رواية لرحاب ابراهيم
المحتويات
مش مقصودة.. رد بسخرية لاذعة رغم أن شيء به ارتاح لجملتها الأولى _ كنت احتياط يعني ! حقيقي أنا استاهل....لأني في يوم فكرت أني ادخل واحدة زيك حياتي...غلطة الحمد لله الف مرة أنها مكملتش للآخر... وقال قراره الآخير ببريق الكبرياء بعينيه _ قرار خروج والدك يخص الدكتور المشرف على حالته...لو وافق يبقى تتفضلي مع الف سلامة وهبعت معاك أكبر عربية أسعاف مجهزة فيها والدك لأي مستشفى .....وده اعتبريه الصفحة الاخيرة ما بينا...واتقفلت بأخلاقي...أنما لو رفض فتحترمي قراره وما تنطقيش بعدها...تقدري تتفضلي من مكتبي ... استدار عنها بعد هتافه... وكان بهتافه لمحة طرد ! وتعرف أنها احتدت بالحديث وأخفت أشياء كان يظهر بعينيه لهفته لمعرفتها...ولكن النتائج المتوقعة لقرارها من بينها نتائج وخيمة تنذر بالخطړ... منذ أن خرجت من مكتبه وهو تائه بالفكر...يعاتب نفسه على هذا الميل رغم أرادته القوية بالاڼتقام ...! كيف البشر ينتقمون ! كيف يقسون على أحبتهم ! كيف يجمد قلبه أمامها وهو مليء بها...! يعرف أنه يستطع إيذائها ولكن سيطاله الأڈى أيضا...رفع هاتف مكتبه ليجري اتصال هام... اتصال هو الفيصل الآن... مع الطبيب المختص....!! دلف لمكتبه بعد دقائق..امرأة في آواخر الثلاثين من عمرها... فاتنة ... يبدو من مظهرها انها لم تنفك عن الاعتناء ببشرتها وبشعرها الأشقر الطويل اقتربت چيهان بمعطفها الأنيق من الكتان الأحمر ووقفت أمام مكتبه بابتسامة ليست صافية تماما ...ثم قالت _ ممكن اتكلم معاك شوية تفاجئ وجيه حقا بوجودها... فقد أصبح انتباهه في اتجاه واحد فقط....تحدث بلياقة وقال وهو يشير لها بالجلوس _ اكيد.... لاحظت شروده وهي تسأله ...وجلست أمام مكتبه في ارتباك ...ثم قالت _ وجيه...أنا عمري ما سببتلك مشاكل سواء لما كنا متجوزين...أو في شغل المستشفى بعد ما اطلقنا...أنا مكنتش متخيلة أني ممكن أقول كده في يوم من الأيام ...بس أنا أتمنى أننا نرجع لبعض .. صدم وجيه للحظة من قولها رغم أنه من المفترض أن لا يتفاجأ كثيرا ...فجميع تصرفاتها واهتمامها به بالفترة الآخيرة كان يكشف ذلك....لم يجد إجابة يجيب به حقا ... الأمر محرج للغاية...والإجابة تحتاج كثير من اللباقة . تابعت چيهان بارتباك وهي تنظر باتجاه آخر غير عينيه _ بعد ما اطلقت ..ارتبطت مرة واتنين وتلاته...كلهم كانوا طمعانين فيا وفي ورثي ...أنت الوحيد اللي محستش لحظة أنه طمعان في أي شيء يخصني.... التمعت عينيها بدموع وهي تضيف _.مابقتش عارفة أفهم حد..ولا حتى نفسي...أكتر قرار خدته ومرتاحة فيه أني اتكلم معاك ... عشان واثقة فيك .. نهض وجيه من مقعده وهو لا يجد اجابة مناسبة للرفض حتى لا يجرح شعورها...وقف أمام النافذة ليخطفه مشهد آخر... ليلته تقف تحت المطر مستسلمة تماما ويبدو إنها تبك! تحدثت چيهان لمدة خمسة عشر دقائق...يقسم أنه لم ينتبه لكلمة واحدة مما قالته!! نطق وعينيه لا تحيد عن ليلى وشاردا تماما بها وحدها _ لو سمحتي يا چيهان...الموضوع ده ليه وقت أنسب من كده نتكلم فيه ...دلوقتي ماينفعش نتناقش خالص ! سخر شيء بعقله...لماذا كل السبل تكن على مصراعيها عندما توجد ليلى فقط ! تخضب وجه چيهان ببعض الاحراج..هي تعرف أنها ليس هذا المكان او الوقت المناسب للتحدث فيه..ولكنها ستنتظر ..فعلى أي حال ..أخبرته وانتهى الأمر. عادت ليلى لداخل المسجد وجلست مستندة بظهرها للحائط ...ونال منها الحنين للماضي حتى عادت بذكرياتها عشرة أعوام... عودة بالزمن ل ١٠ سنوات ماضية محل لبيع الزهور...وتصوير الأوراق والمستندات... مع أضافة الهدايا المرتبة بالأرفف... وبعض الكتب المطروحة بأرفف أخرى... كان عدة أماكن بمكان واحد.. ومنفذ بيع واحد به فتاتين يعملان فيه. أما عن زقزقة العصافير التي ترنم بصوتها الشجي الحزين فحدث ولا حرج كأنها تشارك الألم الصامت لتلك الشاردة الجالسة على مقعد من خشب الخيزران. جلست فتاة أخرى قبالتها تسمى إيمان بعدما جرت مقعد آخر وقالت بمواساة _ هتفضلي على الحالة دي لحد أمتى يا ليلى ! أختك بقالها تسع شهور مټوفية وأنت حتى ما غيرتيش الأسود! اعتلت أمارات الكآبة على وجه ليلى وقالت بتنهيدة _ مش عارفة ألون ! بس مش ده السبب الوحيد في حيرتي ... أطرفت إيمان عينيها بفضول وقلق ثم تساءلت _ في حاجة حصلت ... ازدردت ليلى ريقها بمرارة كأنها تبتلع الخمط المر....وتنهيدة غائرة العمق بكل ثقل هذا الحمل والهم الثقيل بصدرها وأجابت _ أبن عمي صالح و جوز أختي
الله يرحمها....كلم أبويا الأسبوع اللي فات.... عايز يتجوزني! ....المصېبة الكبيرة أن جدي
متابعة القراءة