أباطرة الغرام لأية محمد رفعت
المحتويات
على طاولة العشاء بعد أن مرت عليهم تلك الغمة دون أن تفتك بأحد نظرت سها للأكل بجوع وقالت وهي تلتهم ما تحمله ملعقتها
_ أحلى حاجة الأكل شيء عظيم.
ضحك الجميع بسخرية وأجابها عصام بمرح
_ كويس إن في حاجة تلهيكي عننا.
وأشار لخالد بيده
_ هات ياخالد بسرعة ...
_ أجيب ايه
سأله مستفسرا ليشير إلى طبق دجاج بالقرب منه ثم قال
اتسعت ابتسامتها فرحة وشرعت تأكل كأنها لم تذق الطعام من قبل فشلت ندى بكبت ضحكاتها ومالت لزوجها تخبره بمكر
_وانا عايزة شوكولا
نظر لها بعشق ثم ابتسم غامزا إياها وهو يمنحها جوابا أخجلها
_لما نطلع هجبلك أحلى شوكولا.
_يعني واحدة عايزة شوكلاته والتانية فراخ وأنا يعني اللي وقعة من السابع!
_ اطلبي اللي أنتي عايزاه وأنا عنيا ليكي.
_هاتلها غزل البنات وهي تحبك ياحودة.
ردد آسر مقترحا فأوقفه والده حينما زجره بسبة جعلته يهتف بغيظ مصطنع
_عيب يا والدي أنا هبقى أب ابني يقول عليا ايه دلوقتي
رددت أمال بسخرية
_ عادي لما ييجي هنشتمك حصري قدامه.
_ياسمين تعالي عايزك.
وقف قبالتها يطوفها بنظراته التي أحاطتها مطولا ومازالت تنتظر أن يفرغ ما يثقل كاهله من أسئلة تزحم حدقتيه تمرد صوته الرخيم ليسألها بحيرة
_ليه
رمشت بعينيها بعدم فهم لسؤاله الغريب فاستطرد بتوضيح
اقتربت منه تقبض على كفيه بكفيها إلى جانبه تستمد منه ثقتها شجاعتها أمانها طمأنينتها تعمدت الاطالة بالنظر لعينيه قائلة بابتسامة رقيقة
_خالد أنا بثق فيك أكتر من نفسي وفهماك أكتر من أي حد بصة جوه عينك بتخليني أقراك وأقرا اللي جواك
واسترسلت بحزن
_أنا كنت بټعذب وأنا شايفاك مهموم وخاېف طول الوقت كان نفسي أطمنك وأقولك مستحيل هصدق عليك حرف!
_عصام حكالي كل حاجة يا خالد .
تملكه الخۏف للحظة فإن لم تكن على علم بم تدبره له هل كانت ستفعل نفس الشيء فقال بارتباك
_ولو مكنش قالك حاجة
ضمت أصابعها بين يده ثم قالت بثقة
_نظراتي فيك عمرها ما هتتغير يا خالد.
بحب شديد وردد بالقرب من أذنها
شددت من تطويقها له وهي تهمس له بحب
_مستحيل هسمح لشيء يفرقني عنك.
انسجاما بعالمهما الوردي المنعزل عما حولهما بعدما بدأت هي بطرق أبواب الغرام فلبى ندائها بصدر رحب
مرت الأيام سريعا ومازالت تواجه سها شراهة الطعام المفرطة فاستيقظت من نومها وهي تشعر بالجوع الشديد التفتت تجاه آسر الذي يغفو براحة وحسمت أمرها بإيقاظه فحركته وهي تناديه عدة مرات إلى أن صاح بضيق
_ يخربيت آسر على بيت أبو آسر نعمين عايزة إيه
تحسست بطنها المنفوخ ثم نظرت إليه ببسمة واسعة
_عايزة آكل بيتزا.
فزع من نومته وكأنه رأى كابوسا مخيفا ثم نظر إليها بدهشة وهتف باستنكار
_ أومال العلبة اللي لسه مرمية على الأرض دي ايه
شعرت بالضجر من حديثه فما ذنبها بأنها منذ لحظة حلمها بحملها ويتنابها شعور الجوع المفرط باستمرار حتى بعدما أنقصت وزنها بصورة ملحوظة عادت للسمنة مرة أخرى بعد ولوجها للشهر السادس من الحمل وكعادتها تحاول إخفاء حرجها بالصړيخ المنفعل
_ما آكلش يعني الله!! ثم أنا مش بأكل لوحدي بأكل مرة ليا ومرة لابنك
نظر لساعة الحائط فوجدها الرابعة فجرا فصاح بحدة
_ إحنا الفجر يا بنت المجانين.
_ماليش فيه اتصرف أحسن آكل إيدك أنت حر .
راقب يده بتمعن وبدأ يخشى أن تنفذ تهديداتها فردد بسخط ونظراته المحتقنة تطوفها
_وعلى أيه هتصرفلك في فرختين من نحت.
عاندته پغضب
_قولتلك عايزة بيتزا!
ههمس پغضب
_ربنا على المفتري!
ضيقت عينيها بشك
_بتقول حاجة يا حبيبي
_ أبدا يا روحي بقول حاضر هصحي الواد خالد يعملك ست بيتزات معتبرين تتسلى فيهم أما النهار يطلع.
أجابها بغيظ وهو ينهض متوجها لغرفة خالد.
طرقات متعصبة توالت على باب الغرفة استيقظت ياسمين بانزعاج فحاولت إيقاظ خالد مرددة بنعاس
_خالد شوف مين بيخبط!
_نامي يا حبيبتي ده أكيد الزفت آسر زي كل يوم عايزني أعمل بيتزا للبيج شو .
أصر بطرقه المتكرر على باب الغرفة إلى أن نهض خالد على مضض فجذب قميصه وارتداه بغيظ إتجه للخروج فتسلل إليه صوت ضحكاتها تطرب آذنيه خاصة بحالتها الناعسة تلك اقترب منها مجددا وانحنى إليها يطبع على جبينها
_الحقني يا خالد.. أنتم بتعملوا ايه!
ابتعد خالد عن ياسمين لتتشح الأخرى وجهها خجلا فجذبه خالد پغضب
_ أنت داخل زريبة يا حيوان.
أجابه باستياء وهو يحاول ابعاده عنه
_ده وقت رومانسيات بذمتك البت هتاكلني وأنت قاعد تحب!!
وأشار إليه بتوسل
_انزل إعملها سبع تمن بيتزات تسد بيهم معدتها
سخر منه مردفا
_ليه هنفتح مطعم!
كاد أن يجيبه فقطعته ياسمين حينما قالت
_خلاص يا خالد أنا هاجي معاك.
امتعضت ملامح آسر وأشار يوقفها
_ لا كده مش هيشوف شغله هيقف يسبلك بعينه الخضرة دي ومش هنخلص في يومكم.
_ طب غور بره بقى
قالها وهو يدفعه عنوة للخارج فلم يستسلم آسر وعاد لطرقه مجددا حتى خنع له خالد فهبطوا معا للأسفل ومن خلفهما ياسمين.
تململت ندى بنومتها بانزعاج شديد من الصداع المؤلم الذي لم يتركها منذ الأمس فنهضت عن فراشها وإتجهت للأسفل لتعد كوبا من القهوة علها تخفف من حدة ۏجعها وحينما هبطت للأسفل تفاجئت بوجودهم فكان خالد يصنع البيتزا بمساعدة آسر الذي يحوم حوله فما أن ينتهي من أحدهم كان يجملها لسها التي تجلس على الطاولة الموجودة في المطبخ تتناول ما يحضره آسر لها بشراهة وكأنها لم تأكل منذ أعوام حاولت ياسمين كبت ضحكاتها بصعوبة فتفاجئت بندى التي تدلف للداخل بتعب وهي تتساءل .
_ أنتم بتعملوا ايه في الوقت ده!
أجابتها ياسمين بمرح
_زي كل يوم بنعملها لغ!
أحست ندى بالصداع يداهمها مجددا فأمسكت رأسها پألم وتأوهت بخفوت لاحظه الجميع فركضت ياسمين إليها تسألها بقلق وقد أجلستها إلى أقرب مقعد وهى تتساءل بقلق
_مالك يا بنتي!
_دماغي صداع هيموتني ومعدتي ۏجعاني الظاهر خدت دور برد .
ربت خالد بحنان على كتفيها وقال
_الف سلامه عليكي يا حبيبتي هجبلك حبوب كويسة أوي للصداع.
أجابته بتعب
_يا ريت يا خالد أنا أخدت مسكن معملش أي حاجة!
صعد خالد للأعلى وهبط بالدواء بينما قدمت لها ياسمين المياه..
ولج عصام للداخل يبحث عنها بعدما اكتشف عدم وجودها بالغرفة فوجدها ترتشف القهوة ووجهها مرهق للغاية رنا إليها وهو يتساءل بلهفة وخوف
_قلقت مالقتكيش جنبي أنت كويسة
أجابته وهي تلتقط الدواء من أخيها
_أنا كويسة بس حبيت أشرب قهوة..
وبمرح قالت
_ونزلت لقيت الفريق كله في المطبخ.
التقط شريط الأقراص من يدها وهو يردد بريبة
_حبوب اي دي
ردت عليه ببعض الارهاق
_رأسي فيها صداع رهيب من إمبارح مش قادرة أنام منه.
عاتبها بضيق
_مصحتنيش ليه وأنا كنت طلبتلك دكتور!
رددت على استحياء حينما حاوط وجنتها أمامهم
_الموضوع مش مستاهل دول شوية صداع!
واسترسلت على استحياء
_وخالد اداني دوا ان شاء الله هبقى كويسة.
ابتسم وهو يهمس لها
_إن شاء الله.. الف سلامة عليك يا روحي.
قاطع لحظاتهم الخاصة صوت سها المتعصب
_واد يا آسر فين الكاتشب يالا!
جذب الزجاجة وألقاها إليها بعصبية لحقت
متابعة القراءة