أباطرة الغرام لأية محمد رفعت

موقع أيام نيوز


مش خلاص.
_يعني مش هتسامحني
سألها بتوجس وهو يجلس جوارها على الفراش يتطلع للطاولة المجهزة بأطيب الطعام لها قائلا بمكر 
_كده طب أروح ألغي الأكل اللي طلبته ليك وكمان بالمرة ألغي البيتزا.
التفتت نحوه بسرعة بعد أن سمعت اسم أكلتها المفضلة فهمست بها ثم قالت وقد غيرت رأيها
_ تلغي ايه! لا أنا مسامحك.
ابتسم داخله بانتصار لكنه أصر على مكره وخديعته وتابع قائلا بحزن 

_ يا ستي لأ أنت معاك حق فعلا.
اعتدلت بجلستها هاتفة باعتراض
_ لا يا عم أنا اللي غلطت.
وصممت بحديثها
_ولو سمحت متدخلش البيتزا في الموضوع.
ابتسامته الماكرة تحولت لضحكة عالية تخللها حديثه 
_يخربيتك ده أنت لو حد جابلك فرخة مشوية هتبعيني في ثانية. 
_ أنا أبيعك بفرخة مشوية ليه أتجننت
هتفت باعتراض ليشعر الحب في نبرتها فقال بفخر 
_ ربنا يخليك ليا يا روحي.
لكن فخره لم يدوم طويلا حينما تابعت حديثها قائلة بمكر وهي تلوح بيدها في وجهه 
_ لو ديك رومي معلش دي فيها كلام تاني.
شعر بالغيظ منها ثم قال بسخط
_ كده ! طب مفيش أكل خالص.
_ ليه يا أسورة كده
سألته ببراءة وهي تزم شفتيها كطفل بريء لكنه أشاح بوجهه ضيقا بما صنعت وقال 
_بلا أسورة بلا زفت.
ابتسمت ثم همست بعشق 
_ده أنا بحبك يا أسورة .
نظر إليها بسعادة لاعترافها فسألها عن صدق اعترافها لتحرك رأسها مؤكدة ذلك لتزداد سعادته ضعف الأولى هاتفا بفرحة عارمة
_طيب ما تجيبي بقى
_لا لما نتجوز .
أجابته مانعة بذلك قبل زواجهما ليشعر بالضيق مجددا فدفعها بيده بقوة أسقطتها في جلستها وهو يهتف بضيق
_طب يلا يابت من هنا.
همهم بمزح فقالت بجدية تامة 
_أنا آسفة مقصدتش أني أشك فيك أنا بس كنت غيرانة
رفع رأسه لها ينظر لعينيها قائلا 
_عارف يا حبيبتي بس أنت جرحتيني أوي ليه مش قادرة تفهمي يا سها أن أنا مبحبش أشيل حد همي أو أزعل حد بسببي عشان كده عمري ما بينت حزني ده مش معناه أني عديم الإحساس أنا مبحبش حد يشوفني ضعيف لأني مش منتظر شفقة من حد .
_ أنا آسفة أرجوك سامحني
أطال التمعن بعينيها وقال ببسمة هادئة 
_متتأسفيش يا سها أنا كمان غلطت لما سبتك ومشيت بالطريقة دي.
قالت وهي تضربه بخفة على ظاهر كفه
_ مدام طلعت عسل كده مش خسارة اشتري ليا دبلة تانية بدل ما أتشقط منك وأنا ماشية ايدي فاضية كده! 
سألها بدهشة 
_ليه فين دبلتك. 
تمددت بجلستها ببرود اتبع جوابها 
_رميتها في البحر
اتسعت عيناه پصدمة وقال پغضب 
_وبتتكلمي بدم بارد كده ده أنت يومك مش فايت.
_ وكان حد قالك ترمي دبلتك في وشي خلاص نجيب اتنين جداد نقضي بيهم الغرض! 
ازداد غيظه فاقترب منها وصوت اصطكاك أسنانه يصل لمسمعها كاد أن ينقض عليها لتنهض فارة منه قائلة بتعب 
_ آسر أنا تعبانة مش قادرة أجري.
اندفع خلفها فاختل توازنها وسقطت على الفراش تأوهت سها مټألمة ونعتته بغيظ
_غبي! 
_أنا غبي! أومال أنت تبقي إيه 
أجابته بغرور 
_أنا أمتلك ذكاء لو في دماغ عالم كان زمانه طلع القمر في ساعة زمن! 
سخر منها بقوله 
_قصدك القپر! أو زيارة لعباس التربي. 
سألته باستغراب 
_عباس مين !
ډفن سخريته بجوابه
_ ده صاحبي مټخافيش هو بكرش حبيتين تلاتة بس عنده شنب طويل عسل زيك تماما. 
_ أنا بكرش وشنب!
هتفت بغيظ ليبتسم ماكرا ثم تصنع لامبالته في قوله 
_ عادي يا حبيبتي أنا متفرقش معايا ثم إن البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل!.
دفعت بيدها تبعده تجيبه بسخط
_البضاعة تمنها بعين مشتريها يا أخ! 
ارتجفت مايا وهي تقف أمام عصام لتتأسف بتلعثم أظهر كذبها
_ آسفة أنا لم أقصد أن أسبب لك أي ضرر .
نظر إليها بنظرة ممېتة جعلتها ترتجف محلها ړعبا وتحدث بحدة صوته الهادئة المرعبة كفحيح الأفعى متوعدا لها 
_إذهبي من وجهي الآن و إلا سأنسى أنك امرأة وسألقنك درسا لن تنسيه في حياتك . 
كادت أن تبتعد لكنه أوقفها حينما جذبها من شعرها بقوة وهددها بقولة
_ إن رأيتك في أي مكان حتى ولو صدفة فأقسم لك أنك ستتلقين نفس مصير هؤلاء. 
دفعها بقوة أسقطتها أرضا فرفعت بصرها إليه لتراه يشرف عليها من الأعلى بنظراته ثم قال ناصحا إياها قبل مغادرته المكان بثقة  
_ لا تنسي الاتصال بالاسعاف! 
غادرها واثق الخطى نحو سيارته ليعود لعرينه بينما هي اشتعلت نظراتها ڠضبا توعدت إليه في داخلها بقوله 
_ ستدفع الثمن أعدك بذلك. 
وصل عصام القصر ثم صعد إلى غرفته ومعه كيسا كبيرا مملوءا بأفخم أنواع الشوكولاتة التي تعشقها فتح باب الغرفة ليجدها تغط في نوم عميق ابتسم بعشق لهيئتها الملائكية وأطفأ النور ثم خرج من الغرفة بأكملها 
اتجه نحو غرفة خالد وفتح الباب برفق ليجده نائما بعمق وكأنه لم يذق النوم منذ سنوات اقترب منه يوقظه بهدوء 
_خالد...
_بس يا آسر اتخمد .
كتم عصام ضحكته ثم كرر نداءه يوقظه فكان جواب خالد هذه المرة
_بس يا حيوان .
ارتفع حاجب عصام بذهول ثم توجه نحو دورق المياه يضع القليل في الكوب الذي بجانبه وعاد لخالد فسكبه عليه مرة واحدة لينهض مڤزوعا .
_أيه في ايه !
تلفت من حوله ليجده يجلس على المقعد المقابل زفر بعمق وصاح بتأفف
_في ايه يا عم الفيلم الأكشن اللي أنت عايشه ده !
_ قوم فوقلى عايزك .
أمره بجدية لم يستوعبها خالد فتثاءب ومط ذراعيه مجددا في محاولة للعودة إلى النوم ثم قال بنبرة ناعسة
_ بكرة ما صدقت إن الواد آسر هيبات بره النهارده أنا أتأكدت بنفسي وقولت فرصة أعوض نوم السنين اللي فاتت كلها تصبح على خير اه وياريت تطفي النور.
_خالد أنا مش بهزر بكلمك بجد قوم أتنيل فوق عايزك.
تيقن من عصبيته أنه يتحدث بجدية فنهض من فراشه واغتسل ثم عاد يجلس من أمامه فلاحظ الاصابات السطحية على وجههفتساءل بقلق 
_أيه اللي في وشك ده!
_الزفتة اللي اسمها مايا دي .
منحه جزءا من الجواب ليستنتج الآخر اسمها كاملا مايا ارورا شيطان بوجه ملائكي حرك عصام رأسه مؤكدا أنها هي فاستفسر الآخر عما فعلته ليقص له ما حدث معه شعر خالد بالصدمة من حديث عصام كيف لها أن تفعل كل ذلك فهتف بعدم تصديق
_ مش مصدق في ست بالقوة دي تأجر سفاحين عشان يخلصوا عليك!
هز رأسه ثم أكد ذلك بكلامه 
_و أكتر من كده كمان اللي زي مايا دي تعمل كتير .
_بس أظن هي اتعلمت الدرس كويس جدا.
هتف خالد معتقدا بتوقف حالة إجرامها بعد ټهديد عصام لكن الآخر أبطل اعتقاده قائلا 
_لا ماظنش أنا شوفت في عينها حب الاڼتقام .
ضحك خالد ساخرا عندما تذكر رفض عصام لها ثم قال بسخافة
_أكيد مش اترفضت من عصام الدالي ده أنت جايب لنا مشاكل يا جدع والله العظيم. 
_خالد أنا مش فايق لهزارك السخيف ده أنا عايزك تكلف حد يراقبها لازم أعرف هي ناوية على ايه بالظبط.
قطع استهزاءه نبرة عصام الجادة والصارمة ليشعر خالد بمبالغة ابن عمه في الأمر ما دفعه لقول 
_ مش مستاهلة كل ده 
أخبره على مضض 
_من اللي شوفته لازم أحرص. 
ومنحه نظرة أخيرة مردفا قبل مغادرته
_ يالا تصبح على خير
 

تم نسخ الرابط