الدهاشنة لأية محمد

موقع أيام نيوز


يجلس ليتناول طعامه بالتداخل على الفور دفع عبد الرحمن أيان للخلف بينما قيد أحمد وبدرذراعآسرالقوي فصړخ به أحمد بضيق 
_اهدى يا آسر وإحترم وجود عمي! 
مغيب هو عن وجود أي أحدا لجواره فكل ما تلتقطه عدسة عينيه هو صورة ذلك اللعېن القذر كاد بالھجوم عليه مجددا فمنعه سليم ليأمره بصرامة 
_كفياك يا آسر خلينا نشوف جاي عايز أيه! 

تركت راوية مقعدها بعدما التصقت به لفترة في محاولات مستميتة لأن تحرك ساقيها فدنت منه ثم قالت بنبرة مهتزة أحبالها 
_بنتي كويسة 
كان يقف كالصنم يتجاهل جميع من حوله فنظراته لا ترى أحدا سوى فهد الذي مازال يجلس على مقدمة طاولته ويتطلع له بسكون مريب قاطعه حينما نهض عن مقعده ليقترب منه بخطوات بطيئة لا تليق سوى بهيبته ليقف من أمامه ثم رفع عصاه الانبوسية المميزة ليضعها على كتف أيان رافعا صوته بكل شموخا 
_جاي ليه يابن المغازي! 
تحرر لسانه عن سكينته حينما قال
_أنت عارف كويس يا فهد اني مستحيل هدخل بيتك وهقف قدامك كده غير وأنا مجبور .. 
ابتسم آسر ساخرا 
_ده لانك اتعودت ټضرب من تحت لتحت زي الستات ما بتعمل بالظبط فوضع الرجالة مش مناسبك في المواجهة. 
تحمل غلظته وابتلع اهاناته التي كان مذاقها كالعلقم واسترسل حديثه وعينيه مازالت تتطلع لفهد 
_بنتك في المستشفى ومحتاجة نقل للنخاع الشوكي منك أو من ابنك.. فكان لازم أجي وأعرفك... 
اعتلت الصدمة وجوه الجميع وانطلقت صرخات راوية لتعاون البعض في استيعاب تلك الكلمات الثقيلة رددت پبكاء وۏجعا 
_بنتي عملتوا فيها أيه... لأ.. 
تلك المرة فشل الشباب بأكملهم إيقاق آسر الذي انهال عليه بلكمات افتكت بوجهه الذي ڼزف بغزارة أمام قوته وشراسته بالھجوم لم يتوقف تلك المرة الا حينما جذبه فهد وهو يصيح بانفعال 
_وبعدهالك! قولتلك متتدخلش في الموضوع ده اتحكم في اعصابك. 
رد عليه آسر باندفاع 
_بعد اللي سمعته ولسه بتقولي أتحكم في أعصابي! 
نهض أيان عن الأرض ثم جذب جاكيته الملقي أرضا ليرتديه باهمال وتحرك بخطوات مجهدة تجاه باب الخروج وهو يقول بصوت يكاد يكون مسموع 
_أنت عارف طريق المستشفى كويس.. 
وقبل أن يخرج من الباب استدار برأسه تجاه كبيرهما وقال بكره نجح بزرعه في لهجته 
_ومتفكرش مجيتي هنا معناها ان العداوة اللي بينا انتهت يا فهد اللي بينا مش هينتهي غير پموتك أو بمۏتي. 
وغادر تاركا النيران تنهش قلب تلك الأم المسكينة التي تتمزق على ابنتها

بۏجع فلم يعينها وجود تسنيم وحور وباقي النساء لجوارها بل كل ما تراه هو زوجها فأسرعت اليه لتقف من أمامه قائلة پخوف من هدوئه الغريب
_فهد.. قولي انك مش هتتخلى عن بنتك وتسبها ټموت! 
شدد يديه على طرف عصاه ليجيبها ببرود غامض 
_بنتي! هو أنا ليا بنات! 
حرصت بأن يصل الهواء لمجرى تنفسها فهي بحاجة بأن تسترد وعيها سريعا لأجلها فقالت بدموع ترقرقت بعينيها
_لا مستحيل تعملها روجينا من لحمك ودمك يا فهد حرام عليك... هتقدر تعيش وانت شايل الذنب ده. 
لم يهتز له جفن ملأ السخط نظراته المتجهة إليه فتراجعت للخلف بظهرها وهي تردد پصدمة 
_مبقتش عارفة الانسان اللي عايشة معاه بس لا يا فهد أنا مش هقعد وأتفرج على بنتي وهي بټموت أنا وابني مش هنتخلى عنها سامع! 
وجذبت الجلباب الأسود الذي تحمله تسنيم ثم عقدت حجابها حول رأسها بإهمال لتتجه الخروج وهي تشير بيدها إليه 
_يلا يا آسر. 
تلك النظرة العميقة المتبادلة بين الأب وابنه غامضة حتى عليها فكانت حائرة فيما يلقنه فهد من تعليمات غريبة اتنقلت لمن يتقبلها ويعلم بفك شفراتها علاقتهما خاصة وفريدة من نوعها يحترم بها الابن ابيه والاب يحترم ويقدر ڠضب ابنه وثورته خشى سليم ان تزداد الامور سوءا بين ابن عمه وزوجته فظن كما ظن الجميع بأنه سيمنع آسر من الخروج ولكن تبادل النظرات الصامتة بينهما جعل الجميع في حيرة مما يحدث حتى انتهى الأمر بينهما بإيماءة رأس آسر ليتجه للخروج وهو يشير لوالدته بأن تمضي لجواره فاتبعه بدر وأحمد.. 
بسرايا المغازية 
استمعت للمتصل بحرص شديد فامتعضت معالمها فور سماع هذا الجزء الغير محبب لها ثم قالت پغضب 
_لسه عايشة!!! هي البت دي بسبع ترواح! 
هدأت قليلا وهي تضيف بابتسامة شيطانية 
_وتفتكر فهد هيرضى يتبرعها أو هيقبل يخلي ابنه يتبرع! 
اليوم كان بالنسبة لها انتصارا عظيما فما يسعدها حقا بأنها تخلصت مما تحمله بين أحشائها لا تعلم بأن ما تحمله لم يكن عائقها أبدا بل حبها النابض بداخل قلبه! 
يا كسرة هذا القلب المسكين الذي يعاني منذ تلك اللحظة التي اشتد بها عود ابنتها ليتها ظلت تلك الطفلة الصغيرة ذات الجدائل القصيرة فلا شك بأنها كانت ترتكب الأخطاء ولكن على الأقل كانت تضمها لصدرها وتحتويها ولكن الآن فشلت في ضمھا اليها فباتت ابنتها المدللة متمردة عنيدة تأبى الخضوع إليها ولكن كل ما حدث معها لا يساوي ۏجع تلك اللحظة القاسېة وهي ترى ابنتها تستلقى وسط عدد ضخم من الأجهزة حتى لم تكن بحاجة لتسأل الطبيب عن حالها فمن يرأها بتلك الحالة المذرية يقسم بأنها على شفى حفرة المۏت خرت قوة رواية لتصرخ باكية وهي تهرول لفراشها
_بنتي حبيبتي قومي يا نور عيوني قومي يا حتة من قلبي.... ليه تعملي فينا وفي نفسك كده... ليه يا بنتي أنا مربتكيش على كده والله ما أثرت معاكي.... يا رب كله الا عيالي خد عمري وهي لا... 
وانحنت ساقيها أمام ذاك الفراش الذي تعيقه الاجهزة فتمنعها حتى من ملامسة يد ابنتها ظلت معها بالغرفة بمفردها بينما لم يضيع آسر الفرصة فاتجه لمكتب الطبيب أولا قبل أن يدخل إليها فما أن ولج للداخل حتى وجد أيان يستلقى على المقعد باهمال والطبيب يعالج چروح وجهه فما أن تطلع اليه حتى رأى بوضوح عينيه التي تترقرق بالدموع لم يعنيه الأمر كثيرا فيكفيه نظرة الكره التي يسددها اليه فبنهاية الامر هو الذي أوصل الأمور إلى هنا سحب آسر نظراته ثم تطلع للطبيب ليقول بلهفة 
_أنا جاهز للاجراءات اللي حضرتك تطلبها يا دكتور. 
حانت من الطبيب نظرة جانبية لأيان الذي همس بصوت مرهق 
_أخوها. 
جذب الطبيب الملف الموضوع على سطح مكتبه ثم اشار لهما بتتبعه وهو يردد بعملية 
_كويس انكم اتحركتوا بسرعة لان الحالة غير مستقرة وللاسف الفحوصات والاشعات اللي هنعملها بتاخد وقت مش أقل من خمس أيام فكل ما اتحركنا بسرعة كل ما كان أفضل للحالة.. 
اتجهوا سويا خلفه حتى وصل لنهاية الرواق الطويل ليصل لغرفة قريبة من الغرفة التي توجد بها روجينا فما أن رأهم بدرالذي كان يقف أمام الغرفة ينتظر زوجة عمهم فقال الطبيب على عجلة من أمره وهي يشير للممرضة بالانضمام اليه 
_أستاذ آسر حضرتك بتعاني
من اي أمراض مزمنة. 
أشار له بالنفي فقال بابتسامة مصطنعة 
_كويس... هنتحرك على طول. 
وأشار للممرضة قائلا 
_اتفضل مع الممرضة عشان نبدأ الفحوصات. 
ظل آسر محله وقبل أن يتبعها اقترب من أيان وهو يحذرة بنبرة شرسة 
_متقربش من الأوضة طول ما أمي جواها فاهم! 
منحه أيان نظرة متبلدة تعكس ما يشعر به في تلك اللحظة فربت بدر على كتفيه وهو يشير إليه بتأهب 
_متقلقش أنا مش هتنقل من هنا روح أنت.. وشوية وأحمد هينزل من عند ماسة. 
أومأ برأسه ثم غادر بهدوء رغم اشتعال نظراته التي تراقبان ذلك النذل الكريه إليه. 
طرق أحمد على باب الغرفة ثم ولج يبحث بعينيه عن يحيى فوجده يجلس على المقعد المجاور لفراشها وعينيه متورمة من فرط الإجهاد فاقترب وانحنى بجسده

ليطبع قبلة حزينة على جبينها ثم قال وعينيه تتطلع اليها 
_مفيش أي جديد يا يحيى! 
هز رأسه نافيا 
_لا لسه زي ما هي.. 
شفق عليه فهو الوحيد بينهما الذي يملك حربا دائمة مع الابتلاءات لذا يتمنوا ان تطرق السعادة بابه دنا أحمد منه ثم عاتبه قائلا 
_كده تخبي عني اللي حصل هي دي مش أختي برضه وأمرها يهمني.. 
اتجهت نظراته المحطة اليه ليجيبه بابتسامة يجاهد لرسمها 
_مكنش ينفع أقلقك في يوم زي ده يا عريس. 
انكمشت معالمه بضيق 
_عريس! أنا اختي عندي اهم من الدنيا كلها يا يحيى انا فعلا زعلان منك ولولا
حالتك دي أنا كنت عرفت أخد حقي منك وقتي. 
ضحك وهو يعني بمقصده فابتسم أحمد هو الأخر وهو يخفي حزنه وتمزق قلبه على ما يحدث له فجذب جاكيته الملقي على الفراش ثم قدمه له قائلا 
_طب يلا ارجع البيت كده غير هدومك وريحيلك ساعتين.. 
التقط منه الجاكيت ثم أعاده لمحله وهو يقول 
_لا مش هتنقل من هنا ارجع انت يا احمد لعروستك ميصحش تسبها لوحدها من الاول كده.. 
رد عليه بتصميم 
_يحيى انت مش هتقدر تقعد جنبها وأنت بالحالة دي لازم على الاقل تاكلك لقمة... 
ثم ربت على يديه 
_يلا اسمع الكلام وانا هفضل هنا مكانك لحد لما ترتاح وترجع. 
منحها يحيى ابتسامة ممتنة ثم انتصب بوقفته ليمنحها نظرة اخيرة تختم معالمها بداخله قبل أن يغادر.. 
ظلت رواية لجوارها حتى خيم الليل بجلبابه الأسود المعتم مازالت تجلس على سجادة الصلاة تدعو وتتوسل لله أن ينجد ابنتها مما تمر به.. 
عادوا جميعا للسرايا فرفضت رواية الصعود لجناحها الذي يجمعها بزوجها القاسې ذو القلب الحجري من وجهة نظرها لذا قطنت بأحدى غرف الضيوف ابتعدت عنه لأول مرة منذ زواجهم لعله يشعر بسوء ما ارتكب ولكنها لا تعلم بأنه ينازع ألم لا يحتمله رجلين ألما ېمزق جسده لأشلاء وكل جزء يكبت صراخاته خلف قناع البرود الزائف فاكتفى بتحركاته السرية التي ظنها مخفية عن الجميع! 
بجناح بدر 
دنت من باب الجناح بخطوات مترددة حتى أنها فكرت كثيرا قبل أن تطرق ولكنها وجدته الأنسب لما تود قوله طرقت عدة مرات حتى فتحت رؤى الباب فابتسمت قائلة بترحاب 
_تالين! اتفضلي يا قلبي.. 
وجهها التعيس فشل برسم بسمة صغيرة فقالت بجفاء 
_بدر لسه صاحي يا رؤى 
رغم دهشتها من تلك الحالة الغريبة التي تسيطر عليها الا أنها أشارت بيدها للداخل
_أيوه يا حبيبتي ادخلي. 
ولجت تالين للداخل فاستقام بدر بجلسته فور رؤياها واستقبالها بابتسامة هادئة 
_يا أهلا بعروستنا ده أنا قولت انك نسيتنا.. 
جلست رؤى جواره لتمازحها قائلة 
_هي نسيتنا بس دي نست الدنيا مهو خلاص عبد الرحمن أكل دماغها. 
بدت اليهما غير مرحبة بالمرة بالحديث وخاصة عنه فقالت بجدية تامة 
_ممكن أتكلم معاك شوية يا بدر. 
شعر بأنها تود الحديث معه على انفراد لذا كان ذكيا في إبعاد زوجته عن المجلس حينما قال 
_معقولة تالين مجتلناش من زمان ونسيبها كده من غير واجب ضيافة. 
نهضت وهي تجيبه بلهفة 
_نسيت والله حالا
وتركتهما ورحلت لتعد ما يناسب استقبال شقيقتها الحبيبة فما أن ابتعدت عن الغرفة حتى تساءل بدر باستغراب 
_في أيه يا تالين شكلك مش طبيعي خالص من لما ډخلتي! 
لعقت شفتيها بتوتر وهي تحاول ايجاد المناسب لقوله وبعد فتره من الصمت قالت
_بدر انا مش عايزة أكمل في العلاقة دي أنا مش عايزاه ومش عارفة اتكلم مع مين لاني مش هقدر اقول اسباب فملقتش
 

تم نسخ الرابط