شظايا قلوب محترقة سيلا وليد من الاول للواحد وعشرون

موقع أيام نيوز


حادة أخرجها مټألما يمسح على وجهه پعنف ثم تذكر كريم الذي هاتفه عدة مرات ولم يستطع الرد عليه..
أيوة نمت ولا إيه!.
اعتدل كريم على فراشه ينظر بساعته
إنت لسة صاحي فيه حاجة ولا إيه.. 
اتجه إلى فراشه وتسطح عليه قائلا
مفيش حاجة كنت قلقان ومجليش نوم..
نعم أنا رنيت عليك..تنهد مجيبا 
كريم التليفون كان صامت ماخدتش بالي. 

تمام هعمل مصدقك المهم مها كانت عايزة منك إيه عرفت إنها جاتلك. 
أفلت ضحكة ساخرة وأجابه
عايزة تسيب خطيبها وبتقنعني نرجع لبعض.. 
لا ياراجل وإنت أكيد ضړبتها قلمين على وشها..
لا وافقت قولتلها لما تسبيه نتكلم. 
هب من نومه معتدلا
أكيد بتهزر يايزن أوعى ياصاحبي اللي في دماغك يزن إنت عندك أخت.. 
كريم أنا تعبان وعايز أنام بكرة نتكلم..قالها وأغلق الهاتف وجذب الغطاء وشبه ابتسامة ساخرة
بتعشقني الهبلة أهو نستفيد منك وأنا مخلص عملت إيه بإخلاصي ذهب ببصره على هاتفه تناوله ينظر بمحادثات رحيل الغاضبة لاستقالته.. 
شكلك كيوتي بس لازم أصطادك في سكتي الكل لازم يدفع التمن..حد قالكم تحبوني..
رفع الهاتف على أذنه..أجابته خلال لحظات تهدر معنفة إياه
بكرة أشوفك على مكتبك يايزن سمعتني..انحنى يجذب سجائره يستمع إلى صرخاتها بصدر رحب حتى هدأت..أخذ نفسا ثم زفره بهدوء ينظر بشرود قائلا
لما تكلمي يزن السوهاجي يبقى تكلميه بصوت واطي مش أنا اللي أقبل بنت تعلي صوتها عليا مهما كانت هي مين ثانيا بقى أنا حر محدش له يجبرني على حاجة أنا مبشتغلش عند حد وبالنسبة للكام سهم اللي معاكي أكيد نسبهم هتوصلني ماهو مش هتقبلوا تاخدوا حاجة من عرق حد إلا إذا كنتم بتاكلوا حقوق الناس.
صدمات ألهبت حواسها تهز رأسها رافضة حديثه المهين الذي اخترق صدرها كالرصاصات ابتلعت غصة أحكمت جوفها وأردفت 
آسفة لحضرتك ياباشمهندس..
ولا يهمك ياأستاذة رحيل..قالها وأغلق الهاتف ولم يعطها فرصة الرد.
عند إيلين بشقة رؤى 
كانت تجلس بشرفة غرفتها تحتسي مشروبا فتحت جهاز رؤى المحمول وقامت بمهاتفة خالها 
خالو حبيبي..هب من مكانه يجيبها بعتاب 
كدا ياإيلين دي مكانة خالك عندك يابنتي تسبيي بيت خالك كدا.. 
ارتفعت شهقاتها قائلة 
مش هرجع غير لما آدم يطلقني لو عايزني بجد أرجع لعندك خليه يطلقني مبقتش قادرة اتحمل وجوده جنبي. 
طيب حبيبتي تعالي ووعد مني هخليه يطلقك..
أطبقت على جفنيها وبصوت مفعم بالبكاء ورعشة أصابت جسدها تمتمت
يطلقني الأول ياخالو لو سمحت وعايزة من حضرتك تشوفلي شقة أقعد فيها علشان أنا قاعدة مع صاحبتي ومينفعش أقعد معاها أكتر من كدا. 
نهض متحاملا على نفسه بعدما أصابته وعكة صحية من اختفائها 
كدا ياإيلين تسيبي بيت خالك وتروحي للغرب..
أجهشت روحها بالبكاء وهي تقص له معاناة قلبها 
إزاي عايزني أصبر على ۏجع قلبي ابنك استضعفني ياخالو أنا کرهت نفسي بسببه أنا بكرهه وبكره كل حاجة بتعلقني بيه..تعالت شهقاتها تخرج قيح آلامها..
طلقني منه ياخالو لو عايزني أرجع بجد..قالتها وأغلقت الهاتف.
ظل بمكانه ينظر إلى الهاتف الذي أغلق للتو ثم تحرك للخارج يبحث عن ابنه.. قابلته مريم 
خالو مفيش أخبار عن إيلين.. 
مسد على وجهها مجيبا
هترجع بكرة اجهزي حبيبتي علشان تسافري لجوزك كفاية عليكي كدا. 
فتحت فاهها للاعتراض ولكنه أوقفها 
إيلين هترجع مټخافيش عليها..
باليوم التالي دلف إلى شقته يبحث عنه وجده جالسا بالشرفة ينظر للخارج بشرود وكأنه لم يشعر بما يدور حوله نظر إلى سجائره الذي استهلكها ثم اقترب منه وجذب المقعد وجلس بمقابلته
جاهز..رفع عينيه المټألمة إلى والده 
مفيش حل غير دا. 
آدم إنت كنت رافض الجوازة من الأول وبدل مراتك مصرة تيجي مصر يبقى لازم تطلق إيلين وتبعد مراتك عن القاهرة أنا مش عايز أتعرف عليها وزي ما اتجوزت من غير علم أبوك ميهمنيش أعرفها أو أشوفها.. 
نهض من مكانه وأشار إليه
قوم اجهز.. إيلين هتستنانا عند المأذون ومش هنبه عليك إنك تعمل حاجة وقتها هتبرى منك يابن زين. 
بعد فترة كانت تقف بجوار رؤى أمام المكتب الذي سيتم به الخلاص من معذب قلبها..
وبعدهالك ياإيلين ليه مصرة على الطلاق إديله فرصة.. 
زفرت الهواء المكبوت بصدرها علها تتغلب على نوبة البكاء التي تحتجز تحت أهدابها ابتعدت عنها قائلة
لو قريبك الظابط وافق يخرجني برة مصر كنت هفضل على ذمته فترة كمان بس دا رفض وكمان هددني أنه يبلغ جوزي رفعت عينيها إليها 
تصدقي محبتوش واخد في نفسه مقلب لا وإنت أقنعتيني أنه هيوافق وهيكون سهل يخرجني.. 
تصلبت تعابير وجهها وتابعت حديثها
الرجالة كلهم كدا عايزين الست الطيبة اللي تطبطب معرفش ليه أخد مني موقف عدائي علشان طالبت بحقوقي.. 
اقتربت رؤى منها تربت على ظهرها
إلياس مش زي ماإنت مفكرة هو رافض فكرة هروبك من جوزك قال مينفعش أساعد على الغلط وهو عنده حق ياإيلين ومتنسيش أنه راجل مش هيقبلها على مراته.. 
بتر حديثهم وصول سيارة زين التي توقفت بجوارهم..كان بالسيارة طالعها بصمت وهناك حرب من النظرات بينهم.. ترجل من السيارة ومازالت عيناه ټحرق وقوفها سحبت بصرها متهربة من نظراته الاختراقية تحرك من جوارها دون حديث أراد أن يرضي غروره الذكوري الذي دعست عليه بكل جبروت 
دكتور آدم..توقف على صوت صړاخها باسمه..ظل كما هو واقفا صلبا متجمدا لا يلتفت إليها حتى وصلت وتوقفت بمقابلته ورفعت رأسها بعنفوان وتمتمت بنبرة جافة 
عايزة طلقة بائنة ومتنازلة عن جميع حقوقي كأنك مامرتش في حياتي. 
كلمات كأشواك غرزت في جدار قلبه رفع عينيه حتى تقابلت الأعين بحديث أنين القلوب فهتف قائلا
إنت طالق ياإيلين وورقتك هتكون عندك في أقرب وقت قالها ورفع عينيه لوالده
هدخل للمأذون ووثق الطلاق يارب أكون أديت المهمة على أكمل وجه ياباشمهندس..
أحست ببرودة تتسرب لجسدها من نيران كلماته وتلاشى تنفسها وكأن تلك الكلمة طلقة أصابت قلبها حتى سحبت روحها لبارئها حاولت التمسك أمامه حتى لا تذرف دموع ضعفها على حب قتل قبل أن يحيى.
مر أسبوعا على أبطالنا
عند إسحاق دلف إلى المشفى لرؤية زوجته التي حجزت بالمشفى لمخاطر الحمل..دفع الباب وابتسامة واسعة على وجهه..
أنا جيت ولكنه توقف عندما وجد فراشها خاليا دلف إلى المرحاض يبحث عنها ولكنها غير موجودة خرج خارج الغرفة يستدعي الممرضة
مدام دينا فين!
مدام دينا تعبت بالليل يافندم والجنين نزل وهي عملت مغادرة من المستشفى من نص ساعة..
لطمة قوية على وجه الممرضة وبدأ ېصرخ بالموجودين هرول إلى كاميرات المشفى ليصل كيف خرجت من المشفى ولكنها أخذت احتياطاتها.. غادرت دون أن تترك خلفها مايساعده بالوصول إليها. 
ساعات چحيمية مرت عليه وهو يبحث عنها بجميع الأماكن التي تستهدفها...دلف أحد الرجال وجسده يرتعش من حالة اسحاق جالسا على مقعده يحتوي رأسه بين راحتيه 
مفيش أي أخبار ياباشا وصورتها باسمها عند كل المداخل والمخارج. 
شوف أرسلان رجع من السفر ولا لسة.. 
أومأ وتحرك هاربا من قبضته الفولاذية.
اعتدل بعد خروجه ثم رفع هاتفه 
أحلام هانم خرجت..
لا ياباشا زي ما حضرتك طلبت..أغلق الهاتف وعينيه تحولت لكتلة ڼارية يهمس بفحيح
كنت عارف مش هتشكي بس متوقعتش إنك لسة بالخسة دي ياأحلام هانم..استمع إلى رنين هاتفه 
أيوة يافاروق..
عدي عليا ياإسحاق عايزك ضروري. 
بعدين يافاروق عندي شغل في الإدارة وكمان في الجهاز. 
أنا مستنيك ياإسحاق نص ساعة وتكون عندي..قاطعه دلوف المسؤول عن مكتبه
فيه هانم برة عايزة تقابل حضرتك ياباشا.
أشار بيديه ينظر إلى بعض الأوراق يهرب بها من ضعفه..
مش فاضي مش عايز أقابل حد..
ارتجف الرجل قائلا
هي مصرة حضرتك وبعدين دي مرات الباشا مصطفى السيوفي.. 
رفع عينيه يطالعه مستفهما 
ودي عايزة إيه..أشار له بالموافقة. 
ډخلها وقولها الباشا عنده اجتماع بعد عشر دقايق دلفت فريدة وعينيها على جلوسه المهيب رغم صغر سنه..
ألقت التحية وحاولت أن تسيطر على ارتعاشة جسدها.. 
أهلا مدام فريدة ..قالها وهو ينظر بالبطاقة الخاصة بها. 
جلست بمقابلته تومئ برأسها
أهلا بحضرتك..آسفة أخدت من وقت حضرتك بس الموضوع مهم. 
تراجع بجسده يضغط على زر مكتبه 
تشربي إيه ..
هزت رأسها بالنفي 
ولا حاجة..أنا بس عايزة من حضرتك حاجة مهمة..طالعها بتدقيق منتظرا حديثها..
رفعت رأسها لتتقابل بعينيه التي تختلط بالحزن والألم لكليهما حمحت وحاولت النطق ولكن لم تقو على مخارج الحروف..أطبقت على جفنيها تسحب نفسا وهو يراقب تعابيرهاثم نهض من مكانه وجذب كوبا من المياه وبسط يده 
اتفضلي شكل الموضوع اللي حضرتك قصداني فيه صعب أوي.
أبعدت عن ذهنها خواطرها المؤلمة وجمعت شتات نفسها هاتفة دون تردد
الموضوع يخص ابني...
ابنك!! رددها ومازال يتابعها بعينيه الصقرية استند بذراعيه على المكتب متسائلا
قصدك إلياس..
تأملته لبعض اللحظات ثم نطقت كلماتها التي حولته إلى بركان كاد أن يحرقها حينما أردفت 
أرسلان..
صدمة..ذهول يطالعها وكأن أحدهم صعقه بصاعق كهربائي لينتفض جسده من شدة ما أصابه..انعقد لسانه وتاهت المفردات وكأنه فقد جميع حواسه لحظات مرت كسبعين خريفا ظلت تتابعه بعينيها ثم استطردت 
أرسلان الچارحي ابني بيكون اسمه جمال جمال الشافعي. 
كلمات اخترقت أذنه كصدى صوت عويل رعد مما أصابه بالصمم ..تجمد جسده وهي تتابع كلماتها التي سحبت أنفاسه
ابني اتخطف من تلاتين سنة معرفش حضرتك لقيته فين بس كل اللي أقدر أقوله لحضرتك إنك ربيت راجل ومتشكرة جدا جدا ومهما أشكرك مش هقدر أرد جميلك بس كنت عايزة أعرف حضرتك اتبنيته زي ماغيرك اتبنى أخوه ولا إيه ولما أنتوا اتبنتوه ليه نسبتوه لعيلتكم..رغم أنه عاش حياة بمستوى راقي بس هويته الحقيقة اندفنت معاه..قالتها بمرارة والدمع يتساقط من عينيها..
شحب وجهه بالكامل كالچثة
التي زهقت روحها..لم يعلم بما يجيب كم هو مؤلم هذا الشعور الذي تعجز عن وصف مابداخلك أثناء سرق كل ماتمتلك..نعم اعتراف بداخله أن أرسلان امتلاكه الخاص حتى ولو نسب إلى أخيه ولكنه ابنه هو فقط سنين حب وحنان واحتواء كيف بتلك السهولة أن يتخلى عنه هل جنت هذه المعتوهة لتأتي إلى هنا لتسرق فرحة قلبه.. 
رسم ابتسامة باردة وطالعها بأعين خالية من أي شعور قائلا
هو حضرتك مريضة ولا إيه أرسلان مين اللي ابن حضرتك مع احترامي لسيادة اللواء إلا مش من حقك تيجي وتوقفي قدامي وتتبلي على ابني لو سمحتي يامدام أنا هعذرك علشان شكلك مضيعة ابنك بس حقيقي كان نفسي أساعدك.. 
هبت من مكانها كالملسوعة وضړبت بقوة على مكتبه حتى تناثرت أشيائه 
حضرتك متفكرش إني هصدق كلامك دا أنا عايزة ابني..وجيت لحضرتك قبل ماأتكلم مع أرسلان فياريت حضرتك تحترم عقلي وتعرف أنا مش هجي وأقف قدامك إلا إذا كنت واثقة من كلامي..
أحس بقبضة قوية تعتصر فؤاده وتسللت الريبة من حديثها الواثق ابتلع ريقه الجاف بصعوبة ونهض من مكانه ثابتا وكأن حديثها لا يهمه ثم دس كفوفه بجيب بنطاله وتحرك إلى أن وصل إليها 
أنا لسة بتكلم معاكي بهدوء احتراما لسيادة اللواء وغير إن أرسلان صديق للعائلة.. 
غرزت عينيها بمقلتيه بعدما علمت بأسلوبه الماكر واقتربت منه خطوة حتى لم يتبق بينهما سوى خطوة واحدة وأردفت 
أنا عملت تحليل DNA ياسيادة العقيد وأرسلان ابني متخلنيش أخده بالڠصب
أشار إليها على باب الغرفة
روحي خديه مش إنت واثقة أنه ابنك وجاية تسبي في شرف عيلة الچارحي عايزك تروحي لأكبر قسم شرطة وبلغي علينا وقولي إحنا خطفنا ابنك يامدام واثبتي براحتك..اقترب الخطوة
 

تم نسخ الرابط