الدهاشنة لأية محمد
المحتويات
الأريكة ليشير بيديه إليه
_بس كويس إنك جيت لإني كنت عاوزك.
جلس بدر بالمكان المشار إليه وهو يسأل باستغراب
_عايزني أنا! ليه خير
تطلع له مطولا قبل أن يتحدث بجدية
_انا ملاحظ إنك من ساعة ما تالين ورؤىرجعوا وأنت متغير ١٨٠درجة.
وبوضوح شديد تساءل
_أنت لسه بتحبها يا بدر
احتدت نظراته وإحتلتها الجفاء والقسۏة التي صاحبت نبرته
_أنا مفيش بقلبي تجاهها غير الكره يا أحمد أنا مكنتش أتمنى إني أنجبر أشوفها مرة تانية لأن ده بيخليني أقرف من وجودي معاها بمكان واحد بس محلولة.
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
_إزاي
أجابه بإيجاز
_روجيناطالعة رحلة لاسكندرية هي وحور وآسر مكنش موافق فقولتله هطلع معاهم عشان أخد بالي منهم وكده.
تهجمت معالمه وهو يستمع من إبن عمه عن سفر خطيبته الذي يفترض معرفته أصغر التفاصيل المتعلقة بها! ومع ذلك حرص على الا يلاحظ بدر ذلك عله لا يفسر الأمور بمنظور أخر فقال بثبات وتحكم شديد
_كويس وأهو تغير جو وتنسى بقا اللي فات لازم تبص لنفسك ولحياتك يا بدر...
أومأ برأسه بهدوء فتعجب كلا منهما حينما استمعوا لصوت شجار عڼيف يأتي من أمام باب شقتهم فردد بدر بدهشة
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
رد عليه احمد
_معرفش تعالى نشوف في أيه
وبالفعل خرجوا سويا فوجدواماسة تبكي بشدة وتتعلق باللعبة التي يحملها طارق والأخير لا يقبل بتركها أسرع إليهم بدر فجذب ما بيد طارق ثم قال
_في أيه يا طارق
قال پغضب شديد
_كل ما بمسك لعبة عايزاها دي بقت حاجة تقرف.
انكمشت ملامحأحمد
بضيق شديد فقال وهو يحاول تهدئتها
_مش هتبطل عنادك ده يا طارق قولنالك ألف مرة متحاولش تضايقماسة لإنها تعبانه!
رد عليه بكره شديد
_الكل عمال يقول تعبانه تعبانة وهي بتجري وبتنطط فين التعب ده
_طلعها فوق يا أحمد وأنا هحاول أفهمه.
منحه نظرة قاتمة قبل أن يجذب يدها برفق للأعلى أما بدر فجذب طارق للأسفل بعدما لف يديه حول كتفيه ليشير له بابتسامة هادئة
_تعالى يا بطل.
وولجوا سويا للداخل فأخذ يحاول بقدر المستطاع أن يجعله يستعب طبيعة مرض ماسة فبنهاية الأمر مازال صغير تتعقد الأمور له أحيانا.
أما بالأعلى.
مسح أحمد دموعها وهو يردد بابتسامة صغيرة
_ما خلاص يا ستي جبنالك اللعبة أهو ولا أنتي لسه عايزة حاجة تاني
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
_أمم شكلك عايزة تحتلي ألعابه كلها والمرادي هيولع فيا وفيكي.
لوت شفتيها بحزن فقربها أحمد إليه پألم ثم قال
_بكره وأنا راجع من الشغل هجبلك ألعاب كتيرة أحسن من اللي عنده إتفقنا
ابتسمت وهي تشير له برأسها فنادى المربية ثم قال
_خديها أوضتها يا إلهام وخليكي جنبها.
أومأت برأسها في طاعة ثم جذبتها للداخل وعينيه متعلقة بشقيقته التي صار حالها ېمزق القلوب!
استرخى آسر بمقعده بعد إنتهائه من العمل الشاق الذي تراكم عليه لسفره للبلد بالفترة الماضية فجذب جاكيته المطروح على ظهر المقعد ثم ارتداه ليتجه للخروج كاد بتخطي الطرقة التي تفصل بين مكتبه ومكتب يحيى فتوقف وهو يتأمل باب المصعد الحديدي المغلق ضيق عينيه بنظرة متفحصة فاقترب منه ليتفاجئ بالمصعد العالق بين الطبقتين خشى أن يكون بداخلهما أحدا فبالطبع كيف تعلق هكذا فصاح عاليا
_مصطفى... مصطفى..
أتى مهرولا إليه وهو يردد
_أمرك يا بشمهندس.
أشار له بضيق شديد
_عامل الصيانة مجاش ليه يعمل الأسانسير!
أجابه مسرعا
_من الصبح عمال يقول ساعة وجاي ولسه لحد الآن مجاش.
بحزم أضاف
_وأنتوا مستنين أيه هاتوا واحد غيره شكل في حد بالأسانسير... إتحرك بسرعة.
ركض وهو يرفع صوته
_حاضر.
وصليحيى للعمارة التي تضم شقة صديقه القديم بعدما إنتقل لشقة أكبر منذ سنوات صعد الدرج مسرعا حتى وصل للطابق المنشود كاد بأن يطرق على باب الشقة فتفاجئ به مفتوح فأسرع للداخل باحثا عنها..
ابتسامة خبيثة تشكلت على ثغرها ففور رؤية سيارته بالأسفل حتى رتبت أمرها فوقفت على سور الشرفة لتضمن نجاح خطتها اهتدت نظراته الباحثة عنها حينما رآها تقف على سور الشرفة فأسرع إليها وهو يصيح بها بإنفعال
_يمنىأوعي تتهوري وترتكبي ذنب تدفعي تمنه غالي.
واقترب منها بحذر ثم مد يديه إليها وهو يتابع حديثه
_هاتي إيدك وبطلي جنان.
أخفت ابتسامتها بحرافية ماكرة ثم قالت بلهجة حرصت لجعلها بائسة
_وأيه اللي يخليني باقية على حياتي يا يحيى أنا قرفت من كل حاجة ونفسي أرتاح.
قال وعينيه تتفحص السور التي أوشكت قدميها على تخطيه
_مفيش راحة اللي هتعمليه ده عقابه عند ربنا عسير.
قالت بيأس مصطنع
_هيكون رحيم عليا من البشر.
إقترب المسافة المتبقية بينهما وهو يتابع بحديثه
_طب إهدي وأنا هخلي أخوك يوافق على الشخص اللي حبتيه.
ابتسمت ساخرة والمكر يداهم عينيها
_مش لما الشخص اللي بحبه يقبلني!
تصنعت عدم رؤيته وهو يقترب منها فتركته ينتشلها بعيدا عن السور لنجأتها مثلما ظن هو عاونها على الوقوف ثم جذبها للداخل وأغلق باب الشرفة ليصيح بها پعنف
_إنتي إتجننتي! أيه اللي عايزة تعمليه ده
قالت پانكسار مزيف
_مفيش بإيدي حاجة أعملها.
قال بهدوء
_متقلقيش أنا هحاول أساعدك.
ابتسمت بخبث ثم إقتربت منه لترفع يدها على صدره فوزع نظراته بين قربها الشديد منه وبين يدها بعدم استيعاب وخاصة حينما قالت
_لو عايز تساعدني يبقى تتقبل حبي ليك وتتجوزني يايحيى.
جحظت عينيه في صدمة وهو يحاول إستيعاب كونه الشخص المتزوج الذي تحبه! هز رأسه بعدم تقبل تلك الحقيقة فأبعدها عنه وهو يشير لها
_أنتي أكيد مش في واعيك.
إلتصقت به مجددا وهي تجيبه بجراءة
_أنا عمري ما كنت في واعي غير النهاردة أنا حبيتك من سنين من قبل حتى ما تتجوزها ولما اشتغلت معاك كنت بحاول أخليك تحس بيا بس دلوقتي خلاص جوازتك من المچنونة دي مش لازم تستمر أكتر من كده.
جلدته تلك الكلمة فنهشت جسده نهشا فدفعها بعيدا عنه حتى ارتطمت بالأرض بقوة وبتقزز أضاف
_مسمحلكيش تتكلمي عن مراتي كده أنا بجد مصډوم فيكي وفي اللي وصلتي له من هنا ورايح المكتب متخطهوش برجليكي والكلام اللي قولتيه هنا النهاردة ده متكررهوش تاني.
وتركها وكاد بالرحيل فتعلقت بقدميه وهي تردد پبكاء
_انا آسفة يا يحيى مش هتكلم عنها كده تاني ومش عايزاك تتطلقها.
ونهضت لتقف من أمامه ثم إقتربت منه بطريقة مخجلة لحيائها كأنثى لتستطرد
_أنا عايزاك أنت وبس حتى لو هنتجوز بالسر!
_إبعدي.
عن الفور تدارك ذاته باللحظة المناسبة فجذب قميصه الملقى أرضا وأسرع بالخروج من ذاك المكان الذي يشبه اللعڼة أسرعت من خلفه فدفعها بعيدا عنه وهو يردد بتقزز
_أنا لولا أن أخوكي صاحبي وعشرة عمر أنا كنت ڤضحت وساختك.
وتركها وغادر فجزت على أسنانها بغيظ وصدمة من تماسكه أمامها! لا تعلم بأن من يعشق من صمام قلبه لا يرى أمامه الا من فتنت قلبه وعقله.
بعد معاناة تمكن العامل من تصليح العطل القابع بالمصعد وفور الإنتهاء من الإصلاح استكمل المصعد مهامه بالهبوط للطابق الأرضي فأسرع آسر للأسفل ثم فتح باب المصعد ليتفاجئ بها مغشي عليها فزع حينما رآها ملقاة كمن فارقتها الروح فإنحنى ليقربها إليه ثم لطم وجنتها برفق
_آنسة تسنيم.. سامعاني
كانت شاحبة كالمۏتى فحملها بين يديه ليصعد بها لمكتبه مجددا بعدما طلب من العامل إحضار الطبيبة في الحال وبالفعل ما هي الا دقائق معدودة حتى انتهت من فحصها لتؤكد له بأنها بخير ولكن إحتجازها بمكان ضيق كهذا منعها من إستنشاق الإكسجين اللازم وأخبرته بأنها ما هي الا دقائق وستستعيد وعيها تدريجيا جذبآسر احد المقاعد ثم جلس لجوارها ينتظر لحظة استعادتها للوعي فتحت جفن عينيها الثقيل بصعوبة وهي تحاول التقاط نفسها المتقطع بدأت الرؤيا توضح تدريجيا فوجدت ذاتها بمكتبه انتفضت تسنيم بجلستها وأخذت تتأمل المكان برهبة شديدة إقترب آسر منها ليتساءل بشك
_أنتي كويسة
إرتجف جسدها وتراجعت للخلف وهي تردد پخوف مبالغ به
_أنا هنا بعمل أيه وأنت ليه مقرب مني كده
رغم دهشته من طريقتها الغريبة ولكنه تفهم بنهاية الأمر الحالة المسيطرة عليها فسمات الصعايدة صعبة فيما يرتبط بالأصول فأشار لها بيديه
_إهدي بس الأول.
واستطرد ليوضح لها
_أنتي كان مغمى عليكي بالأسانسير وأنا طلبتلك دكتورة ولسه ماشية حالا.
ابتلعت ريقها على مهل ثم عدلت من خمارها الطويل لتجذب حقيبتها ثم رددت بصوت واهن
_شكرا لحضرتك يا أستاذ آسر..
وتحملت على ذاتها لتنهض عن الأريكة فرفعت معصمها ومن ثم شهقت پصدمة
_يا خبر الوقت إتاخر أوي أكيد باب السكن إتقفل.
استمع آسر لما قالت وإن كان صوتها منخفض فقال بذهول
_بس الساعة١٠ونص!
رفعت عينيها إليه ثم قالت پخوف
_الباب بيفقل الساعة ٩.
ثم اتجهت تجاه الباب فخطى خلفها وهو يناديها
_تسنيم استني.
وقفت محلها تشدد على حقيبتها بارتباك فوقف مقابلها ثم قال
_تسمحيلي أوصلك بعربيتي..
كادت بالاعتراض فقاطعها
_زي ما قولتي الوقت إتاخر ومينفعش تمشي بالوقت ده لوحدك ويا ستي إعتبريني تاكسي واركبي ورا..
صمتت قليلا تحسبها فقال بحزم
_متضعيش وقتك أكتر من كده يلا.
لم يكن لديها حلول أخرى اتبعته للأسفل باستسلام فأخرج سيارته من الجراج ومن ثم وقف مقابلها فصعدت بالخلف على استحياء تحرك بها وكانت مرشدته تجاه السكن الجامعي ومع أن وصلوا حتى وجدوا الباب مغلق من الخارج بالقفل المعدني مثلما تفعل مديرته كل يوما حرصا على سلامة الطلبات ولأجل الحفاظ على قوانين السكن انكمشت ملامحها في يأس ولمعت الدموع بحدقتيها فماذا ستفعل بهذا الوقت المتأخر وإلى أين ستذهب
هبط آسر من سيارته خلفها فوزع نظراته بينها وبين القفل الكبير ثم قال بثبات
_ولا يهمك تعالي معايا وقضي الليلة مع حور والبنات.
أعدلت طرف خمارها الطويل وهي تجيبه بتوتر
_لا مفيش داعي هشوف أي مسجد. أو سكن قريب من هنا.
بحدة قال
_سكن أيه ومسجد أيه بلاش كلام فارغ بعيد عن إنك صاحبت حور فإحنا من بلد واحدة وبنعمل مع الغرب أكتر من كده ولا أيه!
أخفضت رأسها أرضا بحرج مما تعرضت له خلال هذا اليوم الغامض ففتح آسر باب السيارة الخلفي ثم أشار لها بالصعود فصعدت على استحياء ليتحرك بها تجاه العمارة الخاصة بهم.
بشقة عبد الرحمن.
ظل لجوارها حتى غفت تماما فداثر عبد الرحمن والدته بحنان ثم تسلل للخارج بهدوء حتى لا يوقظها فإتجه للمطبخ ليعد كوب من القهوة الساخن ثم جلس يحتسيها
بانتشاء وكأن مذاقها يذكره بتلك الفتاة ذات العين البنداقية لأول مرة تتعلق ذاكرته بأحد ليس لإنه يكره النساء ولكن لإنه لم يجد من تلفت انتباهه انتشله من شروده الهائم بفتاة أميركا رنين هاتفه فرفعه ليجد اسم الكبير ينير من شاشته لعق شفتيه بتوتر وكأنه يتلصص على تفكيره فوضع الكوب من يديه على الطاولة ثم وقف ليجيبه بلغة صعيدية
_كيفك يا عمي يارب تكون بخير.
أتاه صوت فهد الحنون
_بخير يا ولدي انت اللي أخبارك أيه وحشنني أوي.
ابتسم وهو يجيبه
_اني بخير والله تسلم يا غالي.
انتظر دقيقة ثم قال
_اني كلمتك عشان أقولك تتدلى البلد أخر السبوع الجاي أنت ووالدتك مع الشباب.
صعق عبد الرحمن مما استمع عليه فبترت الكلمات على شفتيه ولم يجد ما يقوله فاسترسل فهد حديثه قائلا
_متقلقش هبعتلك عربية إسعاف تجبها وهي إهنه جوه عيونا يا ولدي.
ابتسامة
متابعة القراءة