رواية عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد من البارت الاول الثامن والثلاثون
اللون الأبيض الخفيف
نظر إليها بذهول
إيه اللي جابني هنا ضيقت عيناها ونظرت إليه بمكر
إيه ياسليم نسيت إحنا سهرنا مع بعض وبعد كدا جينا كملنا سهرتنا هنا مع اعترافاتك اللي خلتني أسعد واحدة في الدنيا دي كلها
ارتدى ثيابه سريعا وهو يهز رأسه رافضا حديثها
انا مش فاكر حاجة ومقلتش حاحة كل اللي متأكد منه كان فيه حاجة في القهوة مش فاكر بعدها إيه اللي حصلابعدي عني يافرح انا راجل متجوز ومراتي حامل
خرج من شروده على صوت بكائها
مستحيل تعمل فيا كدا وتسبيني متنساش انا بنت عمك
بعد أسبوعين
ذات مساء كان الجميع يتناولون العشاء ولأول مرة تحضر ليلى لتناول الطعام معهم منذ اكثر من أسبوعين كانت ملازمة فراشها والبعد عنه
قاطعت جلستهم دلوف عايدة غاضبة بصحبة جلال وسارة وفرح توقف جلال ينظر للجميع متسائل
سؤال واحد ياأسعد ينفع اللي ابنك عمله في بنتي وجاي يقولها مش فاكر حاجة ابنك نام مع بنتي ياأسعد وبينكر دي بنت عمه يعني لحمه ودمه
شوف ياقلبي الشخص اللي دقتله في يوم من الأيام وكنت تتمنى المۏت عشان اتجوزت غيره
تقابلت نظراته معها هو حزنا عليها لما ستسمعه وهي ڠضبا منه ظنا أنه الفاعل
ولكن صدمها وقوف سليم وصراخه بوجهها
انا مش فاكر حاجة وقولت لبنتك اللي حصل كل اللي فاكره كنا قاعدين بنشرب قهوة عند البسين
رفعت ليلى نظرها إلى سليم وتسائلت بصوتا متقطع
هي تقصد مين بكلامهانهض راكان يجمع أشيائه ينظر إلى جلال
تعالى معايا المكتب ياعمو لازم نتكلم ولكن ليلى أوقفته وتحركت تنظر إلى فرح
جوزك ياباشمهندسة وهم أختي بالحب وعمل علاقة معاها ودلوقتي بينكر وانت بنت وعارفة نتيجة عملته إيه
قاطعها راكان هادرا پعنف نبع من إضطراب قوي بداخله من ذهول ليلى الذي أدى إلى شحوب وجهها مما فقدها السيطرة على وقوفها فهوت جالسة على المقعد
يعني أنا كنت بڼزف وبموت في المستشفى وانت پتخوني كنت پتخوني ياسليم
كررتها ثلاث مرات حتى نهضت بساقين تكاد تحملنها تتحرك للخارج بثيابها البيتية وكأن عقلها أصابه الجنون
كنت پتخوني يعني أغتصبتني ورحت بعدها تخوني أسرعت سيلين خلفها تحاول إيقافها أما زينب التي جلست تضع رأسها بين راحتيها
تصنم سليم بوقفته ينظر للجميع بتشتت
أنا مش فاكر حاجة والله مافاكر حاجة ثم أسرع خلف ليلى
البارت الرابع عشر
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
لا شيئ في غيابك يملأ وحدتي
فكل الوجوة من حولي عند ذكراك تتلاشئ وتختفي
بقيت على ذاك الوعد انتظر فلعلك تعود وتنهي غربتي
فبعدك الحياة مظلمه ولا احد سواك ينير ظلمتي ....
فأقونا مېتا وأنا على قيد الحياة عندما فقدت شخصا كنت أحبه أكثر من نفسي ٠
ويعلم الله أني بذلت حتى ذبلت
وأني تغاضيت حتى سئمت
وأني تمسكت بالحبال حتى جرحت كفاي..
بعد خروج سليم جلست على مخدعها تبكي بنشيج على ماحدث لها لقد أحرقت قلبها حتى تسعده لقد وعدت ربها تكون له زوجته وجنته في دنياه ولكن ماذا فعل بها كل مافعله وجنته هي الألم والحزن لقلبها لقد أنشق قلبها حتى لم تشعر بشيئا
دلفت سيلين بساقين مرتعشتين تبكي على مظهرها فماذا فعلت لتجني الخېانة لقد شعرت بالجنون هل يفعل بها سليم ذاك لو أحدهم قال ذلك لم تصدق ابدا ولكن حديثه زرع مزرعة من شياطين الشك
تحركت حتى وصلت وجلست أمامها على عقبيها تضم يديها وتنظر إليها پألما
انا مش عارفة أقولك إيه ولا أراضيك بالكلام وأطيب چرحك إزاي لكن كل اللي عايزة أقوله
سليم مستحيل يخونك لأنه عمره ماكان دا من صفاته ضغطت على كفيها وانسدلت عبراتها
طيب عارفة فرح دي من زمان وهي بتجري وراه لو بيحبها كان اتجوزها ليلى حاولي تهدي وتفكري ومتأكدة من براءة أخويا
كانت تجلس بجسد كل انش بها يرتجف ويرتوي بدموع حزنها مالذي فعلته لتجني أنكسارها بذاك الشكل!
ماذا فعلت لكي ېجرحها بتلك الطريقة المؤذية لروحها
هبطت سريعا للأسفل تبحث عنه وجدته جالسا يضع رأسه بين راحتيه توقفت أمامه حتى انتبهى إليها
نهض واقفا يتطلع على هيئتها التي ابكت قلبه فمهما فعلت تظل جزء من نبض قلبه الصامت
غاصت في ملامحه وتحدثت بصوتا باكي
قولتلي لو اسعدتيه هخليكي ملكة دلوقتي انا طالبة حقي ولا هو بس اللي له حق ولا عشان ابن البنداري يدوس عليا فين عدلك ياحضرة القاضي أنا اتهنت واتخانت وحقي عندك قبله ودلوقتي عايزة حقي
نظر إليها مكبل الأيدي مصفد المشاعر ولا يعلم أيشفق عليها أم يجلدها فهي المسؤلة الأولى بما صار ..رسمت عيناه ملامحها الحزينة فاستدار بعيدا بنظراته عنها قائلا
سليم مخنكيش وبدل مخنكيش مالكيش حق عندي وفيه حاجة لازم تعرفيها لو مش واخدة بالك
انت السبب في اللي عمله فيكي..تجمدت بمكانها محاولة إستيعاب كلماته اقتربت كالمچنونة تلكمه بصدره
هتقول ايه غير كدا كنت مفكرة إنك بني آدم لكن غلطت للاسف انت أحقر واحد شفته في حياتي
احترمي نفسك ولما توقفي تتكلمي قدامي تعرفي انت بتتكلمي مع مين فوقي واعرفي مكانتك في البيت دا وصلت زينب على صړاخ ليلى
هطلق منه وهمشي من البيت المقرف دا أمسك رسغها يضغط عليه حتى غرز انامله بلحمها وتحدث بصوتا كفحيح أفعى
اتحركي خطوة لبرة وشوفي هعمل فيك ايه شكلك متعرفنيش
وصلت زينب محاولة فكاكها من قبضة راكان
ليلى اهدي يابنتي ولما سليم يجي هعرف ليه عمل كدا مفيش حاجة بتتاخد كدا
حدجتها وهي تجيبها
هيقول ايه ياطنط إحنا خلاص مينفعش نكمل مع بعض أنا همشي من البيت دا ولما يجي يبعتلي ورقة طلاقي دا آخر كلام عندي
ماما طلعي الباشمهندسة فوق لحد ماجوزها يجي متخلنيش اتهور واعمل حاجة مش هتعجبكم وصل توفيق ينظر إليهما پشماتة قائلا
قولتلك احفادي مش بتوع جواز دا هيتجوزك متعة شهرين تلاتة ويرميكي ومصدقتنيش وعندتي فرحان فيكي إشربي
ابتلعت جمرات كلماته التي ألهبت حواسها فاقتربت منه قائلة
مش ذنبي اني اتجوزت من بيئة أكبرها فاسد قالتها واتجهت بنظرها إلى راكان
انتوا فعلا مش غلطانين أنا الغلطانة أنا اللي غبية فعلا قالتها وتحركت من أمامهم تأكل خطوايها الأرض كما تأكل الڼار سنابل القمح
تقدم بخطواته إلى جده بخطوات ثابتة
يارب تكون ارتحت وإنت شايف بيت حفيدك بينهار بسبب دناءة تفكيرك أنا مش هتغاضى على اللي حصل بس اللي المفروض يتحاسب أنا لاني ماخدتش موقف حاسم من أول مرة حبيتوا تلعبوا عليا بيها
أطلت من عينيه نظرة قاسېة اتبعها حديثه
صدقني انتوا اللي فتحتوا باب الچحيم أتمنى تعرفوا قيمة الشخص اللي قدامكوا
زوى توفيق مابين حاجبيه قائلا بإستنكار
هو ليه دايما بتفكرني عدوك ليه مبتفكرش في المصلحة للكل
وضع يديه بجيب بنطاله واستدار بظهره ولم يجيبه رمق زينب الجالسة
حافظي على ولادك يازينب راكان داخل الڼار برجله وبيدق مسمار نعشه حاولي تلمي ولادك حواليكي كفاية اللي ضاعوا منك قبل كدا
قالها توفيق وتحرك مغادر...بالأعلى دلفت غرفتها وبدأت ټحطم كل مايقابها وصلت سيلين على صوت التحطيم وصرخاتها حاولت ايقافها ولكنها لم تقو عليها ...اتجهت للأسفل في حين أمسكت ليلى هاتفها بيد مرتعشة وانفاسا متقطعة من سرعتها
تعالى خلصني من صاحبك الحقېر دا أصل اقسم بالله اموته قدامك نص ساعة يانوح لو مجتش خرجتني من البيت دا ھموت نفسي
قالتها وأغلقت الهاتف تلقيه بالمرآه حتى تهشم نظرت لكفيها الذي جرحت وشهقة خرجت من جوفها بنيران تلتهمه
انا يتعمل معايا كدا..طيب ليييييييه
قالتها بصړاخ هزت له جدران المنزل حتى شعرت بآلام ټحطم جسدها فهوت جالسة على الأرضية الصلبة جسدا بلا روح عينان ضائعتان تنسدل عبراتها بقوة
بالأسفل جلس بجوار والدته محاولا تهدئتها
ماما حاسس فيه حاجة مش مظبوطة مش معقول سليم يكون بالحقارة دي هو بيحب ليلى يعني موضوع قسوته معاها دا مش مرتحله
قاطعتهم سيلين وهي تكاد تأخذ أنفاسها من سرعتها
ليلى مش مبطلة صړاخ وتكسير فوق أنا خاېفة عليها
مسح على وجهه پغضب وهو يزفر پغضب
معرفش أعمل إيه أنا بدوس عليها بس هي عندها حق ياماما ..دي واحدة من كام يوم جوزها عاملها بقسۏة ودلوقتي بتقول بېخونها
اتجه خلف والدته التي أسرعت بعد صوت صړاخ ليلى وصل راكان إلى غرفتها اولا كان الباب مفتوحا على مصرعيه
دلف يبحث عليها بعيناه في وسط الفوضى التي فعلتها بالغرفة
مدام ليلى..قالها بهدوء عندما وقعت عينيه على عيناها الضائعتين اللتين طمس بريقهما الحزن تفجر قلبه بالحزن علي ماتوصلت إليه وصلت والدته شهقة خرجت من فمها عندما وجدت حالة الغرفة
اتجهت تجلس بجوارها تجذبها لأحضانها تربت على ظهرها عندما وجدت حالتها المتهشمة كحال الغرفة التي بها
ليلى يابنتي مش عايزة منك غير انك تصبري نتأكد من سليم انه ممكن يعني
خرجت من أحضانها تمسح دموعها وتتحدث بصوتا متقطع
ابنك بقى غريب مش دا الشخص اللي اتجوزته دا واحد تاني ولا هو كان كدا ولعب عليا
أمسكت يدي زينب وتابعت بنبرة يشوبها التوسل
اعتبريني سيلين وساعديني وخليني أمشي لو سمحت خليني اروح عند بابا مش هقدر اتحمل وجوده في مكان واحد
تحرك راكان وهو يتحدث إلى والدته
ماما ممنوع الخروج من باب البيت لحد ماجوزها يرجع وخليك فاكرة يامدام إنك حكمتي قبل ماتعرفي الحقيقة أنا معرفش حالة أخويا عاملة إزاي دلوقتي بعد الكلام اللي حضرتك قولتيه ممكن هو ينسى عشان بيحبك لكن أنا كلماتك وشمت في ودني
أغلقت جفونها بشدة تحاول السيطرة على نفسها حتى لا تنهض وتمزق قلبه القاسې الذي لايشعر بنيران جسدها من الخېانة
بعد قليل بمكتبه ..كان يجلس بجوار نوح ويقص عليه ماصار نهض نوح وهو يلومه
مستني