رواية لرحاب ابراهيم

موقع أيام نيوز

نفذ صبرها منها من كثرة السقوط فقررت وضعها بحقيبتها ولكن سقطت أيضا ...ساعة نحس هكذا رددت بنفسها ... رمقت الرجل بغيظ وخطفت الساعة منه وقالت _ شايلها زي الأرنب كده ليه ! دي ضد المية ! رماها الرجل بنظرة غيظ ثم ذهب....قال وجيه مبتسما _ كنت عايزة تقوليلي إيه ردت بنرفزة وهي منشغلة بإرتداء الساعة على معصمها الذي تأبى الأنغلاق _ هلبس الساعة أستنى.... نهض من مقعده بخطوات هادئة و على شفتيه ابتسامة هادئة ثم وقف وتأمل تقطيبتها وهي تحاول جاهدة غلق السوار المعدني للساعة ولكنها فشلت ... لأول مرة يجد فتاة تجعله يبتسم من قلبه بهذه الطريقة العفوية الغير مفتعلة... تثنيه عن أي منعطف فكري آخر غيرها.. فتاة تبدو بسيطة ...بسيطة جدا ...بسيطة حتى الفتنة ! الم يكن الشيء الزائد عن الحد ينقلب إلى الضد ! يبدو أن المرأة التي تبقى بعقل الرجل هي من تستطع التسلل إلى أفكاره أولا ثم ټقتحم كيانه بعد ذلك.... أحد ممرات العبور في الحب .... خرج من شروده على صوتها وهي تقول بنظرة بها لمحة ندم _ كنت عايزة أقولك...أنا أسفة ... وضع يديه بجيبي بنطاله فبدا كتفيه أعرض مما كان....وتأمل أحمرار وجنتيها وهي تنظر للأسفل ثم تسللت بنظرتها للأعلى بخلسة ونظرت للأسفل من جديد... گ الطفلة تماما ....! قال مبتسما بصوت هادئ _ يعني عرفتي أني مظلوم ومطردتش صاحبتك تساءلت في حيرة بينها وبين نفسها...لما الابتسامة ارتسمت على وجهه منذ أن وقعت عينيها عليه بدقائق فائتة وحتى الآن ! هل تبدوا ساذجة وغبية لهذا الحد ! هزت رأسها بالإيجاب وقالت _ فهمت غلط معلش.... أحيانا مابفهمش ... أطبق فمه كاتما ضحكة ...حتى صححت بنظرة اتسعت بغيظ ظهر فجأة _ لا أقصد يعني...مش بفهم قصد اللي قدامي ... مش بستوعب بسرعة....أقولك حاجة .... أنا غبية .. اتسعت ابتسامته وهو يهز رأسه وقال بضحكة خافته _ مقابلنيش حد زيك خالص...أنت مش طبيعية ! تساءلت بابتسامة بسيطة _ يعني حضرتك سامحتني هز رأسه مرة أخرى بابتسامة متسعة وعينيه تلتمع ب بصيص المرح والتسلية وبريق شيء غامض...قالت بابتسامة ارتياح _ طب الحمد لله... تصبح على خير.... نظر لها بدهشة لمدة دقيقة .....فصححت بضيق من نفسها وكأنها ستبك _ لأ صباح الخير ...أنا مش هتكلم تاني مع حد .... خرجت من مكتبه بخطوات سريعة مثلما فعلت بالأمس ... فأطلق ضحكة من شفتيه ...ثم استدار يجمع أوراقه للذهاب لأحد القاعات الدراسية .... وكاد يخرج من المكان حتى أنتبه لشيء يلتمع على الأرض...أنحنى ليلتقط ساعة معصمها التي يبدو أنها سقطت مجددا دون أن تشعر... ابتسم ابتسامة نابعة من قلبه وكأنه أحب تلك الهدية من القدر...يبدو أن هذا ليس اللقاء الآخير...! دخلت ليلى محل عملها والابتسامة الشاردة على محياها ...لاحظت زميلة العمل إيمان ذلك فرمقتها بغمزة ماكرة وقالت _ اللي واخد عقلك يتهنى بيه ! جلست ليلى على المقعد الهزاز وبدأت تتارجح بيه قليلا والابتسامة لا تفارق محياها ...ثم قالت _ في صدف كده بتحصل في حياتنا ... بنتمنى تتكرر كل يوم ....بس ليه كنت متلغبطة بالشكل ده في كلامي معاه ! قالت إيمان بضحكة _ طب أحكيلي هو مين أنت أصلا كلامك يلغبط أي حد لما بتبقي متوترة.... روت لها ليلى ما حدث فأطلقت إيمان ضحكة عالية على ما حدث لصديقتها .... ثم قالت بجدية أكثر _ طب اعتذرتي وكده تمام....ما تروحيش تاني الجامعة نهائي ...لو حس زي ما أنت حاسة كده هيجيلك لحد عندك ... ابتلعت ليلى ريقها بخجل وقالت بتلعثم ونظرة رفض _ مين قال أني حاسة بشيء ! أنا بس يعني ... قاطعتها إيمان بتفهم _ يمكن احساس وقتي من موقف حصل... بس برضو أعملي اللي بقولك عليه... لو ظني في محله يبقى خير وبركة وهنبل الشربات قريب ....لو مجرد موقف يبقى احسن أنك معلقتيش نفسك والموضوع أنتهى...بسيطة خالص.... دلفت فجأة فتاة عشرينية يبدو من مظهرها التحرر دون محاسبة من الأهل...فقد كانت ترتدي تنورة قصيرة رغم برودة الطقس ! وكنزة ضيقة تبرز مفاتنها بشكل ڤاضح ! رمت رسيل نظرة محتقرة للفتاتان وهتفت بهما _ انتوا قاعدين وسايبين الشغل! والله لما بابا يجي لقوله ! وسومت ليلى بعداء واضح هاتفة _ وسيادتك قاعدة على الكرسي بتاعي اللي جايلي من برا مخصوص ! جاية تقعدي ولا تشتغلي حضرتك ! نظرة إيمان بنظرة تحذير إلى ليلى حتى لا تندفع خلف الشجار التي تجره تلك الفتاة البغيضة دائما ....فقالت وهي تحاول جاهدة التحكم بأعصابها قدر الإمكان _ الشغل عمره ما اتعطل ...احنا اللي لسه على الصبح ولسه جايين ! أتى والدها بهذه اللحظة وهو يضع مفاتيح سيارته على المنضدة الزجاجية المليئة بكافة سلالات الزهور المشهورة بهذا الوقت.....فصاحت أبنته رسيل وأخبرته
تم نسخ الرابط