رواية عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد من البارت الاول الثامن والثلاثون
عندك وابعتيلي قهوتي وابعتي المهندس حازم للاجتماع مكاني
تحركت السكرتيرة تضع الملف أمامها قائلة
الدكتور نوح بيقول لازم حضرتك تحضري الاجتماع عشان دا الأجتماعي السنوي وكل المساهمين هيكونوا موجودين
اهتز جسدها من فكرة تواجدها معه اليوم بعد تلك المدة سحبت نفسا تعبأ صدرها المجروح واخراجه على مهلا فأشارت لها
تمام هجهز وأخرج بعد شوية..
بعد فترة من الزمن وخاصة بغرفة الأجتماعات الخاصة بمجموعة المساهمين بشركة البنداري جلس الجميع بإنتظارها وكان على رأس الطاولة ذاك الشخص الذي تحول كليا فأصبحت ملامحه حادة وابتسامته قليلة حتى إنها أصبحت جافة من يراه يجزم انه لم يبتسم ابدا الصمت الدائم مع صلابة عظامه وفتول ذراعيه ورغم فقدانه القليل من وزنه إلا أنه يمتلك عضلات بارزة خلع جاكتيه وجلس أمام الجميع
وقف حمزة وهو يطلق ضحكة استفزازية
اتأخرت ليه ياجورج بوش نقرت نورسين على سطح المكتب وهي ترمق ليلى بنظرات إستخفافية قائلة بصوت خفيض اخترق إذن الذي تجلس بجواره
البت دي مبضيعش فرص ابدا سليم وراكان ودلوقتي نوح دا شوية هنلاقيها مسيطرة على الشركة كلها
تحركت ليلى بكعبها وكأنه يتحرك على عظامه يفتته من ابتسامتها الجميلة وهي تتحدث مع حمزة
أسفة ياحضرة الافوكاتو انا اللي أخرت نوح..تحركت إلى أن جلست بجوار يونس الصامت ملقية السلام عليه
اومأ برأسه برسميه واجابها
كويس ثم اتجه بنظره إلى راكان
الكل وصل ياله كمل عندي عملية بعد ساعتين يادوب اجهز
كانت ملامحه ثابتة جامدة على عكس دواخله التي اضطربت من اقترابها ورائحتها التي وصلت لرئتيه سحب نفسا بهدوء متلاشيا وجودها وسيطر على قوة مشاعره قائلا بصوتا جعله متزنا ثابتا كأنه لم يتأثر بشيئا
طبعا الباشمهندسة نورسين اشترت أرض وعايزة تعمل عليها مشروع كويس فهي حابة تتكلم عنه لكن قبل ماتتكلموا عن المشروعات الخاصة المتعلقة السنادي بالشركة بس اسمحيلي الأول يانور عايز أقول حاجة وزع نظراته بينهم
ودلوقتي انا هنسحب من الأجتماع ومدام ليلى هي اللي هتتولى منصبي بما أن ليها النصيب الأكبر بعدي ..قالها وهو يتوجه بنظراته إليها احتضنت العيون بعضها للحظات وكأن الأرض تبدلت غير الأرض والزمان غير الزمان والقلوب تأن وتصرخ ..تسلطت عيناه على ملامح وجهها الذي تغير لبعض الشحوب لا يعلم كيف أتى بهذا الهدوء متناسيا الميعاد الذي جمعهم والأحضان التي ملئت صدورهم بدفئ مشاعرهم كيف تحول كل هذا وأصبح رمادا حركته الرياح وهجر المكان تجمدت من حديثه فهمست له
ماليش مكان هنا النفس بيضايق البعض مش كدا يانوح قالها مصوبا نظراته الحزينة إلى نوح الذي كور قبضته پغضب حتى ضغط حمزة عليه ثم اتجه بأنظاره للجميع
مدام ليلى رئيسة مجموعة البنداري اتجه إليها يشير بيديه على الكرسي
طالعته بنظراتها المټألمة فالقلوب تحترق بهدوء قاټل أمام الجميع والألسن عاجزة عن مايحدث أمامهما.. كدا كله تمام ثم جمع أشيائه متحركا دون حديث آخر
صدمة أصابت البعض وأولهما نوح الذي يجلس بعيدا عنه وكأنه لا يعرفه وليلى التي نزلت كلماته عليها كضړبة زلزلت كيانها الهش فوق عڈابها..تقابلت نظراتها بنوح الذي أومأ بعيناه إليها فتحركت لمقعده تجلس عليه وجسدها ينتفض كحال قلبها تود لو تترك كل شيئا وتهرول خلفه ولكن كيف بعد الذي صار بينهما بتلك الفترة الأخيرة ...لحظات قليلة وبدأت سيطرتها على نفسها في الإجتماع متخطية الحواجز...
أنهت الأجتماع بعد فترة ليست بالقليلة واتجهت بخطواتها المتعثرة تختلي بنفسها بغرفة مكتبها ثم جمعت أشيائها متحركة للخارج سريعا وصلت منزلها بعد قليل دلفت للداخل ولكن جحظت عيناها من ذاك الشخص الذي يجلس ينتظرها بالداخل هب من مكانه يضع كفه على فمها
لو سمعت صوتك شوفي كدا واتملي بعينك كويس هقتله نظرت لشاشة هاتفه وسلاح أحدهما متوجها نحوه نحو معذب روحها وقلبها همست باسمه واتجهت ليده الأخرى المربية وطفلها الذي يعلو بكائه
البارت الواحد والثلاثون
كالذي ينتظر ذنبا يغفر...
أنتظر مجيئك..
ألم يخبرك قلبك بأني إشتقت لك !!
تعال وأعد ترتيب النبض الذي بعثره غيابك
أتيتك بقلبا ينتفض عشقا وشوقا لأعد ترتيب نبضك ونبضي
ألم تعلمين ان قلب العاشق لايهدأ حتى يبادله محبوبه الوله
خرجت ليلى من غرفة الاجتماعات وقلبها ينتفض بشدة تكاد تأخذ أنفاسها بصعوبة هي لم تحتاج سوى الأختلاء بنفسها دلفت سريعا إلى مكتبها وهي تضع يديها على صدرها تحاول أن تلتقط أنفاسها التي شعرت بإنسحابها انسدلت دمعة بجانب جفنبها إزالتها وهي تضغط على هاتفها بقوة حتى لا تفقد سيطرتها وتقوم الإتصال به..ارتفع صوت شهقاتها حتى وضعت كفيها على فمها ظلا لفترة ثم اتجهت إلى سيارتها
قبل شهر فلاش باك
جاء الصباح استيقظت على ألما يفتك بها فتحت عيناها تنظر حولها متذكرة أحداث الأمس وجدت أسما تجلس بجوارها تقرأ بمصحفها ..اتجهت أسما لها بعدما استمعت لتأوهاتها ابتسمت تمسد على خصلاتها
صباح الخير حبيبتي نمتي كويس..اتجهت تنظر بشاشة هاتفها متسائلة
الفجر أذن ولا إيه!
اجابتها أسما بإبتسامتها الجميلة
صبح صبح ياعم الحج..الساعة خمسة ونص حبيبتي الفجر إذن من ساعة..اعتدلت تتثاءب وهي تضع كفيها على فمها ثم توقفت فجأة بللت حلقها وابتلعت ريقها بصعوبة تتسائل عنه
راكان..راكان فين !
وضعت أسما وجنتيها على راحتيها تتأملها بصمت وبؤس مزق روحها رفعت ليلى رأسها متسائلة
فيه إيه ياأسما بتبصي كدا ليه أنا بسأل عن راكان...قالتها وهي تنزل من فوق مخدعها
وبعدين إزاي متصحنيش للفجر كدا تضيعي صلاة الفجر..قالتها وهي تتحرك إتجاه مرحاضها قاطعتها أسما
راكان مشي امبارح بعد ماحضرتك قلبتي التربيزة عليه ومش بس كدا وعدني انه مش هيقرب منك وقالي خلي بالك منها
تحركت عندما شعرت بأن قلبها هوى بين قدميها..اغلقت باب المرحاض خلفها واستندت تبكي وهي تهمس لنفسها
ارتحتي كدا ودا هعرف أعيش من غير مااشوفه إزاي ولا اشم ريحته ابتلعت غصة مريرة ملئت جوفها بطعم الصدأ لازم تفوقي ياليلى متخليش قلبك يجرك وضعت كفيها على قلبها
يارب ريحني من الۏجع دا...اتجهت لتقوم بالوضوء متجهة للحي القيوم
بعد قليل أنهت صلاتها وجلست تذكر ربها وتقرأ وردها إلى أن أشرقت الشمس وقامت بصلاة الضحى ...نعم حبيباتي فصلاة الضحى تعادل ثلاثمائة وستون صدقة عن أعضاء الجسم وهي سنة وليست فريضة
انتهت ليلى من صلاتها وجلست بأجندتها كاعادتها تتدون بعض الأشياء التي تشعر بها
ثم دونت بعض السطور متنهدة وكأن صورته على صفحات دفترها
ولا زال الخريف يأخذنا معه في رحلته بين الفصول ..
يتعمد أن يبعثر مشاعرنا ..
ليخبرنا أن لا شييء يدوم ..
و أن الأحوال تتغير ..
و أنه يخبئ في نهاياته أمطارا غزيرة
يسڪبها على قلوبنا الظمأى ..
ليتنا مثل الخريف ننفض أوراق مشاعرنا الجافة ..
لننتظر أن تعود خضراء في ربيع ننتظره بڪل شغف... مرت الساعات تلو الأخرى إلى أشرقت الشمس وملأ شعاعها بنور ربها بقطرات فصل الخريف الندية..توقفت تعقد ذراعيها تحتضن نفسها تنظر لتلك المناظر الجميلة مبتسمة وكأن حبيبها يعلم بما تشعر به من حضورها بين تلك الأشجار ابتسمت وهي تضع كفيها على أحشائها
اتمنى ماأشعر به أن يكون حقيقيا وليس حلما فيارب تجعل لي نطفة في أحشائي لكي اتذوق حنانه الذي حرمت منه..دلفت أسما وجلست بمقابلتها تتفحصها بنظراتها
سمعاكي ياليلى قولي إيه ال وصلكم لطلاق والحب الكبير دا بينكم
رفعت بصرها إليها تكاد تسمع دقات قلبها من فرط اضطرابها نظرت بالخارج وقامت بقص كل شيئا لها ابتداء من خطڤ والدها إلى أن أتى بها لذاك المنزل
فغرت شفتيها بعدم تصديق ثم نهضت واقتربت منها تتحدث بعصبية
ايه الناس دي وازاي ترمي ودانك للي اسمها عايدة وتوفيق وبعدين تعالي هنا طنط زينب حذرتك ليه مسمعتيش منها
وضعت كفيها على وجهها واجهشت بالبكاء
عارفة اني غلطت بس ميكنش نتيجة غلطي انه يرميني بالطريقة دي
ساد صمتا مخټنق بحزن بينهما فربتت أسما على ظهرها متحدثة
ليلى راكان معذور اي حد مكانه كان هيطلقك من وقتها ماهو ال اتعمل مش سهل عليه
اتجهت بأنظارها وتحدثت بصوتها المفعم بالبكاء
ولا سهل عليا يااسما أنا شوفته بعيوني والحقېرة دي بتقرب منه تستحملي تشوفي جوزك واحدة تقرب منه يااسما وتقفل في وشك وهو بيبنيلك قصر في الجنة وفجأة تلاقي القصر دا جدرانه عبارة ڼار ټحرق قلبك
ابتسمت أسما بسخرية تنظر للخارج
لا عيشت أكتر من كدا ياليلى
تنهدت پألم شديد وكأنها تحارب نصل سکين حاد مغروس في صدرها ثم أردفت بخفوت
عارفة حسيت بإيه حسيت وكأني في قبر وعايزة اصړخ بس صوتي مش طالع لحد..اتجهت بجسدها تطالعها بنظرات حزينة
انا عيشت جوا الۏجع ياليلى ونوح واقف متكتف بس إنت جوزك بيحارب وبيتحارب من الكل راكان بيعشقك ودا مش كلام دا حقيقة متخليش شيطانك يلعب بيكي وحاولي تحافظي على جوزك وزي ماقولتي هو مكنش قصده انه يقرب منك ولا يدبحك ياليلى بس قلوبكم اتحكمت فيكم وراكان مش الشخص الضعيف ال يسمح لقلبه يضعفه كدا
رفعت كفيها تمسد على خصلاتها بعدما استمعت لتأوهاتها ونحيبها
انا ضايعة يااسما مبقتش عارفة دا حب ولا لعڼة بيحبني ولا بيلعب بمشاعري لما اتأكد اني بحبه اوي كدا
اقتربت أسما تجلس على عقبيها أمامها وامسكت كفيها
والله بيحبك وكتير كمان أنا أكتر واحدة عارفة ومتأكدة من كلامي أنا عشت معاه وجعه مش هقولك بلاش انت بتحسي بأيه لما بتقربوا من بعض بس هثبتلك دا لحظة وراجعة
اطبقت على جفنيها وعبراتها كزخات المطر تغسل وجنتيها إلى أن أتت أسما إليها وقامت بالرنين عليه ثانية مجرد ثانية من رنين الهاتف رفعه سريعا
أيوة ياباشمهندسة ليلى حصلها حاجة..نظرت بعمق لداخل عيناها وأجابته
لا ..ليلى كويسة آسفة اتصلت بدري بس كنت بستأذنك هاخد ليلى عندي البيت تغير جو شوية
مسح على جبينه وهو جالسا أمام غرفة العمليات
أسما ليلى مش هتطلع من بيتها دا إلا بعد مۏتي وعشان منتعبش مع بعض وتقولي شعارات أنا اه دكتاتوري ياستي ومتحكم ودا آخر كلام واسف مضطر اقفل خلي بالك منها
اغلقت الهاتف وهي تطالعها
ايه رأيك دا واحد بيتلاعب بالمشاعر بلاش دا قاطعتها ليلى قائلة
صوته باين عليه الحزن والإرهاق ياترى وصلوا لسلين كنت عايزة تسأليه
ربتت على كتفها متحدثة
دا مش تسأليه حبيبتي دا تروحي وتقابليه وتقوفي جنبه بلاش تقولي الكرامة وشغل الهبل دا انت ال غلطتي من الأول ولو باقية عليه لازم تتنازلي شوية..فيه حاجة كمان عايزاكي تشوفيها بس أشوف مين بيخبط
نهضت متجهة إلى طفلها بعدما استمعت إلى بكائه مع مربيته
صباح الخير ياميرو..رفع ذراعيه وهو يبكي
بابا ..بابا هنا تجمد جسدها للحظات وهو يجذب ثيابها مردفا بين بكائه بابا
اتجهت بنظرها إلى مربيته
هو بيعيط من زمان ..حملته بين ذراعيها محاولة تهدئته
مالك ياحبيبي..ارتفع بكائه اكثر بصوته ينادي أبيه
وصلت أسما إليها
ليلى طنط زينب تحت بتقول جاية تشوف أمير وحشها بس شكلها حزينة أوي
اتجهت وهي تحمل طفلها متجهة إلى زينب
ماما زينب صباح الخير!! ..ليه تعبتي نفسك كنت عرفيني وأنا اجيبه لحضرتك
تلقت الطفل وجلست والحزن يتعمق على وجهها
يعني أهمك ياليلى لو أنا مهمة عندك مكنتيش مشيتي وسبتيني في الظروف دي وأنا ھموت على سيلين..ربتت ليلى على ظهرها
والله ياماما راكان محذرني من الخروج وحضرتك عارفة هو مضغوط بسبب