الماڤيا منال سالم

موقع أيام نيوز


يدي على مقبض الباب وأغادر أعاق سيري وأرسل من عينيه نظرة احتوت على الكثير من المشاعر المهمة وقتئذ ناظرته بتحير وتساءلت
ما الأمر الآن
أسبل عينيه ناحيتي ليأسرني بنظراته الساهمة لم أعد أشعر بشيء سوى فيض مشاعره الجياشة وقتئذ وجدته يعترف لي بصوت هامس وبلا توقع

ريانا اشتقت لك .. كثيرا !!
يتبع الجديد
الفصل الخامس والثلاثون الأخير
شعرت بقوة المحبة الطاغية تجتاحني وحلقت بوجداني إلى ما وراء الوراء كأني سافرت إلى فضاء بعيد كنت أهيم عشقا في نظراته أسبح ابتهاجا مع ابتساماته العذبة آملت أن حلمي البسيط تحقق أخيرا لكن قساوة الحياة سلبتني اللحظة المميزة لم أكن قد استفقت بعد من غيبوبة المشاعر الحسية العميقة حتى وجدت فيجو قد تحول للنقيض إنسان آلي صلد متحجر القلب وغير لين الطباع. تركني وأنا بحاجة لضمته أبعدني عنه ليلبي نداء عمله غير مبال بحالتي النفسية المحطمة.
عندئذ فرت دمعة حبيسة من طرفي فما اعترف به وأنا في قمة استسلامي قد قيل على سبيل التسلية واللهو واللعب بمشاعري المرهفة هو فعل ذلك باحترافية مدروسة لئلا أضجره بكآبتي الزائدة عن الحد وأفسد عليه نهاره خاصة مع تعليمات الطبيب بالبعد عن الضغوط النفسية الموترة للأعصاب شعرت بضړب من الاستياء العميق يصيب دواخلي وأدركت من جديد أنه لن يتغير فهو لا ينتمي لفئة المؤمنين بالحب أو أي شيء له صلة بالأحاسيس والعواطف وما كان بيننا من انسجام واتفاق انقضى حيث عاد إلى ما كان عليه من الجدية والجمود.
جففت وجنتي بحركة سريعة من إصبعي قبل أن يلاحظ السائق حزني ورغم اختبائي خلف نظارتي القاتمة إلا أني شعرت بسهولة اكتشاف ما أمر به من ضيق وتعاسة الټفت أنظر إليه عندما تكلم في الهاتف
سنصل بعد قليل اتبعنا.
سألته بعد نحنحة سريعة 
ما الأمر
أبعد الهاتف عن أذنه ونظر إلى انعكاس وجهي عبر المرآة ثم أخبرني في نبرة رسمية
لا تقلقي سيدتي أنا أعلم أفراد الحراسة بمسارنا.
منحته هزة من رأسي وأنا أرد
حسنا.
تابعت الطريق من زاويتي بنظرات شبه شاردة كذلك ظللت فاقدة للتركيز معظم الوقت حتى وأنا مدعوة كضيفة استثنائية في حفل غداء السيدة كاميلا الصاخب اتخذت الصمت رفيقا بقيت هادئة شاردة تطرأ على ملامحي علامات العناء. دنت مني صاحبة المكان تسألني في اهتمام
هل أنت بخير
رفعت نظري إليها وقلت بابتسامة منمقة
نعم.
تأملتني بغير اقتناع لم تكن لتتركني أمضي دون أن تحصل على ما يشبع فضولها جلست إلى جواري بالحديقة وأردفت في مكر كأنما بهذا تحاول سبر أغواري
تبدو عليك التعاسة.
ادعيت كڈبا لأهرب من حصارها السخيف
أشتاق لعائلتي ولموطني.
تنهدت مليا وأبدت تعاطفا زائفا وهي تخبرني
كلنا مثلك تمر علينا لحظات لهفة وحنين.
أتبعت ذلك بمسحة رقيقة على كفي براحة يدها فابتسمت مجاملة وأرحت ظهري للخلف لأغوص في المقعد وأنا بالكاد أناضل لأبقى متجاوبة مع من حولي فقد تمكن الإنهاك من جسدي وجعلني شبه خاملة ربما كان من الأفضل أن أعود إلى القصر بدلا من التجول هنا وهناك. نسمة من الهواء العليل هبت علي جعلت أنفي يتحفز في البداية لم أعر الأمر اهتماما إلى أن أحسست بوخزة ټضرب أسفل معدتي قبل أن يراودني هذا الشعور المزعج بالغثيان اعتدلت جالسة وتساءلت في ضيق منعكس على وجهي
ما هذه الرائحة
اندهشت كاميلا لسؤالي وردت بآخر في تحير
أي رائحة
أخبرتها وأنا أدور برأسي في المكان محاولة كشف مصدرها المنفر
أشم رائحة غريبة ومزعجة.
اتجهت أنظار كاميلا نحو الصغار الذين بدأوا في الركض من حولنا وهو يتناولون الشطائر ضحكت في لطافة لمرحهم الممتع وأخبرتني وهي تشير إليهم
ربما سكب أحدهم شيئا هنا سأطلب من الخدم تنظيف المكان وترتيبه...
ثم اقترحت علي حين وجدتني أضع إصبعي على أنفي لأقلل من هذا الشعور المتزايد
لما لا نجلس بمكان آخر
وافقت في التو ودون تفكير
حسنا.
نهضت من مكاني وأنا أوزع ابتسامات رقيقة على السيدات الجالسات في محيطنا إلى أن تخطيت الحديقة وولجت إلى داخل

البهو هناك زاد إحساسي بالانقباض والاختناق كما تضاعف الوخز في معدتي وراح كامل جسدي يتعرق وما زاد الطين بلة أن دوار عجيب لف رأسه وكاد يطيح بها. هرعت نحو أقرب قطعة أثاث أستند عليها استعدت توازني بعد لحظة ولكني ملت للأمام ويدي موضوعة على فمي تجشأت بصوت خفيض قبل أن أقول
لا أشعر أني بخير معدتي تئن من الألم.
لحقت بي السيدة كاميلا بدا القلق ظاهرا عليها علقت مشيرة بيدها
سآتي لك بدواء مناسب.
اعترضت في صوت واهن
لا أظن آ...
لم أتم جملتي بسبب رغبتي العارمة في التقيؤ سألتها بأنفاس غير منتظمة
أين الحمام هنا
أشارت نحو الرواق قائلة في خوف
هناك..
أمسكت بيدي وتابعت
سآخذك إليه.
كنت ممتنة لكونها تدعم مشيي غير المتزن سرت معها إلى أن وصلت الحمام حينها فقط أفرغت ما امتلأت به معدتي بدوت في حالة مزرية مقززة نظرت إلي السيدة كاميلا بقلق متعاظم وسألتني وهي تناولني المنشفة القطنية
يا إلهي سيدة ريانا هل أنت بخير
استندت على حافة الحوض وأبقيت على رأسي مطأطأ نظرت إليها بوهن ثم تكلمت في إعياء واضح
لا أعرف ما الذي يحدث لي!
تكرر الأمر من جديد وتقيأت پألم حتى شعرت بخواء معدتي غسلت بعدها وجهي واعتذرت عن الفوضى المقرفة التي تسببت بها تفهمت السيدة كاميلا وضعي الطارئ وعاونتني خلال خروجي من الحمام قائلة بود
استندي على ذراعي.
أصابني دوار أعنف فتشبثت بها لئلا أفقد توازني ثم قلت
أشكرك.
ذهبت بي إلى المطبخ فجلست بتؤدة على أحد المقاعد المرتفعة سألتني وهي تشير للخادمة بيدها
هل تعانين من البرد
هززت كتفي قائلة
ربما.
تحدثت بشيء إلى الخدامة بعدما اقتربت منها ثم عاودت الحديث إلي باهتمام
سأعد لك شيئا طبيا سيهدئ من اضطراب معدتك.
استحسنت اقتراحها وأرحت مرفقي على السطح الرخامي الذي أجلس ملاصقة له بدأت أسحب أنفاسا عميقة لفظتها على مهل حتى استعدت قدرا بسيطا من عافيتي جاءت إلي السيدة كاميلا وهي تحمل فنجانا خزفيا مملوء بمشروب عشبي أعطتني إياه قائلة ببسمة مهذبة
اشربي ذاك المشروب إنه جيد.
تناولته منها ورددت بعد زفرة بطيئة
لا أبدو بخير هذه الآونة.
ارتشفت القليل فكان المذاق قويا امتعضت ملامحي وأكملت رغم هذا تجرعه. رفعت نظري نحو السيدة كاميلا عندما خاطبتني في حرج
اسمحي لي أن أسألك شيئا خاصا.
أبديت ترحيبي قائلة
تفضلي.
بدت خجلى وهي تميل علي لتسألني بصوت خاڤت
هل تفقدت موعد زائرتك الشهرية
سعلت أولا من الصدمة واهتز الفنجان في يدي فتناثرت عدة قطرات خفضت يدي وحملقت ناحيتها وقد حلت بي صدمة لحظية ثم هتفت بغير تصديق
ماذا
تابعت بضحكة ماكرة وهي ترمقني بهذه النظرة الشقية
فإذ ربما يكون هذا...
قاطعتها في ذعر يدعو للريبة
لا يمكن أن يحدث.
أشارت لي بكلتا يديها وهي تستطرد باستغراب
اهدأي ذاك شيء وارد الحدوث بين الأزواج.
قلت في إصرار رافض
مستحيل.
شردت نظراتي عنها وأخذت أتكلم بصوت مهتز
أنا ألتزم بأدويتي و...
بهدوء واضح عليها قاطعتني سائلة
حسنا لكن هل تذكرين متى آخر مرة
رحت أفرك مقدمة رأسي لهنيهة ثم قلت بعد تفكير سريع
إنها غير منتظمة.
تحفزت في جلستي وسألتها
كيف
أشارت بسبابتها موضحة بتشوق مغاير للخوف الذي استبد بي
لدي هنا في حمامي بالأعلى اختبار الحمل المنزلي عادة احتفظ بمجموعة في حال أن أصابني الشك سآتي لك بواحد.
لم تترك لي المجال للاحتجاج انطلقت في التو تجاه الدرج لتحضره فوضعت يدي أعلى رأسي أدمدم في توجس شديد
اختبار حمل منزلي! يا إلهي أرجو ألا يكون ذلك صحيحا.
شبكت كفي يدي معا ودارت برأسي كل الهواجس والخواطر غير المحمودة اعتصرت ذهني اعتصارا لأتذكر متى زارتني ضيفتي الشهرية فلم أتمكن من تحديد الموعد بدت كل الشواهد تشير إلى احتمالية حدوث الحمل خاصة مع

وجود بعض الأعراض الفسيولوجية التي كنت أتجاوز عنها حيث ظننتها ترجع لحالتي النفسية المتقلبة. عادت إلي السيدة كاميلا بعد دقائق وهي شبه تقفز في خطاها أبرزت العلبة ڼصب عيني وقالت بحماس متقد
يمكنك استخدام هذه تصلح للاستعمال في أي وقت ونتائجها إلى حد كبير دقيقة.
أخذتها بتردد من يدها وتطلعت إليها في نظرة طويلة شاردة وجدتها تدفعني برفق نحو الحمام وهي تهمس لي
هيا سأنتظرك هنا.
همهمت بين جنبات نفسي وأنا أشعر بهذا الخفقان القوي في صدري
ليته يكون كڈبا!
اتبعت التعليمات المدونة على ظهر العلبة بالطبع كان الاختيار الأنسب للحصول على نتائج أفضل في مطلع النهار عند الاستيقاظ لكن لكوني على عجلة من أمري فاضطررت لاستخدامها بغير توقيتها الملائم لعل وعسى تأتي النتائج مثلما أرجو. نادت علي السيدة كاميلا من الخارج
عزيزتي ريانا...
بقيت صامتة أنظر إلى الاختبار بعينين متسعتين فظلت تسألني من خلف الباب الموصود
كيف الحال
قلت وأنا ألعق شفتي
لحظة.
في هذه الثواني الفارقة كان الفضول عاتيا سواء من ناحيتي أو من تجاه السيدة كاميلا كلتانا تريدان بشدة معرفة النتائج مع فارق ردود الفعل. حبست أنفاسي ووضعت يدي على فمي أنتظر مدلول الاختبار وعاصفة من الرهبة تنتظر الهبوب في أي لحظة!
التبلد اللا تعبير وأمارات الجمود كانوا ظاهرين على وجهي عندما فتحت باب الحمام سددت نظرة خاوية للسيدة كاميلا التي كانت لا تزال في انتظاري بتشوق أقبلت علي تسألني في لهفة وهي تضم يديها معا أمام صدرها
ما الأخبار
رفعت الاختبار في مرمى نظرها لتراه بوضوح وأنا أقول بلا حماس
إنها شرطتان هل هذا يعني أني... !!
صړخت من الفرحة وصفقت بيدها مهللة
يا إلهي أنت حامل سيسعد الزعيم مكسيم كثيرا بذلك الخبر هو ينتظر حفيده المرتقب منذ زمن.
أخذتني في حضنها وظلت تبدي سعادتها للنبأ السار فقالت
لا أصدق البشارة كانت عندي..
استطعت سماعها وهي تقول في انتشاء
حتما سأنال مكافأة سخية.
لم تبد مهتمة بمطالعة حالتي الواجمة فهمست بتبرم مستاء من بين أسناني المضغوطة
أنا حامل وهي تفكر في المكافأة اللعڼة!
رأيت كيف شطحت بأحلام يقظتها وهي تواصل الحديث
خبر كهذا سيزيد من قوة عائلة سانتوس خاصة إن كان الطفل القادم ذكرا سيرث إمبراطورية العائلة العريقة.
نظرت لها شزرا أي ميراث هذا الذي سيرثه الطفل إنها لعڼة دموية تهلك صاحبها! مدت كفها نحو يدي سحبتها إليها واحتضنتها بين راحتيها ثم رمقتني بهذه النظرة الڈليلة قبل أن تستأذنني
ما رأيك أن نخبرهما معا لا أريد تفويت فرصة نيل رضا الزعيمين مكسيم وفيجو.
ضقت ذرعا بما تفعله فصحت في صوت حاد وأنا أنتشل يدي منها
سيدة كاميلا اسمعيني من فضلك.
تسمرت في مكانها تسألني في تعجب مندهش
هل تريدين شيئا
قلت بجدية بحتة
نعم.
أمسكت بها من ذراعها وسحبتها للجانب لأخاطبها بصوت شبه خاڤت لكنه ما زال جادا
من فضلك لا تخبري أحدا...
اكتسب وجهها بعلامات الاستغراب فتابعت مشددة
لا أريد أن يعلم أي شخص بمسألة حملي.
سألتني في استرابة وهي ترمقني بنظرة متشككة لم أسترح لها
لماذا هل هناك خطب ما
وقتئذ وتحت وطأة المفاجأة لم أعرف سبيلا للمراوغة أو تلفيق حكاية جيدة التصديق لهذا أطلعتها بتلعثم
لو علم فيجو بحملي...
بدت متأهبة الحواس لسماع البقية فتابعت وأنا أضع يدي على بطني
سيحزن كثيرا.
شهقت صائحة في صدمة
ماذا
أومأت برأسي لأؤكد لها جدية
 

تم نسخ الرابط