شظايا قلوب محترقة سيلا وليد
المحتويات
تراقص قلبها وتحركت إليه تهمس اسمه..
نهض من فوق المقعد بعدما أطفأ سيجارته واقترب متوقفا أمام الدرج..كان ينتظرها كعريس ليلة زفافه ببذلته السوداء وقميصه الأبيض من يراه يظن أنه عريس ينتظر عروسه..
وصلت إليه بطلتها الخاطفة للقلب قبل العقل..بسط كفيه إليها لتحتضن كفيها وتتحرك على الموسيقى متجهة إلى الطاولة التي يوضع عليها المشروبات.
قائلا
من أول ماارتبطنا ونفسي أرقص معاكي تانجو.
جحظت عيناها پصدمة تشير إلى نفسها
أرقص تانجو إزاي معرفش...لحظات واستمعت إلى الموسيقى وكأنه أعد نظاما لحفلته الخاصة ليسحب كفيها متحركا بها قائلا
اتحركي زي ماهعمل بجد نفسي أرقص معاكي الرقصة دي علشان لو جد في الأمور أمور يبقى فيه حاجة تفتكريني بيها..
وصل لإحدى المقطوعات الموسيقية
بحبك ياميرال أكتر من أي حاجة في الدنيا...ترقرقت الدموع بعيونها وهي تفرد ذراعيها لينساب كفها ع لتكملة الرقصة للخلف وعينيها تعانق عيناه
بتحبني..
أكيد وكان لازم تعرفي إن الحب مش مجرد كلمات ...قالها يدور بها على الموسيقى ثم أنزلها بهدوء و ليحركها بسرعة وعينيها تعانق عيناه متمتمة
فاكرة قولتلك إيه عن بعدنا..
تراجعت تنظر إليه تهز رأسها بالموافقة
مش هتبعد عني إلا إذا أنا بعدت..
عانق أناملها بأنامله وتحرك إلى الطاولة يشير للخادمة هاتي حاجة للمدام تلبسها علشان عندنا ضيوف
طالعته باستفهام
ضيوف..وصلت الخادمة بوشاح يغطي جسدها بالكامل وهو ينظر للخادمة للتحرك للخارج بدخول المأذون بجوار إسلام ورؤى.
مأذون ليه...استدار وتوقف أمامها
وأنا عند وعدي..المأذون هنا لسببين أول سبب لو إنت عايزة تطلقي أنا وعدت بابا طول ماإنت متمسكة بيا مش هبعد عنك.
بس أنا مش عايزة أطلق أنا اعتذرتلك..دلفت رؤى وتوقفت بجواره بفستانها الأبيض..تجمعت الدموع رغما عنها تتساءل بقلب مفطور
هو فيه إيه ممكن تعرفني ...اقترب منها منحنيا لمستواها
صمتا ممېتا بالمكان سوى حبس الأنفاس وهي تنظر لعيناه وعيناها تفيض من الألم مايغطي الكون وآه حاړقة بخفوت انبثقت من بين شفتيها تمنت من الله أن تلفظ أنفاسها لبارئها وهو يتراجع يشير على الطاولة المعدة لعقد القران ..مازالت متوقفة تنظر إلى جلوسهم..عيناها عليه فقط نظرات ماهي سوى نظرات ولكن ليتها كانت رصاصات لتخلصت منه للأبد.
الفصل العاشر
اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك
لن نتفق !
أنت لا يلفتك الحريق في صدري
وأنايثير انتباهي خدش صغير في يدك ..
عاهدتني ألا تميل مع الهوى
ي كاذبا بالعهد أنت قتلتني
أي كرم هذا حين تركت لي ۏجعا يكفيني سبعين عاما ...
أي خيبة تلك التي عشتها أنا ..
لقد كانت كخيبة ذلك السجين الذي سمحوا له بالزيارة مرة واحدة في السنة ولم يأت أحد....
ف ليتنا مثل الخريف..
ننفض أوراق مشاعرنا الجافة..
وكل ما أتمناه
أن تتساقط أوراق أوجاعنا وذكرياتنا الحزينة..
لكنني...صلبة صلبة جدا وكأنني أنتقم من أيام عشت بها لينة فسحقوني....
تسمرت كالجماد وكأنها تنتظر الطلقات الڼارية بصدر رحب تثاقلت أنفاسها وتمنت أن يصيبها الله بالعمى وهي تراه يضع هويته وهوية رؤى أمام المأذون..رفع نظره إليها وجدها كما تركها تقابلت النظرات بينهما لبعض اللحظات حتى شعر بتمزق قلبه على حالتها ولكنه انتظر أن تتحدث أو تمنعه..
بدأ المأذون بكلماته المعتادة وظلت هي تنظر بداخل مقلتيه لم تقو على الحركة أو التفوه كأنها أصيبت بشلل بكامل جسدها..سحبت قدميها تجرها بصعوبة مع كلمات المأذون التي جعلت صدرها كمرجل يغلي مع قلة مياهه..حاولت الهدوء أو الهروب أو الصړاخ ولكنها لم تقو..ذهبت ببصرها إلى سلاحھ الموضوع على الطاولة خطت كطفل يتعلم السير إلى أن وصلت إلى رؤى..سحبتها من ذراعيها وبلسان ثقيل همست بتقطع
آسفة ياعمو الشيخ بس عايزة أبارك لجوزي قبل ماأمشي..قالتها وعينيها جامدة تنظر إلى اللاشيء..
دفعت الطاولة قليلا..وتوقفت تستند بظهرها عليها تعقد علاقة منفردة مع برك عيناها التي سمحت لها بالتحرر لحظات أو ربما دقيقة وهو متجمد بمكانه لم يتوقع ما تفعله ظن أنها ستثور أو تطلب الطلاق استندت بجبينها على جبينه تلمس وجنتيه بكفها المرتعش وعينيها التي عانقت عيناه تحاول إخراج الحروف
حبيتك كتير وكرهتك أكتر بس كان لازم أهاديك هدية فرحك مبروك ياوجع قلبي هديتي عمرك ماهتنساها طول حياتك وكل ماتيجي تحتفل تفتكرني قالتها وهي تجذب السلاح من جواره بلحظات قليلة وقامت بإطلاق الڼار على نفسها ليهب فزعا من مكانه يحاوط جسدها مذهولا لما فعلته..افرح ياإلياس افرح أوي وإنت قتلتني بإيدك صړخة شقت صدره باسمها وهو يسقط معها بسقوط جسدها صرخات وصرخات إلى أن شعر بانقطاع أحباله الصوتية يضمها إلى صدره وهو يرى موضع الړصاصة الخطېر..نزل بجسده يحاوط جسدها واغروقت عيناه بالدموع مهمهما
ليه حرام عليكي..!!
مش حمل وجعك..رفعت كفها على موضع قلبه وهمست بتقطع
وجعتني لحد ماموتني..قالتها لتغمض عينيها.. اتسعت حدقتيه بذهول مع دموعه التي انسابت رغما عنه يهز رأسه رافضا ماصار وهو يشعر بإزهاق روحه
إلياس إلحقها لسة عايشة..رددها إسلام محاولا رجوعه إلى وعيه..ظل يهزه بينما الآخر ظل يضمها بصمت وكأن أحدهم سيخطفها من حضنه..حاول اسلام مساعدته إلى أن
هب من مكانه يحملها ويخرج بها سريعا..ورغم سرعة تحركه ولكن كان يترنح بمشيه وصل إلى السيارة مع استقلال اسلام إليها بعدما فتح بابها الخلفي
جلس يضمها بقوة ينظر باكيا
ميرال ..ميرال ولكن كيف تستمع إليه بعد غيابها عن الوعي بالكامل.. وضعها بهدوء واستدار إلى القيادة ثم جذب اسلام يخرجه من السيارة واتجه إليها
وقادها بسرعة كبيرة كعاصفة هبت فجأة ليهرب الجميع للاحتماء دقائق إلى أن وصل إلى المشفى يحملها كالطفل الرضيع يهرول بخطوات كبيرة إلى غرفة الطبيب..وضعها ينظر لشحوب وجهها
ملس على وجهها ودمعة خائڼة تحررت من جفنيه يهمس بتقطع
ميرال أوعي تقتليني كدا..دفعها المسعف إلى داخل غرفة العمليات سريعا..ظل بالخارج يجوب المكان كالذي فقد عقله كلما تذكر ما فعلته كور قبضته يعض ندما على ما فعله
بها..هوى بعدما شعر بۏجع يغزو أضلعه وكأنه طعن بأبشع الطرق ..توقف عندما فقد السيطرة على نفسه يجذب خصلاته يقتلعها..
يود أن ېحطم الجدار ويدلف إليها يضمها لأحضانه لا يريد سوى أحضانها وصل مصطفى وفريدة بعد إخبار إسلام تحركت بعجز تنظر إليه
ميرال فين!...تراجع بجسده مبتعدا عن الجميع لا يريد الحديث مع أحد يريد الاطمئنان عليها فقط لا يريد سوى سماع صوتها أطبق على جفنيه
وداخله بركان ثائر الحمم أوشك على الانفجار..وصل إسلام وجلس بجواره
ممكن تهدى أنا توقعت إنها ماتسكتش بس متوقعتش إنها تعمل كدا قولتلي علشان حياتكم تتعد حاولت أفهم منك ليه كدا بس إنت كنت مصر تدبحها بطريقة بشعة ياإلياس..
إسلام مش عايز أسمع حاجة قوم امشي من هنا..قالها غاضبا..
عدة ساعات مرت عليهم كأعوام إلى أن خرج الطبيب ليصل إليه بخطوة
العملية انتهت الحمدلله مخبيش عليكم الړصاصة كانت قريبة من القلب هننتظر الساعات الجاية إن شاءالله تعدي على خير...
عايز أدخلها..قالها وعينيه على غرفة العناية ..نظر إليه لبعض اللحظات بصمت ثم هتف
خمس دقايق بس استنى شوية لما يظبطوا أجهزتها ..خطا إلى النافذة الزجاجية وعينيه تتجول پألم فاق التحمل..توقفت بجواره تنظر إليها بدموعها تهمس
لو أعرف ناوي تدبحها كدا كنت منعتها تروحلك كانت سعيدة وبتتنطط زي الفراشة لكن شوفها دلوقتي شوف عمايل إيدك وصل بيها الحال ټقتل نفسها علشان فاض بيها..
استند برأسه على الزجاج ومازالت عيناه تحاكيها..
إلياس ..استدار للتي تناديه وجدها تقف خلفه بعيون حزينة..اقترب منها وحاوط كتفها حتى وصل إلى المقعد
أخوكي تعبان ومش قادر يتكلم ياغادة ممكن ماتتكلميش لو سمحتي..
ربتت على ظهره
سلامتك من التعب حبيبي أنا متأكدة ميرال هتقوم بالسلامة..نهض من مكانه بوصول رؤى..
ميرال عاملة إيه..استمعت فريدة إلى صوتها فاستدارت ترمقها بحدة وهدرت بها
البت دي بتعمل إيه هنا دي خانت العيش والملح إيه اللي جابها اقتربت فريدة تدفعها بقوة
إيه جاية تطمني ماټت ولا لسة..
طنط فريدة لو سمحتي..
اخرسي مسمعش صوتك لکمته بصدره
اخرس ياجبروت على قد حزني على اللي حصلها بس فرحانة فيك عارف ليه علشان ترتاح منك..دنت خطوة وعينيها تخترق عيناه بنيران من قاع جهنم
كنت عايز تموتها وتاخد حقك مني أهي ماټت افرح بقى سقف ياإلياس باشا بنت عدوتك بټصارع المۏت جوا دفعته بقوة بكفيها الاثنين
مراتك بټموت بسبب واحد ماشي بمبدأ آخد حقي من البرئء ذنبها إيهذنبها إنها حبتك قولي ذنبها إيه
وصل مصطفى من غرفة الطبيب اقترب منها يجذبها بعيدا عن إلياس
فريدة اټجننتي إنت مش شايفة حالته اهدي علشان صحتك..
أشارت إليه تبكي بشهقات
مين دا يامصطفى دا ابني لو ابني كدا مش عايزاه..
فريدة اتجننتيحاولي تتمالكي اعصابك شوية الواد ھيموت من غير كلامك ..ابتعد عنها يجر أقدامه بصعوبة إلى أن وصل غرفة العناية المركزة..دلف بساقين كادت أن تهوى به لولا قوته الجسمانية خطوات ضعيفة هشة وهو يراها لا حول لها ولا قوة ..وصل إلى فراشها واقترب من رأسها وطبع قبلة مطولة فوق جبينها
ظل يطالعها لفترة ثم سحب كفها يربت عليه ليرفعه ويقبله بدموع عينيه..
نظر إلى وجهها الشاحب
رباااه كم اشعر بتمزق احشائي وددت لو أعناقها للحظات كم اشتاق الى رائحتها الندية وصوتها المرهف يهمس باسمي
لم يعد بقلبي اتساع لاستيعاب إحساس آخر ..!!
تؤذيني أم تحميني فالحب لك ...
و الۏجع منك العشق فيك
و الشوق إليك الفقد أنت و البكاء عليك
رسمها بعينان تنبع من الندم مايحطمه هامسا
إيه الۏجع دا حاسس مش قادر أتنفس معقول بحبك أوي كدا ..اقترب يهمس بجوار أذنها
طيب لو قولتلك افتحي عيونك وكل دقيقة هقولك بحبك..رفع كفها يضعه على وجنتيه
واستطرد
ميرو أنا مكسور مكسور صدقيني كنت بعمل كدا وقلبي محروق...
لما تفوقي هعمل معاكي أبشع حاجة تتخيليها علشان متعرفيش تشليها من عليكي مسد على خصلاتها وتمنى لو يزيل جميع الأجهزة من فوق جسدها ويضمها لأحضانه ليعلمها أن حضنها الوحيد جهازه لبقائه على قيد الحياة.
مر اربع ايام ولم يخطو خطوة واحدة بعيدا عنها سوى لصلاته فقط اتخذ مقعده بجوار فراشها مسكنه لا يعلم ماذا يحدث بالخارج ولا يريد أن يعلم شيئا سوى أن يرى عينيها الجميلة مرة أخرى..
ملس على خصلاتها وعينيه تبحران فوق وجهها كقبطان سفينة..استمع إلى فتح الباب لاح بنظره إليها ولكنه عاد ينظر إلى زوجته مرة أخرى..
دلفت فريدة وعيناها عليه وصلت إليه بخطواتها المتعثرة توقفت بجواره لم تشعر بنفسها حينما رفعت كفها على رأسه وأردفت بنبرة لينة
حبيبي هون على نفسك أنا عارفة قسيت عليك بالكلام بس ڠصب عني يابني..
رفع نظره إليها وبعيون تحجز عبراتها ووجه ينفجر له براكين الأسى يشعر بجمرة ټحرق قلبه
عمري مااتخيلت إنها تكون بالشكل دا عايزها تصحى وتعمل اللي هي عايزاه.
بكت فريدة على حاله احتضنت وجهه
هتفوق إن شاءالله حبيبي هتفوق بكرة تقول ماما قالت..
تفتكري هتسامحني !!..هزت رأسها بدموعها وابتسامة تجلت من عينيها
متابعة القراءة