خطايا بريئة لشهد محمد
المحتويات
حدود عقله ومنطقه وكل ما نشأ عليه حين نزع سترته الحانية المفعمة بالاهتمام
عارف أن أنا أسعد واحدة في الدنيا اللحظة دي
غرق في بحر عينيها دون وعي وتمنى أن لن ينجو أبدا وهي تميل برأسها لتواجه وجهه أكثر حتى انفاسه واستأنفت بنبرة حالمة مفعمة بالسعادة غير عابئة بزخات المطر التي كانت تزف حديثها
علشان جمعت بين أكتر تلات حاجات بحبهم المكان ده والمطر وأنت يا محمد
________________________________________
قلبه بمثابة وعد صادق وهو لم يتعود أن يصدر وعود يستحيل أن يفي بها يأست من رده وكم شعرت بالإحباط حين تحمحم و أزاح برأسه قائلا بجدية شديدة وبصوت مرتبك
لازم نمشي الوقت اتأخر و المطر بيزيد
حانت منها بسمة باهتة بعدما اندثرت لمعة عيناها وهزت رأسها بطاعة ليسبقها لداخل السيارة ليحتل الحزن من جديد عيناها وهي تظن انه لم يبادلها مشاعرها غافلة كونه أصبح غارق بها ولكن الأمر لا يقتصر على ذلك فنعم هي تعدت حواجز قلبه وحدود منطقه ولكن يستحيل أن يتخطى هو تلك الفجوة الطبقية بينهم.
كانت ليلة ممطرة يلفحها الصقيع وصوت الرعد يتسلل إلى مسامعها أثناء نومها فزت هرعة من فراشها تفرك عيناها وتسير نحو غرفة والدتها بخطوات وئيدة وهي تأمل أن تدثرها وتنعمها بدفئها الذي لا يضاهيه شيء ولكن عندما وصلت إلى باب الغرفة الموارب قليلا استمعت لذلك الحوار المحتد بين أبويها
أنا تعبت منك ومش عارف أعمل ايه علشان اقنعك
عمري ما هقتنع يا عادل دي حياتي وانا حرة فيها
لأ مش حرة يا غالية ولو مرضتيش هجبرك وهيبقى ڠصب عنك ومش معنى اني وافقت
على رغبتك وسمعت كلامك يبقى كده عملتي اللي عليك تجاهي وتجاه بنتك
نفت غالية برأسها بعدم اقتناع وصړخت بهستيرية
اللي حصل ده كان علشانك أنت وعلشان اديك فرصة تعوض كل اللي معرفتش ادهولك أنا عارفة أني قصرت معاك وأنت صبرت معايا كتير بس ياريت كان بإيدي علشان خاطري يا عادل بلاش تضغط على اعصابي انا مش عايزة اتعذب أكتر من كده صدقني مش هقدر اتحمل اللي أنت بتطلبه مني ...
قالها بنفاذ صبر وهو يغادر الغرفة ويترك المنزل بأكمله دون أن يلحظ كون نادين تنكمش في أحد الزوايا و وصلها كل ما دار بينهم.
نظرت نظرة معاتبة لأثر أبيها وكم شعرت بلاستياء حينها كونه يتشاجر مع والدتها ويحزنها ثم سارت خطوتين داخل الغرفة لتجد والدتها تجثو على ركبتيها بإنهزام تام وتبكي بكاء مرير جعل الدمع يتكون بعيناها أيضا ويتهدل من سودويتاها التي كانت مفعمة بالبراءة حين غمغمت بحزن
ماما
رفعت غالية رأسها المنكسة بضعف وكفكفت دمعاتها
انا
كويسة يا قلب ماما متعيطيش انا بس اعصابي تعبانة وبابا مصر يفرض عليا ال...
ابتلعت باقي حديثها بمرارة وصمتت وكأن شيء اقوى منها يمنعها عن الايضاح اكثر لتربت نادين على ذراعها بحركة حانية بريئة و پبكاء تشارك به بؤس والدتها حين استأنفت
هو مش قادر يفهم اني خاېفة ...خاېفة اوي ...خاېفة اتعذب يا نادين أنا اتعذبت كتيير اوي وكل يوم بستنى قدري يخبط على بابي كل يوم بنام وببقى خاېفة مصحاش
متابعة القراءة