رواية تمرد عاشق الجزء التاني همسات مبعثرة البارت الحادي عشر والثاني عشر
المحتويات
البارت الثاني عشر
بسم الله الرحمن الرحيم
وقل ربي ذدنى علما
أينسى القلب إنسانا
له في روحه مسرى.
وكأن الحياة أقسمت أن تجعلنا نتألم دائما .!
وقف بيجاد أمامه
عمو جواد لازم تعمل تحليل DNA البنت دي قلبي بيقولي أنها غنى
سحبه واجلسه عندما وجد ذهوله وعيناه الشاردة فأردف
فاكر علاقتي بغنى صح يعني مفيش تفصيلة فيها إلا حفظتها
حل الصمت كضيفا بينهما فرفع جواد كالتائه وبلسان ثقيل
أنا حاسس بكدا بس ازاي وهما بيقولوا أنها بنتهم
كدابين والله ياعموا انت اكتر واحد تقدر تثبت دا
هز رأسه رافضا حديثه
ركل المقعد بقدمه وثار غاضبا
بقولك دي غنى ياعمو ازاي محستش بيها حبها ليك دا حب ابوي بس هي مش فاهمة احساسها صح بس مش عارفة تترجمه
كور قبضته عندما تذكر حديثها مما أدمى قلبه مسح وجهه وارجع خصلاته للخلف
هشوف الموضوع دا يابيجاد
جثى أمامه واردف
وعد ياعمو وعد لازم تشوفه
بعد عدة أيام
خرج من معمل التحليل... ينظر في كل الاتجاهات بلا هوادة... نظر لسيارته التي تركن جانبا.. ثم تحرك بخطى بطيئة يسير بالشوارع شاردا... وطعنات تنحره بقوة من الأقارب
ظل يسير ولا يعلم لأي خطى سيأخذه الحال.. تذكر ذاك اليوم الذي رجع بهما من فرنسا
آهة حاړقة خرجت من صدره تكوي بلهيب من يصطدمها... جلس بجانب حديقة عامة ينظر لسرعة السيارات في الشوارع
اطبق جفنيه بۏجع لو توزع على عالمه ليكفيه حړقة
تذكر تلك المكالمة
فلاش باك
أيوة يامنال كله تمام البنت اخدوها بقالهم نص ساعة اتصرفي وسفريها قبل ماجواد يرجع لطبيعته... هو دلوقتي بيدور زي المچنون
على الجانب الآخر
تهكمت منال وضحكت ضحكات صاخبة وأردفت بسعادة
يستاهل ابن الألفي.. كدا ڼاري بردت والحمد لله هو اللي بدأ والبادي أظلم... ياله عقبال ولاده الباقيين... ثم تذكرت شيئا
لازم أحرق قلبه على ولاده كلهم... هخليه يتمنى انه مخلفش.. تعرفي إن خطڤ البنت أحسن من مۏتها مع إن كان نفسي في الولد أهو نخلص من جاسر وذكراه
قاطعتها أشجان
المهم انت عايزة ټخطفي حد في الوقت دا... هيكون صعب أوي.. الدنيا ملغمة مقدرش اقرب حتى من البيت
ضيقت عيناها وأردفت بخبث
لا مش بنتك عندها كورونا على ماأظن
تفاجأت بها أشجان وأردفت
أمل أيوة إيه اللي جاب بنتي في الموضوع
هزت أشجان رأسها وأردفت
ايوة حسين قالي كدا..
ضحكت بصخب... خلاص ياشوشو اعملي اللي قولت عليه والفلوس هتكون في حسابك النهاردة... ولو حصل اللي في بالي ليكي إدهم كمان... شاووو ياشوشو
أفاق من تلك المكالمة التي حولت حياته لچحيم تمنى لو منال التي فعلت ذلك كان ألمه سيكون أخف حدة..
صړخة بآهة عالية خرجت من جوف حسرته تنبع من أعماق قلبه...
قبض على ركبتيه بكفيه حتى ابيضت مفاصله
اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن آمتك ناصيتي بيدك... ماض في حكمك.. عدلا فيى قضاؤك.. أسألك بكل إسم لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك.. أو علمته أحد من خلقك... أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي
صار يكرر ذلك الدعاء حتي يذهب عنه غضبه... يارب أخرجني من حولي لحولك ومن ضعفي لقوتك
يارب إني عبدك الضعيف فقويه بإيمانك
مسح على وجهه وحاول أن يتنفس بهدوء عندما شعر بآنفاسه الثقيلة من كثرة الهموم
ولما لا وزوجته أصبحث أثقلهم هما
استند بظهره على المقعد خلفه وتذكر ليلة أمس مع زوجته التي فاقت قدرتها على الإحتمال
بسط يديه إليها
تعالي حبيبتي نطلع أوضتنا ونتكلم براحتنا.. مش عايزين الولاد ياخدوا بالهم خصوصا ربى
نهضت واقفة... ضمھا من أكتافها مقبل رأسها.. متجها لغرفتهما
قابلهما ياسين على درجات السلم
مساء الفل ياحضرة اللوا... إيه يابابا مبقتش أشوف حضرتك زي الأول... البلد دي أحسن من غيرها ياحضرة اللوا
جذبه جواد مقبلا رأسه
بتلعب على أبوك ياحضرة الضابط... المهم رايح فين كدا
نازل النادي من زمان ملعبتش باسكت وغلبت يحيى
أومأ برأسه متحركا للأعلى وتحدث
خلي بالك ياحبيبي من نفسك
تمام يابص... سلام وسهرة سعيدة مع غزالتك
نظر إليه فاغرا فاهه
نعم يااخويا بتقول إيه.. بتطاول عليا ياسين
توقف ياسين عن السير
آسف حضرتك... مكنش قصدي اتعدى حدودي مع معاليك ياباشا
هبط جواد درجتين واقفا أمامه
متبقاش أهبل يالا... بهزر معاك ثم أشار بسبابته وتحدث
لكن دا ميمنعش إن اللي بيني أنا وماما خاص بينا وحدنا مينفعش حد فيكم يتجاوزها تمام
قبل كتف والده مبتسما
تمام معاليك ياحضرة اللوا علم وينفذ
ابتسم له بهدوء.. وراحت ذاكرته لأبنته الغائبة التي وجد تربيتها الغير سوية.. تخطت حدودها في المعقول
كانت تقف تراقب زوجها وتستمع لحواره مع ولدها مبتسمة بحب إليهما
جواد... أردفت بها غزل به
رفع نظره إليها... نظرة ضالا عن طريقه ثم انتابه الضياع إلى أن وجد ضالته في تلك العيون التي تذيب لهيبه لتحوله لثلج يبرد به صدره
تلك نظراتها التي تقاوم ضجيج قلبه وضعف عيناه بالحزن والحب في آن واحد.. راقبته بعيناها المرتعشة وقلبها الذي تزيد دقاته بصخب وصدرها الذي يعلو ويهبط من شدة مشاعرها وعشقها الدفين بخبايا السنين
صعد بهدوء إلى أن وصل إليها وضمھا من خصرها ثم تحرك لغرفتهما
جلس على أريكة بغرفته ضاماها لأحضانه كطفل رضيع.. يريد حنان والدته
حبيبك سامعك.. اشكيله ياقلبي وهو هيسمعك بقلبه وبكل جوارحه
رفعت رأسها ومازالت بأحضانه وتقابلت النظرات في حديث ملام طويل.. ترقرقت عيناها بالدمع وأشارت على قلبه
عايزة اشكيلك من دا... ماله ليه بعيد عن حبيبه الأيام دي.. بقاله فترة مش حاسس باللي حواليه
ظل يربت على خصلاتها.. فقد كان بارعا في ترطيب جفاف روحها الغائرة ... مصافحا قلبها بنظراته التي تشبه زخات المطر في يوما عاصفا
لامس خديها متنهدا بحزن
عندي شوية مشاكل جبارة في الشغل... غير بعض الشركات دخلت في قضايا ضرايب وتزوير وهم كبير... ثم رفع نظره
وطبعا موضوع ربى ومليكة اللي حستها واخدة جنب من وقت اللي حصل
مشاكلي كتير أوي حبيبي.. ومحتاجة مني طاقة وللأسف ياغزل طاقتي خلصت ومبقاش ليا قدرة على التحمل
استدارت بجلستها فأصبحت بأحضانه كاملة.. نظرت إليه بتمعن وترقب
الكلام دا ممكن تقوله لحد من الولاد ياجواد.. أو حد تاني... أي حد غير غزل..
نزل بنظره للأسفل عندما فقد قدرته على النظر بعينيها فهي تفهمه من نظراته
رفعت ذقنه ونظرت لمقلتيه
غزل حافظة جواد أكتر من جواد نفسه فبلاش تستخف بقلبي ياحبيب قلبي
ابتلع غصة بجوفه وحاول الإبتسام عله يسيطر على نفسه أمامها.. فاليوم اكتفى من الصدمات
عقد كفيه خلف ظهرها جاذا إياها إليه حتى تقلصت المسافة بينهما وهو يحاوطها بنظراته
متابعة القراءة