خطايا بريئة لشهد محمد
المحتويات
حسن بالأمس سيارتها كي يوصل ثريا بها لهناك.
فقد نظرت لساعة يدها متأففة من تأخرها على عملها وهي حقا تكره عدم الانضباط ولكن ماذا تفعل... يأست من الانتظار
في تلك الأثناء كان هو قد تحضر للذهاب لعمله وأصرت والدته أن يتناول معها الفطور في شرفة منزلهم فكانوا
________________________________________
يتبادلون أطراف الحديث حين لمحها فقد هب من جلسته وتحجج لوالدته
شهقت والدته
وانتبهت لمرمى بصره لتعقب قائلة
هتتأخر برضو عليا انا ماشي روح يا ابني بس على الله تتشجع وتقولها.
تنهد هو محبطا وأجابها وهو يلتقط مفاتيحه وباقي متعلقاته
لسه مجاش الأوان يا كرملة
خد بس اول خطوة وسيبها على ربنا وإن شاء الله خير
أومأ لها ولكن بينه وبين ذاته كان مازال مترددا ليسرع في نزول الدرج وقبل أن يخرج من باب البناية تهادت خطواته كي يبدو الأمر غير مفتعل ثم اقترب منها قائلا ببسمة بشوشة هادئة
ردت هي ببسمة متحفظة
صباح الخير يا دكتور
تسأل بأهتمام
طمنيني قريبكم حالته ايه
اجابته بتلقائية
ماما ثريا وحسن راحوا امبارح البلد ولسة للأسف في العناية
حاول أن يطمئنها
أن شاء الله هيقوم بالسلامه
هزت رأسها بأمتنان ثم زفرت بعمق وهي تنظر لساعة يدها من جديد ليتسأل هو
مالك يا بشمهندسة شكلك متأخرة
اومال فين عربيتك!
مع حسن
فور نطقها بأسم الأخر تجهمت معالمه وثارت دمائه حين تذكر عجرفته وطريقته الغير متحضرة وذلك الموقف السخيف خاصة الأمس ولكنه ألتزم ب ثباته الانفعالى واقترح متوجسا من ردة فعلها
لو تحبي ممكن اوصلك...
زاغت نظراتها بتردد ولم تجب ليكرر هو ببساطة متفهما
ممكن تقعدي ورا وتعتبريني أوبر
مش عايزة اتعبك...انا هستنى اكيد مش هيتأخر اكتر من كده
مفيش تعب...اركبي لو سمحت يا بشمهندسة وبلاش حساسية
زايدة
قالها وهو يضغط على زر التحكم ليفتح سيارته المصفوفة بجانب الرصيف أمامها ثم توجه لبابه وقام بفتحه دون أن يفرض عليها مكان جلستها ويفتح لها بابها وتركها هي من تقرر وراهن ذاته أنها ستفعل كي تثبت له انها ملتزمة بمعاهدة السلام التي أبرمها معها...وبالفعل بعد تفكير عضال منها نحت أفكارها وتقدمت من سيارته مضطرة ليبتسم هو بسمة متفائلة اخفاها سريعا حين جلست في المقعد الذي يجاوره...ليباشر قيادته وينطلق بها..في حين هي كانت متوترة بشدة وتتسائل أين كان عقلها حين وافقت حقا تستغرب حالها فنعم تشعر بلأمتنان له ولكن لم دائما تسعى أن لايتفهم تصرفاتها بشكل خاطئ أهو عرفان له أم ماذا حقا لا تعلم كل ما تعلمه أنها تتوتر بشدة منه ومن صراحته ومن تلك النظرات النافذة التي تشعر انه يخترق دواخلها بها
شيري احسن دلوقت
هزت رأسها ليستأنف هو يحاول جذب أطراف الحديث معها
في المدرسة مش كده!
هزت رأسها من جديد دون حديث مما جعله يغمض عينه بقوة ويلقى ذلك السؤال الذي أرق مضجعه وكاد ېموت فضولا ليعرف إجابته
طيب انا عارف ان مش من حقي اسأل بس بصراحة كنت قلقان امبارح لما ركب معاك العربية...ليتردد لبرهة ويستأنف متوجسا
تسائلت مستغربه اهتمامه
وليه تقلق !
تعالى وجيب قلبه عند سؤالها وفرت الډماء من وجهه محرجا وحاول التبرير بنبرة مبطنة يعلم انها ستفهم المغزى منها
اظن انت عارفة طليقك اكتر مني وعارفة بسأل ليه
تنهدت بتثاقل وتفهمت سبب قلقه فكيف لا يفعل وهو أول من شهد على انكسارها لذلك أجابته ببسمة باهتة
متقلقش محصلش حاجة انا بقيت بعرف اتعامل معاه و اوقفه عند حده ...وعلى فكرة بعتذر عن اللي قاله
تنفس براحة وهدأ وجيب قلبه وهدر بتفهم يدهشها في كل مرة
متعتذريش انت ذنبك ايه...هو انا كان ممكن اتفهم موقفه واتعاطف كمان معاه بس رد فعله واتهامه صدمني
هزت رأسها بأسف وقالت ببسمة ممزقة تعتلي ثغرها
حسن طول عمره مندفع تخيل وصل بيه انه فاكر أن في حاجة بينا...لتهز رأسها ساخرة وتضيف
غبي...
جمدت نظراته عليها لثوان يحاول أن يستنبط أي شيء من معالم وجهه ولكنه لم يجد غير بسمة ساخرة تدل على استبعادها للأمر...ليتنهد محبطا فيبدو أن تلك الأمنية البعيدة سيستحيل تحقيقها...فقد صب كافة تركيزه من جديد على الطريق وظلت العديد من الأفكار تعصف به لحين اجفلته هي و شهقت متفاجئة بعدما لاحظت ذلك الحشد من السيارات في الجهة الأخرى من الطريق
يا خبر ده في حاډثة يبقى علشان كده أوبر اتأخر
ابتسم بهدوء رغم ضجيج رأسه
حظك حلو إنك ركبتي معايا كان زمانك واقفة مستنية
هزت رأسها تؤيد حديثه ثم قالت بعرفان شديد صدر منها بكل عفوية
انت ابن حلال يا دكتور وديما بتظهر في وقتك
تهللت اساريره من مدحها وتسائل بحاجب مرفوع مترقبا
طب دي حاجة كويسة مش كده!
اجابته دون ذرة تفكير واحدة
اكيد طبعا بصراحة مواقفك معايا كلها جدعة اوي ولما بفتكر إني كنت قليلة الذوق معاك ببقى مضايقة جدا..
مط فمه يدعي الأسف دون أن ينظر لها
بصراحة اه انت
متابعة القراءة