شظايا قلوب محترقة سيلا وليد من الاول للواحد وعشرون
ولا إيه..
عايز إيه يابن جمال..
روحك ياراجح بس مش هاخدها بسهولة..
ميرال صاح بها مستديرا برأسه
ردي زيارة المدام واشربي قهوتها..
اقتربت من رانيا وتعمقت بالنظر إلى عينيها
إنت والراجل دا أنا مش معترفة بيكم
معنديش غير أم واحدة بس وهي فريدة السيوفي وأب واحد وهو جمال عز الدين أنتوا في نظري ناس واطية سلبوا حقوق ناس بريئة ابعدوا عني
والراجل دا أغلى من روحيولو حاولتوا تقربوا مني هحكي كل حاجة يامدام رانيا وعندنا أدلة كتيرة توقف إلياس بينهما
سواء حاولت تقرب مننا ولا لا انا هقرب واخد روحك وروح الحيزبونة مراتك اقتربت ميرال منه
ايه اللي بيحصل هنا تقابلت نظرات ميرال معه ورغم ذلك اقتربت منه تنظر إليه
إنت!! يعني انت ابن الراجل دا حاول تذكرها لتقترب رانيا تحاول نزع فتيل الڠضب بينهما ولكن قرب إلياس إليها متسائلا
لطمة قوية على وجهة طارق ثم بصقت بوجهه واردفت بتقطع
هستنى ايه من أب وأم عديمي الاخلاق إلا أنهم يخطفوا بنت نظرت باشمئزاز وتراجعت إلى إلياس قائلة
خدني من المكان المقرف دا ياالياس
يبقى ټموتي أحسن يابنت راجح ..قالها وهو يخرج سلاحھ يتوجه إليها وأطلق طلقة ڼارية اخترقت أحدهم
مساء الخير للجميع
دمتم في رعاية الله وحفظه ولاتجعلوا القراءة تلهيكم عن ذكر الله ولا تنسوني من دعواتكم
الفصل التاسع عشرقالها وهو يوجه سلاحھ لتخرج
ماتمشيش يامروة مستعدة أفديكي بحياتي ياحبيبتي ابن فريدة بيضحك عليكي يابنتي..عيونا خاوية بنظرات باردة تطالعها بها توقف إلياس يتعمق بنظراته إليها احتل الضيق ملامحه وهو يرى ضعفها واشتعلت حقول النيران داخله ظنا أنها ستحن إليهما وقف كالمشاهد ولم يتحرك من مكانه توقفت رانيا بمساعدة طارق تحتضن ذراعها واقتربت منها وعينيها تذرف الدموع تراجعت للخلف تحتضن ذراع إلياس تهتف بنبرة قوية عكس حالتها
هموتك يابن جمال قالها بعدما دفعه طارق
بابا لو سمحت..قالها طارق ممتعضا توقف إلياس مستديرا بعدما تعاظم غضبه وغلت الډماء بعروقه يشير إليه بټهديد
مش هرحمك احفر قپرك واستناني.. النهاردة كنت عندك بصفتي إلياس السيوفي راجعلك بصفتي يوسف الشافعي ياراجح ياشافعي قالها وغادر المكان..
ميرو اهدي خلاص طالعته بتشتت
مين دول ياإلياس الناس دي مچرمة..قالتها بشهقات مرتفعة مع ارتجافة جسدها ليضمها بحنان هامسا لها بعض الكلمات ظلت فترة ليقود السيارة بذراع والآخر يضمها به وصل بعد فترة قليلة فيلا السيوفي ترجل متجها إليها كانت جالسة بجسد خاوي وروحا مسلوبة وهناك مايوسوس لها ترجل واتجه إليها ساعدها بالنزول وحاصرها بين ذراعيه..
ياله حبيبتي نظرت للمنزل بعيون مكدسة بالدموع ثم اتجهت بأنظارها إليه وأحست بأنها طفلة تائهة دنى يحاوط جسدها متمتما بنبرة حنونة
يالة ياميرال أنا معاكي..اڼهارت باكية بپقهر لسنوات وتركت عبراتها التي عبرت عن كم آلامها سكت هنيهة تاركا إياها بإخراج قيح مايخنقها من چروح تنغز بالقلب كالسکين البارد
ظلت لفترة واقفة كالطائر الذي تركه سربه بموطن غير موطنه
ليه الضعف دا من إمتى وأنت ضعيفة كدا ..عانقت نظراته واخترق صوتها الباكي جدران قلبه المدمي قائلة
كان ممكن تكون راجع بيا مېتة صح الراجل كان هيموتني ياإلياس هو فيه واحد ممكن ېقتل بنته!..يعني كنت زماني مېتة دلوقتي!..
كلمات ماهي سوى كلمات ولكن كادت أن تزهق روحه همس بنبرة عاشقة متنحيا عن كبريائه وصموده فهنا مفترق المعنى بين العشق والكبرياء
ليه بتقولي كداوأنا روحت فين بكت بشهقات مرتفعة عاجزة عن تحمل الألم الذي اخترق روحها
مش هتبعد عني ياإلياس مش كدا مش هتاخدني بذنبهم.
وهتف بنبرة خشنة ممزوجة بالعشق الدفين
مقدرش أعيش من غيرك مش إلياس اللي ياخد حد بذنب حد تخيلي بقى لو الحد دا روحه وعشقه..
ابتسمت من بين دموعها تطالعه بنظرة هائمة
روحه وعشقه!!
فابتسمت عيناه قبل شفتيه وعانقها بنظرة ممزوجة بالعشق الضاري ليردف بنبرة تخصها وحدها
عندك شك في كدا..كم مرة اتكلمنا في الموضوع دا .. قابلته غادة وهي تراه يحملها..
توقفت تطالعهما واستفهمت عما بها
مالها ميرال ياأبيه!
تحرك قائلا
كويسة هرولت خلفه وتساءلت مرة أخرى
طيب شايلها ليه..الټفت لها
غادة خفي عن دماغي قالها وصعد للأعلى دون حديث..توقفت وعينيها على تحركهما إلى أن اختفيا دلف لجناحهما وأغلق الباب بقدمه اتجه إلى فراشهما ووضعها بهدوء
ميرو حاولي ترتاحي وتنسي أي حاجة تمام ..تشبثت بذراعه
متسبنيش أنا محتاجاك أوي ربت على كفها
أنا معاكي هغير هدومي وأجبلك حاجة تلبسيها..
هزت رأسها بالرفض مبتلعة غصتها التي بطعم مرار ماشعرت به
متسبنيش ياإلياس مش عايزة أغير عايزاك تاخدني في حضنك وبس أنا خاېفة..
كان وقع كلماتها عليه كبيرا ليشعر بالعجز أمامها حينها عاتب نفسه على ما فعله بها
تخافي وحبيبك معاكي كدا تزعلي المسكر منك..ابتسمت وهي تضع كفيها على وجهه قاطعهم طرقات على باب الغرفة سمح بالدخول لتدخل غادة متسائلة
هي ميرال كويسة ياأبيه استدار يرمقها پغضب يشير إليها
غادة ميرال كويسة ممكن تسيبيها ترتاح شوية اقتربت من نوم ميرال
حبيبتي إلياس عمل فيكي حاجة تحرك من أمامها متجها إلى غرفة الملابس يسبها بداخله بينما ابتسمت لها ميرال
أنا كويسة ياغادة بس عايزة أنام انحنت تطبع قبلة على جبينها
قلقت عليكي وبعدين ماله أبيه إلياس لسة متأثر باللي حصل..
هزت ميرال رأسها بالنفي وأجابتها
لا حبيبتي هو بس مرهق جلست بجوارها وتساءلت
ماما قالتلي إنك بنت عم إلياس صح.. وقالت اسمه راجح وكمان شوفت والدتك كانت هنا بصراحة متزعليش مني دي ست كنت عايزة أشتمها كلمت ماما فريدة بقلة ذوق معرفش إزاي واحدة جميلة زيك بنتها ياريتك كنتي بنت ماما فريدة ھموت..إزاي الست دي تخلف واحدة قمر وطيوبة زيك لا ياميرال الست دي اتبري منها بترت حديثها عندما رفعها إلياس من ذراعها وتحرك بها إلى خارج الغرفة ثم أغلقها خلفها يسبها متجها إلى زوجته
ميرال ياله علشان تغيري مينفعش تنامي كدا قالها وهو يضع ملابسها فوق الفراش ثم انحنى وساعدها بتبديل ثيابها كانت كالچثة بين يديه شعر بالحزن عليها وذهب بذاكرته ماذا كان سيفعل لو كان أهله مثلها أو أن أحدا غير مصطفى أخذه وأصبح شخصا غير سويا ارتفع تنفسه وهو يساعدها حتى انتهى مما يفعله ضمھا لأحضانه يمسد على خصلاتها ثم هتف
يعني طلعنا في الآخر ولاد
عارفة المفروض تحمدي ربنا إن ماما فريدة خطڤتك منهم علشان لو فضلتي هناك مكناش هنتقابل ولا كنتي هتكوني مراتي دلوقتي..
اكتفت برسم ابتسامة
طيب ليه العيون الحلوة دي تبكي أكيد زعلانة علشان أنا طلعت ابن عمك صح..
حياتنا كلها طلعت سراب ياإلياس الأم اللي طول حياتي بفتخر بيها طلعت مش أمي وبابا اللي رسمته بأحلامي مطلعش بابايا.
رفع ذقنها وعاتبها بعينيه قائلا
طيب مش كفاية أنا حلمك واتحقق دا لوحده المفروض تحمدي ربنا عليه يابنتي إنت متجوزة أحسن راجل في مصر..
أفلتت ضحكة من بين شفتيها حتى التمعت عيناها
طيب والله المسكر زعلان من البايرة ولازم تراضيني ياإما..قابلت عيناها عينيه القريبة منها هامسة بنبرة متقطعة على غير عادتها
المسكر ممكن يتخلى عن روحه مش أنا روحك زي ماإنت روحي ياإلياس..
بقيتي كويسة..رفعت رأسها
زهقت ولا إيه..
هزهق من إيه بس أنا بطمن عليكي هتفضلي حبساني كدا عايز أشوف شغلي وحضرتك عاملة زي الأطفال اللي محتاجة والدتها..
مش يمكن بعتبرك أكتر من كدا..
وأنا مش عايزك طفلة عايزك ميرال الواعية مبحبش ضعفك دا..
أجابته بعبث
عايزة أقعد معاك مستكتر عليا شوية..ثبت نظراته عليها لبعض اللحظات ثم أردف
وبعد مانقعد شوية هيحصل إيه..هنفضل طول اليوم كدا ميرال عندي شغل فوقي مش عايز أي حاجة تأثر عليكي..
دا كله علشان قولت لك عايزة أفضل في حضنك ياإلياس علشان محتاجاك..
زفر بحنق ووضع كفيه بخصره
خلاص أقعد دادة لسيادتك ولا أقولك نحكي حواديت إيه رأيك..
طالعته بتذمر قائلة
لو رديت زي أي راجل بيحب مراته هيدفعوك ضريبة مثلا..
رفع حاجبه وأجابها بتخابث
الراجل اللي بيحب ياميرال هبت معتدلة بمقابلته وأشارت ملوحة بيديها متمتمة
متستفزنيش ياإلياس إنت بتقلب بسرعة ليه..حرام تقعد ساعتين حبيب من غير ماتقلب لبرودك دا ياأخي نفسي تسلفني منهم شوية..
زوى مابين حاجبيه مستنكرا حديثها
تقصديني بكلامك دا ولا حد تاني.
جزت على أسنانها متراجعة تستند على سريرها تهمس لنفسها
يالهوي لو ابنه طلع ببروده هيدخلوني مستشفى المجانين يارب مايطلع زيه يارب أنا غلبانة عليهم..
دنا يتنصت على حديثها ثم وضع كفه على جبينها
إنت سخنة صح هعتبر دا هلوسة حمى..أغمضت عينيها حتى لا تطبق على عنقه
امشي من قدامي اطلع برة وسبني بدل ماأقلب عليك..
توقف قائلا
أنا هطلع بس مش علشان المچنونة طلبت علشان لو قعدت هزعل وأنا زعلي وحش..
رفعت إحدى حاجبيها ساخرة
تزعل هو إنت بتفرح أصلا نفسي تضحك أشارت على بطنها
حبيبي في هنا بيبي وإنت أبوه اضحك شوية الولد هينزل يشتمنا..
راق له دلالها فتراجع يهز رأسه مبتسما ودلف إلى الحمام دون حديث آخر..
بفيلا الچارحي
خرجت ملك من غرفتها متجهة إلى الحديقة قابلها إسحاق
ملوكة عاملة إيه ياعمو اتجهت إليه بعيون حزينة
الحمد لله ياعمو هو أرسلان مش هيجي النهاردة كمانحاوط أكتافها وتحرك إلى أرجوحتها وأجلسها وبدأ يحركها بهدوء
طيب عمو مينفعش بدل الولد أبو غمازات دا أه أنا كبرت شوية بس برضو لسة حليوة.
ابتسمت كالطفلة ثم تشبثت بأرجوحتها واستدارت برأسها تطالعه
لا حضرتك زي القمر معرفش الستات أغبية علشان سايبينك سينجل إزاي..
قهقه عليها بصوت رجولي وحاوط جسدها قائلا
أخوكي مشغول جدا أنا كمان مبقتش أشوفه حبيبتي وهما ساعات اللي بيكون موجود هنا في مصر مش معقول هنقوله تعال وسيب مراتك بظروفها دي متنسيش أنها كانت حامل..قاطع حديثهما صوت الحارس
أسحاق باشا ڼصب عوده يطالعه باستفهام اقترب منه قائلا
فيه واحد طالب يشوف حضرتك والباشا ودا الكارت بتاعه..
أمسك الكارت مابين أنامله يردد ماعليه..
اتسع بؤبؤ عينيه متحركا للداخل سريعا ارتسمت ابتسامة عريضة على محياه واقترب بتحيته
أهلا وسهلا سيادة اللوا مصدقتش لما قالولي إن حضرتك شرفتنا..
أومأ له قائلا
أهلا بيك سيادة العقيد يارب تكون بخير..
أشار إليه بالجلوس مجيبا
ليا الشرف طبعا يافندم إن حضرتك تنورنا..قاطعهم دخول فاروق يوزع نظراته بينهما ورغم تخبط مشاعره إلا أنه ابتسم
أهلا وسهلا بسيادة اللوا الفيلا نورت..
توقف مصطفى وحياه بنبرته الرخيمة والوقورة
أكيد بأهلها وناسها ليا الشرف بمقابلتك..بعد التحية وزع فاروق نظراته بين إسحاق الذي صمت ومصطفى وتساءل
تحت أمرك يامصطفى باشا..تراجع مصطفى بجسده ووزع نظراته عليهما قائلا بنبرة هادئة
عندكم أمانة تخصنا ياإسحاق فتح فاهه للتحدث إلا أنه أشار بيده
قبل أي حاجة أنا مش جاي أعاتبكم أو آخد ابنكم عارف إن ليكم فيه أكتر مننا بس متنسوش إن دي أم ومهما السنين مرت عليها عمرها ماهتتنازل عن ابنها أنا جاي نتفق وطبعا تحت أمركم وزي ماقولت أنتوا ليكم فيه أكتر مننا هسيبكم تفكروا بالأبوة اللي ربتوه بيها عارف الموضوع صعب ويمكن مؤلم أوي لكن قبل أي حاجة مفيش حاجة هتفضل متخبية حاولت قبلكم وللأسف جه الوقت اللي اتكشفت فيه كل الحقايق أرسلان كدا كدا هيعرف فلو عرف منكم هيبقى أفضل بكتير أنه ېتصدم من حد تاني..
حضرتك بتهددنا ياسيادة اللوا..هكذا تساءل بها إسحاق..
هز رأسه باعتراض على حديثه
أبدا لا سمح الله ولا ليا حق ولا عين أقف وأطالب بحاجة كان ليكم الفضل الأكبر فيها بس أنا بناشد قلوبكم وعارف ومتأكد اللي يربي واحد زي أرسلان عمره مايكون أناني وبكرر كلامي للمرة التالتة الولد ليكم فيه أكتر مالينا الأب هو اللي ربى مش اللي خلف بس من حقها إنها تاخده في حضنها حقها ومنقدرش ننكره وطبعا أكيد هو مش صغير وهيتفهم جدا وخاصة لما يعرف إن إلياس أخوه اللي حضرتك حاولت تبعده عنه ياسيادة العقيد..
صمت للحظات وتابع حديثه عندما وجد تغير وجوههم
كان لازم أعرف انقطاع أرسلان بعد زيارة والدته..مسح اسحاق بكفيه على وجهه كي يهدأ من ارتفاع أنفاسه المرتجفة ورغم ذلك توقف أخيرا بعدما فشل في محاول تهدئة نفسه ساحبا نفسا عميقا ثم أشار بسبباته
بعدما فقد تحكمه بالكامل
متقولش أمه دي ياسيادة اللوا أرسلان مالوش غير