رواية مزيج العشق كاملة بقلم نورهان محسن
ثم أردفت بسرعة: بس اسمعي صحيح مالك هيعدي عليكي عشان ياخد منك الكتاب خديه معاكي اوعي ماتنسيش
قلبت كارمن عينها للجهة الأخري، قائلة بملل واضح: يادي الكتاب يا ست الزنانه ماشي عايزة حاجة تانية لازم اقفل متأخرة ارحميني من رغيك شوية
قهقهت يسر بصخب، وبدأت تصدق حديث مالك عن أسلوبها مؤخرًا: لا يا حضرت المهمه هانم روحي والقلب دعيلك وابقي كلميني بليل
يسر بإبتسامة مشرقة: مع السلامة
التفتت كارمن إلى زوجها بعد انتهاء مكالمتها، وتشمله بإلقاء نظرة فاحصة من الرأس إلى أخمص القدمين، قائلة بإعجاب صريح بجسده المعضل داخل بدلته الرسمية الأنيقة: قلبي لا ماقدرش علي الشياكة الفتاكة دي كلها
ابتسم أدهم بلطف علي تغزلها الرقيق به، وهو يقترب منها قائلًا بصوت رخيم هادئ، وهو يقبل جبهتها: كلي ليكي يا روحي.. يلا بينا ننزل نشوفهم بيعملو ايه تحت!!
انتهت من الحصول على الكتاب، ووضعته في حقيبتها قبل أن تنسى، ثم أخذت معطف زوجها ومعطفها وسلمته خاصته، وبعد ذلك تأبطت ذراعه ونزلوا معًا إلى الطابق السفلي.
بعد قليل في الأسفل
دخل أدهم وكارمن غرفة الطعام حيث كان الجميع جالسين في أماكنهم بهدوء.
حملها أدهم من الأرض، وهو ينظر إلى الجميع، وقال معتذرًا: سامحوني يا جم١عة بس السكر دي وحشاني جدا
ضمھا بين يديه، وهو يقبل خدها بشوق لرائحتها اللطيفة، قائلا بابتسامة عريضة علي شفتيه: يا حبيبة بابا.. انا وحشتك قد ايه
همهمت ملك بكلمات غير مرتبة، وهي فتحت يديها على مصراعيها وقبلته على خده بلطف، لكن ملامحها عبست فجأة.
قالت كارمن بضحكة، مداعبة خد ابنتها بلطف، ثم قرصت أنفها برفق، وهي تبتسم إليها بحنان، لتقول بشقاوة: ذقنك يا بابا طويلة شوكتها
ضحك ادهم، وهو يومئ بتفاهم، قائلا بحنو: معلش يا روحي عشانك انتي بس يا ام عيون تجنن هخفها
واصل حديثه بصوت منخفض بالقرب من أذن كارمن: وعشان عيون امك كمان
ابتسمت كارمن بخجل ثم أومأت برأسها، وهي تبتعد عنه متجهة نحو طاولة الطعام.
أنزل أدهم الصغيرة إلى الأرض، لتجري خلف كلبها الصغير، وقد نست ما حدث منذ دقيقة، ثم هتف ادهم بمرح: يا صباح الفل علي الحلوين
قالت ليلي بفرح لرؤيته أمامها، وهو يبدو سعيدا: صباح الورد يا حبيبي حمدلله علي سلامتك
بينما ابتسمت مريم بإتساع، وهي تصافحه بمحبة: نورت بيتك يا بني وحشتنا والله
بعد أن رد على تحياتها بأدب وود، ذهب أدهم إلى ليلي واحتضنها بشوق كبير، ثم انحنى وقبّل يدها ثم جبهتها، قائلًا بابتسامة جذابة: وحشني حضنك جدا يا ست الكل طمنيني صحتك عاملة ايه؟؟
جلست كارمن أمام كرسي والدتها من الجانب الآخر للطاولة، قائلة بابتسامة رقيقة مشرقة، وعيناها تشعان بالسرور: صباحك هنا يا مامتي
قالت مريم بحبور: صباح الورد يا نن عين امك
كانت والدتها سعيدة للغاية بتألق عينيها، وابتسامتها التي تذبلت على شفتيها منذ سفر أدهم، وحتى وجبة الإفطار لم تتناولها معهم منذ فترة طويلة، وكانت تذهب مباشرة إلى الشركة أثناء غياب زوجها.
دخلت نادين الغرفة برشاقة في ذلك الوقت، لكنها توقفت فجأة عندما رأته أمام عيناها يصافح والدته.
تضاربت الأفكار في ذهنها بحيرة، متي وصل من سفره، ثم إرتسمت ابتسامة خبيثة على شفتيها، وهي ترى ابتسامة كارمن السعيدة، وسرعان ما اندفعت إليه بسرعة، متظاهرة باللهفة: حبيبي ادهم
تفاجأ أدهم بمن إرتمت عليه وعانقته، ثم تمسكت برقبته، وقبلت خديه، وهي تردد بدلال أنثوي مقصود: وحشتني مoت.. حمدلله علي سلامتك يا روحي
اشتعلت عينا كارمن بلهيب أزرق ناريّا كاد أن ېحرق نادين في ظهرها.
أما بالنسبة له، فلم يشعر جسده بأي شعور يذكر عندما اقتربت منه نادين بهذه الطريقة، وكأنها لا شيء على الإطلاق، على عكس كارمن التي بلمسة بسيطة منها جعلته يشعر بتيار كهربائي في جميع أنحاء جسده، ثم تمتم ببرود: الله يسلمك يا نادين
أنزل ذراعيها اللتين تلتف حول رقبته مثل الحية التي تلتف حول فريستها، وهو يتنهد مما فعلته، فهذا الأمر الآن بالطبع سيسبب له مشاكل مع كارمن، بالتأكيد ستغضب منه الآن.
نظر إلى كارمن التي كانت جالسة تشاهد هذا العرض المسرحي الساخر أمامها دون أي رد فعل يظهر علي ملامحها المقتضبة.
اختفت الابتسامة المشرقة عن شفتيها، وقد أقتحن وجهها بشدة حيث نجحت تلك المرأة البغيضة حړق أعصابها عندما اقتربت منه، ولكن كيف لها أن تمنعها، وهي زوجته في النهاية أيضًا.
جلس أدهم بهدوء بجانبها دون ان ينبس ببنت شفة.
تساءلت ليلي في محاولة لفت انتباه كارمن، عندما رأت نظراتها الڼارية إلى نادين: انت رجعت امتي يا ادهم محدش من الخدم شافك والا كانو بلغوني علي طول
بدأ أدهم بشرب قهوته بعد أن سكبتها كارمن في فنجانه، ثم قال بعدم إكتراث: جيت بليل يا امي ومحبتش ازعج حد طلعت علي جناحي فورا
نطقت ليلى بصوت خفيض ماكر، وألقت نظرة سريعة على مريم التي فهمت عليها سريعا: قول كدا بقي انك ما صدقت وصلت وروحت طيران علي الناس اللي وحشوك
غصت كارمن أثناء شرب العصير من تلميحات والدته الجريئة، لكنها سرعان ما ابتسمت بمكر أنثوي، لأن الكرة أتت إليها، ولابد من أن تسجل هدفا ذهبيا الآن.
اقتربت كارمن منه بجرأة، وهي تميل عليه، ثم وضعت كفها الناعم على خده، ومسحت آثار قبلات تلك الحرباء بتعمد واضح، ثم رفعت يدها الأخرى إلى صدره متظاهرة بتعديل رابطة عنقه.
حدقت كارمن في عينيه بإشتياق، قائلة بنعومة مفرطة يتخللها الغنج: لا يا ماما بالعكس ماتظلميهوش.. انا اللي مسكت فيه امبارح اول ما لاقيته قدامي.. كان وحشني اوي اوي ماقدرتش اقوم من حضنه طول الليل
اختتمت جملتها بقبلة صغيرة بجوار فكه أمام كل الجالسين.