رواية مزيج العشق كاملة بقلم نورهان محسن
اجابت نسمة بهدوء لاذع: تسلم يا عم ممدوح.. الاستاذ يوسف هيروح لمكتبه لأن عنده شغل كتير
ثم جلست خلف مكتبها، وقالت بهدوء أشد، وهي تنظر إلى الأوراق أمامها: بعد اذنك يا استاذ يوسف ورايا انا كمان شغل عايزة اخلصه
شعر يوسف بإحراج شديد، وإقتحن وجهه بقوة من طردها له بالذوق أمام ساعي الشركة، ثم اتجه للخارج بخطوات غاضبة دون أن ينطق بكلمة.
قالت نسمة بتهذيب: اتفضل انت يا عم ممدوح اذا احتجت حاجة من البوفيه هبلغك
ماذا ينتظر منها بعد أن استهزأ بها ولم يحترمها، وأهان كرامتها بفعلته.
كما أنه سقط عن أنظارها، وانتهى الأمر لهذا الحد.
لكن هل ينتهي الأمر حقًا عند هذه النقطة، أم ستقلب الأقدار التالية كل شيء رأسًا على عقب، من يدري؟
الفصل الأربعون (صدمات متتالية) مزيج العشق
بعد قليل
و مازلنا في شركة البارون
في مكتب ادهم
كارمن تجلس منذ أكثر من ساعة علي الأريكة الموجودة أمام مكتب أدهم، وتعمل على جهاز الحاسوب الخاص بها بناءا علي تعليماته، بينما أدهم جالس على مكتبه، يتابع حركاتها اللطيفة من حين لآخر بابتسامة صغيرة دون أن تلاحظه.
لاحظ أدهم ما حدث معها، لينهض بسرعة من مقعده متجهًا نحوها، قائلًا بإهتمام: حصلك ايه حاسة بحاجة بټوجعك ؟
ابتسمت كارمن له بإرهاق، وحاولت أن تجعل صوتها طبيعيًا لكي تجعله يطمئن بعد أن إستشعرت خوفه عليها، لكنه رغما عنها كان خافتًا: دوخة بسيطة يا حبيبي وعدت ماتقلقش
رفعت كارمن عينيها إليه، ثم تمتمت في محاولة أن تنكر ما يقوله برقة: لا يا ادهم انا ماكنش بيحصلي كدا وانا بشتغل زمان
لثم ادهم شعرها وهو يضمها أكثر بذراعه، وقال بحنو: دلوقتي غير زمان انتي ناسية انك ضعيفة من وقت ما ولدتي ملك لازم نروح للدكتور نطمن
مدت كارمن ذراعيها حول رقبته، وقالت بابتسامة هادئة مقوسة شفتيها للأسفل ببراءة: بس انا مش بحب الدكاترة ولا المستشفيات
ثم قبلته على ذقنه بأنفاس ساخنة، وقالت بدلال: صدقني شوية ارهاق صغيرين وهيروحو لحالهم عشان خطړي
تنهد من قلبه، غير قادر على الضغط عليها، لكنه همس بإصرار، ورفع حاجبيه: بشرط تاخدي اليومين الجايين اجازة من الشغل
ادارت عيناها بتفكير ثم قالت برضوخ: ماشي
أردف ادهم بنفس الهمس المخملي ناظرا إليها بعيون تفيض حبًا: وتوعديني اذا حسيتي بتعب تاني تقوليلي ماتخبيش وحياتي عندك.. بلاش عنادك دا كله الا الصحة يا كارميلتي
نطقت كارمن بإبتسامة رائعة: حاضر هو انا اقدر اعاند قصاد الحنان والاهتمام دا كله
في قصر ادهم البارون ليلا
يجلس أدهم على مكتبه، وينجز بعض الأعمال المهمة، لكن شتت انتباهه دخول ملك عليه التي ركضت نحوه، ليلتطقها بين يديه ويجلسها على قدميه قائلًا بحنان: ايه يا قلبي انتي تهتي منهم برا ولا ايه؟
هتفت ملك بتعثر بلهجتها الطفولية الناعمة: لا.. بابا.. مش عايزة اكل
إبتسم ادهم وقال بصبر: ليه يا روح بابا الاكل هيخليكي تكبري وتبقي حلوة.. انتي مش عايزة تبقي حلوة
عبست ملامحها البريئة قائلة بإشمئزاز: عاوزة.. بس لبن يع
ابتسم أدهم لحركاتها البريئة وقال ضاحكًا، وهو يشير إلى قدميها الصغيرتين: لا اللبن هيخلي الرجلين الصغنين دول يكبروا بسرعة يا شقية
ثم دغدغها بمرح حتى رن ضحكها العالي في المكان بسعادة
دخلت كارمن من خلال باب المكتب المفتوح، وشاهدت ما يحدث بابتسامة رقيقة على شفتيها، قائلة بحزن متصنع: ايه دا انا قطعت عليكم اجتماع مهم ولا ايه ؟
ثم اكملت بتوعد زائف للصغيرة: كدا يا لوكة تدوخيني عليكي في الجنينه وانتي قاعدة مبسوطة وتضحكي هنا
نظر إليها أدهم، ورفع شفتيه جانبًا، وقال ساخرًا: هو دا اللي هتقعدي في البيت وترتاحي.. بقي هي دي قعدة البيت بتاعتك يا كارمن
زمت كارمن شفتيها بإحراج، قائلة بدفاع عن نفسها: انا بقيت احسن صدقني وبعدين انا مش بتحرك كتير
هز رأسه بقلة حيلة من عنادها، ثم وجه حديثه لملك قائلا بحنان: لوكة احسن منك يا ماما خلاص هي تشرب اللبن عشان تكبر مش كدا يا ملك
أومأت ملك ببراءة همهمت: اه
طبع ادهم قبلة علي وجنتها المكتنزة بحب وقال بلطف بالغ: طب يلا روحي مع ماما ولما تخلصي الاكل كلو هجيبلك لعبة كبيرة
كانت الطفلة سعيدة للغاية، ونزلت بسرعة من قدميه، وتوجهت إلى والدتها التي قالت، وهي ترفعها بين ذراعيها: افضل انت دلع فيها كدا وكل يوم شقاوتها بتزيد يا ادهم
تلاعب ادهم بحاجبيه وقال بخبث: من حق الجميل يدلع انا عارف انك متغاظة منها عشان بتدلع اكتر منك
شهقت كارمن قائلة بصد@مة مزيفة، وهي تقوس شفتيها للأسفل: بقي دي اخرتها هتركن علي الرف
قال ادهم بغمزة: ماعاش ولا جاش اللي يعمل فيكي كدا يا كارميلة قلبي
ثم اردف بهدوء: طلب صغير حبيبي قولي لكريمة تعملي فنجان قهوة دماغي وشت من الشغل
كارمن بإبتسامة جميلة: حاضر من عينيا
في المطبخ
دخلت كارمن وعلي ذراعيها تحمل ملك، قائلة بابتسامة حلوة: دادة كريمة معلش هتعبك اعملي قهوة لادهم ووديهالو في المكتب علي ما اعشي ملك انتي عارفه مابتحلاش القهوة الا من ايدك
أومأت كريمة بطاعة قائلة ببشاشة: بس كدا غالي وادهم بيه يأمر
قالت كارمن بود لتلك المرأة الطيبة: تسلمي يا دادة ربنا يديكي الصحة
كريمة: سيدة في أواخر الأربعينيات من عمرها وتعمل في القصر منذ أن كانت طفلة، وكانت هي التي اعتنت بأولاد ليلي واعتمدت عليها في أمور كثيرة ووثقت بها، كما أن أدهم يكن لها مكانة خاصة كثيرا في قلبه.
بعد قليل
دلفت كريمة المكتب بعد أن طرقت الباب، وسمح لها أدهم بالدخول، وهي تحمل صينية قهوة في يديها، ثم بعد وضعتها على سطح المكتب، ووقفت تنظر إليه بتردد وارتباك.