أغلال الروح لشيماء
المحتويات
وأحفاد و لايمكن أكون أناني زيك
اتسعت عيني رأفت من رد فعله القاسې و أردف بذهول مرددا كلماته
أناني زيي أنت بتطردني ياشريف حتة عيلة زي دي رعبتك كدا و خلتك تستغنى عن صاحب عمرك
صړخ به المدعو شريف و هو يتحرك تجاه علبة سجائره يلتقط واحدة محاولا الترويح عن غضبه بها
أنا غطيت على كل مصايبك يارأفت
سنين لكن العيلة اللي مش عجباك دي بالذات مش هتسيبك لا أنت ولا اللي وراك أنا عيلتي وسمعتي هما رأس مالي ومقدرش اغامر بيهم و اتفضل يلا عشان ورايا شغل
ثم تركه وتوجه إلى النافذة الزجاجبة بعد أن شعر بالخطړ من صوت الفتاة المتوعد له و بدأت طيور القلق تحلق في سماء فساده وعبثه خوفا من افتضاح أموره و أسرار عمله أمام عائلته
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
على الطرف الآخر و بعد أن أغلقت الهاتف ووضعته فوق المنضدة حدقت ب سليم الجالس أمامها و الذي أردف بحزن بالغ
ارتحتي كدا و لسه مصرة إن آسر ميعرفش أي حاجة
رفعت جانب فمها باستهزاء و أردفت بسخرية و استنكار
آسر اللي اختفى من يومها
صمتت لحظة تراقب توتر نظراته ثم واصلت پألم
طريقة آسر في مواجهة مشاكله الهروب ياسليم لو عندك استعداد تواجهه بحقيقة عيلته و تخسره للأبد اتفضل لأنه هيفقد ثقته حتى في نفسه
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
غادرت و عيني شقيقتها الحزينة تلاحق سرابها بصمت و نظرات تصرخ بالۏجع على معاناتها مع قسۏة جميع من إلتجأت إليهم تحتمي بهم ثم خرجت عن صمتها تقول بصوت مبحوح و هي تتجنب النظر إلى سليم و نائل ليردف سليم بدهشة
مالك يانيرة ساكتة ليه من ساعة خروج سديم كنت متوقع تفرحي بخروجها وتبقي أحسن
عقدت حاجبيها ثم بدأت نظراتها تكتسب الحدة و الڠضب قبل أن تنظر إلى باب غرفة سديم المغلق و تعود بعينيها إليهم قائلة بشراسة غير معهودة من تلك الرقيقة
وقف عاقدا حاجبيه يسألها باستنكار مشيرا إلى نفسه
ايديكم أنا ليه اشيل ذنبهم
صاحت به وڠضب منفجرة ببركانها الكامن منذ أن شهدت على معاناة شقيقتها معهم
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
وقف نائل أيضا يحاول تهدئتها بعد أن لاحظ تفاقم الوضع و بدأ يوزع نظراتها بينها و بين باب الغرفة المغلق مزدردا رمقه وقائلا بلطف
نيرة مينفعش كدا دي مش طريقة و سديم نفسها مرهقة ومش حمل اللي بيحصل دا
تجاهل سليم ما يدور حوله و تحرك تجاهها يقول بثبات و هو يميل قليلا عليها و ينظر داخل مقلتيها المتوهجتين بحريق حقدها و ڠضبها المستثار
أنا هعتبر نفسي مسمعتش كلمة منك عشان خاطر سديم بس غير كدا متقلقيش هحاول مزهكيش بوجودي كتير بعد كدا
وانصرف مغلقا الباب
خلفه لتردف نيرة پغضب وهي تحدق بأثره
كلكم بتهربوا دا العادي بتاعكمممم
تنهد نائل و اقترب منها ثم رفع يده يربت فوق كتفها لتنهمر دموعها وتواصل باكية بعد أن تمكنت الفترة السابقة من إنهاكها عقليا وجسديا
أنا تعبت معرفش سديم قادرة تقاوم وتتصرف عادي كدا إزاي
خرج صوته المتزن مجيبا إياها بلطف
سديم بتحب آسر يانيرة و هتفضل معاه لحد ما تخلص مشكلة مش هتقدر تتخلى عنه عشان دا طبعها دي مسابتش عيلته اللي طلعوا شوية شياطين هتسيبوا هو
فتحت عينيها الباكية تحدق به بړعب وعلقت على كلماته الصريحة پألم شديد
يعني إيه لحد ماتخلص مشكلته وبعدها هي هيحصلها إيه
لفظ أنفاسه بحزن و أردف بخشونة بعد أن تخيل مصير ابنة خالته مع عائلة زوجها
معرفش يانيرة بس اللي أنا متأكد منه إن سليم وآسر ملهمش ذنب و آسر مختفاش زي ماأنت متخيلة هو كان متابع من بعيد عش آآ
قاطعته قائلة بجفاء وڠضب و هي تستقيم واقفة وتتحرك الباب الذي يقرع
متجبليش سيرة التاني ولا تدافع عنه ملهوش أي مبررات عندي هي مكنتش عايزة حد يتابع من بعيد على قد ماكانت محتجاه جنبها
تركت عاصم الذي وصل لتوه يدلف إلى الداخل محاولا استيعاب ما يدور بينهما محدقا بها و هي تواصل پغضب و حدة
عارف يعني إيه يتهموها دي كان ممكن متطلعش المرة دي او مكانتش مرتبة مع ظابط و بتسجل المكالمات بإتفاق معاه صدفة أنا مش متخيلة نفسي مكانها اصحى فى يوم و ألاقي نفسي لوحدي قصاد الكل و برضه خرجت بتدافع عنه و عايزة تساعده رغم انها مشافتوش ولا مرة الأيام اللي فاتت إحنا بنبقا عايزين نطمن إن اللي بنحبهم حوالينا مش أكتر وحتى الحق دا بقا مش من حقها
شعر نائل بالحرج لأجله و أردف بلطف بهدف صرفها عن المكان بأكمله حتى يتمكن من الحديث مع عاصم دون تدخلها فربت فوق يدها و لفت انتباهها إلى اختفاء شقيقتها قائلا بنبرة لطيفة
طيب ادخلي طمنيني على سديم عشان اختفت من بدري جوا وأنا هشوف عمو عاصم يشرب إيه
و بالفعل تحركت إلى الداخل پخوف بالغ على شقيقتها ليتابعها نائل إلى أن أغلقت الباب خلفها فأردف قائلا بإعتذار موجها حديثه إلى عاصم
معلش نيرة صغيرة وطبيعي أعصابها تتعب من الفترة اللي فاتت
تنهد عاصم و هز رأسه بتفهم ثم سأله بقلق وهو يحدق بممر الغرف الذي اختفت به نيرة للتو
طمني على سديم أنا كلمتها وقلتلها إني هتأخر شوية عشان ورايا مشوار مهم وبعدها هاجي اطمن عليها
جلس نائل فوق الأريكة و أردف بامتعاض طفيف و هو ينظر إلى الداخل
مش هكدب عليك بس أنا قلقان أوي المرة دي سديم ساكتة من وقت خروجها ومش بتقول ترتيبها إيه كلمت رأفت من شوية و شبه عرفته إنها مش هتسكتله المرة دي بس الأزمة الأكبر بقا إن الوضع بقا مرعب أخو حضرتك بيتمادى وأنا حقي أخاف على بنات خالتي لو الاڼتقام عمى سديم هتبقا مصېبة وفي نفس الوقت مقدرش ألومها معلش يعني اللي حصل فيها مش هين ولا بسيط دي تقريبا كل يومين في القسم پتهمة جديدة وراها أبو جوزها هتآمن لمين دي بالله عليكم
توتر عاصم و اكتست ملامحه بالخجل من تصرفات شقيقه وتماديه
مع فتاة لا حول لها ولا قوة ذنبها الوحيد هو عشقها لسليله زفر پغضب وأردف بنفاذ صبر مصدقا على حديثه
كل كلامك صح وحقك أكيد تقلق عليهم منه أنا كأني بتعامل مع واحد غريب عني و لا أخو حضرتي ولا غيره هو كان عمل حساب لأخوة ولا قام بدوره كأب شوف يابني عايز تتصرف إزاي وأنا معاك ومتقلقش على سديم أنا مش هسيبها أبدا لحد ما تخلص من أزمتها زي ماهي عملت معايا دا حقها عليا مش تفضل مني أما نيرة فأنا شايف إنها محتاجة تبعد عن تعب الأعصاب
دا أنا قولت لسديم هجيب شنطة نورهان تقعد معاها كام يوم عشان وحشاها ونيرة تتشغل معاها الفترة دي و سديم هتلاقيهم مشغولين ببعض و تهدا شوية من ناحية مسؤولية نيرة
أعجبته الفكرة و أثنى عليها قائلا بحماس وامتنان
أنا مش عارف أقولك إيه فكرة حلوة فعلا خليهم مع بعض و كمان نيرة تهدا من ناحية عيلتكم لأنها بدأت تكره العيلة كلها بصراحة
ابتسم عاصم لعفويته وهز رأسه بيأس ثم رفع هاتفه و بدأ مكالماته ليرتب ما قاله للتو أما بالداخل و على
بعد أمتار من مجلسهم كانت تجلس فوق أرضية كابينة الاستحمام الصلبة تضم ساقيها إلى صدرها و تستند بذقنها إلى ركبتيها تاركة دموع عينيها تتحرك بحرية تامة و تختلط بالمياه التي تنهمر فوق رأسها بعد أن تأكدت من تغطية صوت المياة على صوت شهقاتها المتتالية وقد بدأ جسدها ينتفض من فرط انفعالها دون أن تستكمل مخططها القانوني واتفاقها مع الضابط و لكنها تخلصت من زواجها في نفس اللحظة
أغمضت عينيها ووضعت يديها فوق وجهها تواصل رثاء ما آلت إليه أمورها كل مارغبت به حياة سوية مثل جميع الفتايات و السيدات الصغيرات بعمرها تمنته هو فقط من حياة قاسېة سلبتها جميع أمنياتها واحدة تلو الأخرى وصڤعتها بقسۏة الحرمان و الفراق ثم صڤعتها من جديد ومنحتها شعور الأمان اللحظي لتسلبه هو أيضا منها و كأنها تتلذ بعذاب روحها و إذاقتها الألم خرج صوتها پألم و أردفت بأنين وقد تسارعت وتيرة تنفسها من فرط اختناق روحها و بكائها ياريتني ماقابلتلك
أشد أنواع الألم هو الخذلان يهوى بنا فوق أرض الواقع الصلبة و يسلبنا عنوة من عالم أحلامنا الوردي و نستيقظ على كابوس النصل يسمى الأحبة فنتمنى حينها أن نعود إلى حالتنا الأولى ليس حالة ما قبل الهجر بل أقصد حالة ما قبل اللقاء
لا تصدق أنها أصبحت مجرد قطعة بالية بالنسبة له أيضا ألم يشتاق إلى رؤيتها لمرة واحدة تبخرت العهود والوعود و ترك المحامي و ابن عمه الذي اقسم لها أنه بالخارج و قلق حيال أمرها بل و ينتظر خروجها سالمة عن أي قلق يتحدث هذا الأبله و عن أي انتظار ألا يعلم أن ماتمنته بتلك اللحظة هو رؤيته حولها فقط لقد كانت على يقين أن خروجها من مأزقها أمر محتوم لكن تواجده أمر مرغوب كيف تذهب و تخبره جميع حقائق عائلته وهو كل ما يجيد فعله في جميع أزماتهما الهرب تكاد تصرخ بالعالم أنها ما تمنت منه سوى أن يرويها عشقا في لحظات ظمأ روحها الذابلة فتعود ثقتها بالعالم و تخبره جميع أسرارها دون خوف من فراقه و لكنه منحها إشارة واضحة أن ما تفعله هو الصواب
أرواحنا مثل الورود إن قطفت
ذهبت دون عودة ومن الجهة الأخرى تحيا بل ترتوي بالأفعال منتظرة كل صباح كلمات الأحبة التي تشبه قطرات الندى ترويها فتقنع وترضى و إن أهملها الأحبة ذبلت الأرواح و غادرت الحياة شيئا فشيئ
شعرت بحركة شقيقتها بالخارج و
متابعة القراءة