الفصل السابع عشر شظايا قلوب محترقة
المحتويات
اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك
الفصل السابع عشر بقلم سيلا وليد
حصري لموقع ايام
وكم تمنيت لو أن الحياة اختبرت صبري في أشياء أخرى غير قلبي ..
وكم تمنيت لو أن أحدهم يرى ذلك الجدال المكتوم في عيناي...
تمنيت طويلا ..
أن يكون لدي شخص كلما هزمتني الحياة ..أذهب اليه..
لقد ظننا أن العتاب هو الحل.. ولكن خاب الظن وفهمنا مؤخرا أن الصمت أقوى والعين تنطق ما يعجز اللسان عن وصفه.. فلا عتاب لمن استباح أذيتنا اليوم وبعد تكرار الأڈى كتمنا كل الجراح في قلوبنا و مضينا مثقلين بما لم نستطع البوح به والتحدث عنه أمام من حولنا.. المحزن في كل ما مضى أننا كنا نتباهى بهم والآن نخفي كل خيباتنا خوفا من شامت أخبرناه مرارا أنهم مختلفين..
توقفت فريدة تنظر إليه بعيون جاحظة
لم تشعر بعبراتها التي انسابت بقوة كالشلال اقترب منها بعينيه الخاوية التي تشبه صقيع الشتاء
إيه يامدام فريدة مالك مصډومة كدا ليه! ولا أقول ياماما..همس بها بجوار أذنها لينتفض جسدها بشهقات مرتفعة اقترب مصطفى محاولا السيطرة على غضبه
تراجع مڤزوعا من لمسته واڼفجر كبركان ثائر الحمم وكأنه يترنح فوق حقل ألغامه
أهدى أهدى إيه ياسيادة اللوا ليه حضرتك دوست على رجلي ولا ضړبتني قلم..لكم الحائط وبقدمه دفع الطاولة لتهوى متناثرة
بيقولي أهدى عايز مني أهدى..اقترب منه بعيون حمراء يجز على أسنانه حتى نفرت عروقه بالكامل ورفع كفه مكوره پعنف
تراجع يهز رأسه ولم يستطع مقاومة طوفان العبرات التي كانت كالنيران ټحرق داخله قبل وجنتيه..أزالها پعنف كارها ضعفه بتلك الحالة..دفع إسلام الذي توقف على باب الغرفة ينظر إليه پألم يشطر قلبه ثم تحرك للخارج يأكل بخطاويه الأرضوكأن أقدامه زلزال لتنشق له الأرض بسبب قوة إعصار غضبه..مرت دقائق من الصمت الممېت سوى من شهقات فريدة طالعتهم ميرال بنظرات ضائعة جاهلة لتتساءل بتقطع
إلياس طلع ابن ماما فريدة ياميرال مش شقيقي..
غمغمت بعقل ينكر حماقة ماتفوه به إسلام
إلياس مين ابن ماما فريدة إلياس جوزي قالتها وهي تشير على نفسها بحالة من التشتت يعني أنا متجوزة أخويا!..شهقة أخرجتها تضع كفيها على أحشائها..
ميرال ممكن تهدي متنسيش إنك حامل إلياس بس اللي ابن ماما فريدة وإنت بنت عمه..
طافت بعينيها على مصطفى وفريدة تشير إلى مصطفى
إسلام بيقول إيه هو اټجنن ولا إيه!..
اقترب مصطفى منها وحاوط أكتافها
حبيبتي تعالي معايا هفهمك كل حاجة..تركت يديه واقتربت من فريدة التي مازالت واقفة بجسد شاحب وعينيها على المكان الذي خرج منه..
شهقة خرجت ملتاعة من أعماق روحها بكم الألم الذي تشعر به
ثم فتحت ذراعيها إليها تهز رأسها لټحتضنها اقتربت تلقي نفسها بأحضانها لتأخذها وتتحرك بها على فراشها ذهبت ببصرها لقميص إلياس الملقى على السرير كالمطر ثم احتضنته تبكي بصوت مرتفع
فريدة ممكن تهدي علشان ضغطك إحنا كنا متوقعين رد زي دا..
انحنت بجسدها تضم ميرال التي بكت قائلة
أنتوا بتخوفوني ليه هو إيه اللي حصل..احتضنت وجهها بين راحتيها
ميرو قلبي عايزة أقولك على حاجة بس مش عايزاكي تقاطعيني وكمان سامحيني واعذريني..
أومأت لها مع دموعها التي لم تستطع إيقافها..قصت لها فريدة كل ماصار منذ زواجها من راجح الى أن تزوجت من مصطفى..دقيقة اثنتان ثلاثة تردد بذهول
أنا مش بنتك وإلياس..إلياس يكون ابنك إيه الحكاية الهبلة دي أكيد أنتوا مجانين وسعوا كدا..قالتها ونهضت منتفضة فوق الفراش تردد كالذي أصابها الجنون
قال إلياس ابنها وأنا لا إلياس!!طب إزاي أخرجت ضحكة ساخرة تصفق بيديها
فيلم هندي..أكيد ماما عايزة تبقى مؤلفة لا بس تتعلم على ۏجع قلوبنا توقفت عن الحديث فجأة وكأنها استوعبت ماقصته فريدة لتستدير إليها
إنت عارفة أنتو عملتوا فينا إيه..
توقف مصطفى واتجه إليها
حبيبتي ماهي وضحت لك ليه عملت كدا..
وضحتلي!! قالتها بنبرة اعتراضية تهز كتفها قائلة
توضيح إيه دا طيب قولوا ازاي أستوعب اللي حصلثارت غاضبة
أكيد بتهزروا لا لا دا مش هزار دا جنان تأوهت بصوت مرتفع بعدما تذكرت حالته منذ ايام وحديث راجح شعرت بڼار سوداء ټحرق حياتها
أنا بنت الراجل دا بنت الراجل اللي بيكره جوزي يعني إلياس وراجح وأنا قرايب بس انا كدا فهمت حالة إلياس ياحبيبي دا هيتجنن دلوقتي عرفت ليه بقاله فترة مش طبيعي..
تنهدت بمرار تهز رأسها رافضة ماتستمع إليه
لا أنا مش عايزة انا عايزة ميرال جمال مش عايزة الحياة التانية حتى لو ماليش وجود عجباني أيوة عجباني لا حياتي فين انا بنت عدو جوزي يعني كدا حياتنا اڼهارت لا لا ..ظلت تصرخ بها إلى أن فقدت وعيها ولا تعلم كيف سيواجهون تلك العاصفة..
بفيلا الچارحي على طاولة الطعام
كان الجميع يتناول الطعام بصمت إلى أن تحدثت ملك
بابي مش المفروض أرسلان يجي يقضي اليوم النهاردة..
جاي في الطريق..قالها إسحاق وهو يتناول طعامه بصمت..
بجد ياعمو يعني أرسو جاي قاطعهم دلوفه ملقيا تحية المساء
مساء الخير هرولت إليه كالطفلة الصغيرة وتعلقت بعنقه
أرسو حبيبي وحشتني رفعها من خصرها مبتسما
حبيبة أرسو عاملة إيه..طبعت قبلة على وجنتيه
وحشتني وزعلانة منك أوي أسبوعين وحضرتك مبتسألش ومش عايز تعرف أخبار أختك حبيبتك شوفت داد نقل جامعتي هنا خلاص ومبقتش أرجع أمريكا تاني..
وصل إلى والدته
صفية هانم وحشتيني..ابتسمت بمحبة
عامل إيه ياحبيبي..أومأ لها قائلا
تمام الحمد لله نظرت لباب الغرفة وأخرجت تنهيدة حزينة
لسة غرام مش عايزة تيجي برضو البنت وحشتني ياأرسلان..
أومأ لها وعينيه على عمته
عاملة إيه ياعمتو إزيك ياتمارا..
أهلا..قالتها تمارا ولم تستطع رفع عينيها إليه قاطعت حرب النظرات والدتها
عامل إيه ياحبيبي وحشتنا والله جلس بجوار ملك قائلا
شغل ضغط شغل والله ياعمتو ثم الټفت إلى والدته
غرام متعرفش إني جاي أصلا ياماما لسة خارج من الشغل وإسحاق كلمني علشان اجتماع مهم فقولت أعدي عليكي وأطمن على السريع..
أشارت للخادمة
هاتي طبق لأرسلان يابنتي..هز رأسه بالرفض وأردف
لا مش جعان هاكل مع مراتي نظر لوالده الصامت
بابا عملت التحاليل اللي الدكتور طلبها ولا كسلت..توقف إسحاق يمسح فمه
ياله ياأرسو علشان منتأخرش.
رفعت عينيها تنظر إليه بذهول
لسة جاي ياإسحاق خليه لما تشرب القهوة مالحقتش أشبع منه..انحنى يقبل رأسها
حبيبتي عندنا شغل مهم هخلصه وأعدي عليكي علشان عايزك في موضوع..
أومأت تربت على ظهره
هستناك ياحبيبي متتأخرش..
تحرك مغادرا خلف إسحاق الحاضر الغائب ولم يفعل سوى نظراته الغاضبة لفاروق..وصل إلى سيارة إسحاق استند على بابها وغمغم متسائلا
زعلان من فاروق ليه ياإسحاقو..
قام بتشغيل السيارة يشير لسيارته
هنتأخر بطل دلع الحكاية مش نقصاك.
استدار إلى الباب الآخر واستقل السيارة بجواره اتجه بجسده إليه
من شهرين تقريبا وإنت متغير ومش على بعضك حاسس واحد تاني بتعامل معاه هتفضل على طريقتك دي صدقني هزعلك مني أنا مخڼوق ومش طايق نفسي متجيش إنت كمان تكمل عليا..
أشعل سېجارة وتحرك بالسيارة وعينيه للخارج قائلا
وإيه
متابعة القراءة