ضبط وإحضار لمنال سالم
المحتويات
أنا معاكي.
مشت كلتاهما على الرصيف وبسنت لا تزال تتحدث
وصدقيني عمر مش هيسكتله.
بفعلته المشينة تلك سلبها ثقتها في غيرها فراحت بهاء تقول في تشكك مفهوم أسبابه
في الحال دافعت عنه صديقتها نافية عنه أي تهمة باطلة
دي مش أخلاقه .. استحالة!
قالت بغير تصديق والحزن يكسو تقاسيمها المتجهمة
بدا وكأن يومها السعيد قد تحول إلى ذكرى تعيسة مؤسفة مهما سعت بشتى الطرق لطمر تفاصيلها ستظل تؤرقها كلما تذكرت ما مرت به خلالها.
بعد تقريع وتوبيخ وتحذير قاس غادر عمر مكتب قائده باحثا عنها والقلق يعتريه ظن في البداية أنها توجهت للحمام لتختبئ به لكن العاملة المرابطة عند الباب أخبرته بعدم تواجد أي شابة بالداخل تحمل مواصفاتها فانصرف مسرعا نحو المرأب ليفتش عنها هناك. لم يجد سيارة بسنت ضمن السيارات المركونة فنفخ في انزعاج واتجه إلى خاصته ليستقلها. استوقفه أمير قبل أن يصعد إليها متسائلا بصوت شبه لاهث
رد عليه باستياء واضح في نبرته وأيضا تعابير وجهه
العربية بتاعة صاحبتها مش موجودة أصلا.
لوى أمير ثغره معقبا
كور عمر قبضته ضاربا بعصبية جانب سيارته وهو يهدر بتوعد
مش هفوتهالك يا أنس!
سلط رفيقه نظرته المستفهمة عليه وهو يسأله
تجاهل الرد تحديدا على هذا السؤال وقال في عزم وهو يفتح باب سيارته
الأول لازم أروح أوضح سوء التفاهم ده واتصرف بطريقتي معاها.
تساءل أمير في اهتمام
أخبره بعينين تتطلعان إليه بغموض غريب
المشوار ده بالذات لازم أبقى فيه لواحدي.
استقر بعدها جالسا خلف عجلة القيادة ليضغط على دواسة البنزين منطلقا بالسيارة في إثرها وهو يأمل أن يتمكن من محو آثار تلك الذكرى بإظهار نواياه الجادة ناحيتها.
تصاعدت أبخرة الطعام المطهو من القدور الموضوعة على الموقد فأمسكت فادية بالملعقة لتتذوق الحساء الذي أعدته ابتسمت لنفسها في تفاخر لنجاحها في تطبيق الوصفة الجديدة ببراعة وراحت تتفقد باقي الأصناف بكل همة ونشاط. انتبهت لرنين هاتفها المحمول فجففت يدها الرطبة في مريلة المطبخ والتقطته من على الطاولة الرخامية لتتفاجأ ب بهاء تعتذر لها عن القدوم وتناول طعام الغداء معهما. استغربت لعزوفها وسألتها في توجس
أوعي تكوني عيانة ومش عايزة تخضينا عليكي!
جاء صوتها مهموما
لا والله بس أنا فعلا ماليش نفس.
سكتت لهنيهة قبل أن تقترح عليها بنبرة أمومية حانية
طب لما عمك يجي أكلمك علشان تتغدي معانا
استمرت على رفضها قائلة
مافيش داعي أنا هغير هدومي وأنام.
تساءلت في اندهاش مشوب بالحيرة
وماتناميش ليه عندنا لازم تفضلي لواحدك يعني
كانت بهاء فاقدة للرغبة في الجدال أو النقاش حول أي شيء لهذا أنهت معها المكالمة فجأة
معلش يا طنط سلام دلوقتي.
تعجبت فادية أكثر لتصرفها المتجافي وتساءلت مع نفسها في حيرة
هو إيه بس اللي جرالها دي كانت نازلة الصبح ومزاجها عال العال!
تركت هاتفها جانبا واتجهت إلى الموقد وهي تقول في عزم
أما يجي سليمان هبعته عندها يشوف مالها.
بعد مكالمة زوجة عمها كان حلقها بالغ الجفاف فاتجهت إلى المطبخ وارتوت بكأسين كاملين من المياه الباردة تركت الزجاجة الفارغة في الحوض لتعيد ملئها لاحقا بمياه الفلتر. لم يتوقف عقلها المشحون عن التفكير للحظة حاولت التظاهر بأن شيئا لم يحدث وعادت للجلوس في الصالة أمسكت مرة ثانية بهاتفها المحمول تقلب فيه لكن للأسف عجت صفحات التواصل الخاصة بالدارسين في الأكاديمية بعشرات التعليقات الفضولية المناقشة لما حدث. ألقته في عصبية على الأريكة بجانبها وهمهمت في حمئة
حسبي الله ونعم الوكيل.
وجدت رسالة صوتية من
متابعة القراءة