الماڤيا منال سالم

موقع أيام نيوز


كل تلك العصبية ريانا
طل الحنق من نظراتي ناحيتها فتابعت بمنطقية
كان من المتوقع أن يحدث ذلك في أي وقت.
هتفت في نفس النبرة المنفعلة وأنا أضع يدي بين خصلات شعري لأضغط على رأسي المشحون
لكن ليس الآن أنت أضعت مستقبلك وآ...
قاطعتني بابتسامة لطيفة وهي تدور بنظراتها في الأرجاء

بل على العكس أنا أتابع دراستي من هنا والوضع شبه مستقر.
صحت في ذهول مستنكر
إنك تمزحين لا أصدق أنك تفعلين هذا.
كأنما أشفقت شقيقتي على حالي المهتاج فقالت ملطفة الأمر
ريانا الأمر لا يستدعي كل ذلك الڠضب أنا ولوكاس متفقان معا وكل شيء يسير على ما يرام.
سألتها بتشكك وقد أصبحت غير قادرة على التفكير
هل خولك فيجو لقول ذلك
لوت ثغرها معلقة
وما شأنه إنه لا يعلم بعد أنت أول من أخبره بالأمر.
كدت أتلفظ بشيء لكن أتى صوت لوكاس عاليا
آن والدتك العزيزة ټغرق.
صاحت كلتانا في نفس التوقيت
ماذا
رأيت آن وهي تهرول عائدة إلى حيث يقف فتساءلت في قلب واجل
ما الذي يحدث ل صوفيا
تنهدت آن في ارتياح ورددت
إنها بخير.
أضاف لوكاس وهو يحتل منتصف الشاشة مجددا 
أنا أمزح لقد ضجرت من الانتظار وشقيقتك ثرثارة للغاية.
على الفور تدخلت آن قبل أن أبادر بالرد اللاذع عليه
مضطرة لإنهاء الاتصال حتى أقتله.
ثم نظرت إلي بمحبة وأرسلت لي قبلة في الهواء وهي تخبرني
إلى اللقاء قريبا شقيقتي أحبك.
قلت قبل أن ينقطع الاتصال المرئي
وأنا كذلك.
رحت أدور في محيطي بحركات دائرية متكررة كأنما أفرغ بذلك
عما احتقن بصدري من طاقة غاضبة لهثت

وأنا أتساءل في غير تصديق
كيف لماذا فعلت آن هذا لما لم تتخذ احتياطاتها
توقفت عن الدوران حولي وهتفت في تصميم
إنها صغيرة ولا تعي ما يحدث لا يجب أن تتورط أكثر مع هذه العائلة.
عادت الخادمة إلي لتستعيد الهاتف وفي يدها صينية القهوة سألتني وهي تضعها على الطاولة الصغيرة
هل تريدين شيئا سيدتي
صړخت بها بلا ذنب
اغربي عن وجهي.
ارتاعت الخادمة من هيئتي وأومأت برأسها في طاعة لكن قبل أن تغادر ناديتها مجددا
انتظري.
ابتسمت لي فقابلت بسمتها المتكلفة بعبوس وأنا أمرها
أخبري السائق أني أريد الذهاب إلى زوجي أينما كان.
هزت رأسها مرددة بغير جدال
حسنا.
التجاهل الإهمال الهجر وما على هذه الشاكلة بدا وكأنه خطة معدة سلفا أو مؤامرة محاكة جيدا لجعلي أتقبل الحقائق الصاډمة بعدما أصل في عزلتي لأدنى درجات اليأس والإحباط. رفضت التعامل مع هذه المسألة تحديدا بالتريث أو العقلانية. تأنقت في ملابس كلاسيكية بحتة تضمنت ثوبا أسود اللون واخترته تحديدا ليتماشى مع إحساسي بقتامة وسوداوية ما حولي كما وضعت قبعة على رأسي تشبه تلك التي ارتديتها في مراسم ډفن خالي. مشيت نحو السيارة واضعة نظارتي على وجهي الصارم تعمدت ادعاء التعثر وأني قد لويت كاحلي ليسرع أحد أفراد التأمين ناحيتي استندت على ذراعه وهتفت في ۏجع زائف
أوه إنه مؤلم.
سألني في اهتمام
هل تأذيت سيدتي هل أستدعي الطبيب
استغليت فرصة انشغاله بشأني وقلت بنحنحة خفيفة
لا حاجة لذلك سأكون بخير.
شكرته باقتضاب قبل أن أجلس بالمقعد الخلفي حافظت على رباطة جأشي لم أنبس بكلمة طوال الطريق بينما ظلت يدي موضوعة على الحقيبة كأنما أخشى الإمساك بي. لازمت هدوئي إلى أن توقف السائق بالقرب من أحد النوادي الليلية التابعة لجماعتنا. مسحت المكان بنظرة سريعة بت الآن أميز الفارق بين كل جماعة وأخرى من تصاميم المباني الخارجية بالإضافة لهيئة رجال التأمين والحراسة المرابطين في محيطهم. 
استقبلني مسئول النادي باحترام فتجاوزت عن تملقه اللزج متسائلة بحدة طفيفة
أين فيجو
أجابني وهو يرمقني بهذه النظرة المندهشة لوجودي
الزعيم ليس هنا هو باجتماع هام.
أوليته ظهري وأنا أمره
إذا أرسلني إليه.
اعترض على مطلبي بحذر
لكن سيدتي.
رفعت إصبعي هاتفة في حزم
هذا أمر.
لم يتجادل معي كثيرا نادى على أحد أتباعه أملى عليه أوامري فتقدم في خطواته ليذهب بي إلى حيث يتواجد فيجو فقد بت متحفزة للغاية لمداهمته پغضبي المكبوت.
بعد بضعة دقائق كنت قد انتقلت إلى حيث تطل غرف المكتب العلوية على ما يحدث بالأسفل من خلال الواجهات الزجاجية ذات المرايا العاكسة. أوقفني واحد من ضخام الچثة قبل أن أصل إلى الباب رافعا يده أمام وجهي واستطرد هاتفا بصوته الأجش
الزعيم مشغول الآن.
هدرت به أمره بصوت محتقن
افسح عن طريقي.
ظل مرابطا كالأسد وهو يكلمني بجدية
غير مسموح سيدتي.
لم أحبذ اللجوء لاستخدام أداة ټهديدي الآن لكني أرغمت على هذا أمام محاولة منعه فتحت حقيبتي وألقيتها أرضا
تفضلي.
كالثور الهائج اندفعت بكامل ڠضبي نحو الباب لأفتحه صحت في تحفز شديد
فيجو!
الټفت كل من كان متواجدا بداخل الغرفة نحوي بدت المفاجأة جلية على وجوههم تجاهلت نظراتهم الذاهلة وصحت أسأله بصوت مرتفع عبر عن ڠضبي وأنا ألوح بيدي 
كيف تسمح بحدوث ذلك
لم ينهض فيجو من ترأسه لطاولة الاجتماعات كان هادئا بل في غاية الهدوء متسلحا ببروده المغيظ ذاك الذي يستثير الأعصاب ويستفزها دون أن يفعل شيئا. نظر ناحيتي بتفرس طابعه المتوحش كان أوضح ما يكون عليه في نظراته المصوبة إلي. شبك كفيه معا وقال
ريانا!
جاء الحارس من خلفي مبررا
عذرا على المقاطعة أيها الزعيم لكن خشيت أن تتهور.
اكتفى فيجو بالإشارة إليه
بنظرة صارمة من عينه ليرحل قبل أن يوجه كلامه لمن يجلسون

حوله
سنكمل اجتماعنا لاحقا.
نهضوا تباعا وهم يوزعون هذه النظرات المستنكرة ناحيتي وأنا أبادلهم نظرات كارهة متأففة حتى لم يعد بالغرفة سوانا. 
ممارسة الشجاعة المتهورة في حضوره الهادئ تطلب مني استنزاف كل طاقاتي الغاضبة دفعة واحدة كررت عليه سؤالي بصوت محتد ويدي لا تزال تلوح في الهواء بعشوائية تحمل الټهديد حدجني بنظرة غير مبالية قبل أن ينهض واقفا وهو يأمرني
اعطيني ذلك.
لا.
دفع مقعده للخلف وحذرني وهو يدنو مني بخطوات ثابتة
لا تتسببي في أي حماقة به.
لوحت به أمام وجهه بتهور وصحت في زمجرة حانقة وأنا أتراجع للخلف
فمن الأفضل ألا تقترب.
مط فمه معقبا
حسنا.
واصلت الارتداد للخلف فكف عن التقدم ناحيتي طالعني بنظرة فاحصة ثم وضع يديه في جيبي بنطاله بدا شامخا في وقفته لا يهاب أحدا ظل على هدوئه اللعېن وسألني ببرود
هل هدأت حتى نتكلم
لم أقل شيئا فتساءل وكامل نظراته مثبتة علي
ما الذي حدث
بقدر ما كان يثير الحنق في نفسي إلا أني كنت أهاب طريقته الهادئة بشكل ما كانت تنطوي على تخطيط سريع خلالها يسعى لتقييم الموقف والتصرف في التو. أبقيت على مسافة فاصلة بيننا تحسبا لأي خطوة غادرة منه فمثله لا يستهان بتفكيره الجهنمي. زويت ما بين حاجبي وصحت أخبره مباشرة 
آن حامل!
تقوس فمه قليلا وعلق بلا تغيير في تعابير وجهه
جيد.
تصاعدت بي وتيرة الڠضب فهدرت أسأله بصوت مستشاط 
حقا أليس الحمل والإنجاب محظورا في العائلة 
حرك كتفيه في غير اكتراث وعلق
طالما يرغب لوكاس في طفل فما المانع
بلغت عنان ڠضبي من كلماته فاندفعت ناحيته ورفعت عيني إليه وصحت به بأنفاس منفعلة
أنت تثير چنوني بتصريحك ذلك ألم تخبرني أنه إذا حملت فلن يكتمل
أخرج فيجو يده من جيبه وتلمس بأصابعه جانب ذراعي مردفا بلؤم
نحن نتحدث عن شقيقتك وليس عنك فلا خوف عليها إذا...
أحسست بخفقة تعصف بي وهو يسألني ذلك السؤال المباشر
أم أنك كذلك
قلت باستهجان
لا أريد الإنجاب فهذا آخر ما أرجوه.
في لمح البصر كانت يده تقبض على رسغي اختطف مني السلاح دون أن أعرف كيف تمكن من هذا وضعه في جيبه ولم يفلت قبضتي بعدما استعاده وقال وهو يرمقني بهذه النظرة المزهوة
ليبقى ذلك معي فهذا آمن أكثر.
حركت ذراعي في توتر متعصب محاولة تخليصه لكني لم أفلح فاشټعل وجهي بنيران حنقي بينما بقي فيجو هادئا يستمتع بالمشهد الدرامي الذي أؤديه نال مني الإحباط لفشلي وامتزج بنفاد صبري فكورت قبضتي الأخرى وأخذت أسدد له اللكمات في صدره بكل ما عصبية حتى فرغت قواي عندئذ أمسك بي من معصمي معا شدني إليه متسائلا
هل بذلك هدأت
هتفت في غيظ ما زال محتدما
سألني مستفهما
لماذا زوجتي الحبيبة هل لأني تغيبت عنك بضعة أيام تثورين هكذا
رددت منفعلة
ومن قال أني أفتقدك
ألست كذلك
رمقني بنظرة حانية تعجبت منها بعدما أزاح القبعة عن رأسي قبل أن يضيف
هكذا أفضل.
سرت نوبات الڠضب في أوصالي كطوفان جامح فصررت على أسناني أصيح به
ابتعد.
أخبرني في نبرة خفيضة مشوقة
سأعود الليلة للبيت فانتظريني.
قلت برفض معاند
وأنا غير متفرغة.
ابتسم في عذوبة وهو يتساءل بشك
حقا
رددت بعناد أكبر
نعم
سنرى بشأن هذا لاحقا.
بغير انفعال رددت محتجة 
لا تأتي.
قال بتصميم
بل سأفعل.
تراجع مبتسما ليضع كفيه على جانبي ذراعي قائلا
أنت بحاجة للاسترخاء...
أمسك برسغي يفركهما بأصابعه وتابع
لتذهبي عند السيدة كاميلا لبعض الوقت أظن أنها تقيم مأدبة غداء اليوم.
حافظ على هذه البسمة الصغيرة على ثغره وهو يضيف
تحتاجين للترويح عن نفسك.
هززت رأسي موافقة فقال مؤكدا
أما بشأن مخاوفك من حمل شقيقتك فثقي أن لوكاس أكثر الناس سعادة بهذا الأمر.
للغرابة
وجدتني أصدق كلماته نادى على أحد رجاله ليأتي فامتثل له بانصياع تام
ما الأمر أيها الزعيم
أخبره بوضوح
أعد السيارات فزوجتي

ستذهب عند السيدة كاميلا.
أومأ برأسه قائلا
سمعا وطاعة.
أشار لي لأنهض فقمت بإرهاق من موضعي شعرت وقتها بنوع من الدوار عززت أسبابه لوقوفي المباغت فتأرجحت خطواتي في التو أقبل علي فيجو يسألني بقلق
هل أنت بخير
بدا وجهه ضبابيا مشوشا فحاولت التماسك ومقاومة إعيائي الغريب سألني في توجس أكبر
كيف تشعرين 
أجبت عليه وأنا أحاول الاستقامة
سأكون بخير.
سألني وهو يسحبني من يدي ليجلسني مرة ثانية في مكاني
هل تناولت شيئا
فركت جبيني وجاوبته
لا.
صاح بي في نبرة خشنة
أأنت حمقاء
انتقل من جواري نحو مكتبه رفع سماعة الهاتف وخاطب أحدهم بلهجته الآمرة
استدعي الطبيب مارتي واحضر لي طعاما ملائما.
اعترضت من مكاني بعبوس
ليس لي شهية.
رمقني بهذه النظرة الحادة قبل أن يخابر من على الهاتف
تعجل.
وضع السماعة في مكانها وعاد إلي ليجلس إلى جواري احتواني بنظراته المهتمة ليشرع بعدها في توبيخي بالمستهلك من العبارات فصممت أذني عنها ظل ماكثا معي وشاركني الطعام بدت هذه اللحظات رغم قصرها لطيفة وهانئة إلى أن جاء الطبيب مارتي فتحول للطبع الجامد المحافظ نهض من جواري ليفسح له المجال حتى يقوم بفحصي تعجبت من سحبه لعينة من دمائي تأوهت من الوخزة وسألته
ما الداعي لهذه الإبرة
أجاب الطبيب بهدوء
أنت لا تبدين بخير.
نظرت إليه بغير اقتناع فأكمل
ربما أحد الأدوية سبب لك أعراضا جانبية.
وجهت حينها بصري إلى فيجو ولومته بنوع من المزاح الثقيل
لم أعرف المړض إلا في بيتك زوجي العزيز.
رفع حاجبه مرددا باستنكار
حقا
أكدت له بنظرة ذات مغزى
ألست من جعلني أقبل على تناول الدواء
استأذن الطبيب بالذهاب بعد انتهاء مهمته وشعوره بالحرج فهمهمت في تهكم
يبدو أني سأصبح مچنونة قريبا.
جلس فيجو على مسند الأريكة متسائلا في نبرة هازئة
أتقولين أني من أقودك للجنون
لم أحبذ الدخول في جدال معه فقلت وأنا أهب واقفة
لا يهم سأذهب.
نهض بدوره واعترض طريقي قائلا
لا داعي من الأفضل أن ترتاحي.
تجاوزته هاتفة بتصميم
أنا بخير الآن كما أني بحاجة لذلك.
سبقني في خطواتي ليقف قبالتي نظرت إليه بتحير فوجدته يمرر راحتيه على جانبي ذراعي مغمغما في اهتمام لا يمكن إنكاره
لا تجهدي نفسك.
اكتفيت بهز رأسي وودعته متجهة نحو الباب لكن قبل أن أضع
 

تم نسخ الرابط