أغلال الروح لشيماء
المحتويات
ما تفعله بحالها !!!
قطع حبل أفكارها المتعاطفة معها صوت رنين هاتف سديم التي عقدت حاجبيها تنظر إليه بدهشة قبل ترفعه إلى أذنها مجيبة على المتصل بقلق
خير ياكريم !!
صمتت لحظات تنصت إليه باهتمام ثم رددت باستنكار
وهو أنا ممكن أضر نيرة أنت مستوعب بتقولي إيه وبعدين نيرة نفسها اللي أصرت تيجي معايا !
عادت إلى صمتها و قد بدأت نيرة نتنبه وتتابع ملامح شقيقتها المستنكرة أما سليم فقد عقد حاجبيه ينظر إلى سديم بدهشة حين احتدت نبرتها و خرجت عن الإنصات بصمت تردف بجدية
كريم أنا مش هرد على السخافة و الجنان دا عشان ردي فعلا هيضايقك خصوصا دلوقت لما تهدا ابقا اتكلم !
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
في الطريق لمين
توترت نظرات نيرة حين رفعت سديم عينيها ونظرت إليها بعتاب تزامنا مع إنهاء المكالمة قائلة باقتضاب
براحتك أنا مش ههرب يعني مستنياك !
عضت على شفتيها في محاولة لتهدئة ڠضبها و استمعت إلى شقيقتها نيرة تسألها بتردد ملحوظ بعد أن قدمت تبرير واضح و استشعرت تفاقم الأمور بين شقيقتها و صديقها القديم
هو كريم جاي مقاليش وكان لسه بيكلمني و بعدها أنا كنت برد عليه محادثة chatting لما سألني أنا فين و طلب
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
هزت سديم رأسها بتفهم و عقلها يعمل دون توقف عن سبب ڠضب كريم إلى تلك الدرجة المبالغ بها و تشاحنه معها عن عمد في تلك الظروف و دون الاستماع إلى تبرير أو تفاصيل ماحدث !!!! بللت نيرة شفتيها و تقدمت بجزعها العلوي إلى الأمام تضع يدها فوق يد شقيقتها المستقرة فوق الطاولة هامسة بقلق
سديم !
It looks like only a simple altercation isnt it ? تبدو كمشادة كلامية بسيطة أليس كذلك
حصلت على إيماءة صغيرة مع بسمة صافية لها ثم نقلت عينيها إلى سليم الذي تابع مايدور بصمت و لم يحاول الاستفسار عما حدث خجلا من فضوله الزائد تجاه أمور لا تخصه لم تتمكن سديم من الحديث حيث أقبلكريم ممتقع الوجه ساحبا المقعد المجاور ل نيرة و التي كانت تحتله سديم قبل جلوسها بجانب سليم و أردف بخشونة و هو يوزع نظراته بينها وبين سليم قائلا پغضب شديد و مهاجما تصرفها الأهوج من وجهة نظره
تمكن سليم من رؤية قبضتها تشتد فوق يد المقعد التي تجلس فوقه بهدوء متابعة اشتعال صديقها و شراسة حديثه معها و إن لم يلاحظ فعلة يدها لأقسم أنها خالية من المشاعر !!!! لكنه أدرك الآن سر صمودها بين ملامح غير مكترثه و روح تحترق بين نيران الألم في كل لحظة !!!
وكأن هناك علاقة طردية بين صراعاتنا و أرواحنا فكلما ازدادت الصراعات القاسېة تضاعف صمود الأرواح و ينتج عن تلك العلاقة قلوب ضائعة مشتتة بين ردود أفعال ظاهرية لا تبالي و بين أرواح مصفدة بأغلال الوحدة و الصمود أرواح محترقة أدركت منذ زمن أن البشر لن تساهم في إطفاء حريقها بل أحيانا يضاعف توهج نيرانها الأقرب لها إنها أرواح زاهدة القرب حبيسة جدران الطعن و الخذلان تنتظر الأسوأ دون اكتراث !!!!
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
أنت فاكرة عملتي فيا إيه في المستشفى لما اتخطفت مني !! فاكرة وصتيني عليها كااام مرة !!! هي دي الوصية بقاا تاخديها تتهان من راجل ناقص زي دا !!!
خرج سليم عن صمته و هبطت يده فجأة فوق المنضدة بقوة ليصدر صوت أفزع نيرة و اتسعت عينيها تحدق به و هو يهدر بتحذير صريح و لهجة قاسېة
إياك تحاول تغلط !!! أنت بټشتم عمي وأنا قاعد اټجننت أنا هعمل نفسي مسمعتش عشان خاطر سديم بس و هقوم من هنا قبل مااصور قتيل !! و وبعدين أنت مالك أنت تاخدها فين ولا متاخدهاش هي نيرة دي طفلة ! هي طفلة صغيرة ! أنت لا يمكن تخاف عليها أكتر من أختها مهما وصلت درجة الصلة بينكم هي أدرى بمصلحتها !!
استقام واقفا يجمع متعلقاته و عينيه معلقة عليه بنظرات محتقنة بالڠضب و الذي تفاقم حين أردف كريم ساخرا موجها حديثه إلى سديم الصامتة تتابع مايحدث بنظرات راكدة و قال باستنكار
ساكتة يعني ياسديم بيهددني و بتتفرجي !!! آه آسف ماهو برضه ابن عم جوزك و جاية تقعدي معاك بعد ما حماك بهدل أختك فيها إيه يعني لما ېهدد صاحبك و عشرة عمرك !
اتسعت عيني نيرة پصدمة و أردفت بدفاع وڠضب
إيه دا أنا مقولتش إن حد بهدلني و أنا اللي طلبت من سديم تروح هناك دي مش طريقة تفاهم أنا بجد مصډومة من كلامك دا كان ممكن تكلمني تسألني عن التفاصيل بدل أسلوبك دلوقت مع سديم !!!
انتبه أخيرا إلى هجمومه الذي شنه عليها فجأة دون سابق إنذار ظهرت معالم الندم على تسرعه و أفاق من موجة الڠضب التي اجتاحته منذ أن علم أنهن مع هذا الرجل في المقهى يتجاذبن أطراف الحديث الذي يجهل أصله و كأن شيئا لم يكن !!!!
رفع يده يمسح على وجهه و يقول بأسف مبررا سبب كلماته و موجها نظراته إلى نيرة كأنه يخجل من النظر إلى صديقته
أنا لما عرفت باللي حصل خرجت عن شعوري خصوصا أنكم قاعدين معاه عادي و بتتسامروا وتشربوا قهوة مش دا برضه اللي كان جايب ابن عمه ساعة الحاډثة عشان يشهده عليك و كان رايح جاي يقول عنك ڼصابة !!
أشار إلى قدح القهوة و واصل كلماته مقررا النظر إلى سديم و استكشاف مدى ڠضبها من فعلته الحمقاء معها
دا غير إن لما اتكلم معايا حدا واتحشر بينا أنا حقي اتضايق يعني خصوصا إنك ساكتة ياسديم و مفيش أي اعتراض على اللي بيدور حواليك لمجرد إنه عزمكم على قهوة هنا خلاص بقا ملاك ومش تبعهم !!
ڠضبت نيرة بشدة خاصة حين وجدت سليم يرفع رأسه إلى
الأعلى عائدا بجسده إلى الخلف يفتح قبضته ويغلقها عدة مرات محاولا التحكم بغضبه وندمت على فكرة قص ما حدث له بالرغم من دهشتها من ردود أفعاله الهوجاء تلك المرة لكنها حاولت الدفاع مرة أخرى تقول بحدة طفيفة
كريم !! إحنا مش بنشرب قهوة و آآ
قطعت كلماتها سديم و قد أعلنت عن انتهاء تواجدها بهذا المكان تنظر إلى سليم الذي أدرك رغبتها و أشار إلى العامل مطالبا إياه بإحضار الفاتورة و أخرج أمواله يستمع إليها تردف مبتسمة بهدوء
شاطر ياكريم طلعت فاهم كل حاجة حواليك كمل بقا بنفس أفكارك كدا !
استنكر سليم ما قالت وتجاهلها كلماته لكن نيرة أدركت معنى ما فعلته شقيقتها كما أدرك كريم أيضا و اتسعت عينيه يحدق بها پصدمة ينظر إلى نيرة التي وقفت هي أيضا ترتدي حقيبتها و تغادر المكان قبل الجميع پغضب شديد وندم على تصرفها و شعورها أنها تسببت بخسارة جديدة لشقيقتها حيث أن كريم قد وضع حاجزا صلدا بفعلته اليوم معها و لكنه وقف و أمسك يدها يقول معتذرا بندم خوفا من خسارتها
سديم ! أنت متعرفيش نيرة بالذات عندي إيه أنا كنت هتجنن يوم مااتاخدت و النهاردة لما عرفت اللي حصل خرجت عن شعوري و خانني التعبير !!
نظر إلى سليم وعاد إليها يراقب ملامحها الخالية من التعبيرات قبل أن تزفر پغضب و تقول بملل
تمام ياكريم اوعاا عشان ألحق نيرة ونبقا نتفاهم بعدين ؤغم إني مش لاقيالك مبرر لعصبيتك دي كلها اكيد محدش هيخاف على نيرة قدي !
تحركت بالفعل وتبعها سليم و لكنهما توقفا واحتلت الصدمة ملامحهما حين قال كريم بنبرة يشوبها التردد
مبرري إني بحب نيرة وكنت مستني تخلص السنة دي عشان اطلب ايدها منك !!!
استدارت بجسدها تحملق به بأعين متسعة مذهولة من رغبته التي يفصح عنها لأول مرة معها و هزت رأسها بعدم تصديق بينما تسمر سليم يراقب الموقف بذهول وقد أصاب كريم التوتر من ظهور الصدمة والرفض على ملامحها
و خرجت عن صمتها أخيرا تسأله بدهشة
نيرة عارفة
هز رأسه بالسلب مسرعا و أردف بقلق
لأ أنا مقولتش ليها أي حاجة و مكنتش هقولك بس اللي حصل النهاردة دا مكنتش هتسامحيني عليه إلا لما اصارحك أنا معنديش أي استعداد اخسرك ياسديم ولا أقدر أخسر نيرة والله اللي حصل دا من خۏفي عليها ومش عايز منك أي رد دلوقت لما نهدا كلنا نتفاهم !!
ثم تحرك مسرعا بعد إلقاء قنبلة موقوتة تهدد علاقته بها شخصيا كأنه يخشى أن يحصل على رد فعل معاكس لرغبته أو يخشى الندم على التوقيت الغير ملائم !!!!
تركها في حالة من اللاوعي و الآن فقط شعرت أنها عديمة الخبرات أو غير جديرة بمنصب تولي شئون شقيقتها الصغيرة شعر سليم بتشتتها و آثر الصمت رغم أن داخله بركان ڠضب من مطلب هذا الرجل و خاصة بتلك الفترة العصيبة !!!
افترقا عند السيارات و قرر سليم متابعتها بالسيارة تخوفا من شرودها دلفت إلى سيارتها حيث كانت تجلس داخلها نيرة منتظرة إياها بحزن واضح تحول إلى دهشة حين أدارت سديم المحرك و بدأت بقيادة السيارة صامتة دون أن تتفوه بكلمة واحدة بدأت الظنون تتلاعب بها و أردفت بقلق بعد أن امتدت يدها تجاهها ووضعتها فوق كتفها
سديم ! أنت زعلانة مني !!!
أفاقت على سؤالها و أوقفت السيارة تحدق بملامح شقيقتها بشرود ثم سارت بعينيها عليها وعادت إلى وجهها مرة أخرى تهمس داخلها بسخرية لاذعة حزني على حالنا ليس إلا لم تعد شقيقتي صغيرة ولم أبلغ أنا من الكبر ما يؤهلني إلى تلك الأحداث لازلت تائهة أضل الطرق بل و اتخبط داخلها كيف ارشدك إلى الطريق الصواب إذا !! حزني على فراق اجباري و حاجتي إلى أعمار إضافية من الخبرات فوق عمري !!! حزني على عجزي لأول مرة أمام أمر يخصك !!! أوصاني أبي كثيرا تجاهك و أخبرني أن أحسن معاملتك و أودعك ما تتمنيه من مشاعر الدفئ و المحبة لكنه لم يتحدث عن تلك اللحظة المؤلمة لم يخبرني كيف أحسن التصرف بتلك اللحظات لم يخبرني عن هذا الشعور الذي صار رفيق اجباري داخل دربي شعور الخۏف القاټل تجاهك و تجاه جميع ما يخصك !!!!
كبحت سديم جماح دموعها و هزت رأسها بالسلب تهمس لها پألم شديد
لأ أنا موضوع آسر بس شاغلني !
عضت نيرة على شفتيها و أردفت بتعاطف
متابعة القراءة