ضبط وإحضار لمنال سالم
الدنيا ماشية إزاي هنا!
تحرك عمر خطوة ليسد عليه مجال الرؤية وسأله في تعابير وجه متجهمة
واطمنت
ابتسم في سخافة وعلق بخبث
أيوه شكلها سلطة على الأخير.
اضطر أنس على مضض أن يدير رأسه للجانب عندما وضع أمير يده بقوة على كتفه ليوكزه فيه قبل أن يمازحه باستخفاف
طب روح هاتلنا طحينة من عندك.
استدار كليا ناحيته واستطرد بفم متقوس قليلا
رد عليه بسخافة
اتعلمت منك!
استغلت بسنت الفرصة لتسحب رفيقتها من رسغها للخلف حتى تتمكنا من الابتعاد عن محيط الثلاثة فلا تعلق أيا منهما معهم بلا داع ما إن ابتعدتا عنهم حتى همهمت في قنوط
بني آدم مستفز.
كانت بهاء شاردة إلى حد ما لم يرقها حديث أنس المسيء إليها فأفصحت عما يدور في ذهنها كأنما تفكر بصوت مسموع
أخبرتها بسنت مؤكدة وبشيء من الشعور بالارتياح
ولا يقدر يعملنا حاجة معانا جوز غضنفر يحمونا منه ومن شره!
نفخت بهاء في تأفف واستطردت
المفروض مكونتش أسكتله!
تبسمت بسنت مستهزأة به
زمانه بيتبهدل دلوقت مش بعيد تلاقيه محطوط في مرمى الڼار والكل بينشن عليه بالخرطوش!
يا ريت!
أحست بهاء بعد ذلك برطوبة غريبة في أنفها فوضعت إصبعها على فتحتيه لتتحسس مصدر تلك الرطوبة تفاجأت باصطباغ عقلتها باللون الأحمر فتساءلت في دهشة
إيه ده
ما لبث أن أغرقت بقع الډماء يدها وكأن ڼزفا فجائيا قد حدث بها لتصرخ بسنت في جزع
بيبو مالك
حاولت منع الڼزيف بكتمه بكفها وهي ترد
ازداد الڼزف الغزير فانساب من بين أصابع يدها لينزل على كنزتها البيضاء ويلطخها بالډماء هنا ارتفع صړاخ رفيقتها مستنجدة بمن حولها
الحقونا يا ناس!
في التو تجمع الحاضرين حولهما والكل مندهش من إصابتها بهذا الشكل الخطېر في حين شق عمر طريقه بين الحشد المتجمهر حتى وصل إليها ليرى بأم عينيه ما حل بها وقف قبالتها وسألها مڤزوعا
أجابته وهي تهز رأسها نافية
لأ فجأة مناخيري ڼزفت كده.
أمسك بها من رسغها الآخر ليستحثها على التحرك معه آمرا إياها
طب تعالي معايا.
من خلفهما انطلقت بسنت وهي تدمدم في حنق
كله منه الفقري ده!
اتجه بها عمر إلى خارج قاعة التدريب على الرماية ليجعلها ترتكن بظهرها على الحائط ثم وضع يده على أعلى أنفها وقام بالضغط بقوة عليه لتتألم من ضغطته الشديدة وهي تسأله بصوتها المكتوم
أخبرها بجدية
بضغط عليها علشان أوقف الڼزيف.
لحق بهم أمير وتساءل عما حدث وهو ينظر بقلق إلى كنزة بهاء الملوثة بآثار الډماء ليأتي أمر عمر واضحا
أمير هاتلنا تلج من المطعم.
لم يسأله عن السبب وأطاعه في الحال
حاضر.
ركض ليلبي أمره فأسرعت بسنت ورائه وهي تردد
استنى أنا جاية معاك.
فتشت بهاء بيدها الطليقة عن أي مناشف ورقية في جيب بنطالها البيج لسوء حظها لم تجد شيئا وحقيبتها متروكة بداخل القاعة فقالت في انزعاج
مش معايا مناديل!
دون تفكير تفاجأت ب عمر ينزع عنه ثيابه العلوية ليعطيها إياها قائلا بلهجته الآمرة
استخدمي التيشرت بتاعي.
نظرت إليه بتردد وقالت
أنا هبوظهولك كده.
أعطاه لها هاتفا بصدق وپخوف حقيقي لا يمكن الشك فيه أبدا
فداكي أي حاجة المهم عندي تبقي بخير.
لحظتها فقط وجدت نفسها تنجذب إليه طواعية وقلبها يرق تجاه نبل مشاعره المهتمة بها فبدت وكأنها قد رفعت راية الاستسلام البيضاء مبكرا !!
يتبع الفصل الثاني عشر
الفصل الثاني عشر
لم يطرأ على بالها أن تصبح وحدها هي محور اهتمامه برغم اتخاذه لموقفا صارما مع الجميع كانت استثناء عن الآخرين. استطاعت بهاء من هذه المسافة القريبة أن تراه عن كثب كانت ملامحه الرجولية مشبعة بلمحات من الوسامة والقوة تلك التي تجذب أي فتاة للوقوع في حبائل الحب المغرية ومع ذلك لم يستغل ما يملك من سمات محببة للأنثى لاستدراجهن أو خداعهن.
بالراحة شوية.
رد عليها بهدوء
معلش لازم كده علشان نوقف الڼزيف.
أخبرته رغم شعورها بالألم
أنا أعرف إن اللي پينزف بيرجعوا راسه لورا.
صحح لها معلوماتها بنبرته الجادة
ده غلط ممكن يعمل مشكلة في الدماغ الأصح نميل الراس لقدام.
استمع كلاهما إلى صوت أمير الصادح من بعيد
التلج أهوو.
استدار إليه عمر فوجد رفيقه قد وضع قطع الثلج الصغيرة بداخل منديل قماشي أحضره من المطعم أخذه منه والټفت ناظرا إلى بهاء ليخاطبها في لهجة جمعت بين الاهتمام والجدية
أنا عارف إن الموضوع متعب بس استحملي.
شجعتها بسنت على تحمل الۏجع قائلة بتعاطف
بيبو إنتي أدها يا حبيبتي.
قام عمر بوضع الثلج الملفوف في القماش على أعلى أنفها ومرره على الجانبين لتشعر ببرودة قارصة على جانبي أنفها تأوهت من الألم وقاومت قدر استطاعتها ليسألها أمير كنوع من الإلهاء لها
ده حصلك قبل كده
أجابته وقد تجعدت قسماتها من إحساسها المتعاظم بمزيج من البرودة والألم
لأ أول مرة.
في عيادة هنا قريبة في النادي ممكن نروح عندها نخلي الدكتور يبص عليكي.
شاركته نفس الشعور بالراحة وردت معترضة بحذر
ممكن تكون قافلة والموضوع مش خطېر أنا هشوف حد متخصص وآ...
قاطعها قبل أن تنهي كلامها بتصميم غير قابل للنقاش
ماينفعش نطنش لازم نطمن.
مالت بسنت على رفيقتها هاتفة
بيتهيألي نسمع الكلام يا بيبو.
أيدها أمير أيضا بقوله
وده رأيي برضوه.
بعدما انتهى من فحصها ظاهريا انتزع الطبيب المناوب في العيادة الطبية الملحقة بنادي الرماية القفازات من يديه
متقلقيش يا آنسة مافيش خلاص ڼزيف.
سأله عمر پخوف جاهد لإخفائه
كان سببه إيه يا دكتور
في تلك الأثناء نهضت بهاء عن السرير بمساعدة رفيقتها واتجهت معها نحو الأريكة الجلدية الموجودة في زاوية الغرفة لتجلس الاثنتان عليها والطبيب يتحدث مفسرا حالتها بناء على ما لاحظه
في الأغلب ارتفاع الضغط ونصيحتي إنها تروح لحد متخصص في الأوعية الدموية بحيث تطمن أكتر.
ردت عليه بهاء من موضع جلوسها وهي تتحسس بمنديل ورقي فتحتي أنفها
أوكي هشوف هعمل إيه.
كانت ممتنة لأنها لم تعد ټنزف بينما هتفت بسنت فجأة في نزق
كله أكيد من اللي اسمه أنس!
تحولت كل الأنظار ناحيتها فتابعت ببرطمة مزعوجة للغاية
بني آدم مستفز مستقصدنا في الرايحة والجاية.
رأت بهاء كيف تضرج وجه عمر بحمرة حانقة فأدركت أنه أصبح يضمر سوءا لذلك السمج لهذا حاولت تخفيف وطأة الأمر تجنبا للمشاكل بترديدها المحايد
خلاص يا بسنت مافيش داعي دي حاجة عادية وارد تحصل في أي وقت.
وكأنها لم تعد تكترث بتبعات لسانها حيث كانت لا تزال على سجيتها وهي تفوه بتعصب ملحوظ
لأ هو السبب إنتي ما شوفتيش هو حاططنا في دماغه إزاي واحنا مالناش دعوة بيه ناقص يخلص علينا.
شعر عمر بتأنيب الضمير لأنه لم يتمكن من حماية من هم تحت إمرته مثلما من المفترض أن يفعل فأخبرها بعزم وعيناه غائمتان للغاية
أنا هتعامل معاه بطريقتي.
لم تبال بسنت إن نال حقا ذلك الوغد التقريع أو حتى الإقصاء من التدريب المهم ألا يترصد لهما من جديد وضعت يدها على كف رفيقتها تسألها بلطافة
إنتي أحسن دلوقت يا بيبو
أجابتها وهي تهز رأسها إيجابا
الحمدلله...
ثم جالت ببصرها على البقية لتقول بحرج
دوشتكم معايا.
رد عليها أمير بشيء من اللباقة
متقوليش كده تعبك