رواية لرحاب ابراهيم

موقع أيام نيوز

ورد من اللي موجودة.... ارتاحت لمجرى الحديث وقالت وهي تنظر حولها لتتهرب فقط من نظراته _ بتحب أي نوع .... كان لا يدري كثيرا عن أنواع الزهور .... حتى سقطت نظرته على الوردة الحمراء حبيسة الكتاب الملقى أمامه على الطاولة....رفع الكتاب وفتحه حتى رفع الوردة أمام عينيها قائلا _ النوع ده.... خرج من المأزق بذكاء....فمضت هي ترتب باقة الزهور مثلما أراد....حتى وقعت عينيه على كلمات القصيدة الشعرية من الكتاب المفتوح....رددها بإعجاب شديد للكلمات التي ترنم على وتر المشاعر برقة....... لا تذكري الأمس إني عشت أخفيه.. إن يغفر القلب..... چرحي من يداويه. قلبي وعيناك والأيام بينهما.. درب طويل تعبنا من مآسيه.. إن يخفق القلب كيف العمر نرجعه.. كل الذي ماټ فينا..... كيف نحييه...... صوت جميل الإلقاء...واثق ..! هناك نبرة تخرج خلف الكلمات تقصد شيء .... تقصدك أنت...أو أحدهم ...! ولكنها تقصد شيء بالتأكيد ...توقف بنظرة عميقة لعينيها .... بينما هي تركت ما بيدها وظلت متيبسة الحركة.... لو الف رجل قال تلك الكلمات ما كانت لتلتفت حتى ...! حاولت تخفي ابتسامتها وهي تعود لترتيب باقة الورد ولكن فضحتها رجفة يديها التي أعلنت أن هناك شيء يرتجف بالقلب .... انتبه وجيه لصوت ليلى مراد بالمذياع ....فقال ولا زالت عينيه تتسليان بمرح من الارتباك الواضح عليها _ صاحبتك سلمى النهاردة بعد المحاضرة اعتذرتلي عن اللي عملتيه أنت امبارح .... بس قولتلها أن أعتذارك وصل ....يا ليلى نطق اسمها.... انتبهت للتو أنها لم تخبره اسمها قط...تساءلت بحيرة _ عرفت اسمي منين ! يبدو من ارتباكها أنها لم تفكر جيدا وتربط الأمور ...فاتسعت ابتسامته وأجاب _ ركزي ....أنا قولت صاحبتك جت وأعتذرتلي ...يبقى عرفت منين ! ابتلعت ريقها بارتباك شديد وعادت لتنهي باقة الورد من يدها .... وأخيرا أنتهت بعد دقائق وأخذتها إليه .... ظهر بعينيه بعض الضيق لسرعتها وقال _ جميلة أوي.... ابتعدت بعينيها بارتباك حتى قال وعادت لملامحه الابتسامة _ أقصد الورد.... أجابت بتلعثم ونظرتها تتهرب بحياء _ الحمد لله أنها عجبتك .... _ جدا... نطق بتلك الكلمة ببطء...ولمحة تأكيد... ولا يعقل أن تلك الباقة البسيطة تجعله يبدو هكذا...وعينيه تلتمع كأنه وجد ضالته...أو شيء كان يبحث عنه طويلا ....قال _ هي الكتب دي للبيع ولا خاصة بالمكان هنا بس أشار لديوان الشعر الذي كان يقرأ منه منذ قليل.... نظرت ليلى للمكتبه وقالت وهي تكافح كي لا يظهر عليها الارتباك التي تشعر به واكتفت قائلة _ للبيع....بس مافيش غير نسخة واحدة غير النسخة اللي قدامك دي .... هز رأسه برضاء وقال _ تمام.... عايز النسخة التانية... مضت ليلى اتجاه المكتبة وحررت ابتسامة خبأتها من عينيه ثم أخذت النسخة الاخيرة من الكتاب .... ورسمت الجدية على وجهها مرة أخرى وهي تلتفت وتعود إليه.... سألها ثمن باقة الزهور والنسختين من الكتاب ....أخبرته ....مع بعض التعجب أنه سيأخذ النسختين !! وكي لا يشعرها بالحرج أكثر من ذلك وضع المبلغ بين أوراق نسخة الكتاب التي أتت به وقدمه لها قائلا _ أنت بتحبي الشعر زيي...أعتبريها هدية ... كان وداعه ابتسامة وهو يأخذ النسخة التي كانت تقرأ فيها وباقة الزهور.....وقفت متجمدة للحظات من الدهشة ....انعقدت الكلمات بحلقها فجأة .... وحتى لو أرادت الرفض فأنه لم يترك لها فرصة ! أختفى من أمامها
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
گ الحلم السريع ... أخذت المبلغ ووضعته بخزينة الطاولة ثم قررت المغادرة....يكفي تلك الدقائق لليوم.... وضعت الكتاب بحقيبتها بابتسامة

حالمة .... فرحة لفرحة قلبها....لربيع الحب التي تتمناه القلوب .... لفارسها الأسمر... ومر أكثر من عشرة أيام بعد ذلك ...لم تر حتى طيفه...! لم يهجر ذهنها ولو دلدقيقة..! كانت تنتظر ظهوره كل لحظة ولكنه لم يظهر ! أجترت بالحديث مع صديقتها سلمى فعلمت أنه يأتي للجامعة گ المعتاد....! إذن ما الحال ! التلاعب ... شيء يتقنه شباب اليوم بحرافية...وتنخدع الفتيات بسهولة.....ابتلعت ليلى غصة مريرة بحلقها وعند مساء اليوم العاشر من أختفائه ... اغلقت الباب الجرار للمحل وسقطت عينيها دمعة من الخذلان.... أو بالأصح من غبائها وسذاجتها ...! وهي ابنة الخمسة وعشرون عام ...كان لابد أن تتخلى عن شعور المراهقة هذا ! وتكن أنضج من ذلك ! هطلت السماء بالمطر پعنف.... نظرت حولها بملابسها المبتلة من ماء المطر ولم تر أي سيارات أجرة بالطريق...! يبدو الطريق خال تماما .... تنهدت بخنق وهم ثقيل يملأ رئتيها وقلبها.... والرؤية أمامها كئيبة وضبابية .... أشتدت الرياح بقوة وهوت على الأرض المفاتيح التي غفلت أن تضعها 
تم نسخ الرابط