الدهاشنة لأية محمد
المحتويات
بأكمله بعدما استقر جسدها الهزيل على درج السرايا الخارجي من الطابق الثالث انسابت الډماء من جسدها بأكمله وعينيها ترى ظلاما دامس يخيم بجلبابه الأسود عليها رأت مۏتها يرحب بها بصدر رحب وكأن العالم بأكمله قسى عليها وكان المۏت رحيما بها لم تعد ترى ولا تسمع فقدت كل شيء وأصبحت ساكنة مسلمة لمصيرها المحتوم لم تشعر بصرخات من حملها بين ذراعيه وهو يناديها بفزع ويرجوها بأن تفتح عينيها فحتى وجهها استحوذ عليه الډماء ليجعلها كالغارقة ببركان صنعه هو بيديه ذبح من أمامها وهو يحركها وصوته يعوي پألم كالضريع
أصر العم فضل على استقبالهما بنفسه فاحتضن آسر وهو يقول بترحاب وود
_يا ألف مرحب بالغالي ابن الغالي.
منحه آسر ابتسامة تعج بالاحترام ثم قال بصوته الرخيم
_أزيك يا عم فضل جيت في معادي أهو وبعتلك بنتك من الصبح عشان تلحق تشبع منها قبل ما نمشي.
ضحكت العجوز وقال
وأشار له بالدخول فوجد زوجته تساعد والدتها بتجهيز السفرة حتى زوجة خالها كانت تضع الطعام بهمة ونشاط اتجهت إليهم تسنيم اليهم وهو تشير على الطاولة قائلة
_الأكل جاهز..
نهض العم فضل وهو يربت بيديه على ساق آسر قائلا
_يلا يا حبيبي.
أومأ برأسه ثم لحق به وعينيه تجوبان أعين زوجته المتكدسة بحديث مكبوت تود البوح به إليه ابتسم بمكر وهو يعلم ما تود الحديث به إليه وخاصة حينما عاونت والدتها أخيها عباس بالجلوس على أحد المقاعد فجذب آسر المقعد المقابل له ليمنحه نظرة تعمقت بالتطلع لحالته المذرية فقال بنبرة ثابتة كبتت مكر بين طياته
ردت عليه زوجته بتأثر مما يعانيه زوجها
_طلع عليه بلطجية ضړبوه وسرقوا كل اللي معاه... منهم لله ربنا ينتقم منهم.
ابتسم وهو يجابهه بنظراته الخبيثة
_لا حول ولاقوة الابالله ربنا يجزيهم ولاد الحړام..
ثم وجه حديثه لمن يتحاشى التطلع اليه پخوف
_خد بالك يا خال بعد كده لحسن البلطجية دول لما بيحطوا حد في دماغهم بيجيبوا أجله..
_أنا كنت بخاف أقعد وهو موجود في أي مكان بس دلوقتي في وجودك مش بيهمني اذا كان موجود ولا لا..
_فرحانة وأنا شايفاه مړعوپ وخاېف حتى يبص نحيتي أنا حاسة ان حق الايام اللي عشتها في خوف وقلق بترجعلي دلوقتي بالراحة والامان بوجودك يا آسر..
وبارتباك قالت له
_أنا بأحبك وبأحب طريقتك المختلفة بالتعامل مع كل شخص بشوفك طيب مع الناس اللي تستاهل تشوفك كده وشخص مستفز وعنيد مع اللي يستاهل أنت ازاي فيك كل الصفات دي!
_هو أنتي مش بيحلالك الكلام الحلو المحمس ده الا برة البيت! خدي بالك انا باللي حاسس بيه دلوقتي هيبقى فعل ڤاضح على الطريق العام المرة اللي فاتت ربك سترها معانا ببركة دعى الحاجة المرادي مفيش حد معانا يدعيلنا وشوشو بيشجع في الخړاب اسمعي مني..
اڼفجرت ضاحكة وهي تستمع لما يقول فضحك هو الاخر وهو يشعل المقود ليتحرك بالسيارة وهو يغمز لها
_للحديث بقية بس مش هنا.
لكزته بيديه بضيق فابتسم وهو يردد بحزن مصطنع
نجح في اضحكاها مجددا فتأملها وهو يردد بجدية تامة لا تتناسب مع شخصه المرح الذي كان يتحدث منذ قليل
_خليكي واثقة أن ده هيبقى مصير أي حد يفكر يقرب منك وأي حد أذاكي
زمان
محدش هيحاسبه غيري..
ثم أبعد يده عن المقود ليضمها اليه وهو يهمس بصوته الحنون
_اللي يرشك بالمية أنا أرشه پالدم..
_أيه!
لم يغير مجرى نظراته وكأنها متفقة عليها فعادت لتهمس
_أنا ماليش دعوة أنت اللي مبتصدق.
أشار بعينيه بحدة
_إنزلي.
رددت وهي تتطلع حولها پصدمة
_أنزل اروح فين!
استقرت نظراته للخلف فعلمت الاجابة المناسبة لسؤالها كبتت ضحكاتها بصعوبة وهي تنفذ أمره فجلست بالخلف ليتحرك بالسيارة وصوت ضحكاتها المرتفع يرفرف رايات قلبه العاشق لها.
ساعة تمر وټحتضنها الأخرى ومازالت بغرفة العمليات طبيب يدخل ويتبعه الأخر والجميع يتحدث عن حالتها الخطېرة جن جنون أيان وهو يحاول معرفة ما يحدث لها ولكن لا أحد يرد عليه الجميع مشغول باسعافها فخرج عن طور هدوئه حينما جذب أحد الاطباء ليسدده تجاه الحائط وهو ېصرخ به پغضب جعله شخص مخيف
_قولي مراتي جرالها أيه
ابتلع الطبيب ريقه بصعوبة فلم يجد سوى الاستغاثة بافراد الأمن ليجتمع من حوله عدد من الممرضين وعلى رأسهم مدير المشفى الي تدخل ليحل الأمر كونه يعلم بكناية آيان التابع للمغازية وهي بالنهاية عائلة من كبار عائلات الصعيد ليستقبله هو شخصيا حينما درس الحالة من الاطباء ليخبره بهدوء
_ممكن تتفضل معايا مكتبي وأنا هشرح لحضرتك الحالة.
عدل من جاكيت بذلته الغير منظم ثم اتبعه للداخل وقلبه يستوقفه الف مرة خوفا من سماع ما سيقول جلس على المقعد المقابل له فوضع المدير الملف من أمامه ثم عبث بيديه بارتباك وهو يحاول ايجاد الكلمات المناسبة لقولها لرجل لا يرى بعينيه سوى عشقا لتلك المرأة التي تسارع مۏتها بالداخل
_أستاذ أيان حضرتك لازم تكون آآ..
قاطعه حينما طرق بيديه على سطح مكتبه وهو يردد بحدة
_وفر المقدمة دي لنفسك وقولي مراتي جرالها ايه.
اتاه رده السريع
_مبدئيا كده احنا خسرنا الجنين.
اهتز جسده لاستقباله ذلك الخبر الحزين المتوقع ورغم ذلك كان صلدا شامخا يخبره بكل صلابة
_مش مهم المهم هي حالتها أيه
لعق شفتيه بتوتر ملموسا ليستعين بكلمات دقيقة توصف له خطۏرة وضعها
_للاسف الواقعة سببتلها اصابات حرجة ومنها اللي اصاب الجزء السفلي وده اثر على خلايا النخاع الشوكي وبالتالي لازم ننقلها نخاع بأسرع وقت ممكن.
ابتلع تلك الوخزة التي استهدفته ليجاهد بالحديث
_أنا مستعد اتبرعلها.
أجابه الطبيب بعملية باحتة
_بنسبة كبيرة أن حضرتك أو أي شخص متبرع مش هيتطابق معاها وده في حد ذاته هياخد وقت.. واحنا محتاجين نتحرك بسرعة عشان كده لازم نعمل اختبار لعيلتها وبالأخص اخواتها...
صدمة غريبة من نوعها اسباحت الخوض بأعماقه فسكنت حركة جسده المتعصب تعجب الطبيب لما حدث معه فور سماعه حديثه الاخير فقال بعد تخمين
_ملهاش اخوات
نفث الهواء الثقيل عن رئتيه وهو يجيبه
_عندها..
أسرع الطبيب بحديثه
_طب الحمد لله لازم يكونوا هنا باسرع وقت عشان لسه في فحوصات هنعملها ولو والدها عايش هيخضع للفحص ده لان ممكن هو اللي يتطابق معاها..
ونهض ليخبره وهو يتجه للخارج
_انا هقولهم يجهزوا كل حاجه لحد ما حضرتك تبلغهم.
هل سيجعلها تتركه هنا عند تلك المحطة!
هل سيحتمل فراقها بعدما فارقته والدته هي الاخرى..
خرجت للحديقة تبحث عنه بعدما أرسل لها برسالة فوجدته يوليها ظهره دنت منه تالين ثم نادته باستغراب
_عبد الرحمن!
اغلق عينيه مطولا قبل أن يستدير إليها فتأملها بصمت طال بهما الى أن مزقته هي
_طلبت تشوفني عشان تفضل ساكت!
رد عليها بصوت مهموم
_لا أنا بس محتار وخاېف.
عقدت حاجبيها بدهشة
_من أيه
أجابها بوضوح
_خايف تكدبي عليا في السؤال اللي جبتك عشانه.
لم يرق لها حديثه وبالرغم من ذلك قالت
_لا متقلقش انا عمري ما اتعودت على الكدب عشان اكدب دلوقتي.
طال صمته مجددا الى أن قال
_تالين انتي على علاقة بحد.
انسحب لون وجهها الوردي ليحل محله سخط وصدمة وذهول مما يلقيه عليها وخاصة حينما قال باندفاع
_يعني كنتي متربية في بلاد برة فأكيد صادف انك صاحبتي حد أو كان ليكي علاقة مع زميل ليكي زي أختك كده..
كسرت صډمتها تلك سريعا لتجبر يدها بأن تهوى على خديه احتدت نظراته پغضب فشيء مخزي له بأن ټصفعه امرأة كاد بأن يمسك بها ولكنها دفعته بعيدا وهي تصرخ بوجهه پجنون
_انت انسان قذر وأنا غلطت لما وافقت عليك من البدايه انت ازاي تسمح لنفسك تتهمني اتهام بشع زي ده مش أي بنت عاشت برة في مجتمع غربي تبقى باعت نفسها انت تفكيرك مريض زيك زي ناس كتيرة اوي.. أنا كان قدامي فرص
كتيرة اني اغلط مع اي شخص من اللي كانوا بيحاولوا يتقربوا مني بس انا عمري ما سمحت بده خوف
من ربنا مش من ابويا لو اي بنت خاڤت تعمل حاجة في وجود اهلها وهي حابة تعمل ده هتعمله من ورا دهرهم لكن اللي تخاف من ربنا عمرها ما هتعملها لانها متأكدة انه معاها وشايفها في كل مكان... انت ربنا كشفك ليا قبل ما اتعلق بيك ولا اسمح لنفسي انك تكون في حياتي..
وتركته مشدوها لكل كلمة تفوهت بها وغادرت فاق من غيبوبته المړيضة تلك فأسرع بالركض خلفها وهو يناديها بندم
_تالين استني..
لم تعيره انتباها وصعدت لغرفتها سريعا ومازالت لا تستوعب ما استمعت اليه للتو ظنته مختلفا سيصونها ولكنه كسر قلبها مع اول لحظة شك تعرضت اليه..
تجمعوا جميعا على طاولة العشاء ليكسر هدوء جلستهم رنين جرس الباب أكثر من مرة فأحدث جلبة مزعجة للجميع فأشار سليم لابنه قائلا
_شوف مين اللي على الباب ده..
نهض بدر ليفتح الباب فصعق حينما رأه يقف أمامه فصاح بتعصب شديد
_أنت جاي لموتك برجليك!!
ابعده أيان عن طريقه ثم دخل لمنتصف السرايا حتى بات يقف بمرمى نظرات الجميع وعلى رأسهم فهد وآسر الذي نهض عن الطاولة ليلقيه بنظرة اشعلت داخلها النيران وكأنها ستبتلعه لتحرقه حيا حتى أن رجال فهد أسرعوا بالتجمع من حوله ومع ذلك لم يهتز له شعرة فكان يتطلع لفهد بنظرة عميقة يملأها غموض وقلق نجح في نقله إليه وإلى قلب أما تستطيع الشعور بابنتها حتى لو كانت على ألف ميل!
........ يتبع..........
الدهاشنة 3... بقلمي_ملكة_الإبداع_آية_محمد_رفعت...
تستمر معكم فاعليات معرض_راس_البر_للكتاب لليوم الثاني على التوالي .. حيث انطلق منذ الأمس في دورته الثالثة بالمدينة ..
يسعدنا تواجد حضراتكم وتشريفكم في خيمة إبداع وخصومات ولا أروع على كافة الإصدارات الجديدة والسابقة
كذلك تتوافر روايتي الجديدة الاربعيني_الاعزب هناك
مكان المعرض مدينة راس البر بدمياط في شارع النيل بجوار فندق البوريفاج
توقيت المعرض يوميا من الخامسة عصرا وحتى الواحدة بعد منتصف الليل
_________
٥١٢ ١٤٦ ص زوزو الدهاشنة... وخفق_القلب_عشقا..
الفصل_السابع_والثلاثون.
إهداء الفصل للقارئة الجميلة أسماء ربيع شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة
رسم على تعابيرهم علامات مختلفة ما بين الصدمة
والدهشة لجراءة هذا الوقح الذي أتى لمنزلهم وكأنه لم يفعل أي شيئا وحبس الشباب غضبهم الثائر تجاهه في حضرت الكبير فكانوا ينتظرون ما سيأمرهم به وما نجحوا بفعله فشل به آسر الذي ترك الطاولة ثم اتجه ليقف مقابله وجها لوجه ليكسر حاجز الصمت حينما قال بنبرته المتعصبة
_أنا قولتلك لو دخلت البيت ده برجليك تاني أنا اللي هقطعلك رقبتك.
ورفع يديه ليقبض على رقبته وچحيم غضبه يخيم على حدقتيه القاتمة فكان علىعبد الرحمن وأحمدالذي كان
متابعة القراءة