في قبضة الأقدار لنورهان العشري

موقع أيام نيوز


تجلس في إنتظار أمينه أن تبدأ في الحديث و قد لاحظت هي ذلك فابتسمت قبل أن تقول بنبرة هادئه
عامله إيه يا جنة 
الحمد لله كويسه 
و الجنين وضعه عامل إيه دلوقتي 
إمتدت جنة تحيط رحمها بيديها و قد رقت نبرتها و هي تقول
الحمد لله بخير 
فاجأتها أمينه حين قالت بنبرة ذات مغزى
باين عليكي بتحبيه . أومال ليه فكرتي تتخلصي منه !

إنقبض قلبها جزعا حتي آلمها حين سمعت كلمات

أمينه التي تابعت بهدوء
متستغربيش. أنا مفيش حاجه معرفهاش .
حاولت إبتلاع غصتها و قالت بصوت مبحوح
كانت لحظه شيطان و الحمد لله عدت علي خير 
رددت أمينه خلفها 
الحمد لله .. بصي يا جنة أنا أم و ربنا أختبرني في أعز حاجه عندي و أنا راضيه الحمد لله . أنتي متعرفيش حازم كان عندي إيه . دا كان أغلي واحد عندي . و كنا قريبين من بعض فوق ما تتخيلي 
فهمت جنة ما ترمي إليه بحديثها فقالت بتوتر 
عايزة تقولي إيه يا حاجه 
أمينه بنبرة يشوبها المكر 
لا أنا عايزة أسمع منك أنتي . أحكيلي كدا عرفتي حازم إزاي و أتفقتوا عالجواز إزاي 
شعرت بسريان النيران بين أوردتها و لون الخزي ملامحها و صارت تبتلع جمرات حارقه ذكرتها بخطأها الوحيد الذي لم ترتكب سواه في حياتها و كان هو أكثر من كاف لتدميرها 
عادي هو كان زميلي في الجامعة شافني و شفته و عجبنا ببعض و بعد كدا الإعجاب دا أتحول لحب .و بعدين ..
خرج صوتها متحشرجا حين شرعت في الحديث و لكنها توقفت حين لم تجد ما يسعفها من كلمات لشرح حقيقه ما حدث فصمتت لتكمل أمينه بدلا عنها 
و بعدين سندريلا كانت عايزة تهرب من حياة الفقر إلي هي عايشه فيها فقالت توقع إبن الأكابر و تتجوزه حتي لو عرفي عشان تحقق أحلامها و طموحاتها .. و لا مكنش في جواز أصلا يا جنه 
وقعت كلماتها كسوط أخذ يسقط فوق كرامتها حتي أدماها و مزق ما تبقي لها من كبرياء فصار الدمع يتقاذف من مقلتيها جراء ذلك العاړ الذي تلطخت به و لكن جاء سؤالها
الأخير حتي يجهز عليها فلم تستطع الصمود أكثر بل هبت من مكانها تقول بإنهيار 
لحد هنا و كفايه يا حاجه . أنا كنت متجوزة إبنك عرفي و الورق مع سالم بيه ..
لم تتأثر أمينه بمظهرها أو تعمدت ألا تتأثر فهي لم ترها سوي صائدة ثروات أوقعت أبنها في شباكها و تريد أن تأخذ ما تبقي منه و ترحل لتجعلهم يعانون من مرارة الفقد مرة آخري لذا قالت بتقريع
هو شئ لا يدعو للفخر طبعا يعني الجواز العرفي دا زي قلته. بس الحمد لله أنه حصل و إن ربنا عوضني بحاجه من ريحه ابني الله يرحمه و إلي عمري ما هتنازل عنها أبدا حتي لو إضطريت إني أضحي بكل شئ بملكه في حياتي .
كالعادة أصابت كلماتها صميم الۏجع و لكنها تجاهلت عڈابها و قالت بإستفهام 
تقصدي إيه 
أعتدلت أمينه في جلستها قبل أن تناظرها بقوة تجلت في نبرتها حين قالت 
إبن أبني مش هسيبه و سواء كنتي متجوزة حازم أو لا دي مشكلتك . هكون ست أصيله معاكي عشان أنتي أمه و هعرض عليك عرض أنتي الكسبانه فيه 
لم تسعفها الكلمات للرد إنما إرتسم عدم الفهم علي ملامحها فتابعت أمينه قائله بقسۏة 
هتعيشي بينا معززة مكرمه لحد ما تولدي و بعدها هديكي عشرة مليون جنيه و تسيبي الولد و تختفي من حياتنا خالص و تنسي أنك في يوم من الأيام عرفتينا . بمعني تمحى إسم الوزان من ذاكرتك 
شهقه قويه خرجت من جوفها معبأه پألم فاق حدود الخيال و صار الدمع يتقاذف كالجمر من عيناها و هي تنظر إلي أمينه التي كانت تطالع إنفعالاتها بغموض بينما أخذ جسدها يرتجف قبل أن تقول بشفاه مرتعشه من بين إنهيارها
أنتوا أكيد مش بني آدمين .. إزاي بتدوسوا عالناس كدا . عايزة تشتري إبني مني . انتي إيه معندكيش قلب !
أمينه بهدوء مستفز
لا عندي و عشان كدا عايزة أحافظ علي حقي في حفيدي إلي كنتي عايزة تقتليه. 
جنة بصړاخ 
حفيدك دا يبقي إبني و حتة مني و أوعي تفكري إني ممكن أفرط فيه . و أوعي تفكري تساوميني عليه تاني عشان أنا أهون عليا دلوقتي أموته و أموت نفسي معاه و لا إن حد ياخده مني .
ألقت كلماتها و هرولت تغادر الغرفه صافقه الباب خلفها بقوة بينما عيناها تغشاها طبقه من الدموع التي كانت تحفر الوديان فوق خديها و لم تنتبه إلي ذلك الذي كان يصعد الدرج ليتفاجئ بتلك التي كانت و كأنها هاربه من الچحيم فاصطدمت به بشدة و كادت أن تقع لولا يداه التي تلقفتها ليتفاجئ بمظهرها المزري فقال بلهفه
 

تم نسخ الرابط