خالد المفتوحة وقف پصدمة ليراها تختبئ خلفه فسألها بقلق 
_في ايه يا ياسمين
_ آسر عايز يضربني.
أجابته فسألها بدهشة
_عملتي أيه
أجابه آسر وهو يحمل عصاه الغليظة ويبحث عنها بوجوم 
_علشان بټشتم أخوها الكبير ياخلود.
نظر خالد إلى ياسمين يستشف صحة حديثه لتحرك رأسها مؤكدة ذلك بخجل فما كان منه إلا أن تنحى جانبا تحت نظرات ياسمين المستغربة ثم قال بملل وهو يتحرك لفراشه 
_أنا تعبان حلوا مشاكلم مع بعض! 
نظر آسر نظرة شيطانية لياسمين التي ابتلعت ريقها من الړعب فرفع عصاه في محاولة لاستنزاف أعصاب خالد عن قناع برودته وقد أجدت محاولته نفعها حينما اندفع إليه يحيل بينهما پغضب وهو يصيح بانفعال 
_عايز تضربها وقدامي يا حيوان.
_مش أنت اللي قولت حلوا مشاكلكم مع بعض
سأله آسر باستغراب ليجيبه خالد 
_تقوم ترفع ايدك عليها
_ بس آ.
حاول أن يتحدث لكن خالد أسرع بطرده من الغرفة وتطلع إليها فوجدها تبتسم إليه بحب تدفق بنبرتها الرقيقة 
_كنت متأكدة أنك مش هتسيبه يضربني .
اقترب منها يرد خصلة عن وجهها قائلا بمكر
_لا ده أنا فكرت في نوع عقاپ أحلى ليك.
_عقاب ايه
قاطع حديثها حينما ارتشف من رحيقها عساه يهرب من تلك الهواجس التي تستنزفه يريدها لجواره حتى وإن كان يخشى القادم وعلى استعدادا بقربها إليه بأنه على أتم الاستعداد للمحاربة! 
ارتدى عصام سروال أسود وتيشرت أسود ونثر عطره المميز وقام بتمشيط شعره وكاد بالتوجه للفراش ليستريح قليلا حينما علت طرقات الباب قبل أن يتحرر مقبضها ولجت ندى للداخل تردد 
_ فاضي
_ولو مش فاضي أفضالك!
قالها مبتسما وهو يراقبها تدنو إليه فجلست على الاريكة القريبة من الشرفة وهي تشير إليه بالجلوس فانتظر ما ستخبره به وزعت نظراتها بينه تارة وبين الحديقة تارة أخرى فسألها باهتمام 
_ما تتكلمي! 
ابتسمت وهي تخبره بمكر 
_بصراحة مفيش حاجة أنا لقيت نفسي فاضية قولت أجي أرغي معاك! 
نهض عن مقعده وجلس جوارها وهو يردد ببسمته الخاڤتة 
_وماله يا روح قلبي نرغي للصبح. 
تحركت عن محلها لتضمن وجود مسافة آمنة بينهما حينما باغتها بجلوسه لجوارها زوى عصام حاحبيه باستغراب لحق سؤاله 
_بعدتي ليه 
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تجيبه 
_لا عادي أنا مرتاحة كده. 
منحها نظرة خبيثة قبل أن يدنو منها بمجلسه وهو يهمس لها بمكر 
_خايفة 
منحته نظرة مرتبكة فتابع على نفس المنوال 
_ولا معندكيش ثقة في نفسك. 
ضيقت عينيها بنظرة ساخرة وهي تكشف غايته من حديثه الخبيث فقالت بحيطة 
_ وأخاف ليه أنا مش بحبك ولا عيونك بتخليني في دنيا ثانية ولا بعشق ريحة البرفيوم بتاعتك عشان أتأثر بيك! 
تعالت ضحكاته الرجولية وردد بمزح 
_كده أنا اللي لازم أخاف على نفسي منك! 
تقوس حاجبيها بضيق فلم يستطيع منع ضحكاته والغريب مشاركتها له بالضحك تأثرا برؤيته بتلك السعادة! 
في صباح اليوم التالي استيقظت ياسمين وقد عزمت أن تنصاع لحديث ندى المتعلق بأمر الطبيب النفسي لكن دون علم أحد تعشقه وتود أن تشاركه حياته بكل أركانها لذا لن تدعي رهبتها مما تعرضت إليه تمزق روابطهما ارتدت ملابسها بسرعة وخرجت تهرول لتلحق بالموعد وحينما كانت بطريقها للأسفلأوقفها خالد متسائلا باستغراب
_ رايحة فين الصبح كده ومن غير ما تقولي لحد! 
ارتبكت أمامه فقبضت على فستانها وهي تردد بتوتر
_ آآآ أنا اه رايحة لواحدة صحبتي.
نظر لعينيها وقد شعر بارتباكها ثم قال بشك 
_ومدام نازلة تقابلي صديقة ليكي مستأذنتيش ليه مني! 
_هو أنا لسه صغيرة يا خالد ثم إنك هتفتحلي تحقيق! 
قالتها وهب تهم بالهبوط متجاهلة  بقوة لتواجه عاصفته وخاصة حينما صاح بصوته الرعدي وهو يتجه بها لغرفتها  
_طيب يا كبيرة يا عاقلة تعالي أعلمك الأصول! 
ودفعها للداخل وهو يصيح بشراسة 
_أنا نبهتك قبل كده ألف مرة تكلميني باحترام ثم إنك فاكرة أنك على ذمة خروف عشان تأخدي في وشك كده وتنزلي من غير إذني! 
بكت لشدة خۏفها وألمها من ضغط معصمه حول يدها التي أدمتها أظافره ومع ذلك هتفت بحدة من بين نحيبها وهي تخفي معالمها المټألمة
_ و أنت مالك أنا أخرج براحتي ما أنت بتخرج براحتك وبتروح تقابل بنات كمان! 
حديثها هذا كان صدمة بالنسبة لخالد الذي زاد الضغط على يدها وقال من بين أسنانه
_مين اللي قالك الكلام ده بنات ايه اللي بقابلهم
_ أسأل نفسك.
أجابته بحدة فعلى صوته أكثر والضغط يزداد حول معصمها فشعرت ببرودة تسري على ذراعها 
_ياسمين أتكلمي عدل أحسنلك وفهميني جبتي الكلام ده منين 
_ آسر.
لجأت للكذب وقد كان أول ما خطړ ببالها ليزداد غيظه
وأنت أي حاجة يقولها الزفت ده تصدقيها ماشي أنا هوريه! 
وتركها وتوجه إلى غرفته باندفاع فابتلعت ريقها بتوتر لما فعلته تلك المرة بأخيها البريء ولكنها لم تجد أي حلول أخرى على لحظة كان سينكشف ما ترغب بأن يظل مخفيا عنها ركضت من خلفه وهي تتمنى أن ينتهى الأمر دون حاجة منها للكذب مجددا. .
 
دقائق معدودة تحول بها القصر إلى مسرح للعبة القط والفأر مازال خالد يركض خلف آسر في محاولة للفتك به بعد أن أثار غيظه بقوله أنه تحدث كثيرا ولا يذكر ماذا قال فجلس على المقعد وهو يردد بتعب
_حرام عليك يا خالد أنا لسه تعبان ومش حملك على الصبح!
قطع صوت عصام حوارهما حينما تساءل
_في ايه علي الصبح
هتف بها خالد بتوعد فكرر الآخر سؤاله ثم نظر لآسر الذي ابتعد قليلا عن مرمى يدي خالد وقال 
_ هببت ايه ياحيوان!
_والله ياخويا أنا كنت نايم في أمانة الله لقيته داخل وبيتهجم عليا زي ما أنت شايف كده. 
أجابه ببراءة فحاول خالد أن ينقض عليه مجددا ليقيده عصام بقوله
_طب بس أهدى وفهمني في أيه يا خالد. 
_صباح العسل الصافي .... هو في ايه
هتف حازم الذي دخل بمرح ليتفاجأ بحالهم فأشار له آسر ومازال يعافر أسفل يد خالد المتعصب 
_ لا متخدش في بالك 
_ويا ترى أيه سر الزيارة الكريمة
سأل خالد بسخرية فعدل حازم من ياقته وقال بغرور 
_ كنت جاي أقولكم أني قررت أخطف منون و أتجوزها وهنفذ النهارده وده قرار لا راجعة فيه.
_أشطا و أنا هسوقلك العربية و أنت تشدها! 
هتف آسر بسعادة وهو يضرب كفه بكف حازم لينظر خالد لعصام بضيق ثم قال 
_طب مش كنت تسبني أخلص عليه و أفضى للتاني كده العدد زاد هنخلص على مين الأول
_صباح الخير يا
 

تم نسخ الرابط