رواية مزيج العشق كاملة بقلم نورهان محسن
زين بضحكة: من عيونيx
في قصر ادهم البارون
تجلس ليلي في الشرفة الكبيرة، وتحمل كوبًا من الشاي بالنعناع كما تحب.
سبق نادين صوت رنين كعبها العالي، لېحطم هدوء المكان، وقالت بإستخفاف: صباح الخير يا طنط
نظرت ليلي إليها بعين غاضبة من سخريتها متمتمة: صباح النور
نادين بتعجب: بالسرعة دي غريبة ماكملوش يومين يعني
ليلي بسخرية: انا حبيت اعرفك قبل ما تخرجي وترجعي متأخر زي كل يوم من وقت ما سافرو
كانت نادين متوترة من أسلوب تلك المرأة العجوز، فتذمرت حتى لا تلاحظ عصبيتها: ايه يا طنط انتي عايزاني اتحبس في البيت يعني مش كفاية اني متجوزة ابنك ومش مراعيني خالص جواز بالاسم بس
تمتمت نادين بحنق: واضح
اما في الصعيد
تحديدا في غرفة نوم ادهم وكارمن
تملمت كارمن في نومها إلى الجانب الآخر من السرير، ووضعت يدها على مكان نوم أدهم لتتفاجأ أن المكان كان فارغًا.
مدت يدها إلى الطاولة المجاورة للسرير وأخذت هاتفها، لتنظر إليه مخاطبة نفسها: انا نمت كتير اوي كدا.. الساعة بقت 10 ونص.. ادهم شكلو سبقني علي تحت.. بس ماصحنيش معه ليه دا؟!!
عند ادهم
كان يسير في الأراضي الخضراء حول المنزل، وقد استيقظ منذ الفجر وتسلل من جانب كارمن ثم جاء إلى هنا، وحتى الآن كان يفكر فيما سيفعله، ويحاول ترتيب أفكاره بهدوء وتمهل.
بعد لحظات سمع صوته قائلا بمرح: صباح الخير يا ابو الاداهيم
ادهم بضجر: صباح النور مش وقت سخافه علي الصبح يا مالك
مالك بحيرة: في ايه يا ادهم شكلك قرفان ليه كدا؟
تنهدت ادهم قائلا بهدوء: مفيش حاجة انت فينك
مالك: في البيت هفطر واروح الشركة
ادهم: طيب لما توصل احجزلي علي طيارة باريس انهاردة بليل او بكرا بالكتير
مالك: صبرك عليا عشان اترجم الكلام.. انت مش في الصعيد يا بني
ادهم بملل: ايوه راجعين انهارده هنتحرك من هنا علي الظهر وبليل نوصل مصر
مالك بدهشة: ايه اللي هيرجعكو بسرعة كدا في مشاكل ولا ايه !! ماتفهمني عدل
ادهم بهدوء: مش ضروري تفهم بعدين هبقي اقولك.. المهم دلوقتي نفذ اللي قولته.. يلا سلام
مالك بقلة حيلة: ماشي اللي تشوفه.. سلام
بعد فترة وجيزة في المندرة
الحج عبدالرحمن: ايه يا ولدي الكلام دا.. معقول تسافروا بسرعة كدا لسه مالحقناش نشبع منكم
ادهم بإحترام: سامحني يا حج عبدالرحمن لكن عندي شغل كتير لازم اتابعو بنفسي
أومأ الحج عبدالرحمن برزانه وتفاهم: اذا كان الموضوع شغل خلاص يا ولدي ربنا يكتبلك التوفيق ويصلح حالك
ادهم بإبتسامة: تعيش يارب
عند كارمن
خرجت كارمن من الحمام علي طرق الباب، فذهبت لتفتح لتجد مريم تدخل وتمسك بيد ملك
كارمن بإبتسامة رقيقة: صباح الخير يا ماما
مريم: صباح الورد يا كوكي
هبطت كارمن أمام ابنتها الصغيرة، وهي تقبل وجنتها المكتنزة بحب: ملوكة قلبي هاتي بوسة لمامي
مريم بهدوء: حبيبتي انا جيت اقولك ان ادهم كلم جدك عشان عايزنا نرجع مصر انهاردة
نهضت كارمن علي قدميها قائلة بإستفهام: ليه نرجع هو كان قالي اننا ممكن نقعد اسبوع.. وبعدين هو ماقاليش بنفسه ليه ؟
مريم بتبرير: يمكن زهق من القعدة هنا.. انتي عارفه طبع ادهم شغل وخروج.. حياته مختلفة خالص عن الحياة هنا يا بنتي..
ثم اردفت مجيبة علي سؤالها: هو اكيد اتحرج يقولك عشان ماتزعليش منه
كارمن بقلة حيلة: ماشي هحضر الشنط واجهز نفسي
مريم: لا سيبي انتي الشنط وروحي اقعدي مع جدك زي مافهمتك امبارح بعد مانفطر كلنا سوا قبل السفر
كارمن بضيق: حاضر هغير هدومي...
في الاسفل
تناول الجميع وجبة الإفطار في جو هادئ.
لم يتحدث أدهم وكارم أثناء الإفطار، لكنهما تبادلا بضع كلمات بسيطة ردًا على أسئلة الجميع.
بعد فترة وجيزة
كانت كارمن تجلس على بعد مسافة صغيرة من الحاج عبد الرحمن في المندرة بناء على طلبها، رحب الجد بذلك ثم جلسوا يتحدثون بهدوء.
استرسل الحج عبدالرحمن حديثه: انتي عارفه يا كارمن يا بنتي قبل ما تيجي.. كان عندي خبر بكل حاجة عن طريقة جوازك من ادهم وعدم رضاكي عن الوضع وانك اضطريتي لكدا عشان مافيش حد يقف في ظهرك
حاولت كارمن أن تقاطع حديثه: جدي
الحج عبدالرحمن: خليني اكمل كلامي وبعدين احكي علي راحتك
كارمن بإحراج: اسفه اتفضل يا جدو
الحج عبدالرحمن بنفس الهدوء: كنت ناوي اطلقك منه واخليكي تعيشي تحت سقف بيت اهلك ووسط عزوتك حتي لو هو مارضيش.. لكن بعد ما شوفت قد ايه هو انسان كويس وطيب.. كمان امك نفسها حكيتلي كل حاجة بيعملها عشانك وعشان الصغيرة فبدأت افكر من تاني
اختنق صوته، لكنه أصر على أن يخرج ما في قلبه، وامتلأت عيناه بالدموع التي بدأت تتساقط بهدوء، قائلا بندم وألم: انا غلطت يا بنتي في حق ابوكي جيت عليه كتير من صغره.. مش عشان مابحبوش بالعكس دا ابني البكري الغالي اللي من يوم ما اتولد اعتبرته السند والعون ليا.. يمكن عشان كدا قسيت عليه من غير ما ادري.. وبعد اللي حكيته ليا امك اتأكدت اني خلفت راجل بصحيح
تأثر قلب كارمن كثيرا بكلمات جدها، ورغم عنها دموعها سقطت على خدها ولم تستطع الجلوس في مكانها، فقامت وعانقته بحزن ودعم كبير.
اردف بصوت أجش، وهو يربت على رأسها ويعانقها بحنان: صدقيني يا بنتي بعد ما لاقيتك يعز عليا فراقك.. لكن انا مرتاح انك في عصمة راجل جدع كيف ادهم هو انسان شهم.. رغم اني عرفت انه متجوز لكن معاملته ليكي وخوفه عليكي وعلي بنتك يغفرله اي حاجة
صمت قليلا، ثم أخرجها من أحضانه عندما لم يتلق أي رد منها، ليقول بهدوء: وماتفتكريش اني بقول كدا عشان اللي سمعته عنه وبس.. لا من كلامي معه فهمته وعرفت قد ايه هو راجل يعتمد عليه
هتفت كارمن بإندفاع: بجد يا جدي دا رأيك فيه؟
ابتسم علي لهفتها وقال بمحبة: ايوه يا حبيبتي انتو صحيح ظروف جوازكم كانت غلط وقاسېة بس قلبكو نظيفة وهتنجحوا في حياتكو مع بعض ان شاء الله
ابتسمت كارمن من بين دموعها قائلة بسعادة حقيقية: ربنا مايحرمنيش منك يا جدي ويخليك لينا يارب.. انا كمان فرحانه اوي اني شوفتك وعرفتك كنت محتاج ليك جدا في حياتي
بعد قليل
قالت حنان بصعوبة وهي تعانق مريم بلطف: هتمشو بسرعة اوي كدا مالحقناش نقعد ونتكلم زي ما اتفقنا يا مريم
نظرت مريم اليها بإبتسامة وقالت: سامحيني يا حبيبتي مش بإيدي لكن اوعدك هنيجي تاني انا حبيت المكان وحبيتكو اوي ربنا اللي عالم
حنان بود: من القلب للقلب رسول يا غالية
انضمت إليهما كارمن فإقتربت من حنان وعانقتها، قائلة بهدوء: سلميلي علي روان اوي يا طنط حنان وقوليلها ماتزعلش اننا مشينا وهي مش موجودة.. وانا لما اوصل مصر هبقي علي اتصال بيها عشان اطمن عليكو
حنان: فكرتيني صحيح هتزعل جدا انكو ماقعدتوش معانا وماشيين.. معرفش انا وراكو ايه لو علي جوزك هو يسافر لشغلو ويعاود تاني يا الف مرحب به
كارمن بتنهيدة: ياريت كان ينفع يا طنط انا نفسي جدا افضل معاكو اكتر من كدا.. بس انا كمان بشتغل معه وفي شغل كتير محتاجنا
حنان: ربنا يصلح ليكو الحال يا حبيبتي ونشوفكم علي خير
بدر بإبتسامة لطيفة: مش هتسلمي علي عمك يا بنتي
ذهبت اليه كارمن وعانقته بمحبه، بينماوهو اخذ يربت علي شعرها، ليغمغم بحنان: هنتوحشك يا حبيبتي وقريب هتلاقينا عندك عشان نطمن عليكي
كارمن بنبرة ناعمة: ربنا يخليك ليا يا عمو
بعد ساعتين علي طريق السفر
في سيارة ادهم
أدهم يجلس بجانبها، لكنه لا يرفع عينيه عن الحاسوب الذي يضعه في حجره ويواصل عمله، بينما كارمن أيضًا صامتة، لا تريد أن تبدأ الحديث معه، ويدور في ذهنها سؤال واحد بحيرة: ايه اللي غيرو من نحيتي كدا لا بيكلمني ولا معبرني كأني مش موجودة.. حتي ماكلفش نفسه انه يقولي ليه راجعين بسرعة كدا.. ماهو لو علي الشغل صحيح هو بيشتغل من مكانه ومالك بيتصرف لو في حاجة ايه قلب حاله كدا ياربي بس
ادهم بهدوء: مالك ساكته من ساعة ما مشينا.. زعلانه مش كدا؟
خرجت من افكارها على صوته وردت بهدوء ايضا: لا عادي مش زعلانه ولا حاجة طالما الشغل عايزك مفيش مشكلة
أغلق أدهم الحاسوب ونظر إليها بتمعنx، ليسأل بصوت أجش: بس انا حاسك زعلانه من حاجة
كارمن بخفوت: اضايقت شوية انك ماقولتليش بنفسك اننا راجعين انهاردة
لم يستطع أدهم مقاومة ملامسة خصلات شعرها البنية التي هبت عليها الريح، فداعبها عفويا بأصابعه قائلا بحنو: مارضتيش اصحيكي من نومك
كارمن بإبتسامة هادئة: تمام
أمسك بيديها الدافئتين قائلا بلطف، ولم يستطع تصنع البرود بعد أن شعر بضيقها: اتكلمتي مع جدك في ايه؟
بينما كانت تنظر إليه بدهشة، تتسائل في ذهنها ما الذي غير مزاجه معها دون أي سبب واضح، ثم ردت برقه: قولتلو اني مش زعلانه منه واني سامحته ووعدته اننا هنزوره تاني قريب
واضافت بهمس: اول ما حضنته استريحت وشميت فيه ريحة بابا حسيت انه قدامي من تاني الله يرحمه.. عشان كدا اضايقت شوية واحنا ماشيين ماكنتش عارفه اني هتعلق به بسرعه كدا
ادهم بإبتسامة: هخليكي تسافري تشوفيهم تاني اي وقت تحبيه
كارمن بسعادة: بتتكلم جد!!
أومأ إليها بصمت، ثم عاود النظر إلى جهاز الحاسوب الخاص به.
في منزل ميرنا