رواية مزيج العشق كاملة بقلم نورهان محسن
ليلى همست بلطف، إلى ملك التي كانت جالسة بجانبها على الأريكة بينها وبين ليلي: مين الحلوة اللي هتنام جنب تيته انهاردة
مريم بضحكة: لا موكة هتنام معايا انا انهاردة
عبست ملامح ليلي وقالت بإستنكار: كانت معاكي امبارح يا مريم.. احنا بينا اتفقنا كل وحدة يوم
ليلي بدهشة: لا يا مريومة انتي بقيتي تنصبي عليا كتير.. احنا نعمل جدول تنظيم نومها عند كل وحدة فينا يوم.. الكلام الشفوي دا مابقاش ينفع
نظرت مريم إلى ليلي، التي أومأت لها بالموافقة، وقالت مريم دعمًا لرأي إبنتها: البت طلعت اعقل مننا وعندها حق مع اني مابقدرش استغني عن نومها عندي لكن هو دا الصح
ليلي بإبتسامة: تمام يا حبيبتي.. جبتي كل اللي انتي عايزة من الفيلا
قالت مريم بينما تهم بالنهوض: طيب يلا انا هقوم اقولهم يجهزو العشاء ونتعشي كلنا
هتفت كارمن برفض: لا يا ماما انا تعبانه جدا من المجهود اللي عملته طول اليوم هطلع انام علي طول تصبحو علي خير
كارمن تجلس على السرير وركبتها مضمومتان إلى صدرها ويبدو عليها التوتر والقلق بعد أن حاولت الاتصال بأدم لتطمئن عليه، لكن هاتفه مغلق.
لا تريد أن تتخيل قط فكرة عدم عودته إليها، أو عدم وجوده في حياتها.
هي احبت عمر ولا تنكر الا انه حب عشرة وتعود، فهو اول رجل يدخل حياتها، ويملأها باهتمامه لذلك من الطبيعي ان تنجذب اليه وتعتقد أنها تحبه، ربما بسبب قلة خبرتها في هذه الأمور.
كما أنه طلب منها الزواج منها بعد أشهر قليلة من معرفته بها، لكنها لم تشعر معه بنفس المشاعر التي تغزو قلبها الآن والتي تشتت كيانها، وتجعلها ترتجف خوفا من فقدانها.
حتى لو كانت تحبه حقا، فهي الآن تعشق أدهم.
تحبه من كل قلبها، تعشق كل تفصيلة صغيرة فيه، كل لمسة ناعمة، كل همسة لطيفة منه، أو مجرد قبلة صغيرة منه قادرة على جعل نبضها يتبعثر لساعات.
مددت كارمن ساقيها وأمسكت بالوسادة، وسحبتها بين ذراعيها، وهمست برجاء: يارب اغمض وافتح الاقيه قدامي مش قادرة استحمل غيابه اكتر من كدا
بعد مرور بضعة ساعات قليلة
دخل أدهم غرفة النوم بهدوء في وقت متأخر من الليل، فطائرته قد وصلت لتوها إلى مصر، وبعدها توجه مباشرة إلى القصر دون أن يخبر أحدًا، حتى والدته لا تعلم متى سيصل.
نظر إلى كارمن، التي كانت تنام بهدوء على السرير، ووسادته بين ذراعيها.
تمنى في هذه اللحظة أن تضمه بدلًا من الوسادة، وأن يشعر بأطراف أناملها وهي تلعب بخصلات شعره بحنان، حيث كان يتوق بشوق إلى لمساتها الرقيقة للغاية.
اقترب أدهم ببطء، وتمهل من السرير، ثم جلس على حافته، ودارت عينيه على وجهها، ينظر إليها بعشق وشوق جارف.
شعرت كارمن بحركة جانبها، ففتحت عينيها ببطء واستغرقت بضع ثوانٍ بينما ترمش عينها، لتتضح الرؤية في ذلك الضوء الخاڤت الذي يسود الغرفة حتى أدركت أنه كان يجلس بجوارها ويحدق بها.
صاحت كارمن باسمه في لهفة، وهي تقفز من مكانها: أدهم
ادهم يحاول تهدئتها لإعتقاده انه أثار ذعرها: ماتتخضيش ايوه ان..
لم يستطع إكمال جملته، حيث فوجئ بها ترتمي في حضنه دون لحظة من التفكير، وعانقته بشدة، وهي تغمض عينيها بقوة وتشكر ربها على أنه استجاب دعائها، وبالكاد تصدق أنها بين ذراعيه، وأنه علي ما يرام.
صدم أدهم من رد فعلها لرؤيته، والأكثر من عناقها له.
أحاطها أدهم بقوة لا يريدها أن تبتعد عن قلبه، إنه يشعر الآن أن نبضاته قد انتظمت بضمھا إليه، حيث إستنشق عطر جسدها الذي يدمنه، وهذا ما كان حقا يفتقده كثيرًا.
قالت كارمن بصوت مبحوح، بينما كانت ذقنها علي كتفه وتضمه بقوة: انت كويس امتي رجعت من السفر
رفع أدهم كفه، وربت على شعرها بحنان، ثم قال بصوت خاڤت بجوار أذنها، حيث أرسل إليها موجة من الإطمئنان: لسه واصل حالا والحمدلله أنا بخير معاكي اهو
خرجت كارمن من بين ذراعيه، وأحاطت وجهه بيديها الصغيرتين، وتفحصته باهتمام قائلة بعفوية: حمد الله علي سلامتك.. كنت بتصل بيك من بدري وخۏفت عليك لما لاقيت التليفون مقفول
اجاب ادهم بهدوء: كنت في الطيارة..
اردف بهمس: خاېفه عليا من ايه؟
إرتبكت كارمن من نبرة صوته الهامسة، بينما أحمرت وجنتاها خجلا قائلة بتلعثم: انا.. كنت بحاول اطمن عليك بس
لم يرد أدهم إحراجها أكثر، فغير الموضوع: صحيتك من النوم
خفضت كارمن يديها إلى جانبها، وقالت برقة: لا انا لسه ماكنتش نمت
حدق ادهم فيها وعينيه تلتمع بنظرة غريبة، وقال بتساءل: مع انك طول اليوم كنتي في بيت عمر بتنقلي ادواتك من هناك
تفاجأت كارمن بأنه علي علم بالأمر لتسأل بدهشة: انت عرفت منين؟
أجاب أدهم بينما ينزع سترته، ويضعها علي طرف السرير بإهمال: مالك هو اللي قالي من يومين
أومأت كارمن برأسها بصمت.
نهضت من السرير وذهبت إلى الخزانة في زاوية الغرفة، ثم فتحت أحد الأبواب، وأخرجت مظروفًا كبيرًا وعادت للوقوف أمامه، محاولة ترتيب كلماتها: انا لاقيت الظرف دا وانا باخد حاجتي من بيت عمر انهاردة
أمسك أدهم المغلف من يدها، وقام بفتحه ليخرج تقارير المستشفى، وينظر فيها بصلابة دون أي رد فعل يبدو علي وجهه، ولكن بداخله شعر بقبضة مؤلمة تعتصر قلبه من رؤية ذلك الورق، ثم رفع رأسه وحدق في كارمن، متسائلًا بهدوء مبهم: كان فين بالظبط الورق دا!!
تفاجأت كارمن من هدوئه، وأنه لم ينظر حتى إلى ما بداخل الأوراق متسائلة بارتياب: مش هتفتحو وتقرأ اللي جواه
ادهم بجمود: انا عارف الموجود فيه
حدقت فيه كارمن، ثم هتفت بصد@مة: يعني ايه عارف.. كنت عارف ان عمر عنده ورم في المخ وانه دا سبب سفره من الاول
قام أدهم من الفراش، وقد توترت أعصابه بهذا الحدث الذي لم يكن مستعدًا للكشف عنه الآن.
أمسك بمرفقها برفق محاولا تهدئتها: ممكن نقعد وتسمعيني
سحبت ذراعها من قبضته، قائلة بحدة: لا عايزة اسمع وانا واقفة
زفر أدهم من عنادها، ثم بدأ يتحدث بهدوء قدر استطاعته: كارمن.. عمر في الفترة الاخيرة كان دايما حاسس بإرهاق وصداع مستمر واكيد انتي كنتي عارفه
ردت كارمن بعد أن ابتلعت ريقها بقلق: ايوه ولما سألته وقتها قال انه راح لدكتور وقاله ان دا بسبب الارهاق ومحتاج انه يهتم بصحته مش اكتر
قال ادهم دون أن ينظر إليها: انا اللي خليته يقولك كدا