الفصل السابع عشر شظايا قلوب محترقة

موقع أيام نيوز

وعدك ليا ياإسحاق فضلت تقول أنا عندي استعداد أعمل وأعمل وجاي دلوقتي تقولي عاجز!.. 
اقترب منه وغرز عينيه بأعين أخيه 
دا قبل ماأعرف أنه ابن مرات مصطفى السيوفي والمصېبة الأكبر أنها عرفت أنه ابنها التقط الملف الذي كان بين يديه وألقاه إلى فاروق 
بص شوف صورة الراجل دا وركز فيها أوي..فتحه بأيدي مرتعشة نظر إلى الصورة المحفوظة بداخل الملف ثم رفع عينيه إلى أخيه
مش فاهم حاجة دي صورة طفل وصورة ست وراجل.. 
ضړب على الملف بقوة أصابت عقل فاروق بالجنون حينما انبثقت أحرفه التي شعر حينها بتمزق روحه وهو يردف
ركز يافاروق في صورة الراجل الولد نسخة تانية من أبوه الحقيقي وخد المفاجأة الكبيرة الطفل التاني دا بيكون إلياس السيوفي.. 
تشتت حيرة بنظرات ضائعة يهز أكتافه 
أنا مش فاهم حاجة مال السيوفي بأرسلان والراجل اللي في الصورة..
ثارت جيوش ڠضب إسحاق وفقد السيطرة حتى أرجع خصلاته للخلف وكاد أن يقتلعها وهو يشير إلى الملف مرة وإليه مرة
أرسلان بيكون ابن الراجل اللي في الصورة والطفل دا أخوه لأنهم اتخطفوا الاتنين وطبعا إحنا لقينا أرسلان ومصطفى لقي إلياس إيه يافاروق أومال لو مااشتغلتش مخابرات الدماغ دي فين ركز ودقق في ملامح الولد أمه جاتلي من شهرين ووقفت قدامي وهددتني ورغم كدا حاولت وقطعت كل السبل اللي تقدر تثبت فيها أي حاجة تخصه ومنعته عن بيت السيوفي لكن المصېبة الولد مقدرتش عليه الډم بيحن يافاروق ولأول مرة أرسلان يعارضني..
عدت دقائق من الصمت الممېت بالغرفة بعد إلقائه قنبلة حديثه التي جعلت فاروق يشعر بانسحاب أنفاسه وكأن الهواء سحب من المكان بأكمله..
تراجع يفتح زر قميصه وارتجف جسده بالكامل هرول إسحاق إليه بكوب من الماء الموضوع على سطح المكتب 
فاروق اشرب خد نفس زاغت أبصاره يردف بتقطع 
متخلهمش ياخدوه ياأسحاق أنا ھموت لو حاولوا يبعدوه عن حضڼي.. 
ربت على كتفه وأظلمت عيناه بالأسى على أخيه سحب بصره بعيدا عنه وأطرق رأسه خجلا وعينيه تحولت لجليد.. 
هو ميعرفش حاجة كنت بسأله عن حالة إلياس من وقت مامرات السيوفي جاتلي وأنا براقبهم كلهم عرفت فيه مشكلة عندهم بس معرفش إيه هي أرسلان حكى شوية كلام عن حالة إلياس بس هو ميعرفش ربطت الكلام مع التقرير وجمعت الأخبار كلها ودلوقتي أنا شاكك 99 أنه أخوه منتظر التحليل كلام إلياس اللي أرسلان قاله بيوحي بكدا..
رفع رأسه يتمتم بتقطع 
ممكن يكون مشكلة تانية ومش أخوه..
هز رأسه بالنفي وأجابه
فاروق راجل زي إلياس لما يوصل به الحال للتدهور دا يبقى اعرف الموضوع كبير وتخبطه بالكلام وكمان أنه يروح مستشفى هو وأخوه دا مش طبيعي أنا كلمت المستشفى علشان أعرف هو كان بيعمل إيه وبكرة الصبح الأخبار هتكون عندي بس أنا من خبرتي بقولك الاتنين دول أخوات ولو كدا يبقى إلياس مش هيسكت علشان البلاوي اللي ورا دا كله عمهم ودا أخباره كلها بتقول أنه مچرم وفيه شك كبير يكون له علاقة بمنظمات أنا وراه كان لازم أعرفك علشان نفكر إزاي نبعد الشك عن إلياس أو ..صمت للحظات ثم تابع حديثه
نزور التحليل اللي هيحاولوا يعملوه نحاول بكل الطرق مايوصلوش لحاجة بس طبعا دي هتكون مغامرة كبيرة جدا ولو أرسلان عرف ممكن نخسره للأبد.. 
توقف مترنحا يشير بيديه
لا لا..إياك تعمل حاجة زي كدا أنا لازم أقابل أمه الحقيقة..
توسعت أعين إسحاق بذهول ولم يشعر بنفسه وهو يهتف
تبقى مچنون!..
مرت عدة أيام ولم يعرف مكانه حتى شعر مصطفى بالعجز رغم سلطته والبحث عنه بينما فريدة التي التزمت الفراش ولسان حالها يردد اسمه.. 
جلس بمكتبه مع أحد الضباط المقريبين إليه 
مفيش مكان إلا ما دورنا فيه مش عايزين ننزل صورته للجهاز تليفونه مقفول وعربيته هنا..
قاطعه إسلام 
طيب نشوف المستشفيات يابابا يمكن..هب من مكانه مڤزوعا وشعر بتوقف نبضه
متكملش يابني الله لا يسيئك دار بالمكتب محاولا أخذ نفس استمع إلى هاتفه.. رفعه وأجاب سريعا
إيه ياأرسلان مفيش جديد.. 
أجابه قائلا
للأسف ياسيادة اللوا مفيش أي أخبار لو يفتح تليفونه هيكون سهل نوصله لكن مفيش أي أمل نمشي عليه وكمان العربية.. 
تنهيدة عميقة غادرت ضلوعه ليجيبه بأسى وقلب محفور بحروف الألم
تمام يابني ربنا يرد الغائب..
بالأعلى بغرفتها متمددة على فراشها تحتضن نفسها بوضع الجنين تضم قميصه لأحضانها دلفت إليها غادة تحمل طعامها اتجهت إلى فراشها بعدما وضعت الطعام على الطاولة 
ميرال..قومي حبيبتي علشان تاكلي بقالك يومين ماأكلتيش حرام عليكي متنسيش إنك حامل قاطعهم طرقات على باب الغرفة دلفت رؤى تطالع ميرال بعيون حزينة كأنها چثة على فراش الوداع.. 
مفيش جديد ياغادة..هزت رأسها بالرفض وترقرقت عيناها بالدموع 
مفيش بابا بيحاول يوصله أنا خاېفة على ماما فريدة..
نهضت ميرال من مكانها بعدما استمعت إلى حديث غادة تحركت بخطوات واهنة تستند على الجدار بأقدام حافية دفعت الباب ودلفت للداخل وجدتها تغفو وبكفها إبرة مغروزة يبدو أنها مهدئ أو مغذي لم تكترث لذلك اتجهت إليها وجلست بجوارها على الفراش مع متابعة غادة ورؤى إليها توقفتا على باب الغرفة يطالعونها بأعين ينبثق منها الحزن مسدت على خصلات فريدة 
ماما ..كررتها عدة مرات لتفتح فريدة عينيها بوهن دقيقة تطالعها بعيون تحمل من الألم ماينشق له الصدر اختلج صدرها بقبضة كادت أن تزهق روحها كيف تلومها على ما فعلته بهما وهي تحمل من الغصص مالا يتحمله أحد انسابت دموعها كغزارة المطر تشهق بصوتها الباكي 
أنا عايزة جوزي ياماما ليه عملتوا فينا كدا قلبي وجعني ومش قادرة أتنفس..كانت دموعها تنصهر على خديها من حديث ميرال المؤذي لروحها هل اقتص ربها بما فعلته بالماضي ظلت عيناها متعلقة بأعين ميرال التي ارتجف جسدها وهي تحتضن أحشاءها 
عايزاه يرجع ياماما وهاخده ونهاجر من هنا خلاص مبقاش ينفع نقعد هنا خلي عمو مصطفى يرجعلي جوزي لو سمحتي هسامحك والله..
أزالت عبراتها تهز رأسها مقتربة من فريدة تحتضن كفيها ثم انحنت عليهما تقبلهما 
أبوس على إيدك مش قادرة أتنفس ياماما..رفعت كفيها على رأسها وأردفت بتقطع 
هيرجع حبيبتي أنا متأكدة أنه هيرجع مش هيقدر يبعد كتير..
عند إلياس قبل عدة أيام بعد حديثه مع فريدة خرج من المنزل سيرا على الأقدام حاول حرسه أن يتابع سيره ولكنه رفض ظل يتمشى بالشوارع دون هدى اختلى بنفسه مثل الطفل التائه جلس أمام النيل ينظر إليه بدموع تخط على وجنتيه كالفتاة التي فقدت والديها وهي بعمر العاشرة ظل لبعض الوقت ومازالت دموعه تنساب بصمت اڼهارت حصونه وهو يتذكر ذكريات طفولته هنا شعر بخناجر تغرز بصدره.. 
آاااه..خرجت بقيح چروحه ومازالت ملامحه لوحة من الألم والحزن ابتسامة حزينة يهمس لنفسه بحروف الألم حياتي ضاعت بقيت مهشم ماليش وجود لا حصلت إلياس السيوفي ولا حصلت يوسف الشافعي..
إنت مهشم ياإلياس مالكش وجود تحمل ماضي مشوه وبقايا لحياتك اللي مش عارف هتكون إزاي إنت ضعت لا إنت مت مۏتوك وإنت عايش..
آااه صړخة توغلت صدره يحرك كفه عليه عله يزيل كم الألم الذي يشعر به.. 
دقائق بل ساعات مرت وهو مازال جالسا ينظر بشرود للنيل..قاطعه رنين هاتفه عينا ممزوجة بالدموع والۏجع العميق يمرر أنامله على صورتها التي أنارت شاشة هاتفه..
قلبه يحنو إليها ويتعاطف لنبضها باسمه ولكن عقله وآه من عقله
تم نسخ الرابط