شظايا قلوب محترقة سيلا وليد
المحتويات
مايموتها أخوكي قادر ومحدش قادر عليه جه الوقت اللي لازم أوقفه عند حده..
ماما فريدة ..صاح بها إسلام وخطا إليها بخطوات سريعة يشير إلى غادة
حبيبتي أدخلي إنت وأنا هروح مع ماما فريدة عند بابا علشان ترتاح.
أومأت ودلفت للداخل بسكون بينما اقترب إسلام منها
ممكن تهدي عارف إنك مضايقة على ميرال بس متنسيش إن إلياس ابنك وكمان مراته اللي مخطۏفة اقترب خطوة أخرى وهتف بعدما التفتت حوله
ربتت على كتفه وتحركت بجواره متمتمة بحزن
أشارت إليه قائلة
اتصل بإلياس الأول ..هز رأسه بعدما لم يجاوبه..رفعت هاتفها بأيدي مرتعشة وعيون زائغة على إسلام متمتمة بعد لحظات
إزيك يابني عامل إيه أنا فريدة والدة إلياس جبت رقمك من إسلام بتصل بإلياس مابيردش كنت عايزة أعرف وصولتوا لمراته ولا لسة..
اهدي وأنا هنزله حالا عرفت الخبر كله هيكون تمام المهم بطلي بكى..
حاولت التحدث ولكنها لم تقو على النطق تمنت أن يكون أمامها وألقت نفسها بأحضانه..ربت إسلام على كتفها يعيدها للواقع أزالت عبراتها تهز رأسها
ربنا يحميك يابني قالتها وأغلقت الهاتف سريعا بعدما سمحت لعينيها بالتحرر لترتفع شهقاتها فيكفي ماتشعر به..فتح إسلام باب سيارته يشير إليها بالجلوس
كلمه ياإسلام دلوقتي حالته حالة احتضن كفيها وقبلهما
ماما حاولت أكلمه ممكن تهدي علشان قلبك مش متحمل إيه مش عايزة تقابلي ولادك بصحتك ولا إيه..
احتضنت وجهه بين راحتيها مبتسمة من بين دموعها
وأنا معرفتش أم غيرك مش محتاجة تحلفي زي مابابا مصطفى أبويا حضرتك أمي شوفي القدر ياماما ابنك الحقيقي كان بيعاملك إنك مرات أبوه وابن جوزك تمنى إنك أمه الواد دا عايز ينضرب..فيه حد تبقى أمه عسل كدا ويتبرى معرفش الهبلة بتحبه على إيه..
بس يالا دا أخوك الكبير مفيش حاجة اسمها ابن جوزي ومرات أبوه..
أفلت ضحكة بعدما أخرجها من حالتها ثم استدار إلى القيادة وتحرك بالسيارة.
بمكتب مصطفى جلس مع أصدقائه المقربين وحاول الوصول إلى تلك السيارة بعد انكشافها عن التقاط آخر الصور لها ...دلفت فريدة بجوار إسلام بعد خروجهما وتحديد المهام لكل منهما..توقف مصطفى يقابلها حينما دلفت
فريدة إيه اللي جابك..نظرت إلى إلياس الذي يتابع أحد الأجهزة ولم يكترث لدخولها فهمست بتقطع
فين ميرال يامصطفى بنتي فين..حاوط أكتافها وتحرك بها إلى الأريكة وعينيها مازالت على إلياس الحاضر الغائب الذي يبحث عن طريق الأجهزة الإلكترونية ومحادثته لبعض الأشخاص
اتجهت إليه بعدما تركت ذراع مصطفى
مابتردش عليا ليه إزاي مراتك تتخطف وإنت بمركزك دا!..
رفع رأسه عن جهازه للحظات ثم عاد يفعل مايفعله أصابها الذهول من رده البارد.. طاحت بيديها الجهاز من أمامه
لما أكلمك توقف وترد عليا باحترام اقتربت وكل ما تراه أمامها الآن بكاء ميرال وخۏفها وهي لا تعلم من اختطفها..أمسكته من تلابيبه تصرخ فيه
حذرتك كتير وكالعادة اللي في دماغك بتعمله أهو مبسوط مراتك مش موجودة معاك ياترى اللي خطڤها دا بيعمل فيها إيه دلوقتي..
تراجع للخلف بعيدا عنها بعدما شعر بڼار سوداء ټحرق داخله ولا يريد أن تطال إليها..ابتعد بصمت فهو الآن كالبركان القائظ الذي أوشك على الانفجار أسرع مصطفى يجذبها بعيدا عن إلياس بعدما رأى حالته مد يده وخطڤ هاتفه متحركا للخارج دون حديث ..خطوات واسعة تأكل الأرض ولكنها مترنحة بالضعف والعجز..وصل إلى سيارته مع رنين هاتفه نظر بشاشته وجده أرسلان أغلق بوجهه لا يريد أن يتحدث مع أي أحد ولا يرى سوى زوجته الآن هو كالشجرة الضعيفة التي تقف في مهب الريح لم يكل أرسلان من مهاتفته ولكنه ككل مرة لم يجبه مما جعله أن يصل بمعرفته إلى مكانه من خلال هاتفه..
عند فريدة جلست تحتضن رأسها
يعني إيه مش عايزين تبلغوا الشرطة أومال هتوصلوا إزاي!..
فريدة وإحنا مش شرطة أنا كلمت كذا حد قريب مني بيدوروا مش عايز كلام يطلع هنا ولا هنا وإلياس عنده حق وهو حر ياستي..
حر !..لا مش حر أنا مش هستنى لما يجبوها مقتولة..
وبعدهالك بقى يافريدة ماتهدي شوية أنا مش ساكت وبدل مانتي عمالة تجلدي فيه خدي في حضنك مش شايفة حالته أنا إلياس صعبان عليا ومش هقعد أتفرج عليه خدي إسلام وارجعي وأنا من هنا للصبح لو مرجعتش هاخد إجراء قانوني وهحاول أوصلها..
إيه اللي بتقوله دا يامصطفى إنت هتفضل ساكت للصبح يعني بنتي مع ناس مجرمين ومعرفش حالتها إيه وإنت بتقولي للصبح!.
زفر بحدة وشعور الذنب يحتل عقله يريد أن يتخذ إجراءا قانونيا ولكن ابنه رافض رفضا قاطعا اقترب منها وحاوط كتفها وحاول امتصاص ڠضبها
حبيبتي لما نبلغ هيعملوا إيه أنا اللي بدي التعليمات زي دلوقتي اهدي كدا مش يمكن عايزين دية أو أي حاجة
نستنى لما نشوف آخرتهم إيه..
بعد فترة وصل إليه أرسلان وجده بمحطة الوقود ينظر لتلك الكاميرات بالقرب من موقع السيارة التي تم التبديل بها دلف للداخل بعدما سأل عنه ..توقف بجواره ينظر للشاشة التي يصب اهتمامه عليها ربت على ظهره لينتبه إليه..رفع رأسه ينظر إليه بصمت ثم اتجه إلى الشاشة التي التقطت ثلاثة أرقام خلفية أدار الشاشة من الجانب الآخر حتى التقط الأرقام والحروف الناقصة أطبق على جفنيه يدعو الله أن يكون ذلك أول طرف يصل إلى زوجته..تحرك للخارج وخلفه أرسلان متسائلا
هتعمل إيه ..
إنت مين عرفك!..
اقترب منه وعينيه تشع من الأسى مايؤلم روحه على حالته ليهتف مقتربا حتى توقف أمامه مباشرة
مكنتش عايزني أعرف على العموم قلقت عليك علشان بتصل بيك ومابتردش اتصلت بوالدتك حكتلي وأنا عرفت مكانك بطريقتي..
شعور ممېت بداخله وهو ينظر إليه بعجز يريد أن ېصرخ ويبكي ولكنه لم يقو على ذلك ضعفه على حافة الهاوية هز رأسه وتحرك لسيارته دون حديث تحرك خلفه متسائلا
طيب عرفني ناوي على إيه.
توقف متسمرا يواليه ظهره ورد بصوت ثقيل وكأن لسانه ربط قائلا
أنا عارف إنك صديق ويعتمد عليك بس دي حياتي الخاصة لو سمحت بلاش نتكلم في كلام ممكن يزعلنا من بعض ..أمسكه من ذراعه ولم يكترث لحديثه
أنا مش بتعامل معاك على إنك صديق أبدا والله أنا حزين وزعلان أنا جيتلك لما حسيت إنك محتاج لسند ومقدر إنها حياتك الخاصة وحاسس بالألم جواك اعتبرني أخ ولا بلاش تعتبرني..أنا اللي أعتبرك أخويا ياسيدي وحسيت إنك محتاج مساعدتي هترفض وبعدين نسيت انا مديون لك ... وقبل ماترفض أنا ماليش أخوات يعني بفرض الأخوية عليك معندكش اختيار..
تحرك يشير إلى سيارته
طيب تعال ورايا هنروح المرور ونشوف العربية دي وقفت فين ..تحرك كل منهما إلى سيارته ليصل إلى إدارة المرور العام حتى يلتقط جهاز الرادار السيارة التي يبحثون عنها..
مر يوما آخر والحال كماهو لم يتم العثور على شيئ..حبس نفسه بمكتبه كطير بترت أجنحته عندما شعر بالعجز يأكله الندم وټحرق أحشائه بنيران الألم..
احتضن رأسه ينظر لهاتفها بعينين مغروقتين بالدموع يود لو يراها أمامه لو دقيقة واحدة لډفنها داخل أعماقه حتى لا يستطع أحدا الوصول إليه توقف عقله عن التفكير وسحبته دوامة العجز فنهض يترنح بوقوفه محاولا التفكير لماذا تم خطڤها ومن خلف هذا الخطڤ بعدما لم يساومونه
عند فريدة ارتدت ملابسها بهدوء وتحركت تاركة غادة تغط بنومها ثم اتجهت إلى قسم الشرطة
لو سمحت عايزة أبلغ عن اختطاف بنتي..
لحظة يافندم هبلغ حضرة الظابط .. دقائق ودلفت إليه كان منشغلا بأحد القضايا بجلوس جواد حازم بمقابلته نهض من مكانه يشير إلى جواد
شوف المدام عايزة تعمل إيه لحد ما أخلص ..اتجه جواد إليها يشير بالجلوس..
ظلت نظراتها على جاسر المنشغل بعمله ثم اتجهت إلى جواد بعد صمت دام للدقائق
بنتي اتخطفت وهي راجعة من الشغل وبقالها يومين انتظرنا حد يكلمنا بس مفيش أخبار..قالتها بصوت مكتوم بالبكاء ..أعطاها جواد كوبا من المياه
ثم أشار للكاتب
اكتب للمدام محضر يابني ..
توقف جاسر بعدما نطقت
ميرال السيوفي..رفع نظره إليها سريعا
وتساءل
حضرتك مرات سيادة اللوا..هزت رأسها تنظر للأسفل بدموع تحجرت بعينيها فرغم منع مصطفى من البلاغ إلا أنها لم تستمع إلى حديثه..
نهض من مكانه وجلس بمقابلتها يشير بعينيه إلى جواد الذي تساءل
ليها عدواة مع حد أو ممكن يكون مضايقة وحبت تقعد بعيد عن الكل..
هزت رأسها بالنفي
لا ..عمرها ماعملتها لما بتحب تقعد بتقولي أو بتقول لأختها وجوزها بيكون عنده علم..
جوزها.. هي متجوزة..
هنا فاق الألم وهي تتخيل ردة فعله تعلم أنها
أخطأت ولكن قلبها يؤلمها عليها فهمست بتقطع
أيوة متجوزة إلياس السيوفي..
ضيق جاسر عينيه ونظراته تخترق حركات وجهها ثم تساءل
هي متخانقة مع جوزها..أطبقت على ثيابها متذكرة حديث غادة عن رؤى ولكنها رفعت عينيها إلى جاسر تهز رأسها بالنفي..اردفت
ممكن جوزها يكون له أعداء وعايزين يساوموه ..هي شغالة ! وجوزها شغال إيه..هكذا تساءل بها جاسر..
ابتلعت ريقها بصعوبة قائلة
إلياس السيوفي ظابط أمن دولة..
زفرة قوية من فمه هنا علم ربما يكون اختطافها بسبب عمله..
هو ميعرفش إنك جاية تعملي بلاغ..
أومأت له ومازالت عيناها تنظر للأسفل..
جواد إعمل محضر وشوف العربية اللي كانت راكباها ..قاطعته قائلة
ممكن الموضوع مايخرجش للصحافة والإعلام..
من غير ماتقولي يافندم نهض من مكانه وأردف بتساؤل
هي شغالة ايه..
صحفية كانت نزلت مقال عن الجماعة الإرهابية من أسبوع ودا اللي جوزها شاكك يكون هما ورا خطڤها.
تراجع جاسر إلى مقعده بعدما شعر بالأسى عليه يشير إلى جواد حتى يتحرك بإجراء القضية
أحنا هنتصرف متقلقيش وحالا هنحول القضية للنيابة وهي هتتعامل مع الموقف علشان نعرف نوصل لمراقبة العربية..
هو لازم النيابة تعرف أنا مش عايزة الموضوع..قاطعها جواد حينما توقف يشير إليها بالاتجاه إلى وكيل النيابة
لازم يافندم حضرتك هتيجي معايا ودا علشان سيادة اللوا مصطفى ووعد الموضوع مش هيخرج ومټخافيش هنعرف نسيطر على الأخبار..
أومأت وتحركت متجهة خلفه إلى مكتب راكان..
بعد فترة خرجت من مكتبه تشعر بالراحة قليلا تحركت بخطوات واهنة تختفي خلف نظارتها السوداء من أن يراها أحد من معارف زوجها اصطدمت بأحدهم ..ربتت على ظهره وهتفت معتذرة
آسفة يابني لا تؤاخذني ..قالتها وتحركت سريعا بدخوله إلى مكتب
متابعة القراءة