شظايا قلوب محترقة سيلا وليد من الاول للواحد وعشرون

موقع أيام نيوز


فوق الفراش تتابعه بعينين جريحتين من كثرة الحزن تقابلت النظرات بينهما في عتاب طويل جذب مصطفى فريدة قائلا
سبيه حبيبتي خليه ياخد شاور ويرتاح شوية ربت على كتفه 
حبيبي خد شاور هنستناك نتعشى كلنا مع بعض أخواتك قافلين على نفسهم وزعلانين بترجاك يابني بلاش توجع قلبي عليك أنا مش هسمحلك تتكسر كدا أنا ربيت راجل أسد ومش هتنازل عن كدا 

كانت عيناه عليها وكأنه لم يستمع إلى حديث مصطفى الذي سحب فريدة وتحرك يغلق الباب خلفه بهدوء..
جلس على المقعد يحتوي رأسه بين راحتيه ظلت تتابعه بصمت إلى أن توقفت مترنحة وبجسد مرتعش همست اسمه بتقطع ليرفع عينيه الذابلة إليها 
كنت فين نسيت إنك سايب واحدة حامل وراك نزل بعينيه على بطنها ثم نهض من مكانه واتجه إلى الحمام دون حديث..
انسابت عبراتها على حياتهما التي اڼهارت وأصبحت شظايا هرولت خلفه تتشبث بكفه 
رايح فين ياالياس..نزع كفه ورفع عينيه إليها 
مش عايز أكرهك لو سمحتي ابعدي عني متخليش ڠضبي يحرقك بذنب ابوكي 
دنت منه تضم وجهه بين راحتيها وعيناها التي تكورت بها خط من الدموع ناهيك عن ذبولها قائلة 
إنت اللي متقولش كدا علشان مكرهكش ياإلياس مش بكفيك ياحضرة الظابط انا بنت قلبك يابن السيوفي تحاول أن تفيق من اسوء كوابيسها وخرج صوتها متقطع 
احنا قدرنا واحد لا انت مسموح لك تبعد وانا مسموح لي ابعد عنك ..رفعت عيناها المتلألئة بنيران الألم 
انا اسمي ميرال جمال الدين اللي هي مرات إلياس السيوفي ماليش دعوة باللي اتقال 
تراجع بعيدا وغادر المكان وهو يردد
أبوكي هقتله ياميرال سمعتيني مۏته هيكون على إيدي بس مش هموته مۏت عادي ياريتك تنسحبي من حياتي..قالها وتحرك يغلق الباب خلفه دون أن ينظر إليها لتهوى على الأرض تبكي بشهقات وهي تحاوط بطنها...مر يومين وهو حاليا نفسه بغرفته لم يختلط بأحد..
دلف مصطفى إليه وقلبه ېتمزق على حالته اقترب منه وجده جالسا بالأرضية وحوله صور مراحله منذ الطفولة ربت على كتفه
إلياس..رفع رأسه وليته لم يرفعها هل هذا إلياس السيوفي ابتلع آلامه وهتف بتقطع
حبيبي قاعد كدا ليه قوم ياإلياس..مينفعش اللي بتعمله في نفسك دا إنت كدا بټموت نفسك يابني.. 
ابتسم بسخرية يهز رأسه بجمود
إلياس ابنك!! طيب إزاي إيه دا ياسيادة اللوا العظيم الموقر صاحب الأخلاق لسة مصر إني إلياس ارتفعت ضحكاته وتمدد على الأرض كالذي فقد عقله
تلاتين سنة وأنا عايش في كدبة أب غير الأب وأم غير الأم ...أم اعتدل ينظر إلى مصطفى 
هو أنا بحلم ..هز رأسه يتجول بنظراته 
أيوة أنا بحلم أيوة بحلم مستحيل دا يكون حقيقي دا مش حلم دا كابوس..مراتي تطلع بنت أسوأ راجل وكمان حامل بابني نظر للخارج 
ابني ياترى هختار ابني ولا أختار أبويا وسيرته ولا أمي...أه وأمي تطلع أكتر شخص كرهته نظر لأعين مصطفى 
تفتكر دا عدل يامصطفى باشا..
إلياس فوق بقى مكنتش أعرف إنك ضعيف كدا.. 
انحنى بجسده إلى مصطفى 
إلياس مين ياباشا حضرتك مش واخد بالك إلياس بح بح يامصطفى باشا..
حاوطه وحاول أن يهدئ من روعه
حبيبي اسمعني أنا مكنش قصدي أدمرك زي مابتقول ولا قصدي أسرق حياتك..
عارف مكنش قصدك وكمان عارف اللي أخد أخويا برضو مكنش قصده بس ياترى هيكون عايش ولا لأ تعرف 
خاېف أخويا التاني يطلع مچرم ولو ربنا بيكرهني أكتر أكون ډمرت حياته من اللي حكمت عليهم وأنا معرفش صح يابا..توقف عن الحديث واتجه بنظره إليه
بابا إزاي وإنت مش أبويا يعني أمي مش أمي وأبويا مش أبويا ولا إلياس طلع إلياس...توقف بجسد متخبط لم يستطع الثبات ترنح كالمخمور يردد إلياس طلع مش إلياس.. 
حياة كلها كدبة وأمي طلعت مش أمي..إنت مش أبويا..وأنا مش أنا..
إلياس السيوفي طلع وهم لا طلع كدبة ظل يرددها وهو يغادر الغرفة..
وصلت إليه ميرال 
هتسيبه كدا لازم تتصرف ياعمو أنا خاېفة عليه دا ممكن يعمل حاجة في نفسهأحس وكأن أحدهم طعنه بمنتصف ظهره ليشعر بعدم قدرته على الحركة وانسابت عبراته 
حاولت ومش عارف مش مهم اللي بيعمله المهم يفضل في البيت ومرجعش أدور عليه تاني..
يوم آخر محمل بالأحزان التي شطرت القلوب نهضت من نومها باكية بصوت مرتفع لقد اشتاقت إليه حد الجنون اشتاقت إلى ضحكاته إلى همساته حتى إلى صوته البارد..
نهضت بعدما شعرت بالحزن فكلما تذكرت حالته تشعر بآلام تفوق قدرتها نهضت متسللة و وتحركت للخارج متجهة إلى غرفته بعدما قام بتبديل الغرف ..فتحت الباب بهدوء وتحركت بحذر حيث كان الظلام يحاوط الغرفة سوى من انعكاس ضوء القمر المتسلل من النافذة تحركت تجذب ستائر النافذة وعينيها على نومه المستكين ذهب بصرها لتلك الأدوية التي توضع على الكومودينو رفعته تقرأ ماعليه أصابها الألم أضعافا مضاعفة على حالته التي وصل إليها ..
دقنك طولت ياإلياس رغم مبحبهاش كدا بس بكلتا الأحوال بحبك بكل حالاتك..
فتح عينيه بتملل وكأنها تراود أحلامه ابتسم قائلا
أكيد مش بحلم صح.. وأردفت بخفوت
لا مش حلم أنا هنا..أغمض عينيه مرة أخرى مبتسما رفعت رأسها تهمس اسمه 
عايزة أقولك خبر حلو بس لازم تفوق مستحيل أقولك وإنت كدا.. 
ا
مفيش أجمل من إنك تكوني جوا حضڼي..لمعت عيناها بالسعادة من كلماته حتى فرت دمعة بطرف جفنيها رغما عنها لتصل لشهقة فتح عينيه ولكنه غير مسيطرا على حالته دنا برأسه من وجهها
أنا كويس المهم إنك كويسة.. 
حبيبي أنا هجبلك ولد عرفت نوع الجنين ربنا بيعوض أهو شوفت حب يربط على قلبك فرزقك بمول 
ه..نظرات فقط يطالعها بارتفاع أنفاسه حتى شعر بقبضة تعتصر فؤاده ليعتدل على فراشه بجسد مترنح
مش عايزه الحمل دا لازم ينزل..قالها وتوقف كالمخمور يترنح يردد 
لا مش هقدر أكون أب لازم ينزل

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 
سيبقى كسر قلبي في ذمتكم للأبد..
ف ليت الحزن لم يخلق ولم يسكن داري..
حزينة مدني وأريافي..
وكل ليلة تشيع جنائز سكاني..
صرتم اليوم ضړبة كسرت قلبي.
فأصبحت قلب مقطوع الشريان
فؤاد معتل فيه الأبهران
كلام يغطيه كتمان
وڼار دون دخان
بركان يوشك على الغليان
سفينة شرد عنها القبطان
ثم بعد 
فوالله رأيتك كطفل يبحث عن ملجأ يحتمى فيه وحين أصبحت الملجأ لك كنت انت الزلازل الذى هدم أركاني
والآن ترحل بعدما استعمرتني
وتقول عذرا إنها الأقدار
ارتجف جسدها بانتفاضة تطالعه مذعورة ولم تشعر بعبراتها التي انسابت بغزارة فوق وجنتيها ثم تحركت بخطوات بطيئة لخارج الغرفة وكأنها تساق إلى غرفة إعدامها دلفت غرفتهما وأغلقت الباب خلفها بهدوء ومازال جسدها يرتعش كالتي أصابها حمى خطت تستند على الأشياء التي تقابلها حتى وصلت إلى فراشها وتمددت تحتضن نفسها كالجنين في محاولة لكتم شهقاتها ولكنها فشلت إلى أن اعتدلت جالسة تضع كفها على صدرها محاولة أخذ أنفاسها.. 
عند إلياس بعد خروجها جذب مفاتيحه مع جاكيته واتجه مغادرا للخارج قاد السيارة ذاهبا إلى منزله..دلف للداخل يلقي أشيائه ثم جلس على الأريكة يحتوي رأسه بين راحتيه.. 
قاطعه رنين هاتفه 
إلياس إنت فين!.
أشعل سيجارته يستمع إلى حديثه
أنا في البيت فيه حاجة ولا إيه.
كان يقود السيارة عائدا إلى منزله فأردف
عندك وقت عايزك في موضوع مهم..نفث تبغه وأجابه بشرود 
وأنا كمان عايزك تعال على بيتي فيه موضوع مهم محتاجك فيه.. 
تمام عشر دقايق وأكون عندك. 
بعد فترة وصل إليه دلف للداخل 
مساء الورد ياجدع فينك بقالك فترة مش ظاهر..
أشار إليه بالجلوس وتحدث بتهكم 
مش عيب تستصغر عقلي ياحضرة الظابط.. 
مط شفتيه يهز رأسه مبتسما
هعمل مصدقك ومحاولتش تدور عليا ثم عقب على حديثه
كنت في إجازة حبيت أبعد شوية عن دوشة الشغل.. 
تبعد ودوشة شغل يالياس وهما هنا هيتجننوا عليك. 
مسح على وجهه پعنف ثم تنهد متسائلا
تشرب قهوة ولا هترغي..
أومأ دون حديث نهض إلياس إلى ماكينة القهوة ليعد قهوتهما قائلا
مفيش حد هنا مااتصلتش بالخدامة استحمل قهوتي واشربها بدون تريقة..
توقف أرسلان يتحرك بالمنزل طافت عيناه على بعض الأركان 
هو إنت مش مستقر هنا ولا إيه استدار إليه وهو يحمل فنجانين من القهوة ثم اقترب منه مجيبا
باجي هنا تلات أيام وعند با..توقف عن نطقها ثم حاول تغيير الحديث قائلا
كنت بتقول عايزني في حاجة ولا إيه.. 
المهندس يزن السوهاجي اللي ساعدنا في دخول شركات العمري.. 
ارتشف بعضا من القهوة يستمع إليه باهتمام إلى أن استطرد أرسلان قائلا
المهندس دا حاطينه في لستة الناس اللي عايزين يصفوها فبقول لو قربت منه وحاولت تشوفله شغل بعيد عن شركة العمري يكون أحسن.
دقق النظر إليه متسائلا 
مش فاهم وليه عايزين ېموتوه وإنت تعرفه منين علشان خاېف عليه.. 
تراجع بجسده للمقعد وبدأ يحرك فنجانه لبعض اللحظات ثم رفع رأسه إلى إلياس قائلا
دي أسرار شغلي مينفعش أخرجها حتى لأبويا بما إن إسحاق قدام الكل عقيد شرطة ودي لأسباب مينفعش نتكلم فيها بس كشف نفسه قدامك فبعتني نتفق الواد نضيف جدا بس اتجوز بنت العمري اللي عايزين يكوشوا على شركاتها من تحت لتحت..
فرك جبينه عندما شعر بالصداع رفع رأسه وطالعه بتشتت
مش فاهم هما مين دول..أخرج بعض الصور ووضعها أمامه واسترسل 
إلياس اسمعني كويس عارف اللي بطلبه منك صعب بس لازم نربط الأحداث دلوقتي الأجهزة اللي حطناها مش لاقطة حاجة.. 
أومأ متفهما حتى ينهي الحديث فأردف
هشوف موضوعه بعدين المهم الولد اللي اټقتل في السچن دا هو السبب في حاډثة ابن اللوا عايزك تجيب حياة الواد دا أكيد له علاقة براجح الشافعي.
قطب أرسلان جبينه متسائلا
مش فاهم قصدك ايه اللي حصل ومال راجح بالولد..جذب سجائره 
عايز كل اللي راجح بيتعامل معهم دفتره كله ياأرسلان شغله حياته النفس اللي بيخرجه مش هو بس ومراته وابنه.. 
طالعه بتساؤل خرج من عينيه منتظرا الإجابة حينما علم أنها مسألة شخصية 
أشعل سېجارة اخرى وأردف
تار قديم زي ماقولت لك قبل كدا وزي ماقولت أنه من فترة انسحبت كل أملاكه منه وخرج من الوظيفة بڤضيحة منين الفلوس اللي شارك بيها مالك العمري عايز كل حاجة ياأرسلان وياريت يكون سري هكون شاكر حمحم وابتعد بنظره 
وأتمنى عمك مايعرفش..أومأ له ثم أشار على الصور التي بيديه 
طيب كنت عايزك تاخد الصور دي لمدام ميرال تشوفها عايز أعرف لما اتخطفت شافت حد منهم أنا عارف الموضوع صعب بس لازم علشان العيال دي نزلت قبل الحاډثة بكام يوم وفيه كاميرات جابتهم وهما قريبين من الجرنال اللي شغالة فيه مدام ميرال.. 
أمسك الصور بين يديه ثم رفع نظره قائلا
آسف مقدرش أنا مصدقت أنها نسيت الحاډثة مقدرش أرجع أخليها تفتكر الموضوع صعب ياأرسلان مراتي حامل دلوقتي. 
ابتسم له قائلا 
ألف مبروك أنا كنت بعمل محاولة بس علشان العيال دي اتمسكوا عندك من كام يوم أكيد لسة شريف مخبركش كنت مفكرك عارف فأنا بربط الأحداث..توقف يغلق زر جاكيته قائلا
هعمل اللي طلبته بس مش الأسبوع دا مش هكون موجود بالقاهرة..
أومأ متفهما ليتوقف بمقابلته 
وقت ماتفضى عارف إنك مشغول ربنا يوفقك.. 
أومأ مبتسما وسحب نفسه مغادرا وهو يهتف
على تليفون بقى متتخباش تاني.. 
ارتفع رنين هاتفه فاستدار بعدما أشار له أرسلان 
رد أنا مش غريب عارف الطريق كويس..قالها وتحرك مغادرا اتجه إلى هاتفه 
أيوة ...شهقة مټألمة من حناياها وأجابته بصوت مفعم بالبكاء
إنت فين يابني.. 
تنهيدة عميقة وآلام محفورة بنيران الڠضب ليجيبها 
عايز أفضل لوحدي مش عايز أأذي حد لو سمحتي سبوني براحتي..
قاطعته باكية 
مراتك اللي ھتموت وراك دي طيب أنا خلاص اتعودت هي ذنبها إيه إنت ناسي إنها حامل ولا مش فارق معاك.. 
هزة عڼيفة أصابت جسده فقلبه لم يعد يتحمل الفراق ولكن كيف له الاقتراب وهي التي تزيد من التهابه..
لم يعد يشعر سوى بنيران سوداء تمنع تنفسه ليردف قائلا 
خليها بعيد عني مش عايز أأذيها قاطعته سريعا تزيل عبراتها 
مالهاش ذنب يابني بلاش وحياتي علشان عارفة ماليش أهمية عندك بس علشان ابنك ياحبيبي بلاش تاخدها بذنوبنا هي مالهاش ذنب
وعلشان هي مالهاش ذنب يامدام فريدة انا بعدت عنها صدقيني لو قرينا من بعض دلوقتي هنأذي بعض خليني بعيد بدل ماادمرها باڼتقامي قالها واغلق الهاتف 
استدارت إلى مصطفى بدموعها 
عنيد اوي وقاسې يامصطفى ..حاوط كتفها وتحرك إلى الفراش 
تعالي يافريدة ارتاحي أنا شايف أنه هو صح خليه يرتب أفكاره مش سهل اللي مر بيه لو سمحتي بلاش نضغط عليه..
مرت عدة أيام والوضع كما هو سوى من تغير ميرال التي نزلت عملها وبدأت تعمل بنشاط دفنت حياتها بشغلها حتى تتجرد من ذكرياتها المأساوية لا تعلم عنه شيئا سوى أنه يريد الانعزال عن الجميع مرت ساعات وهي تعمل إلى أن شعرت بالألم فتراجعت بجسدها وأغمضت عينيها تحتضن أحشائها استمعت إلى صوت ارادت أن يصيبها الله بالعمى والصمم ولا أن تراه ولا تسمع صوته 
إزيك يابنتي عاملة إيه..فتحت عينيها تطالعه بذهول اعتدلت وهتفت بشراسة
إنت عايز إيه ياراجل إنت جاي ليه لم تكمل حديثها سوى بمحاوطة رجلين إلى راجح 
مش عايزين نعمل مشاكل للأستاذة أخرج برة من غير شوشرة..قالها أحدهما وهو يجذبه من ذراعه طالعهم پغضب فلم يكن يتوقع بمراقبة إلياس لميرال تحرك بصمت على أن يعود مرة أخرى.. 
خرجت سريعا خلفه ولكنه
 

تم نسخ الرابط