ضبط وإحضار لمنال سالم

موقع أيام نيوز


لتظهر بهاء أكثر تفاخرا وهي تقدم نفسها
أنا بهاء فودة خريجة الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا.
رد عليها بشيء من العجرفة وابتسامة مقتضبة تحتل زاوية فمه
تشرفنا.
تجهمت ملامحها فانتقل ببصرها لرفيقتها متسائلا وكأن شأنها لا يعنيه
وحضرتك
سرعان ما سيطر التوتر على بسنت فازدردت ريقها وأجابته بصوت مرتعش
أنا بسنت آ.. صاحبتها وخريجة نفس الكلية.

أومأ برأسه متسائلا
أهلا بتشتغلي
اختطفت نظرة سريعة نحو صديقتها العابسة وأعطته جوابها
احنا .. الاتنين .. لأ.
مجددا هز رأسه هاتفا
أها.. تمام.
انزعجت بهاء من تفوه صديقتها بمثل هذه المعلومة الزائدة والتي لم يكن لها أدنى داع لتطلعه عليها سمعته يتكلم موجها حديثه إلى شابة أخرى
ممكن نتعرف على حضرتك يا أستاذة
أجابته متحمسة
أنا ....
صمت أذنيها عما يقول لتميل نحو بسنت تحادثها في صوت خفيض لكنه يشي بضيقها
إنتي شايفة بيكلمنا إزاي
ردت عليها في حذر
أيوه.
لم تستطع بهاء منع نفسها من توبيخها فأخبرتها بتحفز رغم خفوت نبرتها
وإنتي لازم تنسحبي من لسانك وتقوليله إننا ما بنشتغلش
جاء تبريرها منطقيا
طب ما احنا كاتبين ده في ورق التقديم!
ردت عليها بمزيد من الضيق
أيوه بس هو ما يعرفش.
همست بعينين ترفان بتوتر
ما احتمال يكون عارف من الورق.
جاء ردها منطقيا
وإنتي إيه اللي يضمنلك ده إذا كان لسه بيسأل عن أسامينا وكلياتنا هيبقى عرف إزاي!
نظرت إليها بتحير فما كان من بهاء إلا أن أنهت الجدال في هذه المسألة بقولها الواجم
عموما هنتكلم بعدين.
زمت شفتيها مغمغمة في إيجاز وهذا القلق مسيطر على قسماتها
ماشي.
بدافع من الإحساس بالضيق منها اتخذ أنس موقفا عدائيا تجاهها فكان يتحين الفرص للتقليل من شأنها بأسلوبه التهكمي المستفز ومع ذلك ظلت بهاء صامدة متسلحة بقناع الجمود والثبات لئلا تعطيه غرضه أو تشعره بلذة انتصاره مع استحقارها. جرى النقاش أولا حول قضية قومية هامة الأمن الغذائي فاستمع الجميع إلى ما يتم تداوله بهذا الشأن من الأوساط الإعلامية المختلفة ومن أراء عامة الشعب عبر عرض عدة فيديوهات مرئية منتشرة مسبقا على الساحة ثم طلب منهم ببساطة تحديد أهم النقاط التي ستتمحور حولها محاضرة اليوم. 
ظنت بهاء أنها قادرة على اختطاف الأنظار بأفكارها النيرة ومقترحاتها المتفردة لكنها تفاجأت بمدى الاستخفاف بآرائها بل تكاد تجزم أنه يتم الاستهزاء بها في كل مرة تتجرأ فيها على النطق بشيء. لم تتوقع مثل هذه المعاملة الدنيئة من محاضريها وكأن كلاهما يترصدان عن عمد لكل شاردة وواردة تصدر عنها ليجعلاها في موضع سخرية دائم من الجميع وبالتالي لن يأخذها أحدهم على محمل الجد حين تتحدث بجدية حتما سيظن الأغلب أنها ليست أهلا للثقة. 
وجدت بشرتها مشبعة بحمرة ساخنة وكأنها على وشك الانفجار على قدر استطاعتها حاولت ضبط أعصابها والتزام الهدوء تجنبا لافتعال المشاكل من المحاضرة الأولى. ما لبث أن اعتراها الغيظ وفاض بها الكيل فلم تعد تتحمل المزيد لذا تكلمت بملامح ممتعضة وبنبرة متجهمة حينما سألها عمر عن نقطة بعينها
أنا رأيي حضرتك ما تبقاش تسألني تاني بما إني واخدة دور الأراجوز هنا.
انتشرت همهمات ضاحكة على أسلوبها الساخر بين الجالسين فعلق أنس من فوره محذرا إياها بصراحة صارمة
اتكلمي كويس وخدي بالك إنتي فين!
توترت بسنت في جلستها متوقعة حدوث الأسوأ بينما التفتت بهاء ناظرة إليه لتزجره قائلة باستنكار
والله حضراتكم اللي من الأول مستقصديني...
توقفت لهنيهة عن الكلام ثم رفعت حاجبها للأعلى قبل إصبعها لتهتف مھددة
وأنا هقدم فيكم شكوى طالما معندكوش أدنى معايير للتعامل بموضوعية مع الناس.
جحظت بسنت بعينيها في صدمة ومدت ذراعها لتمسك بمعصم رفيقتها تجذبها منه وهي تتوسلها في خوف مبرر
بهاء! اهدي ما ينفعش كده!
نفضت ذراعها لتحرر منها صائحة
 

تم نسخ الرابط