الماڤيا منال سالم

موقع أيام نيوز


أن يعاني طالما أنه تجرأ على عائلتي.
استقمت واقفة ونظرت إليه متسائلة بملامح باتت مثله جادة
لماذا تفعل ذلك فيجو
سألني في نوع من المراوغة
أفعل ماذا
أشرت بيدي قائلة
هذا..
طالعني بهذه النظرة المتعجبة لما أقول فحاولت أن أكون هادئة وأنا استطردت متسائلة بشكل مباشر 

هل بذلك تخبرني أنك تهتم لأمري
لفظ كتلة من الهواء وتهرب من إجابتي بقوله
هيا لنذهب من هنا.
حاول سحبي لكني رفضت الاستجابة له وصممت على الحصول على مبتغاي قائلة بعناد
لن أتحرك قبل أن أسمع منك.
فرك طرف ذقنه قبل أن يعلق وهو يثبت ناظريه علي
ريانا أنت من العائلة الآن وأنا مسئول عن حماية كل فرد فيها لهذا من الطبيعي أن أنتقم ممن تسببوا في إيذاء عائلتي.
يبدو أن كل محاولاتي للحصول على ما يرضيني من كلمات محدودة تشير إلى اهتمامه الحقيقي بي والنابع من شخصه لا من القيود المفروضة على علاقتنا الزوجية قد نفدت لذا رمقته بهذه النظرة المتعطشة لمعرفة حقيقة مشاعره ناحيتي كوسيلة أخيرة واسترققت قلبه إن كان يملك واحدا بسؤالي اليائس
هذا فقط متأكد
دون تردد قال موجزا
نعم.
أحسست حينها بوخزة تطعن في قلبي فقلت بجمود وأنا أقاتل لئلا أذرف الدمع تأثرا
حسنا لنذهب.
اشتدت قبضته على يدي ليستوقفني آمرا
انتظري.
تنفست بعمق ونظرت إليه متسائلة وأنا أزيح العبرات العالقة في أهدابي بأناملي
ماذا تريد أيضا
أخبرني مباشرة
أريد زوجتي إلى جواري.
سئمت من حالة الكر والفر في المشاعر بيننا فقلت في صوت يعبر عن انهزامي
أنت مرغم على هذا وليس عن إرادتك.
أكد لي
أنت من أريد حقا.
أيظن أنه بهذا الحديث يريحني بل يزيد من عذابي .. 
أحسست أن فرحتي منقوصة يشوبها الحزن فتساءلت بلسان يلهج 
وماذا عن غيري
تراجع برأسه لينظر إلي مستفهما فسألته بمرارة
هل لهم نفس المكانة
رمقني بنظرة معاتبة ويده تمسح على منحنى عنقي ثم خاطبني
لماذا تفسدين اللحظة بهذه الثرثرة الفارغة
قلت في حمئة
لأني دوما موضوعة في مقارنة مع هؤلاء.
ضاقت نظراته ناحيتي فتابعت بنبرة شبه هجومية
الزوجة الساذجة عديمة الخبرة.
احتضن وجهي بكفيه وعلق
أرى أن نرجئ النقاش لوقت آخر.
أبعدت يديه عني رافضة أي شيء ثم تراجعت عنه قائلة بجمود
من الأفضل أن نذهب فأنا لست بخير.
يبدو أن تمنعي عليه قد مس كبريائه فاقتضب في رده
كما تشائين. 
سرنا معا حتى الخارج فأشار لأعوانه ليقتربوا أعطاهم عدة أوامر صارمة ثم استقل السيارة وأنا إلى جواره. لم أنطق بشيء طوال طريق العودة ولم يحاول اجتذاب أطراف الحديث معي ولو حاول لكنت تحججت بتلف أعصابي مما عايشته لكنه لم يفعل بدا لحظتها قاصيا ومتباعدا وتركني في عزلة قد تبدو اختيارية. ارتضيت بها وهربت من واقعي المرير إلى النوم التعيس لعلي أجد في غفوتي وبين أحلامي الواهية ما كنت أصبو إليه.
ليت النعاس يأتيني سريعا حينما أشاء لكنه كغيره أبى أن يريحني! توقعت في الليلة التالية عندما بتنا بمفردنا أن يتجدد اللقاء بيننا أن يتودد إلي بأساليبه الخبيرة التي يجيدها ويظهر لي هذا القدر الذي أدمنته من الاهتمام ويبوح لي بما يريد

القلب سماعه ليستريح .. قضيت ساعات الليل ساهدة ساهرة لا أقدر على النوم ولا أطيق البعاد. وحين أغفل وأستفيق لا أجده جواري! ما قام به ليس ليوم بل امتد لعدة أيام حتى أصبح ذلك جليا. كنت على وشك سؤاله هذا اليوم عندما عاد متأخرا من العمل لكنه ألقى علي نظرة ملية قبل أن يعلمني بذهابه المفاجئ
طرأ لي عمل هام لا تنتظري حضوري.
وكأنه توقع أن أنهال عليه بأسئلتي فبادر بالفرار رفعت ظهري عن الفراش وحملقت فيه باستنكار وأنا أسأله
الآن لقد جئت لتوك.
قال ساخرا
مهامي ليست مقيدة بمواعيد.
حل الخۏف الممزوج بالقلق على محياي وأنا أتساءل
هل هناك خطب ما أخبرني.
هم بالتحرك بعدما أشاح بوجهه بعيدا ومنحني إشارة من يده معقبا في نبرة جليدية تماشت مع تعابير وجهه
عودي إلى النوم.
ناديته بصوت دافئ مليء بالرجاء
فيجو.
توقف عن السير ليستدير ناحيتي بادلني نظرة لم أفهمها وتكلم في أنفاس شعرت بثقلها قليلا
قد أغيب لبضعة أيام إن تتطلب الوضع هذا.
نهضت عن الفراش وهرعت صوبه متسائلة ويدي تمسك بذراعه
ما الذي حدث هل هناك هجوم ما
تفرست في ملامحه القريبة لعلي أفهم سبب رحيله المريب لكنه أجاد وضع هذا القناع على ملامحه وقال بلهجته الآمرة
اذهبي للنوم.
بدت خيبة الأمل جلية على وجهي فاكتفيت بهز رأسي وانسحبت عائدة للفراش لأسمع وقع خطواته وهو يرحل. ارتميت على جانبي أبكي تعلقي بوهم الحب وخصوصا معه آخر من ظننت أن يميل القلب إليه برغم كل مساوئه ونواقصه سألت نفسي في مرارة
لماذا لم أبق على كرهي الدائم له
والأكثر إيلاما على قلبي أني في أعماقي غفرت له ما اقترف من جرائم في حق عائلتي تركت العنان لبكائي الصامت فابتلت وسادتي ورأسي يكاد ينفجر من حيرته أيفعل بنا الحب هذا يجعلنا نمنح الصفح لمن لا يستحق لأن القلب قد نبض لأجله إن فعل فيا له من حب لعين! أصبحت الحقيقة التي لا مجال للشك فيها أني انجذبت لمن لا يجب الانجذاب إليه وتعثرت في خطاي لأقع بإرادتي في بئر ويلات عشق غير مرغوب فيه !!!
يتبع التالي
الفصل الرابع والثلاثون
حاولت أن أبعد عن نفسي سحب اليأس التي ظللت فوق روحي لكني لم أفلح ثما ما ينغص علي سکيني فقد غمرتي كل مشاعر الانهزام والإحباط والرغبة في فعل اللا شيء وما ساعد على تعزيز هذه المشاعر السلبية في نفسي هو الفراغ الكبير الذي حاوطني منذ غياب فيجو عني لأيام متعاقبة في البداية ملت لتصديق وجود خطب ما لكن والده مكسيم أكد لي أن تنظيمهم في أوج نجاحاته حينها تيقنت أنه يتجنب اللقاء بي ليضاعف هذا من شعوري بالنبذ والإقصاء. أذكر في نهار يومي الكئيب أن استيقظت من نومي ولساني يردد
فيجو أما زلت تكرهني
كنت مندهشة لكوني أتكلم خلال يقظتي القريبة تمددت على ظهري محاولة استعادة سبب تلفظي بهذه العبارة. استعاد ذهني تفاصيل حلمي الأخير حيث كنت أستجدي مشاعره لأعرف ماهية إحساسه ناحيتي استنكرت حماقتي وتذللي السخيف إليه ولكزت جبيني بظهر كفي معنفة نفسي
يا لك من غبية! حتى في أحلامك تتسولين الحب!
التقلبات المزاجية الحادة لم تكن من سماتي مؤخرا فتارة تجدني في قمة هدوئي وعدم مبالاتي وتارة أخرى أتحول للنقيض وأطيح بمن حولي من فوران عصبيتي تمنيت لو كانت والدتي إلى جواري ربما خففت عني هذه الأعباء التي تثقل روحي وأعادت إلي سكوني واستكانتي. 
لم أبدل ثياب نومي فقط غسلت وجهي وبسطت على كتفي شالا ثم خرجت إلى الشرفة لأنظر إلى الخضرة الممتدة أمامي بشرود نداء الخادمة من ورائي أخرجني من سرحاني المؤقت
سيدة ريانا.
بفتور ظاهر علي أخبرتها دون أن أنظر تجاهها
لا أريد الإفطار فقط أعدي لي كوبا من القهوة.
حمحمت قائلة بتهذيب
إنها شقيقتك...
خفق قلبي وانشرحت قسماتي فهتفت في ابتهاج كبير
آن
أوضحت لي وهي تشير بيدها
على الهاتف.
خبت فرحتي قليلا لكني رددت أمرها في حماس
اعطيني إياه.
ناولته لي وهي تقول
تفضلي أتأمريني بشيء آخر
أشرت لها بالانصراف وأنا أوليها ظهري قائلة
لا اذهبي.
انتقلت مع الهاتف إلى سور الشرفة استندت بمرفقي على حافته وحدقت في وجه شقيقتي المضيء بنظرات مشتاقة خمنت من الخلفية الظاهرة ورائها أنها تقضي وقتها على الشاطئ وجدتها ترفع النظارة على رأسها وهي تستطرد قائلة
مرحبا قطعة السكر.
تجاوزت ترحيبها وسألتها في لهفة مضاعفة 
آن لا أصدق كيف حالك اشتقت إليك كثيرا.
تنهدت وهي تخبرني بابتسامة متألقة تزين شفتيها
وأنا كذلك.
حاولت ألا أجعل ما أمر به من تخبط ويأس يعكر صفو هذه المكالمة لكني أخفقت حيث تخلل الحزن ملامحي فجأة فاختفت بسمتي الزائفة وأصبحت إلى حد ما شبه عابسة. سألتني آن باستغراب
لماذا تبدو عليك التعاسة
تهربت من إجابتها بادعاء الابتسام وأنا أداعب شعري الطليق
لا تقلقي أنا بخير أخبريني عنك.
رأيتها تسحب نفسا عميقا لفظته على مهل قبل أن تمهد لي بغموض أربكني
حسنا أريدك أن تصغي إلي جيدا...
قطبت جبيني في ترقب فتابعت بنفس الأسلوب المتأني
لدي خبر هام.
استشعرت من طريقتها بأن ما ستنطق به غير متوقع لم أطق الانتظار وسألتها على عجل وقد جال ذلك توا في خاطري
هل انفصلت عن اللعېن لوكاس
على ما يبدو لم تكن شقيقتي بمفردها خلال هذه المكالمة المرئية فوجدت من أمقت يحتل نصف الشاشة بوجهه قبل أن يدمدم محذرا بوجوم
أنا إلى جوارها فهذبي لسانك...
رددت غير مصدقة اقتحامه للمكالمة
أنت هنا
رد متصنعا الابتسام
نعم كما أني أحب زوجتي ولن أتركها مطلقا.
نفخت في ضجر
هل ستعودين إلى شيكاغو
ردت نافية
لا ليس بعد.
تساءلت بجدية
إذا ما الأمر هل صوفيا بخير
قالت وهي تدير رأسها للجانب الآخر
إنها تستجم على الشاطئ.
تذمرت آن من إزعاج زوجها المتواصل وهتفت في نبرة حازمة
لوكاس أريد الحديث رجاء امنحنا بعض الخصوصية.
على مضض اضطر أن يسير
بعيدا لكن صوته وصلني

وهو يهتف عاليا
أخبريها عن حملك لطفلي.
انتفضت في وقفتي وطرحت عن كتفي الشال بعدما انفرجت شفتاي عن صدمة جلية بينما راحت آن تصرخ معاتبة إياه بټهديد
لقد أفسدت المفاجأة لوكاس
علق عليها من بين ضحكاته المستمتعة
أنتظر محاولتك الفاشلة كالعادة.
أفقت من الصدمة المؤقتة وتداركت ما تم إعلامي به في لحظة عابرة. اشتعلت نظراتي وهدرت في ڠضب متصاعد
ما الذي يقوله هذا
بدا في استهجاني الصريح لوما ظاهرا لشقيقتي فاختفت إشراقة وجهها ومالت للتجهم لم تأخذني بها شفقة وسألتها بنبرة تدينها لأتأكد مما سمعت
هل أنت حامل
لو أبدت إعرابها الصامت عن الندم لكنت قد تقبلت ما حدث وبررت أنه جاء بطريق الخطأ لكن ما رأيته أظهر العكس كليا. كانت آن مسترخية التعبيرات رغم العبوس البائن في تقاسيمها جراء ردة فعلي أطرقت للحظات كما لو كانت تبحث عن الكلمات المناسبة ثم ابتسمت لي وأجابتني بهدوء بعد زفرة بطيئة أطلقتها
نعم وأنا مسرورة للغاية.
فاقت المفاجأة أي توقعات قد تطرأ على بالي فاڼفجرت ڠضبا فيها بلا مبرر
هذا جنون كيف تم ذلك
اضطررت للبقاء ساكنة للحظة ريثما تنأى آن عن زوجها الذي لم يكف عن إزعاجها وراقبتها وهي لتنظر إليه قائلة بلهجة آمرة
وتوقف عن التصنت علينا.
سمعته يخبرها بشيء من الټهديد
حسنا سأذهب لكن إن تمادت شقيقتك لن أصمت.
لوحت له بيدها وهي ترد
هيا ابتعد.
ظلت الډماء تغلي في عروقي وتساءلت وأنا أرمقها بهذه النظرة المليئة بالإدانة
لماذا آن
سكوتها جعل المزيد من علامات الاستفهام تقفز إلى وجهي قبل أن تنتقل إلى لساني لأنهال عليها دفعة واحدة
كيف تحملين منه أنت أجبرت على الزواج منه كيف تتورطين في هذا
لم تأبه آن للهياج المستبد بي وأجابتني بما حمل صدمات أكثر
لأني أحبه مثلما أحبني وهو رائع 
صړخت بها
تحبيه كيف ومتى حدث ذلك
تجولت بالهاتف بعيدا وهي تقول بخفوت
لا أعلم لكني واثقة من مشاعري ومشاعره...
ثم ضحكت في مرح وقالت وأنا أكاد أشعر بيدها تنخفض لتلامس بطنها
وها قد توج حبنا بصغير ينمو في أحشائي.
لومتها بشدة
ما فعلتيه جنون!
توقفت عن المشي وعقدت حاجبيها ناظرة إلي بنظرة منزعجة ثم سألتني في صوت جاد
لما
 

تم نسخ الرابط