في قبضة الأقدار لنورهان العشري
المحتويات
أمينه الذي لم تتوقعه فخرجت الكلمات مبحوحه من بين شفتيها المرتجفتين
بنت همت ! دلوقتي بقيت بنت همت يا ماما أمينه مش كنتي بتقوليلي يا مرات أبني !
أهتزت حدقتيها و شعرت بأسهم ناريه تنغرز بقلبها لدي سماعها حديث سما ولكنها تجاهلت ذلك كله و قالت بقسۏة
أبني إلي بتتخانقي عليه
دا راح للي خلقه . و إلي بتغلطي فيها دي مراته و أم إبنه . و إياك أسمعك بتقولي حاجه غير كدا فاهمه !
فاهمه . فاهمه يا مرات عمي !
هرولت سما إلي الداخل منتحبه بينما إلتفتت أمينه إلي جنة تناظرها بتعالي و ڠضب قبل أن تقول بتوبيخ
شوفتي بقي دخولك في حياتنا عمل فيها إيه ډمرتي حياة أبني و ضيعتي مني بنتي التانيه و دمرتيلها حياتها هي كمان !
أنا مضربتش إبنك علي أيده يا حاجه . إبنك أتجوزني بإرادته و بكامل قواه العقليه علي فكرة . و ياريت تفتكري الكلام إلي أنتي لسه قيلاهولها دلوقتي. إني مراته و أم إبنه الحاجه الوحيده إلي بقيالك منه !
صوتك ميعلاش و أنتي بتتكلمي مع الحاجه أمينه الوزان !
جفلت جنة حين رأته قادم تجاهها و قد قست ملامحه و نبرته عن ذي قبل فاهتز جسدها لثوان فهي لم تكن تقصد ما تفوهت به بل كانت تريد نفي تلك الإتهامات الباطلة التي توجهت لها و إذا به يظهر من العدم و كأنه اختار هذا الوقت تحديدا ليأتي و يسمع ما تفوهت به ليضيف إلي كرهه لها سببا آخر.
أنا ماخترتش آجي هنا بإرادتي و زي ما الوضع مفروض عليكوا مفروض عليا . و صدقيني لو خيروني هختفي خالص من حياتكوا إلي دمرتها دي .
أوشكت العبرات أن ټخونها و تسقط في تلك اللحظه و لكنها تماسكت بصعوبه خاصة عندما وجدته تقدم ليقف أمامها بجانب والدته التي قالت بإستياء
لم تغفل أيضا عن ذلك الټهديد الخفي من جملتها الأخيرة فارتفعت يدها تضعها فوق بطنها تلقائيا و كأنها تحمي صغيرها و من بين ضعفها الذي كاد أن يسقطها في تلك اللحظه ظهرت نظرات تحدي في عيناها و كأنها تحذرها من مغبة المساس بصغيرها لتقابلها أمينه بنظرات غامضه قبل أن تطوف بعيناها فوق ملابسها الغير مناسبه للظروف الراهنة و قالت بإحتقار
دي ! لكن طول مانتي عايشه هنا تلتزمي بقوانينا و أولها بلاش اللبس المسخرة دا أنتي المفروض أرمله و جوزك لسه مبقلهوش أربع شهور مېت . علي الأقل إظهري شويه إحترام لذكراه .
زادت حدة تنفسها و شعرت پألم حاد يطحن عظامها و قد تجلي كل هذا بعيناها التي غطتها طبقه كرستاليه من الدموع لتتفاجئ به يتدخل فقد تقلصت معدته ألما لمظهرها و خوفا من تكرار الكارثه مرة آخري فقال بصوت خشن
خلاص يا ماما . مالوش لازمه الكلام دا !
ألتفتت أمينه إليه بسخط قبل أن تغادر و هي تتمتم بكلمات غاضبه و ما أن غادرت حتي فرت دمعه هاربه من طرف عيناها سرعان ما مسحتها و هي تتأهب للمغادرة و ما أن مرت بجانبه حتي وجدت يده توقفها ممسكه بمعصمها قائلا بلهجه آمره
أستني !
عند هذا الحد لم تستطع التحكم بأعصابها التي أنفلتت فانتزعت يدها من قبضته بقوة و ألتفتت تقول صاړخه و الدمع يقطر من مقلتيها كالأنهار
نعم . في إهانات تانيه لسه عايز تقولها .
تصاعد غضبه حتي إسودت عيناه و لكنه تحكم بنفسه بصعوبه قبل أن يغمغم بخشونه
وطي صوتك و بطلي عياط .
إمتدت يداها تمسح دموعها بعشوائيه و بقوة تركت آثارها علي وجنتيها و هي تقول پغضب
مبعيطش . و حتي لو بعيط ميخصكش !
زمجر بقسۏة
أنا مانع نفسي عنك بالعافيه . متخلنيش أفقد
متابعة القراءة